أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - أمي .. الأم المثالية














المزيد.....

أمي .. الأم المثالية


يسرا محمد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 17:05
المحور: مقابلات و حوارات
    


قبسٌ من سراج وهّاج، روض من رياض الجنة على الأرض، مهد الحياة، أنشودة أمل تبعث في داخلك الدفء والحنين، واحة السكينة والهدوء والطمأنينة، الصديقة الصدوقة الأصدق لأقرب الناس لها، معزوفة لحنية لا يمكن أن تمل منها أبدا، إنها الأم.
الأمومة إحساس لا يمكن وصفه مهما استخدمنا من كلمات القواميس، لغة لا يمكن ترجمة مفرداتها، لأنها وحدها تُتقن تفسيرها، مشاعر جياشة لا تنضب مهما نهلت منها، حقًا إنها الوحيدة التي يُتعبها الحب ومع ذلك، فهى لا تكتفي من هذا التعب مطلقا، بل ترغب دائمًا في المزيد والمزيد.
تضحياتها على مر السنين مع أبنائها وزوجها تُؤلف فيها الكتب، العطاء بلا مقابل وبلا حدود، سر إلهي يبثه المولى عز وجل فيها، فلا تُجهد نفسك في اكتشاف غموضه، لأنك مهما حاولت ستفشل في حل اللغز أو حتى فهمه.
مسابقة الأم المثالية التي تُعقد كل عام، يجب أن لا تكون مسابقة تفوز فيها أم واحدة، فجميعنا لدينا أم مثالية، جميعنا لدينا أم ضحت وعانت وقاست من ظروف الحياة، لكى تُربي أبنائها أفضل ما تكون التربية، ساهمت في جعلهم عضوعامل، وفعّال في نهضة مجتمعهم، حتى وإن لم تنل هى القسط الكافي من التعليم مثلهم، لكن فطرتها أدركت أهمية التعليم وفائدته العظيمة في الارتقاء بالوطن، فكيف لا تكون أمي أو أمك الأم المثالية؟!!، هل بالمسابقات تحظى أمهاتنا باللقب؟!! بالطبع لا.
المثل الشعبي القائل "اللي بلا أم حاله يغم"، حقيقى ومعبر جدًا، ففقدان الأب يُفقدك الأمان، لكن فقدان الأم يُفقدك أشياء معنوية أكثر منها مادية أو ملموسة، لن تعرف قيمتها إلا بعد أن تُدرك عدم وجودها في حياتك، فيكفي أن تقرأ الحديث المتداول "يا ابن آدم ماتت التي كنا نُكرمك من أجلها، فاعمل لنفسك نُكرمك"، حتى وإن ذهبت الكثير من الأقاويل أنه ليس بحديث، فهو في حد ذاته يوضح حقيقة الصلة الروحانية بين العبد و ربه في رضاء الأم عليك، ودعائها المستمر لك في كل أمور حياتك أن يوفقك سبحانه وتعالى ويرعاك ويحفظك وييسر لك أمورك، فبرضائها وحده يرضى الله عنك، وبدعائها فقط تُفتح لك جميع الأبواب المغلقة في وجهك، لذا ما يحدث من عقوق الأبناء لوالدتهم مرض خبيث يُصيبهم وندعو الله لهم أن يتم شفاءهم منه وبسرعة، لأنه لا يفيد البكاء على اللبن المسكوب بعد ضياع العمر، وعندما تأتي ساعة الحساب و"يا ليتني" لن تشفع ولن تنفع، فهنيئًا لمن عرف قيمة وجود أمه في حياته قبل أن يفقدها.
أمي، أنتِ لي الحصن المنيع من الوقوع في الزلات والأخطاء، أنتِ لي الملجأ الوحيد من ظلم الحياة وقسوة من فيها، أنتِ القدوة والمثل الأعلى، أنتِ كنزي في هذه الدنيا وأنا ميراثك الذي عانيت سنين طويلة كى تجمعيه فأنا "شقا عمرك"، وأدعو الله في كل صلاة أن يجعلني الميراث الذي تفخرين به ما حييتي، كما أدعوه عز وجل أن يحفظك لي ويُطيل لي في عمرك ويرزقك العافية، ويجزيك خير الجزاء على صبرك وتحملك مصاعب الحياة من أجلنا، نعم هذا واجبك، ولكنه حق علينا أن نرعاكِ في شيبتك كما راعيتنا في شبابك ولم تبخلي علينا بعمرك، وكيف لا أكون ملك يمينك والجنة تحت قدميك !!.



#يسرا_محمد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر التي في خاطري
- المصلحة
- نكبة فلسطين وإرهاصاتها
- فن التعامل مع الغير
- للعدالة وجوه كثيرة
- بين التاريخ والدراما .. متى اللقاء؟!!
- سيناء .. مصرية
- الاقتصاد ولعبة السياسة
- الغيرة القاتلة
- فاتن حمامة .. مدرسة الفن الجميل
- التقدير
- العيب فينا
- حصاد 2014
- عن معنى الثقة أتحدث
- الحقيقة التائهة


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - أمي .. الأم المثالية