أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - على أبواب الذكرى الرابعة للثورة السورية و الربيع العربي















المزيد.....

على أبواب الذكرى الرابعة للثورة السورية و الربيع العربي


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على أبواب الذكرى الرابعة للثورة السورية و الربيع العربي
أصبح لدينا حلم
مع انطلاق الثورة التونسية ثم مع مشاهد معارك الشوارع في التحرير ثم المظاهرات الأولى في درعا ولد حلم .. حلم بدا حقيقيا جدا , أن نعيش أحرارا , أن نحول كل ذلك الكلام الذي كتبناه أو تخيلناه عن أننا بشر نستحق الحرية , عن المجتمعات "المثالية" التي حلمنا بها و تجادلنا حولها و رسمنا صورا بدائية لها , حيث يفترض أن يعيش الناس أحرارا و متساوين , تباينت تلك الصور بين ليبرالية الغرب أو ليبرالية إسلامية مزعومة و دولة الخلافة و المجتمع الشيوعي حيث لا طبقات و لا سلطة .. ما حصلنا عليه حتى اليوم لا يمت لذلك الحلم بصلة , و هذا يفترض أن يستفزنا بالفعل .. مع انطلاق الربيع العربي اعتقدنا أننا قريبون من "تغيير" حقيقي , لم نرض يومها بأقل من "تغيير العالم" , لكننا اليوم نحاول فقط أن "نقاوم" القوى السلطوية السوداء ( لأن كلمة الظلامية تستخدم اليوم للإشارة إلى بعضها فقط , مبرئة بعضها الآخر ) .. الحفاظ على الحلم في هذه الظروف , ظروف التراجع الثوري و الجماهيري و النزيف المستمر في الأصدقاء و الرفاق و انهيار الآمال بانتصارات سهلة قريبة , قد يكون صعبا .. من الغباء المطلق عدم الاعتراف بكل هذا , أن نسلم رقابنا لبعض الانتهازيين أو الوصوليين أو للقوى السلطوية التي تتجاذب تلك الثورات و تحاول أن تدفع الجماهير لتخوض معاركها هي , ليس فقط أني شخصيا لا أستطيع التصالح مع هذا العالم , مع ما فيه من قهر و استبداد , مع الزيف و الكذب , ما زلت أعتقد أن تصالح ضحايا هذا العالم مع واقعهم هو أيضا صعب إن لم يكن مستحيلا .. قد تكون المقاومة صعبة اليوم , مؤلمة , مكلفة , و قد نحتاج للكثير من عشق الحرية لنفعل ذلك , أيضا كيلا نصبح مجرد ضحايا أغبياء في صراعات السادة على استعبادنا , لكن الحلم يبقى , و إن بصيغته الساذجة البدائية .. على كل في عالم كعالمنا ليس أمام الناس العاديين الكثير من الخيارات , يبقى أحدها هو أن يستمروا بالمقاومة , بالمحاولة , مع وعي كامل بواقعنا , يمكننا أن نكمل مسيرة الموت إن شئنا لكن دون أن نصبح ضحايا غبية في معارك السادة و لا عبيدا سعداء , واعين بأنه من الغبي جدا أن نموت في سبيل أي سيد أو مستبد أو في سبيل فكرة غبية
أحد العلامات شديدة السوء في احتفالات الذكرى الرابعة للثورة السورية هي أنها تحولت إلى طقس أشبه باجتماعات الأحزاب التقليدية و الرسمية القديمة , طقس يمتزج فيه الملل و الشعور بالعبث مع ترديد بعض الكليشهات التي ما زال من المقبول ترديدها بشيء من الجدية , طقس أشبه بكتابة وظيفة مدرسية .. أحد تلك الكليشهات , و أحد العلامات شديدة السوء أيضا في احتفالات الذكرى الرابعة , هو استخدام كلمة العظيم كلازمة ضرورية في كل مرة يذكرون فيها اسم الشعب السوري , الثورة السورية , السوري عموما .. كم أنت "عظيم" أيها الشعب السوري و أنت ترقد في قعر البحار , في المخيمات , في العراء , في المقابر , أو في الآبار .. كم أنت "عظيم" و أنت تجوع , و تعرى , و ترتجف بردا , و تموت , و تذل , و العالم بأسره "يتآمر" عليك .. خلافا لما يردده أزلام الاستبداد , لم يخسر السوريون الأمن الذي كانوا "ينعمون" به في ظل الاستبداد , ما جرى هو أن موتهم البطيء قهر و فقرا صار موتا عاجلا بالبراميل و الدبابات و الكيماوي , المصيبة هي أكبر و أقصى , ف"الشعب العظيم" ليس مطالبا اليوم أيضا إلا بالتصفيق و الصمت و انتظار أن يقوم "سادته الجدد" "بتحريره" .. ليس فقط الموت بصمت , بل أيضا الصمت عن النفاق الجديد و الفساد الجديد و الأكاذيب الجديدة و الأوهام الجديدة التي تردد على مسامعه و تكاد تتحول إلى قهر جديد ضده .. المطلوب من الشعب "العظيم" اليوم هو أن يرفع مرة ثانية ( المرة الألف ربما أو المليون ) سادته الجدد فوق ظهره , فوق أشلاء أطفاله
ما تزال خطة المعارضة السورية , بكل تلاوينها و فصائلها , هي هي : محاولة استدعاء تدخل أمريكي أو دولي عسكري يقضي على الأسد ( أضيفت إليه الآن داعش ) , تدخل يتوقع أن يؤدي إلى تسليم السلطة لتلك المعارضة .. و من الواضح جدا أن هذا لن يتحقق في ظل الظروف القائمة , عدا طبعا عن أن هذه الخطة لا تتفق أصلا مع طبيعة و أهداف ثورة شعبية ضد نظام استبدادي قامت في سبيل الحرية الحقيقية للناس العاديين .. المعارضة , المسلحة و السياسية بفصائلها المختلفة , ليست اليوم قوة فعلية على الأرض , و بشكل من الأشكال , لم يكن هذا أحد خياراتها , على عكس الإسلاميين , الجهاديين خاصة .. و هذا يعود بنا إلى الفارق المهم بين الحلم الذي راود السوريين العاديين , و بين الحلم الذي راود المعارضة مع اندلاع الثورة .. الحلم الذي راود المعارضة كان أن تصبح سيدة سوريا "الحرة" , و هذا يتفق مع حلم الجماهير فقط حتى إنجاز مهمة إسقاط الأسد .. عملت المعارضة على "الاحتفاظ بقواها" لمرحلة ما بعد الأسد , خلافا للثوار الذين استهلكوا قواهم في المعارك الأولى للثورة , و أيضا خلافا للإسلاميين , الجهاديين أساسا , الذين زجوا بكل قواهم في المعركة و تمكنوا بالنتيجة من تحويل مشروعهم إلى واقع على جزء مهم من الأرض السورية ( لا أقصد داعش فقط , بل أيضا النصرة و أحرار الشام الخ ) ..
الإسلام السياسي , الجهادي تحديدا مرة أخرى , في أزمة .. لكنه لا يرى أو لا يشعر بعمق أزمته و جديتها , لسبب بسيط هو أنه أصبح يملك الكثير من السلاح , و المال , لذلك فهو يرى أنه في صعود , هو اليوم قوة فعلية على الأرض , رقم صعب في الثورة أو في سوريا "الحرة" و سوريا عموما , و هناك قوى سلطوية إقليمية عدة مستعدة للتعامل معه , مباشرة أو تحت الطاولة , انطلاقا من مصالحها في إضعاف النظام الأسدي و حليفه الإيراني أو للحصول على هامش مناورة أكبر في العلاقة مع الأمريكان الخ .. أزمة الإسلام السياسي و الجهادي تتحدد أساسا في انهيار المثال الذي كان يبدو حقيقيا و مغريا بالنسبة للكثير من السوريين قبل الثورة أو في مراحلها الأولى .. الاقتتال الداخلي و البيني الذي وصل حدودا شديدة التطرف من حيث طرق القتل و عدد القتلى و تبادل الاتهامات كشف الغطاء الميتافيزيقي الذي كان يلتحف به أصحاب هذا المشروع , كشفه "دنيويته" , انطلاقه من مصالح دنيوية خالصة و استخدامه أساليب دنيوية بحتة .. عدا عن أن استدعاء المقدس و السماء إلى ساحة المعركة , بقوته المطلقة المفترضة , كان من المنتظر أن يحسم المعركة .. لكن "التمكين" لم يتحقق , إلا بشكل محدود و ضمن شروط "دنيوية" تماما .. يستطيع الإسلام السياسي و الجهاديون تغطية أزمتهم تلك , على الأقل أمام جماهيرهم الأقرب , بتغطية صراعاتهم على السلطة و النفوذ بالتوسع في ممارستهم للتكفير ضد الآخر "الإسلامي" , بحجة الانتماء للصحوات أو الخوارج , لكنها بداية نهاية المشروع الإسلامي , بما في ذلك الجهادي .. لا يعني هذا أنه على وشك أن يهزم بالضرورة أو أنه ليس أحد أهم المشاريع القائمة بالفعل .. بدأت نهاية المشروع البلشفي اللينيني منذ تباين عن مشروع الجماهير بعد ثورة أكتوبر 1917 بوقت قصير مع بداية المقاومة الجماهيرية ضده رغم نجاحه في القضاء على مشروع الجماهير بحكم نفسها بنفسها بقضائه على مؤسسات الحكم الذاتي للجماهير أو السوفييتات و المجالس , رغم أن الانهيار النهائي لذلك المشروع تأخر خمس و سبعين عاما ...
لا شك أن أي إنسان يعيش في سوريا يشعر بثقل و وطأة النفوذ الإيراني و دعمه لاستبداد النظام , أن يرفضه و يقاومه , هذا أكثر من طبيعي .. لكن هناك أكثر من سؤال مهم يجب توجيهه للقوى السلطوية المعارضة و الإقليمية التي تهاجم احتلال نظام الملالي و بيروقراطيته العسكرية الدولتية لسوريا , خاصة أنها إما تدعو السوريين للموت في سبيل أنظمة استبدادية لا تختلف كثيرا عن نظام الملالي , كنظام آل سعود و "أشقائه" في الخليج , أو أنها تريد بناء نظام يشبه نظام الملالي تماما .. هذه القوى لا يضايقها الاحتلال الإيراني إلا لأنه شيعي .. المعارضة بغالبيتها تعتبر أن السوريين يموتون اليوم دفاعا عن نظام آل سعود أو آل فلان في أبو ظبي أو علتان في الدوحة .. هذا ليس مجرد هراء , هذه إما هرطقة ثورية , أو خيانة ثورية .. أما "النظام" الذي يسعى إليه الإسلام السياسي فهو ليس إلا نسخة كربونية عن نظام الملالي .. إن الحديث الدارج عن الاحتلال الإيراني ( احتلال نظام الملالي ) لسوريا يخفي وراءه إما محاولة تجيير دماء السوريين لصالح أنظمة سلطوية تشبه نظامي الأسد و الملالي أو تفوقهما في الاستبداد أو لتغطية الرغبة ببناء نظام استبدادي يشبه أو يزيد استبداد نظامي الأسد و الملالي
كم نتمنى أن يكون أكراد روجافا , و إخوتهم العرب و الآشوريون و غيرهم في روجافا , قد أصبحوا سادة أنفسهم بالفعل .. لكن حزب العمال الكردستاني و فرعه السوري مازال حزبا سلطويا مركزيا يسخر إيديولوجيا دوغمائية لتثبيت ولاء الجماهير له .. إن الإدارة الذاتية في روجافا , نظريا , تحقق بالفعل جزءا من طموح الجماهير الكردية في سوريا , و غير الكردية .. لكن الإدارة الذاتية لا يمكنها في ظل الظروف الراهنة في روجافا أن تكون أكثر من ظل لهيمنة حزب سلطوي , كما مسخت السوفييتات في بلاد الرفاق لينين و تروتسكي و ستالين .. يجب أيضا تحية نساء روجافا , لكن مرة أخرى , فإن الحزب المركزي ليست إلا مؤسسة بطريركية تقوم على هيمنة الهيئات الأعلى على الأدنى و تحاول أن تكون راس حربة لهيمنة قيادته على المجتمع , إنها تستخدم الإيديولوجيا فقط لخدمة أغراض قيادتها لا العكس ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعايش السلمي و تأبيد حالة الاستثناء
- عن قيام داعش بإعدام امرأة بتهمة -الزنا- .....
- ترجمة المنشور رقم واحد للمجموعة الألمانية المعادية للنازية , ...
- عن الفردية و التمرد للأناركي الفرداني الإيطالي رينزو نوفارتي
- أناركيون
- لا تقتل لليو تولستوي
- رسالة إلى الخليفة البغدادي
- تعليق على مقال الدكتور عصام الخفاجي جهاديو الحركة الشيوعية و ...
- موقف منظمة أهدوت ( الوحدة ) الأناركية الشيوعية الإسرائيلية م ...
- في نقد الحالة السورية
- في البحث عن -حقيقة-
- سنوات الستينيات و السبعينيات اللاهبة
- العنصرية المعادية للسوريين , و العنصرية المضادة , و موت الأو ...
- رسالة إلى الرفاق الأناركيين الكرد
- زوال أوهامي عن روسيا , لإيما غولدمان
- عن المجموعة الأناركية كرايم ثينك crimethinc
- الدين , و الثورة .. بين التاريخ و الحاضر
- الأناركية النقابية عن الإضراب العام
- ماكس شتيرنر : الأناركي الذي يحب كل إيديولوجي أن يكرهه للأنار ...
- الشيوعي المجالسي الألماني باول ماتيك يستعرض كتاب الثورة المغ ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - على أبواب الذكرى الرابعة للثورة السورية و الربيع العربي