أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/3 )















المزيد.....



ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/3 )


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 23:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


( ملاحظة : مع نهاية هذا شهر مارس تجدون نسخة بى دي أف لكامل المقال و ملاحقه بمكتبة الحوار المتمدّن )
يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
------------------------
على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلها ضد مصلحة الشعب .
( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ).
------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

مقدّمة :
فى شهر جوان 2014 ، نشر السيد فؤاد النمرى على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ( العدد 4473 و 4476 و 4484 ) بمحور " أبحاث يسارية و إشتراكية و شيوعية " مقالا فى ثلاث حلقات . وحمل المقال من العناوين عنوانا جذّابا هو " ماوتسى تونغ صمت دهرا و نطق كفرا " فتلقّفه أعداء الماوية و كأنّه عطاء سماوي نزل عليهم بردا و سلاما فأسرع ، على سبيل الذكر لا الحصر ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد بتونس الشهير بإنتهازيته التى فضحنا فى أكثر من مقال و كتاب ، إلى إلصاقه فى صفحة إعلامه الفيسبوكية إلى جانب نصوص سابقة لفرنسيين يهاجمون الماوية ، على أنّها وثائق للتكوين النظري و نحن لا نلومهم فى ذلك لأنّنا نعرف حقّ المعرفة جوهر خطهم الإيديولوجي و السياسي الخوجي المتستّر و لكن نتحدّاهم أن يتحلّوا بالجرأة الأدبية و النظريّة و يضعوا ردّنا هذا بين أيدى المناضلين و المناضلات القريبين منهم و البعيدين عنهم لدراسته أيضا فى ذات إطار التكوين النظري ! و بعد ذلك بزهاء الشهرين ، بنفس موقع الحوار المتمدّن ، نشر السيد عبد الله خليفة مقالا يهاجم فيه الماوية على أنّها إيديولوجيا متطرّفة ( " الماويّة : تطرّف إيديولوجي " ،31 أوت 2014 ).
و حالما وقعت أعيننا على المقال الأوّل و المقال الثانى ، إنغمسنا فى قراءتهما على عجل بإعتبارهما يخصّان الماركسيين- اللينينيين – الماويين عموما و يخصّان محور إهتمام نشريّتنا " لا حركة شيوعية ثورية دون ماويّة ! " خصوصا . و قد هممنا بالردّ الفوري على التشويهات البيّنة فى المقالين إلاّ أنّنا تريّثنا قليلا لسببين إثنين أوّلهما أنّنا كنّا منكبّين على إنجاز أعمال مبرمجة منذ مدّة و نعدّها ذات أولويّة قصوى و ثانيهما أنّنا بتريّثنا ذلك نفسح المجال لغيرنا من الماويين ليقوموا بواجب الذود عن الماويّة ، سيما و أنّ المهمّة هيّنة نوعا ما نظرا لتوفّر مقالات و كتابات ماويّة بالعربيّة و بعدّة لغات أخرى تزخر بالتحاليل النظرية و الحقائق التاريخية و بعضها قد تناول التشويهات التى يكرّرهما السيدان النمرى و خليفة فى ما حبّراه .
و للأسف ، على حدّ علمنا ، ما من قلم ماوي إستجاب لنداء الواجب و خاض الصراع النظري اللازم بهذا المضمار بما هو جبهة من الجبهات الثلاث للنضال البروليتاري كما شرح ذلك لينين فى كتابه المنارة ، " ما العمل ؟ " ( الجبهات الإقتصادية و السياسية و النظرية - فقرة " إنجلس و أهمّية النضال النظري " ) فوجدنا أنفسنا بعد أشهر و بعد أن فرغنا من أعمال إشتغلنا عليها لمدّة طويلة ، مضطرّين إضطرارا إلى أن نترك جانبا الأعمال الأخرى التى تنتظرنا لنلبّى نداء رفع راية الماوية و كشف التشويهات الجديدة / القديمة لها و إبراز الحقيقة بشأنها ، الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب عبارات معروفة للينين .
و فى مقالنا الحالى سنتولّى الردّ على تشويهات السيد فؤاد النمرى و نعلنها من البداية أنّنا سنقتصر هنا على ما ورد فى مقاله ( و التعليقات المصاحبة له ) دون سواها من مؤلّفات الكاتب الذى نعتقد أنّ الإحاطة العميقة و الشاملة بخطّه السياسي و الإيديولوجي و من جميع جوانبه تستحقّ قراءة قد تستغرق لا مقالا واحدا بل عدّة مقالات و كتابا أو أكثر ؛ و هذا ليس هدفنا فى الحيّز الزمنى المحدود الذى بحوزتنا الآن ، على أنّ هذا لا يعنى أنّنا لن نتناول بالبحث أطروحاته مستقبلا كلّما توفّرت الفرصة .
و لن نكفّ عن ترديد أنّنا فى جدالاتنا قد يكون نقدنا و تعليقنا حادا و لاذعا إلاّ أنّنا أبدا لا نقصد إلى النيل من الأشخاص أو شتمهم بقدر ما نسعى جاهدين إلى نقد الأفكار و لن نكفّ عن ترديد أنّه مثلما لنا حقّ نقد أفكار الكتّاب مهما كانوا ، لهم و لغيرهم حقّ نقد كتاباتنا بل و نرحّب بالنقاش القائم على النقد العلمي و الدقّة و الواقع الملموس الراهن و الوقائع التاريخية.
و ينهض مقالنا هذا على الأعمدة التالية :
I - هجوم لا مبدئي على الماوية :
1) صورة مشوّهة لماو تسى تونغ :
2) هدف المقال ليس البحث عن الحقيقة الموضوعية و إنّما النيل من الماوية :
3) الماوية و دلالة سنة 1963 :
II - النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى :
1- ماوتسى تونغ و النقد و النقد الذاتي :
2) النمرى و ذهنية التكفير :
3) تطبيق قانون التناقض – وحدة الأضداد :
III - ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى :
1) النمرى لا يطبّق المنهج المادي الجدلي :
2) كلمات عن الذاتية و التكرار وعدم ذكر المراجع :
3) تضارب فى الأفكار من فقرة إلى أخرى و من صفحة إلى أخرى :
4) تصحيح معلومات خاطئة أصلا :
- الماوية و الفلاّحون :IV
1) السيد النمرى و الفلاحون :
2) لينين و ستالين و الفلاحون :
3) ماو تسى تونغ والفلاحون :
-V الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى : فشلت أم حقّقت إنتصارات تاريخية ؟
1) إنتصارات الثورة الثقافية
2) القيام بالثورة مع دفع الإنتاج :
3) الإنتقال من الرأسمالية إلى الشيوعية يحتاج عدة ثورات ثقافية بروليتارية كبرى لا ثورة واحدة :
4) كبرى هي الثورة الثقافية لأكثر من سبب :
5) " الأشياء الإشتراكية الجديدة " :
VI - نضال ماوتسى تونغ ضد الخروتشوفية :
1) ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية :
2) اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية-اللينينية لماو:

VII - " الستالينية " و الماوية :
1) لا " ستالينية " بل لينينيّة :
2) الموقف الماوي من مسألة ستالين منذ 1956 :
3) تطوير ماو تسى تونغ لفهم الإشتراكية :
VIII - من الخلافات التاريخية بين ستالين ماو تسى تونغ :
1) حول طريق الثورة فى الصين :
2) الإستسلام و العمل فى ظلّ دولة يحكمها الكيومنتانغ أم مواصلة الثورة ؟
3) كيف تعامل ستالين و ماو تسى تونغ مع هذه الإختلافات ؟
IX - كيف يسيئ " الستالينيون " / البلاشفة / البلاشفة الجدد الخوجيون فى جوهرهم إلى ستالين ؟
1- بصدد أخطاء ستالين مجدّدا:
2- ستالين يعترف بأخطائه بشأن الثورة الصينية و البلاشفة / الخوجيون يتمسّكون بهذه الأخطاء:
3- إحلال آراء البلاشفة / الخوجيين محلّ آراء ستالين:
4- البلاشفة / الخوجيون يجعلون من ستالين إنتهازيّا:
5- ستالين رفض " الستالينية " و البلاشفة / الخوجيون يستعملونها :
6- ستالين ألغى نعت " البلشفي" و البلاشفة / الخوجيون يريدون نفخ الحياة فيه :
خاتمة :
الملاحق :
1- مقال فؤاد النمري " ماو تسى تونغ سكت دهرا و نطق كفرًا " ( و ما صاحبه من تعليقات ).
2- مقالان لماو تسى تونغ باللغة الأنجليزية :
أ- " حول كتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
ب- " ملاحظات نقديّة لكتاب " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " ".
3- مضامين " كتاب الإقتصاد السياسي – شنغاي " 1974 ( مرجع هام آخر لمن يتطلّع إلى معرفة الإقتصاد السياسي الماوي من مصدره ، أو إلى النقاش على أسس دقيقة و راسخة ).
4- نماذج من المقالات و الكتب الماوية ضد التحريفية المعاصرة (1958- 1976) ؛
الموسوعة المناهضة للتحريفية على الأنترنت
EROL
Encyclopedia of Anti-Revisionism On-Line
=============================================================
مارس 2015
III - ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى
لم يعتبر الماويّون ، الماركسيّون – اللينينيّون – الماويّون ، قط أنّ ماو تسى تونغ أو غيره من أبرز قيادات الحركة الشيوعية العالمية فوق النقد الماركسي . و قد نقدوا هم ذاتهم بعض ممارسات الحزب الذى كان يقوده و بعض تنظيراته و ذلك منذ عقود ( منذ سبعينات القرن الماضي ) . و حتّى اليوم فى أتون صراع الخطّين الدائر عالميّا حول الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الماوية ، وقع تقييم التجربة الماوية فى الصين و إستخلاص الدروس و العبر و تطوير الروح الثوريّة للماوية وهي الجانب الرئيسي فى الماوية و إستبعاد الأخطاء وهي ثانوية و إرساء الشيوعية على أسس علميّة أرسخ . و الذين رفضوا هذا النقد العلمي و التقييم و التطوير فى صفوف الماويّة التى إنقسمت إلى إثنين ليسوا سوى دغمائيين يشوّهون الروح الثوريّة للماوية التى يجب أن تتطوّر مع تطوّر الممارسة و التنظير الثوريين و إلاّ فإن مصيرها هو الموت كما قال ماو تسى تونغ ذاته .
و نورد هذه الملاحظة فى مستهلّ حديثنا هنا لنلمح إلى أنّنا لا نقدّس كماويين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، بالمعنى الديني ، القادة و الأحزاب و أنّنا نناضل بما أوتينا من جهد لكي لا يتمّ تحويل الشيوعية من علم متطوّر أبدا إلى دين و عقيدة جامدة .
1) النمرى لا يطبّق المنهج المادي الجدلي :
و فى موضوع الحال ، كان بوسع السيد فؤاد النمرى أن يطبّق الماديّة الجدليّة فى تقييمه لماو تسى تونغ فيستغنى عن الحكم على هذه القامة البارزة فى تاريخ الحركة الشيوعية العالمية إنطلاقا من فقرة مصطنعة مفبركة يأوّلها تأويلا مغرضا و يسرع إلى التعميم بأنّ ماو ليس شيوعيّا و يدوس علاقة الخاص بالعام و الرئيسي و الثانوي . كان عليه أن يتناول بالبحث ما هو صحيح فى ممارساته و تنظيراته و ما هو خاطئ فيها أي يتناول بالبحث ماو تسى تونغ على أنّه وحدة أضداد أو تناقض بمظهرين ، مظهر رئيسي و مظهر ثانوي يتحدّدان بعد التحليل و التلخيص العميقين و الشاملين . إلاّ أنّ الرجل لم يقدّم لنا فى صفحاته تلك لا بحثا عميقا و لا شاملا و لا هو إعترف بما هو صحيح لدى ماو تسى تونغ و ما أضافه لعلم الشيوعية . فقد أخرج ماو بمظهر واحد وحيد و ليس بمظهرين ( جدليّا ) أي أخرجه على أنّه سلبي على طول الخطّ لم يمسك بأيّة حقيقة مهما كانت و لا يمكن تعلّم و لو النزر القليل من تجربة الثورة الصينيّة و الماوية . و الأنكى أنّ النمرى يصيّر ماو تسى تونغ إنسانا معتوها فقد رشده ( كلمات إستعملها خروتشوف ضد ستالين كما سنرى ) أسوء من خروتشوف فى جملته [ جملة النمرى ] : " أدركت أن ماو كان قد فقد رشده وأن الضرر الذي سيلحقه بالحركة الشيوعية قد يفوق الأضرار التي ألحقها خروشتشوف ".
و من هنا نلفى السيّد النمرى مثاليّا ميتافيزيقيّا يطلق العنان لصيغ مثاليّة و يقلب الحقائق رأسا على عقب. إنّه أبعد ما يكون عن تطبيق المادية الجدلية لفهم الواقع و تغييره ثوريّا .
هذا من ناحية و من ناحية ثانية يتنافى منهجه هذا مع اللينينية و مع الماركسية حيث أنّ لينين فى تعاطيه مع المرتدّين – و ليس مع الرفاق فقط - من مثل كاوتسكى و بليخانوف ، أجرى تحليلا علميّا و أشار بوضوح إلى مؤلفات كاوتسكى و مؤلّفات بليخانوف التى لا تزال تعتبر ماركسية ولا يزال يمكن التعويل عليها و دراستها و الإستفادة منها ، كما حدّد متى وكيف حصلت ردّة كلّ منهما . أمّا النمرى فقد دمغ ماو تسى تونغ بأنّه " فى جوهره ليس شيوعيّا " و نقطة إلى السطر ، و إنتهى النقاش !
حتّى مع المفكّرين البرجوازيين ، كان ماركس يطبّق الجدلية فأخذ الجانب أو المظهر الصحيح من الإقتصاد السياسي الأنجليزي و من الإشتراكية الفرنسية و من الفلسفة الألمانية وهي حسب لينين المصادر الثلاثة للماركسية و أقسامها المكوّنة الثلاثة . أمّا النمرى ، شأنه شأن الخوجيين المفضوحين و المتستّرين جميعا ، فيرمى بتجربة ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني و مئات ملايين الشعب الصيني طوال أكثر من نصف قرن ( فضلا عن تجارب الماويين بعد وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976 ) فى سلّة المهملات و بجرّة قلم سحري من صنعه الخاص يفسخ هذا التاريخ و يدعو غيره إلى القيام بالشيء ذاته و بعد ذلك يتطاوس مثل أنور خوجا و يطلق على هكذا تجنّى على التاريخ و الواقع و الحركة الشيوعية العالمية ، موقفا شيوعيّا و الشيوعية منه براء أو موقفا ستالينيّا وستالينمنه براء !
2) كلمات عن الذاتية و التكرار وعدم ذكر المراجع :
مقال السيد فؤاد النمرى طغت عليه النزعة الذاتية فهو يروى لنا إختلافه مع الخروتشوفيّة ( و لا ندرى حول أيّة نقاط !!!) من زاوية ضيّقة شخصيّة خاصة و لا يربطه كما يجب بالإطار العام لما يجرى صلب الحركة الشيوعية العالمية . و على الأرجح ، وفق روايته هذه ، أنّه إتّخذ الموقف دون أن يكون ملمّا بحيثيّات وتفاصيل الصراع الذى كان يدور عالميا فقد قال بصريح العبارة : " في المعتقل لم أكن أعلم بالطبع حيثيات خطاب الصينيين باستثناء موقفهم الصلب ضد تحريفية خروشتشوف والذي أيدته بقوة ".
و رغم تأكيده فى أحد التعاليق المصاحبة لحلقات المقال أنّه يتوخّى " الموضوعيّة " ، يتبدّى لنا ذاتياّ فى حكمه على ممارسات ماو تسى تونغ و الحزب الشيوعي الصيني و تنظيراتهما حكما مثاليّا ميتافيزيقيّا . و فى مكان آخر من مقاله ذاك ، نجد أنّه يفسّر الإنقلاب التحريفي فى الصين سنة 1976 و ما تلاه من ما يعدّه الماويّون إعادة تركيز للرأسمالية ب " سمح للملقب بخروشتشوف الصين، دنغ هيساو بنغ، أن يعود إلى قيادة الدولة تعززه أفشال ماو السياسية والإقتصادية والفكرية ليعكس توجه الصين نحو النمط الرأسمالي بدل الاشتراكي ." و هذه الأطروحة من لدن النمرى تجافى حقيقة الصراعات التى خاضها ماو تسى تونغ إلى وفاته و الماويون معه و بعده ضد التحريفيين أتباع الطريق الرأسمالي فى الصين و يشهد على ذلك ما وقع ل" مجموعة الأربعة " ( أو " عصابة الأربعة " حسب البعض ) و مقاومة الماويين الصينيين للإنقلاب بعدّة أشكال حتّى المسلّحة منها . و لقد حلّل بوب أفاكيان رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1977 تلك الأحداث و ذلك الإنقلاب و أسبابه ونتائجه فى كتيّب عنوانه " خسارة الصين و الإرث الثوري لماو تسى تونغ " و تجدونه على الأنترنت على هذا الرابط :
http://www.bannedthought.net/USA/RCP/Avakian/LossInChina-Avakian.pdf
و من جهته جمع ريموند لوتا ، وهو قيادى آخر من الحزب الذى أنف ذكره أهمّ وثائق الصراع ضد أتباع الطريق الرأسمالي فى السبعينات إلى الإنقلاب فى الصين و أردفها بتحليل " المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ " جعله مقدّمة لكتاب إختار له من العناوين " وخامسهم ماو " ( بابر براس ، شيكاغو 1978 ) و رابط الكتاب على الأنترنت هو التالى :
http://www.bannedthought.net/China/MaoEra/GPCR/Mao5/AndMaoMakes5-Lotta-1978-All.pdf
و لا يفوت من يقرأ بإمعان الحلقة الثالثة من مقال ناقد ماو تسى تونغ ملاحظة أن الجزء الأوّل منها تكرار مملّ لأفكار وردت فى الحلقة الأولى و الثانية بما ينمّ عن أنّ كتابة المقال برمّته لم تخضع إلى تخطيط و إنّما هي أشبه بالحديث الشفوي و الرواية الذاتية أثناء جلسة مع أصدقاء أكثر منه بالكتابة العلمية وفق منهج مادي جدلي صارم .
و اللافت أيضا أنّ صاحبنا المتهجّم على الماوية و الذى كان فى منتهى الكرم و السخاء فى كيل التهم و النعوت البشعة لماو تسى تونغ لم يتكبّد عناء ذكر المرجع الذى إقتطف منه الفقرة التى نقدها فى الحلقة الأولى مأوّلا إيّاها تأويلا مغرضا . طبعا هو ذكر نقد لماو لكتاب ستالين " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " غير أنّه لم يذكر لا عنوان هذا النقد و لا الصفحة التى وردت فيها تلك الفقرة و لا أين يمكن العثور على هذا النقد و لا هم يحزنون ، علما بأنّ هذه الوثيقة غير متوفّرة بالعربية ، على حدّ علمنا و مفاد ذلك أنّه يعوّل على جهل القرّاء للوثيقة التى ينقد و على عدم توفّرها بالعربية لينقضّ على ماو إنقضاضا دون رحمة و بلا رادع و لا قيد أو شرط .
و الأدهى أنّ لماو تسى تونغ وثيقتين فى الغرض لا وثيقة واحدة نوثّقهما معا فى ملحق هذا المقال و إليهما نضيف رابطهما على الأنترنت و ننبّه إلى أنّ الوثيقتين متوفرتان باللغة الأنجليزية فى الموقع الذى تجدونه فى الملاحق و قد ضُمّنتا ، إلى جانب دراسة نقدية لماو تسى تونغ عن كتاب الإقتصاد السياسي السوفياتي ، فى كتاب باللغة الفرنسية عنوانه " ماو تسى تونغ و بناء الإشتراكية " ، إصدار دار النشر سُوي ، باريس ، سنة 1975 .
و قد يتساءل المرء لماذا ركن النمرى إلى هكذا صنيع ؟ لم نجازف بادئ ذى بدء ، قبل العودة إلى النصوص الأصلية و مقارنة ما خطّه النمرى و ما قاله عمليّا ماو ، بقراءة النوايا و جال فى خاطرنا أنّ تجربتنا فى مجال الصراع حول الماوية تفيدنا بأن من يلجأ إلى مثل هذا الأسلوب لا يرغب فى جعل القرّاء يتثبّتون من صحّة الفقرة و مدى صحّة ترجمتها ولا يرغب أصلا فى أن يطّلع القرّاء على الوثيقة برمّتها . بكلمات أخرى ، عادة من يعمد إلى أفعال من هذا القبيل من الذين يعاملون القرّاء معاملة البلهاء: صدّقوني ما أقوله صحيح و لا حاجة لكم للتثبّت من الأمر ، صدّقوني !
و طبعا يتضارب هذا مع الموقف الشيوعي الحقيقي فى مثل هذه الحالات و الذى لخّصه ماو تسى تونغ فى : " على الشيوعيين كلّما واجهوا أمرا من الأمور أن يبحثوا عن أسبابه و دواعيه ، و أن يستخدموا عقولهم و يفكّروا بإمعان ليتبيّنوا هل الأمر يطابق الواقع و تؤيده مبرّرات سليمة أو لا ، و لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن ينقادوا وراء غيرهم إنقياد الأعمى أو يشجّعوا العبودية ." ( ماو تسى تونغ ،" إصلاح أساليب الحزب " - فيفري 1942 ).
لذلك قمنا بالحفريّات اللازمة و توصّلنا كما سنشاهد إلى إصطناع السيد النمرى و فبركته للفقرة إيّاها . فما عسى القرّاء أن يقولوا عن هذا ؟ نترك لهم التعليق !
3) تضارب فى الأفكار من فقرة إلى أخرى و من صفحة إلى أخرى :
ينطق كاتب مقال " ماو تسى تونغ سكت دهرا و نطق كفرا " بالشيء و ضدّه و لا يعبأ للترابط المنطقي و مدى صحّة هذا القول من عدمها . و على سبيل المثال ، نورد ما قاله عن ماو . فمن جهة ماو " ليس شيوعيّا " و يتصف بعديد النعوت الشنيعة التى إصطفى النمرى إلصاقها به ، و من الجهة الأخرى يقول عنه فى مناسبة أولى إنّه " قائد الحركة الشيوعية العالمية في مواجهة المرتد خروشتشوف " و فى مناسبة ثانية ، إنّه " المرجع الأول في الماركسية بعد رحيل ستالين " و ما إلى ذلك .
و يعزى هذا التضارب إلى عدم تمكّن الكاتب إيّاه من التخلّص من حقائق تاريخية راسخة نوع ما ، حقائق كون ماو كان فعلا و عمليّا و تاريخيّا " قائد الحركة الشيوعية العالمية في مواجهة المرتد خروشتشوف " و " المرجع الأول في الماركسية بعد رحيل ستالين " لذلك لجأ إلى الحيلة القديمة للإنتهازيين ألا وهي ذكر الحقيقة ثم الإلتفاف عليها أي إيرادها فى إطار كلام يجعلونه عمدا ملتبسا لينكروه بموجات من التشويه و التأويلات المغرضة و الإفتراءات فيهيلوا التراب على الحقيقة و يذرّوا الرماد فى العيون . و هذا أسلوب أقلّ ما يقال فيه أنّه ليس ماركسيّا .
حسب النمرى ، ماو تسى تونغ الذى كان من مؤسّسي الحزب الشيوعي الصيني ليس شيوعيّا ؛ ماو الذى كان من أبرز قادة ذلك الحزب طوال عقود ليس شيوعيّا ؛ ماو الذى كان القائد الأبرز لذات الحزب منذ 1935 إلى وفاته سنة 1976 ليس شيوعيّا ؛ ماو الذى كان حزبه منخرطا فى الأمميّة الثالثة ، الأممية الشيوعية بقيادة لينين و ستالين من بعده ليس شيوعيّا ، ماو الذى قاد حرب الشعب و الثورة الصينية لعقود ليس شيوعيّا ؛ ماو الذى قاد البناء الإشتراكي فى الصين الماويّة ليس شيوعيّا ؛ ماو الذى قاد المعارك العظيمة ضد التحريفية المعاصرة بشتّى ألوانها داخل حزبه و داخل الحركة الشيوعية العالمية ، ليس شيوعيّا ؛ ماو الذى قاد الحركة الماركسية – اللينينية العالمية ليس شيوعيّا ، ماو الذى طوّر الماركسية – اللينينية و أدخل عليها إضافات خالدة فى مكوّناتها الثلاثة – فلسفة و إشتراكية و إقتصاد سياسي – ليس شيوعيّا ...
و فى المقابل السيّد فؤاد النمرى شيوعي لأنّه إختلف مع قيادة الحزب الذى إنتمى إليه و فتح عينيه على خطر التحريفية السوفياتية سنة 1963 بفضل نضالات ماو تسى تونغ على رأس الحزب الشيوعي الصيني ... ليفهم من يقدر على الفهم !!! أو بكلمات أبى العلاء المعرّى ، " معناه ليست لنا عقول ! ".
4) تصحيح معلومات خاطئة أصلا :
عندما قرأنا الجملة التالية من مقال النمرى " للملقب بخروشتشوف الصين، دنغ هيساو بنغ " ذهلنا ثمّ قلنا لعلّها زلّة قلم غير أنّه أعاد الكرّة لاحقا فكتب : " فماوتسي تونغ نفسه هو من سلّم السلطة للبورجوازية الوضيعة بقيادة دنغ هيساو بنغ الموصوف آنذاك بخروشتشوف الصين " . و نغضّ الطرف عن الإفتراء الواضح فى " سلّم السلطة " المتنكّر لتاريخ الصراع الطبقي فى الصين وصراع الخطين صلب الحزب الشيوعي الصيني ضد دنك سياو بينغ و أشياعه فنقول إنّ المسألة حالئذ ليست مسألة زلّة قلم و إنّما هي مسألة جهل بأبسط المعطيات التاريخية للثورة الثقافية البروليترية الكبرى فى الصين . لا مجال لأدنى شكّ فى أنّ خروتشوف الصين هو ليوتشاوتشى و ليس دنك سياو بينغ و هذه المعلومة البسيطة معروفة عامة فى الصين و خارجها و لكن من يرنو التحقّق من ذلك بنفسه فعليه / عليها بكتاب جون دوبى " تاريخ الثورة الثقافية البروليتارية فى الصين (1965 – 1969) " دار الطليعة للطباعة والنشر ، بيروت 1971 ، ص13.
هذه واحدة أمّا الثانية فهي أنّ ماو حسب إدّعاء النمرى " ونشر خلاصة نقوداته في صحيفة (جم من جيباو) الرسمية لتكون بياناً لمنتقدي ستالين وأعدائه سواء بسواء ". باطل يا سيد النمرى باطل !
بين أيدينا كتاب " ماو تسى تونغ و بناء الإشتراكية " لهو تشى هسى ، منشورات سوي ، باريس 1975 باللغة الفرنسية و هو يتضمّن النصّان الموثّقان بملاحق مقالنا و نصّ طويل " ملاحظات حول " كتاب لإقتصاد السياسي " السوفياتي كتبه ماو تسى تونغ سنة 1960 . و إثر المقدّمة ، و على وجه الضبط فى الصفحة 27 ، يعلمنا الناشر أنّ النصّين المعنيين بنقد كتاب ستالين " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " " قد نشرا فى الصين فى 1969 من طرف الحرس الأحمر قصد الإستعمال الداخلي حصرا " ؛ ما يكشف مدى تهافت السيد فؤاد النمرى و صياغته التاريخ كما يحلو له معوّضا الوقائع التاريخية بأقوال يصوغها كما يعنّ له خدمة لأغراضه المبيّتة و هذه منه براغماتية و إغتصاب للتاريخ !
و تليها ثالثة ، هي الأخطر فى تقديرنا بإعتبار أنّ مقال ناقد ماو تسى تونغ منطلق منها و قائم عليها . يورد النمرى الفقرة التالية التى ينسبها إلى ماو : " بدءاً بأول صفحاته وحتى الأخيرة لم يتحدث كتاب ستالين عن البناء الفوقي . تقتصر اهتماماته على الأشياء وليس الشعب . هل توفير السلع الاستهلاكية يشكل حافزاً لتطور الإقتصاد أم العكس ؟ كان عليه أن يتعرض لهذه المسألة على الأقل . هل من الأفضل توفير السلع الاستهلاكية أم لا ؟ يترتب علينا جميعاً دراسة هذا الأمر . وجهة نظر ستالين التي عبر عنها في رسالته الأخيرة هي بالإجمال خاطئة كلياً . الخطأ الأساسي يتمثل بعدم الثقة بالفلاحين " . ثمّ يعلّق قائلا: " تأخر ماوتسي تونغ خمس سنوات ليعيد خطاب عصابة خروشتشوف وجنرالات الجيش الذين ارتدوا عن الإشتراكية في العام 1953، ذات الخطاب بالتفصيل . في سبتمبر ايلول 1953 اجتمعت اللجنة المركزية للحزب وقررت تحت ضغط جنرالات الجيش إلغاء الخطة الخمسية الخامسة التي كان المؤتمر العام للحزب قد أقرها في نوفمبر 1952، تلك الخطة التي توجهت لمضاعفة إنتاج البضائع الاستهلاكية . تم إلغاؤها لحساب الصناعات الثقيلة كما ادّعوا زوراً حيث أن الإلغاء كان قد تم فعلاً لحساب إنتاج الأسلحة وهو الإنتاج الذي ظل ستالين يصمه بالمعادي للإشتراكية . وها هو ماو يؤيد الذين انقلبوا على الاشتراكية عن طريق معارضة إنتاج البضائع الاستهلاكية لصالح الصناعات الثقيلة التي لم تكن سوى الأسلحة . ثم كيف يسمح ماو لتفسه أن يدعي بأن ستالين لم يهتم بالشعب بينما هو يؤكد التوجه إلى إنتاج البضائع الاستهلاكية التي تصب فقط في رفاه الشعب ورغد العيش . ما كان ماو لبنزلق إلى مثل هذه السطحية إلا لأنه كان يضمر أهدافاً أخرى لا يليق إعلانها بماركسي يعمل على أن يكون المرجع الأعلى للفكر الماركسي".
ببساطة ، كلام السيّد النمرى خارج الموضوع كلّيا ! و إليكم السبب ليبطل العجب .
نستهلّ تفسيرنا بأن نلمح إلى أنّ الفقرة التى أوردها السيد النمرى لن يعثر عليها أحد فى أيّ من النصّين الذين نقد فيهما ماو تسى تونغ كتاب ستالين " القضايا الإقتصادية للإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي " !!! فهمتم طبعا أنّها غير موجودة فيهما . أمّا مطلع الجملة " من بداية كتابه إلى آخره " الشبيهة ببداية جملة النمرى فجاءت فى الجملة الأولى من النصّ الثاني لماو تسي تونغ ( أنظروا الملاحق ) وقد كتبت فى 1959 و ليس فى 1958 كما يزعم النمرى . و نتابع فنقدّم إليكم الجملة الأصليّة حسب الطبعة الفرنسية و المقالات الصادرة بالأنجليزية لا المصطنعة والمفبركة من قبل النمرى : " من بداية كتابه إلى آخره ، لا يتحدّث ستالين فى أي مكان عن البنية الفوقية . إنّه لا يأخذ الإنسان بعين الإعتبار . يرى الأشياء و لا يرى الإنسان . كان يجب أن يقول إن كان نظام التوزيع المجاني مفيد أم لا لتطوّر الإقتصاد ، هل من الجيّد أم لا أن يكون لدينا الإنتاج السلعي ؟ على الجميع دراسة هذه المسألة . و وجهات النظر التى عبّر عنها ستالين فى رسالته الأخيرة تقريبا خاطئة تماما . خطؤه الأساسي ناجم عن عدم ثقته فى الفلاحين .
نجد أشياء صحيحة فى الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب . لكن هناك أشياء أخرى ليست واضحة . مثلا التخطيط الإقتصادي ليس معالجا معالجة عميقة ..." .
السيد النمرى يقوم بتحويرات فى النصوص الأصلية و يجرى عمليات جراحية بفضلها يقتطع الجمل و يعوّض الكلمات وفيتوصّل إلى طبخة غريبة عجيبة ثمّ يهرع إلى تأويلها كما يعنّ له ليشوّه الماوية و موقفها من ستالين و عديد القضايا الأخرى . فلا نستطيع نقاش مسائل الإقتصاد السياسي المطروحة مناقشة جيّدة بتاتا . هل نناقش نصّا يعتوره التزوير ؟ هل نناقش كلاما لم ينطق به ماو ؟ هل نناقش تأويلات لا أساس لها من الصحّة ؟
كان من المفروض شيوعيّا أن يوثّق ناقد الماوية الفقرة الأصلية دون إدخال أيّة تغييرات مهما كانت و يطلعنا على الكتاب الذى منه إقتطفها و يدلّنا على الصفحة تحديدا . ثمّ يحدّد لنا السياق الذى جاءت فيه و يذلّل الصعوبات اللغويّة إن وُجدت لمساعدة القرّاء على إستيعاب دقائق الأمور و تتبّع التسلسل المنطقي فى المحاججة التى ينبغى أن تهتمّ فى المصاف الأوّل بأقوى و أفضل حجج الخصم التى تذكر و تاليا تفنّد . هذا هو المفروض شيوعيّا و لكن هيهات ! من أين لمن لا يبحث عن الحقيقة أن يولي العناية المطلوبة لهذا و شغله الشاغل و همّه الأكبر هو الحصول على أكبر قدر من التشويه للماوية فى أقلّ مساحة ممكنة و بكلّ السبل المتاحة و بالتعويل على جهل عدد كبير من الماركسيين و القرّاء للنصوص التى يتمّ نقدها و لإطار الصراعات التاريخية التى تتنزّل فيها . هيهات ! فاقد الشيء لا يعطيه !
كتب ناقد الماوية " لا يسعنا هنا إلا الإشتباه حقاً بصدقية ماو تسي تونغ في نقد ستالين " و لعلّنا لو أجرينا تغييرا فى الأسماء تصبح هذه الجملة التى لا تعكس كما هي حقيقة ، تصبح صحيحة " فتكون النتيجة : " لا يسعنا هنا إلا الإشتباه حقاً [ و نضيف و بالأدلة الساطعة و البراهين الدامغة ] بصدقية فؤاد النمرى في نقد ماو تسى تونغ " .
و إن أراد أحد أن ينقد الرؤية الماوية الحقيقيّة لا المتخيّلة و يجادلنا فى الإقتصاد السياسي الماوي نقاشا و جدالا جدّيين فمرحبا به و على درب ماو تسى تونغ و ما قاله أعلاه سنتعلّم منه إن بيّن لنا خطأ أو أضاف جديدا و لا حرج لنا فى ذلك لأنّنا نؤمن بأنّ الحقيقة وحدها هي الثورية كما قال لينين و أنّه على الشيوعي أن يعترف بالحقائق جميعها و منها ينطلق لتغيير الواقع ثوريّا كما علّمنا ماو تسى تونغ و أنّ كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية كما شدّد على ذلك بوب أفاكيان فى خضمّ الصراعات صلب الحركة الشيوعية العالمية و خاصة منها الحركة الماوية العالمية ضد البراغماتية و " الحقيقة السياسية ".
و عليه ، البناء الذى شيّده النمرى على قاعدة معطيات ملفّقة و مهترئة و تأويلات خاطئة يتداعى كقصر من الورق . ناقد الماوية لم يدرس موضوع بحثه المتشعّب و المعقّد حقّا و لم يدرس كما يجب كامل النظرة الماوية فى هذا الحقل و بقيّة الوثائق الماوية المتصلة بالإقتصاد السياسي و فى مقدّمتها كامل نقد ماو للتجربة السوفياتية و كذلك كتاب الإقتصاد السياسي لسنة 1974 المشهور بكتاب شنغاي ، " الإقتصاد الماوي و الطريق الثوري إلى الشيوعية : كتاب شنغاي " ( بانر براس ، نيويورك 1994 ) الذى أعاد نشره الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة بمقدّمة لريموند لوتا عن التخطيط الإشتراكي الماوي وهو متوفّر للتنزيل من :
http://www.bannedthought.net/China/MaoEra/PoliticalEconomy/FundamentalsOfPoliticalEconomy-Shanghai-1974-English.pdf .
السيد النمرى لم يقم بالأدنى و يرغب فى تحطيم صرح الماويّة إنطلاقا من فقرة مفبركة مصطنعة أوّلها كما يحلو له . فياله من باحث و ياله من شيوعي !



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد و النقد الذاتي و ذهنيّة التكفير لدى فؤاد النمرى ( تشوي ...
- تشويه فؤاد النمري للماوية – ردّ على مقال - ماو تسى تونغ صمت ...
- مقدّمة كتاب - حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية
- خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية .
- مقدمة - لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ( عدد 22 / ديسمبر 2 ...
- الإنتخابات فى تونس : مغالطات بالجملة للجماهير الشعبية من الأ ...
- النقد الماركسي يكشف المزيد من الحقائق الموضوعية عن فرق و أحز ...
- فرق اليسار التحريفية و إغتيال روح النقد الماركسي الثورية
- تونس : الإنتخابات و الأوهام البرجوازية و الشيوعيين بلا شيوعي ...
- الجزء الثاني من كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تط ...
- رفع الراية الماويّة لإسقاطها : المنظّمة الشيوعيّة الماويّة ت ...
- إلى الماركسيّات والماركسيين الشبّان: ماركسيين ثوريين تريدوا ...
- الإنتخابات وأوهام الديمقراطية البرجوازية : تصوّروا فوز الجبه ...
- تشويه الماركسية : كتاب - تونس : الإنتفاضة و الثورة - لصاحبه ...
- خروتشوفيّة - اليسار - الإصلاحي
- الوطنيون الديمقراطيون و وحدة الشيوعيين الحقيقين وحدة ثوريّة ...
- مقدّمة كتاب - ضد التحريفية و الدغمائيّة ، من أجل تطوير الماو ...
- نقد بيانات غرة ماي 2013 - تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن ...
- قراءة نقدية فى كتاب من التراث الماويّ :- ردّا على حزب العمل ...
- إلى الماركسيين – اللينينيين – الماويين : القطيعة فالقطيعة ثم ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - ملاحظات سريعة بصدد منهج فؤاد النمرى ( تشويه فؤاد النمري للماوية 9/3 )