أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبدالجواد قاسم - المحافظ وزوجه في غيمة















المزيد.....

المحافظ وزوجه في غيمة


محمد عبدالجواد قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4751 - 2015 / 3 / 17 - 20:36
المحور: كتابات ساخرة
    



فى مدينة الملح والرمل والزَبَد والنخيل والنوارس، المرسى أبوالعباس والقلعة والمسرح والكرازة والسوارى، الفلافل المحشية والجبنة التركى والعيش باللحمة والسدق "بالدال كنطقهم"، الكانشة والغرقانة "طرق مبتكرة للكيف"، يقترب الزوم الإعلامى من هذا الشاب الرياضى مفتول العضلات، الوسيم بنظارته "الكارير"، هانى المسيرى، الذى لاقى بعد تعيينه بأيام محافظا للعاصمة الثانية حملة فيسبوكية شرسة من المعاكسات والتحرش، "احيييييه على جمالو.. نفسنا فى المز ده نتفسحوا معاه على ستنالى" و"امتى الزمان يسمح يا هانى.. ونتمرجحوا ع الشط الجوانى"، تعمدت اختيار أرقى الكومنتات لطفا فى "الحك"، وكذلك لم تسلم زوجته أميرة أبو طالب، من حملة موجهة ولكن فى إطار آخر، المرأة المتحكمة والسيدة الأولى وصاحبة الكلمة المتصدرة للمشهد التنفيذى والجولات والزوجة المسيطرة فى المنزل حتى الرد على التليفونات كما قيل، مع مطالب بإقالة المحافظ "الكيوت الدعيييييييييف" الذى لا يستطيع السير خطوة دون إذن المدام.. وعمار يا إسكندرية.

دعونا ننظر للمحافظ وحرمه بعين إنسانية وعقول تقدمية، ربما هى محاولة للحيادية فى التناول بعيدا عن نظرات الثعالب أو الذئاب، الببغاوات أو جوارح الظلام، باسم الله الرحمن الرحيم، باسم الأب والابن والروح القدس، باسم كل فطرة سليمة فى الحديث والكتابة عن أى مسؤول أو غير مسؤول..

بدايةً.. cv المحافظ وزوجته ثرى بالإنجازات والمؤهلات والشهادات من جامعات عالمية أجنبية والخبرات الميدانية، شىءٌ مشرف وملفت عند المقارنة بكثير من المسؤولين فى الدولة، وكلٌ فى تخصصه ومجاله ونفوذه..

ثُمَّ.. هل يختلف معى أحد إذا قلت إن حملة المعاكسات والمرَاهَقات التى تعرض لها المسيرى تنم عن "عقد مجتمعية"؟ وكأن مجتمعنا جديدٌ عليه تولى شخصية "سمارت" منصبا قياديا، وربما يعود لطبيعة العرق السكندرى حيث البشرة الغامقة الجنوبية هى الأغلب رغم المعهود عليه من خفة الظل و"الشقاوة"، لم تصدق الفتيات تولى المنصب فرد ذو ستايل أوروبى جذاب؛ فبادروه بالملاطفات، ربما للتسلية والهروب من سجن العنوسة أو للسخرية الشبقية والتمادى فى حرية الأنوثة، على كل حال، لا تتعجب! فملايين المصريين أنفسهم هم من أشادوا بجمال وجسد رئيسة كرواتيا، كوليندا جرابار ما لم يفعله الشعب الكرواتى نفسه منذ تعيينها من أشهر، وسال لعابهم عبر صفحات التواصل الاجتماعى استحسانا لصور سيدة غراء فرعاء مصقول عوارضها، "فرتكة فرتكة ع الطبلة والسكسكة"، بل وصل الأمر إلى رفع صور لممثلة بورنو على "البيتش" معتبرينها هى! بينما فى الصحف الكرواتية إشادات بخبرات الرئيسة الجديدة ورحلة حياتها -كمعارضة- الغنية بالمواقف، والإشارة أيضا إلى جمالها، تناولٌ بلاتونك أى أفلاطونى أو عذرى! على النقيض منا.

إنها عقد الكبت، الحظر والتجريم، التناقض والانفصام، التابوهات السمجة، التقديس فى اللاوعى المؤدى للشطط والجريمة،  واقرأ لسجموند فرويد وأوسفلد شفارتس لتقف على تشخيص أي تشخيص هذا المرض! ولا تقل إنما أمر معاكسة الفتيات للمحافظ بل والرجال له –بلا شكوك- مجرد سخرية، لأننا شعب
ساخر بطبعه منذ توحيد القطرين "القشاش والديزل"، أى صنع فى مصر، بينما تراجعنا فى أهم الصناعات المطلوبة حتى صناعة الإعلام، تماما عكس الإشارة والطريق..

ننتقل لحرم المحافظ، أميرة نعيم أبوطالب، ابنة محافظ الإسكندرية الأسبق فى الثمانينيات، أستاذ الهندسة وأول مؤسس لقسم الكمبيوتر بهندسة الإسكندرية فى العالم العربى، كان لظهورها فى مواطن عدة ردة فعل مزلزلة، غالبا ما بين طرفين لاسويين لمنحى سيكوإعلامى بعيدا عن الوسط السوى، قيل إنها سربت صورا لزوجها تتنافى مع ثقافة المصريين وأعرافهم، دون ذكر تفاصيل أخرى لماهية تلك الصور المسربة! وكأنها مخلة وفاضحة كما سيتبادر إلى العقل المصرى البسيط، بينما الرجل يمارس الرياضة لا العادة السرية بكل رقى! يشرب العصائر الفريش لا الشامبانيا بقطع الثلج المجروش! أى رجعية وتزييف للواقع.. ولست أدرى ما فائدة لفظ "تسريب"! منشورات بكامل الإرادة تظهر للجميع، والعجيب أن هذا حدث فى وسط إعلامى ينبغى أن يكون تقدميا وواعيا، وحول المواطن التى ظهرت فيها المدام وأثارت لغطا كبيرا، فكان من بينها "قصر ثقافة الشاطبى"، المفتوح للجميع، ولمن لا يعرف ما هى قصور الثقافة، عليه بزيارتها وحضور اجتماع فى قاعة كبار الزوار أو التجول بين المسرح والمكتبة  وقاعة الندوات وغير ذلك، لو أحب أن يلقى قصيدة على غرار "الحب مالوش فى الفلسفة.. آه يا قفا" سيجد آذانا له صاغية وربما ذيولا متحركة، إن انتقاد السيدة التى اعترفت أنها مجرد زائرة بغير صفة رسمية للقصر للوقوف على نشاطته ليس إلا حروبا وهمية وفقعات بعيدا عن مشاكل
الثقافة الجماهيرية التى يعرفها كل من تعامل معها عن قرب، "ما هكذا يا سعدُ تورد الإبلُ"!

موطن آخر، كان فى ديوان المحافظة بدعوة من د. ليلى إسكندر لبعض المواطنين المهتمين بالمجتمع المدنى ولديهم أفكار حول حل مشكلة القمامة ولهم تجارب فى ذلك، ومن بينهم زوجة المسيرى، ولمن لا يعرف، أخبرنى مصدر ثقة من سكان المعادى أن هناك اتصالا مستمرا وعلاقة قديمة بين وزيرة التطور الحضارى والعشوائيات وأميرة أبوطالب مذ كانت الثانية رئيسة جمعية رواد البيئة بالمعادى، قبل أن نسمع عن المحافظ الزوج الوسيم، تستيقظ فى السادسة صباحا مع مجموعة شباب وفتيات من المهتمين بالبيئة والمجتمع المدنى رافعين شعارات "عودة المعادى جميلة"، تشجير وتزيين ورسومات وتنظيف، وقد شعر أهالى المعادى بالتغيير وتحسن الحى!

وقد خرجت الزوجة عن صمتها وبلغة ثرية وكأنها ورثتها من جدها لأمها الأديب مصطفى صادق الرافعى والذى أتذكر هاهنا بيتيه:

ومر زمانٌ وجاء زمانٌ.. وبين الزمانين كل العجبِ

 فقومٌ تدلوا لتحت الثرى.. وقومٌ تعالوا لفوق الشهبِ

فمما قالته السيدة دفاعا عن نفسها: "توافقت أفكار والدى مع شخصية والدتى.. فقامت بواجبها كمواطنة مصرية أولا وكزوجة محافظ ثانيا فى تفعيل دور المجتمع المدنى لخدمة المدينة، وكونت فريق عمل من المصريين وحتى الأجانب القاطنين بالإسكندرية حينها للتطوع فى مجالات النظافة والصحة العامة والتنسيق الحضارى".

"فى الأيام الماضية تسنى لى مراقبة حالة مجتمعية لأفراد شغوفة ببلادها ومحبة لوطنها، ولكن البعض وقع فريسة للشائعات حتى باتت المعلومة المغلوطة تتداول على نطاق واسع، والمشكلة هنا ليست فى النوايا وإنما فى الانجراف وراء معلومة مغلوطة دون تمحيص".

"المعلومة الخاطئة تكب
ر وتتبلور فتخدم نفس منظومة الهدم تلك دون وعى، وباتت الإسكندرية ومستقبلها رهن القيل والقال فيما فعل المحافظ الجديد والسيدة حرمه!!". ا.هـ.

ومن ثمَّ.. ليتنا نتعامل مع كل مسؤول أوغير مسؤول بقدر من الوعى، نقترب من مصدر مشكلاتنا فى كل تخصص لا أن نبعد عنها فى مدارات تصيدية، هى قمة الرعونة والفشل!! لن ألومك لو طالبت بإقالة أى شخصية عامة أو مسؤولة ولو موظف درجة ثالثة بمستندات فساد أو رشوة وإهدار للمال العام، بل إهمال وتقصير.

المحافظ ذو المؤهلات العالية مازال فى بداية مشواره، وكذلك زوجته بتخصصها فى النشاط الميدانى وخبراتها السابقة، والإسكندرية فى غيمة، تتوق لجهود إحياء كبيرة وإعادة أمجاد، الشعب السكندرى لا ينسى من له فضل على المدينة التى هُمشت كثيرا فى السنوات الأخيرة مثلا عبدالسلام محجوب وما فعله "بين شطين وميه"، كورنيش الإسكندرية.. على هذه الأرض تمكن أشهر القادة العسكريين الذى قيل إنه لم يهزم فى معركة قط، الإسكندر الأكبر، إنها "القوة"، وهنا، غنى أنطونيو لكليوباترا "ع المينا"، طاير يا هوى، وقتلا أنفسهما –هو بسيف وهى بسم أفعى- عندما ضاعت المدينة على يد أوكتافيوس، ودفنا بجوار بعضما البعض بفضل "الحب"؛ لذا فلنضع فى الاعتبار مبدأ "القوة حيث تكمن القوة والعاطفة حيث تكمن العاطفة" كما يقول الإنجليز!

وفى مداخلة من أيام على الشاشة، يعد المحافظ بتحويل الإسكندرية لقطعة من أوروبا، ولزوجته أحلامٌ أيضا فى مجالات اهتمامها بالبيئة وصحة الطفل والثقافة، ومؤهلاتهما فعلا أوروبية على قدر تلك التطلعات، فهل يصدقا القول، دون التفاف للرجعيين، "الشمال الفكرى" من أصحاب العقد والعاهات.. أخشى أن أرتد رجعيا إن خاب ظنى!

 



#محمد_عبدالجواد_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعشيون داخل معرض الكتاب


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبدالجواد قاسم - المحافظ وزوجه في غيمة