أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد عبد الستار - أين السيد نصر الله















المزيد.....

أين السيد نصر الله


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 09:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عرفنا موقف السيد نصر الله رئيس حزب الله من نظام صدام حسين قبل سقوطه ، اذ اشار على العراقيين بفتح صفحة مصالحة مع النظام ، مما كان يعد امرا فات اوانه ، فلم يترك نظام صدام حسين هامشا للمناورة مع أية قوة سواء أكانت عراقية، عربية أم دولية ، لانه أحرق جميع سفنه قبل سنوات من دعوة السيد نصر الله ، فالمعارك التي خاضها مع الجيران العرب منهم وغير العرب والحروب الداخلية القاسية التي شنها على الشيعة والكرد قضت على كل أمل في الوصول الى حل سياسي مع نظامه ، فالجميع اصيبوا بالدمار الذي لاتنفع معه وصفة مثل وصفة السيد نصر الله ، لذلك كانت دعوته هواء في شبك .
وكذلك عرفنا موقف السيد نصر الله من اكثر الاحداث التهابا على الساحة العراقية ، وزاد عليها السيد خالد مشعل وقودا يوم دعا في أحد أكبر مساجد دمشق الى مساندة مااسماه المقاومة في العراق ، والذي يقع معظمه تحت عنوان ارهاب يطال المدنيين العراقيين ، لا مقاومة لمحتل.
قبل أيام كشف الزرقاوي علنا عن مطلبه في اشهر قناة عربية ، اذ كان يصرخ بصوت جهوري مطالبا قتل الشيعة في العراق ، ولما كان الشيعة في العراق طائفة تعد بالملايين ، فان دعوته تلك تحسب ضمن الدعوات للابادة الجماعية ، مثلها مثل الدعوات النازية والفاشية التي كانت تدعو الى قتل شعوب وجموع بشرية لصالح مجموعة معينة تعدها أحق بالحياة من غيرها.
لقد كانت هناك فيما مضى بعض القوى العربية تنادي بقتل اليهود ورميهم في البحر، ولكن تلك القوى تنبهت فيما بعد لخطل دعواها ، وتخلت عن تلك الدعوة التي كنا نسمعها من اذاعات مصر والثورة الفلسطينية ، واصبحت أكثر رشدا، وبدأت تبحث عن طريق للتعايش مع اليهود ، وايجاد حلول منطقية لمشاكل المسلمين والعرب واليهود في المنطقة ، ونجد العديد من الدول والحكومات العربية بدأت تقيم الصلات الدبلوماسية والتجارية مع الدولة اليهودية دون خوف من شعوبها واحزابها السياسية ، والتي بدورها اصبحت اكثر نضجا وفهما للمشاكل الدولية والاقليمية التي يتوجب البحث عن حلول سلمية لها ، وترك السلاح جانبا ، من اجل الحصول على فرص تفاوضية أفضل ، وتشكيل ضغط بعرض الحقوق في المحافل الدولية مثل الامم المتحدة والوحدة الاوربية ومحكمة لاهاي وغير ذلك.
لذلك نحسب ان دعوة الزرقاوي هذه اصبحت من قبيل ردود الفعل التي ستقضي على من اطلقها سواء اكان شخص الزرقاوي ام تنظيم القاعدة ام بقايا تشكيلات النظام الصدامي البائد ، فالدعوة الى إبادة الشيعة في العراق تعني إبادة الشعب العراقي ، لان اختلاط السنة والشيعة في العراق أمر لايجهله أي حصيف ، والذي يجهله هو الزرقاوي الوافد الى العراق من مجاهل البوادي المتزمتة التي تعتقد ان هناك جدارا بين العراقيين يفصل الشيعي عن السني ، ولايعلم ان الجيش العراقي كان معظمه من ابناء الشيعة ، رغم ان بعض قواده من اقارب رئيس النظام وعشائره واتباعه ، وهذا لايعني ان الجيش كان سنيا ، وكذلك جامعات العراق ومدارسه ، وقل مثل ذلك عن مؤسساته الرسمية وشبه الرسمية ، بل ان اكبر سوق تجاري في العراق وهو الشورجة كان يدار بايدي الكرد الفيليين منذ سنوات طويلة، في العهد الملكي وفي العهد الجمهوري ، ولم نجد أحد من السنة يعترض على ذلك ، حتى بدأ صدام بسياسة التطهير العرقي ضد الشعب الكردي فاخذ يهجر الكرد من بغداد ويستولي على ممتلكاتهم ، وخلط بهم أيضا الكثير من العرب ، تحت غطاء التبعية الايرانية التي الصقت زورا وبهتانا بالكثير من العراقيين.
ان دعوة الزرقاوي بحاجة الى وقفة حقيقية من قبل كل من ساند الارهاب تحت يافطة المقاومة ، واول المدعويين الى اعادة ترتيب اوراقهم السيد نصرالله ، فالسكوت على مثل هذه الدعوة من لدن رئيس حزب الله يدل على عمق ازمة الفكر السياسي الاسلامي ، فاذا كان الاسلام يدعو الى السلم فلماذا السكوت على الدعوة الى قتل الشعب العراقي الذي استبيحت مدنه بالسيارات المفخخة وهوجمت جموعه بالقنابل التي تاتي على النساء والاطفال والرجال العزل من السلاح والذين يصلّون في مسجد أوحسينية، أو يقصدون عزاء أو إماما من أئمة المسلمين في تظاهرة وشعائر دينية سلمية ؟
كما ان هيئة علماء المسلمين في العراق تتحمل قسطا كبيرا من الاثم إن هي تركت دعوة الزرقاوي دون رد كبير قوي ، يكون بمستوى المسؤولية ، فبيانات الرجاء والاستنكار لن تكون البلسم لالاف الضحايا الذين سقطوا مضرجين بدمائهم بسبب هذه الدعوة والذين سيسقطون بسببها في المستقبل ، وان دماء الابرياء من أبناء الشعب العراقي لن تكون في رقبة الزرقاوي فقط وانما برقاب هيئة علماء المسلمين ايضا ، مادامت قد اعطت لنفسها اسم هيئة علماء المسلمين ، فالمسلمون ليسوا فقط السنة ، ولا الشيعة فقط ، والا فلتطلق على نفسها هيئة علماء السنة فقط ، او هيئة علماء السنة/ فرع الزر قاوي ، كي يكون المسلمون على بينة من امرهم ، فليس من المعقول ان تسكت هيئة علماء المسلمين على ابادة شعب كامل ، لان هذا الشعب لايتبع فقه الزرقاوي ولايستجيب لامره في الجهاد .
ان اختلاط المفاهيم والمصطلحات يجب ان لايضيع دماء المسلمين هدرا، بل حتى دماء غير المسلمين في العراق هي في رقبة علماء ومراجع الدين الاسلامي ، لانهم ان تركوا امر غير المسلمين فلن يكونوا بمستوى مسؤولية الوطن، ولذلك سوف لن تكون هيئة علماء المسلمين في العراق ، وانما ستكون هيئة علماء مسلمين فقط ، ولايحق لهم الحديث عن الوطن والبلاد جميعا ، لان اي بلد اسلامي يضم أناسا من اديان أخرى ، ودماء هؤلاء يجب أن تكون محفوظة شرعا.
كما تقع المسؤولية على عاتق السيد مقتدى الصدر ، فما دام قائدا لجيش المهدي ، تقع على عاتقه مسؤولية مقاتلة كل من يدعو لابادة المسلمين في العراق ، ونستغرب أن يتأخر السيد مقتدى الصدر من بيان رأيه فيما صرح به الزرقاوي من على قناة الجزيرة ، لان أي تأخير في بيان الرأي في مثل هذا الامر يتيح فرصة أمام الارهاب لان ينتشر، وإن سمحنا بانتشار الارهاب ساعة واحدة فقد يؤدي الى كارثة لايعرف مداها ، ويمكننا أن نتخيل حجم الكارثة لو صدق الارهابيون بما صرحوا به من ان لديهم اسلحة كيمياوية سيهاجمون بها الناس .
لذلك نقول إن كل من سيقع ضحية لهذه الاعمال الارهابية ، سيكون دمه في رقبة من وضع نفسه في موضع المسؤولية ، و لايعني كثيرا ان كانت هذه المسؤولية مدنية أم دينية.
إن خطر السكوت على مثل هذه الدعوات التي تسلك سلوك الجريمة المنظمة ، سيدعو الناس الى التفكير عميقا بمن يمثلون الدين الاسلامي ، وسيكون قريبا اليوم الذي ينفضون فيه من حول من كانوا يظنون أنه يحميهم ، فاذا به يفنيهم عن بكرة أبيهم .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض اليباب ... أم أرض السواد
- جسر على نهر دجلة
- الى مفوضية النزاهة الموقرة
- لماذا ينتحرون
- الديمقراطية في الدستور العراقي
- الاكراد الفيلية بين نارين .... نار التبعية الايرانية ونار ال ...
- صدام في حضرة القاضي الهمام
- الزرقاوي أردني أم مبعوث أردني
- التنظيمات الفيلية والبوصلة الكردية
- التانغو الاخير لصدام
- الدروس التي يمكن استخلاصها من التجربة العراقية
- هلموا لنحاكم المجرم صدام حسين
- المسؤولية التاريخية في مواجهة الارهاب
- كونداليزا رايس ... ماهكذا تورد الابل
- اللور في كتابات مينورسكي ... ملاحظات واشارات
- تحايا بلون البنفسج الى هؤلاء الشيوعيين الاماجد
- ذكريات في رحاب السيد المسيح عليه السلام
- مؤتمرات القمة العربية ... في ميزان الفشل والنجاح
- استحقاقات مستعجلة للمرأة العراقية بمناسبة يوم المرأة العالمي
- الكرد الفيليون .... نحو مشاركة ايجابية اوسع في الانتخابات ال ...


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مؤيد عبد الستار - أين السيد نصر الله