أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - رواية إليها المسير.. لبغداد السايح














المزيد.....

رواية إليها المسير.. لبغداد السايح


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 17:25
المحور: الادب والفن
    


رواية إليها المسير لبغداد السايح
الرواية الفائزة بالمركز الأول في مسابقة الرواية بمختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مؤسسة حورس الدولية للنشر والتوزيع، ومختبر سرديات المغرب:
قراءة: مختار سعد شحاته (bo mima)
تلهج هذه الرواية وراء وراء جمال خاص للغة العربية، بدا واضحا في لغة كاتبها المتزنة والنخبوية على مستوى اللغة في بعض مقاطع الرواية، وإن كان الحوار تخلله جمل من اللهجة الجزائرية المحكية، غير أن ذلك لم يمتنع الانتصار للغة والسعي وراء جمالياتها اللفظية والبديعية والبيانية بشكل أتخم الرواية بشبهة "الصناعة اللفظية"، لكنها لم تنفِ عنها جزالتها ورصانتها الأكاديمية.
رصدت هذه الرواية مشهدًا من مشاهد الصراع بين المحتل الفرنسي وثوار الجزائر بحكاية تشابكت فيها المصالح والأحلام والطموحات والمطامع والبطولة والخيانة، ودفقها لنا الكاتب دفقة واحدة، فلا فصول أو فواصل في طول الرواية، وهو ما مثل تحديًا جديدًا أمام الروائي، كان حليفه الانتصار للسرد فيه، إذ جعل السرد يقفز به قفزات تاريخية وزمانية ما بين تقنيات السرد، وزمكانية الحدث السردي، فأوصله إلى نهاية الرواية بسلاسة وإن كانت عجولة متسرعة، كادت المفاجأة فيها –وكانت لي متوقعة- أن تفسد تلك المتعة من نفس الكاتب السردي شديد الطول، وأكرر أنها بنهايتها العجول كادت أن تفسد متعة السرد والحكاية، إلا أن العمل من بداية قرر ان يجعل من المشهد الثوري الجزائري حدثًا يجيء في الكادر الواسع، لتنصب عدسة قلمه على العلاقات والحوارات الداخلية، والتي كانت أمتع ما في هذا العمل، ولعل حديث الأيام وربطها بالأبطال من خلال علاقاتهم مع الأيام في الأسبوع كان موفقًا إلى حد كبير، رغم إرهاقه بزخارف لغوية.
أعتبر هذا العمل عملا ينتصر للغة وزخارفها بوضوح، وكيف يمكن لهذا الأمر أن نهمله ولا نلوم على صنعته التي شابها التصنع واللهث وراء جمال اللغة متراخيًا عن جمال السرد والحكاية، إلا أن ذلك لم يفسد المشهد الكامل الذي حاول الكاتب نقله من خلال تلك التداعيات التي جاءت من ذاكرته او من الذاكرة الجمعية لهؤلاء الأبطال.
تمنيت على الكاتب ما دام مولعًا بهذه الدرجة باللغة العربية وزخارفها أن يجد في الفصيحة مرأبه الذي يغنيه عن اللهجة المحكية التي قد تمسك بتلابييب العمل وتتوقف على خصوصيته وبدلا أن ندرج الرواية ضمن أدب المقاومة –وهي تستحق ذلك- سنتركها ونعاف مفردات لهجتها المحكية التي لن يفهمها غير أهل الجزائر والمغرب، ففوتت بذلك متعة على كثير كان يمكن للفصيحة ان تمنحها لهم.
جاءت لغة الرواية وقاموسها اللغوي جيدًا للغاية، وربما لذلك الاحتفاء الزائد باللغة، وبدا النص متماسكًا رغم النقلة المربكة في خط الدراما والتي تزول بعد جمع تفاصيل الصورة الكاملة ونتفها وشذراتها التي نثرها على طوال الرواية، لتجد حال المرأة في واقع المجتمع الجزائري والمسكوت عنه في مجتمع ثوري مقاوم إلا أنه يرسف في ذكورية مطلقة.
ويجيء النفس السردي الواحد في هذا العمل، أبرز ما فيه من ملامح التجديد، وهي ما يهابه الكثير ويخوف عدم التمكن منه، وهو محسوب للكاتب، إلى جانب التوظيف لزخارف اللغة على طول العمل الروائي، وكيف يمكن ان نكتشف طرقصا جديدا لعلاقات البشر ببعضهم وبكل ما حولهم من جبل وغور وحتى الأيام.
بقى أن أقول أن العمل بمضمونه عن الثورة الجزائرية ومقاومتها للمستعمر الفرنسي والعلاقات التي تتشكل بين الأفراد في هكذا مجتمعات بدت واضحة جدًا في هذا العمل، إلى جانب بعض الأفكار المساعدة التي وجدنا الكاتب ينقلها لنا عبر مباشرة وخطابية عالية، ربما استدعاها الحدث في الرواية وزمنه وطبيعة المرحلة التي تدور في رحاها تلك الأحداث.
بقى التنويه،
قريبًا ستصدر الرواية في طبعتها الأولى عن مؤسسة حورس الدولية، بالتعاون مع مختبر السرديات بالإسكندرية، بعد فوزها بالمركز الأول في دورة الرواية العربية الأولى التي نظمها المختبر بمكتبة الإسكندرية متعاونًا مع حورس وغيرها من مختبردات السرد العربي بالمغرب ومكة المكرمة.

مختار سعد شحاته.
bo mima
روائي وباحث أدبي.
مصر/ إسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -باب جانبي في كابينة والدي-
- العين صابتني ورب الكلمة نجاني
- الرجل ال-يباشر-.. قصة قصيرة
- رسالة.. نص أدبي إلى الرفيق مولانا الدرويش الذي يعرف نفسه.
- للأخ المسافر.. إليهم جمعاء
- هل كان أبو الأنبياء مُداهنًا؟! المقال الأول بعد التأسيسي لنظ ...
- نظرية الضيق.. مقال تأسيسي رقم 1
- يقولُ وليد.. مهداة إلى ديوان -تفسر أعضاءها للوقت- للشاعر ولي ...
- سرور التي تضخّ حزنًا ووجعًا قراءة في رواية -الشويرة- لمحمد ا ...
- قراءة لمجموعة -صباح مناسب للقتل- لأسامه جاد.
- قراءة في مجموعة -البطلة لا يجب أن تكون بدينة- لشيرين فتحي عن ...
- تأملات قرآنية خاصة.
- اغفر لي ... ابتهال.
- عاري... إلى أمي
- خان.. بين الروح والجسد. -لا ينصح العقلاء بالقراءة.-
- حين تكتب العالمة بقلب طفل لا يكبر أبدًا...( قراءة في رواية - ...
- رمانة الميزان: كُن معارضًا.
- اتنين.. تلاتة.. أربع.. خمس نعمااااات.. إلى حزب النور والدعوة ...
- المراية.. نص بالعامية المصرية.. إلى زيزو وبهاء
- اتصل ب0900 (تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية)


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - رواية إليها المسير.. لبغداد السايح