أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدو أبو يامن - كليلة ودمنة في أراب ستان – 3 –















المزيد.....

كليلة ودمنة في أراب ستان – 3 –


عبدو أبو يامن

الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


( دين وظلم )

قال كليلة : أتعلم - يا دمنة – هناك أمر يشكل علي، بل قل هم يقيمني ولا يكاد يقعدني، ولا ينقضي عجبي منه ولا حيرتي إزاءه، وأشعر أحيانا أنني أكاد أمسك به، وأن في طوقي فهمه وهضمه وتفسيره وتعليله؛ ولكن ما إن يستولي علي هذا الشعور حتى يجئ شعور آخر أقوى منه وأعنف فيجتاحني ويتملكني حتى يدعني فريسة الحيرة والشك والعجز، عندها أشعر بروح الانهزام وغصة الاندحار.
قال دمنة : حيرتني – يا كليلة - وأفزعتني؛ فعسى أن يكون خير، وما هذا الذي تشعر به حينا قريبا منك كل القرب، وحينا بعيدا عنك كل البعد، هل تعبث بي وتسخر مني، أو لعلك تختبر ذكائي، وإن لم تك كذلك فهل أصابك مس أو طاف بك طائف؟!!
نظر إليه كليلة برهة ثم قال : لا، وربك لم يطف بي طائف ولم يصبني مس، ولا كنت عابثا ولا ساخرا، وإنما لأهمية الأمر وجوهريته، بل ولوضوحه كل الوضوح حتى لا يكاد يراه أحد أو يأبه له إنسان!
قال دمنة : عجيب أمرك كله اليوم – يا كليلة – ما تني منذ بياض النهار تمطر أذني بوابل من المعميات والألغاز؛ فما هذا الواضح كل الوضوح حتى لا يكاد يراه أحد؟!
قال كليلة : هون عليك يا صديقي، وحنانيك ثم حنانيك، وإليك مفتاح هذا الأمر كله.. أليس يقال ( من المستحيلات توضيح الواضحات )، ثم أيهما أرعى للنظر في بلادنا طلوع الشمس كل يوم، وهو ما ألفناه، أو غيابها ليوم أو بعض يوم؟
قال دمنة : غيابها هو الأرعى للنظر والملفت للانتباه لأننا لم نعتد عليه، بينما طلوعها كل يوم ليس فيه جديد، على الأقل بالنسبة لصاحب النظرة العجلى؛ فما الجديد في شمس تطلع؟؟
قال كليلة : قد قربت جدا مما أرمي إليه؛ فتكرار الظاهرة الواحدة أو السلوك الواحد هو ما نطلق عليه ( عادة ) والعادة قائمة على التكرار الآلي، وعلى شيء أهم هو الخلو من الإبداع، والعادة بعد ذلك تستحيل تقليدا والتقليد مع الزمن يصبح عرفا والعرف يكتسي احتراما وتبجيلا وتقديسا، وذلك بالنسبة للجماعة التي يتحكم بها وبتفكيرها وحياتها.
قال دمنة : أضف إلى ذلك أن هذه العادة لنمطيتها وتكرارها ملايين المرات من لدن الجماعة المقصودة لا تبعث على التفكير بشأنها ولا تغري على محاولة فهمها؛ فنمطيتها وتكرارها وآليتها أكسبتها حصانة ضد التفهم والتعمق والتساؤل، والإنسان عادة يلفت انتباهه المجهول من الظواهر والأشخاص، لأن جهله بها يؤرقه ويشعره بنقص في سلطته المادية والمعرفية، ولذلك وصفوا الجهل بأنه ظلام والعلم نور لهذا السبب. والإنسان ينفر من الظلام بطبعه فهو يذكره بظلام العدم والمجهول ( والإنسان عدو ما يجهل ) بينما النور يشعره بالحياة والقوة والسيطرة. فكل معلوم بالنسبة للإنسان هو تحت السيطرة، وبعكسه المجهول تماما.
ومأساة الإنسان – وما أكثر مآسيه – أن هذا الذي يتراءى له معلوما هو الذي كثيرا ما يوقعه في الكوارث؛ إذ يحتقر شأنه ولا يحسب له حسابا.
واستأنف كليلة قائلا : ولذلك نرى أن العادة ليست محمودة في كل الأحوال، فالعادة اجترار واقتفاء لآثار الماضين من الأحياء والأموات، دون تساؤل ودون فهم، فبمجرد تحدرها من الأجداد أو الآباء فهي جديرة بأن تتبع، وهل يورث الأسلاف للأخلاف ما يضرهم؟؟ ومن هنا غاب العقل والنظر في كل ما هو واضح كل الوضوح، أو ما يظن أنه كذلك، بينما الجديد والمجهول هو المستهدف بالتساؤل والسؤال والنظر والبحث والعقل والمنطق، حتى يخضع لسلطة الإنسان المعرفية والمادية، ومع الوقت يستحيل هو عادة ( واضحة ) فينسى في ضمن المنسيات؛ لأنه على الأقل لم يعد يشكل خطرا أو مجهولا، والحياة بطبعها لا تتوقف عن الإتيان بالمزيد من الجديد، والجديد في جدته فتنة للإنسان؛ يحاول هضمه وفهمه وإخضاعه لسلطته والاستفادة منه قدر طاقته، ثم يمله ويلفظه ويبحث عن آخر.
قال دمنة : ولكن علينا ألا نحصر العادة في الأشياء ومنتجات التكنولوجيا، بل علينا أن نأخذ بالأهم وهو عالم الأفكار وعالم السلوك بعين الاعتبار والرعاية، فأمر الأشياء يكاد يكون واضحا، وخطرها يكاد يكون معلوما، ومدارها على النفع المادي والفائدة العملية، ولكن الخطير كل الخطورة والغامض كل الغموض هو عالم الأفكار ودنيا السلوك، فآثارها ونفعها لا ينحصر في الجانب المادي وحده، وخطرها يكاد يكون عميقا وتأثيره واسعا وأمده طويلا.
والأسوأ من ذلك حين تتحول العادة إلى عالم القلب، فيضمها بين جوانحه، ويسربلها بالقدسية والطهارة والورع، ويضفي عليها روح التضحية والفداء، ويجعلها عنوانا للتقوى ودليلا على النزاهة فهنا الخطر كل الخطر، وهنا تتعقد المسائل وتدلهم الظلمات وتتوعر الطرقات.
قال كليلة : وأقرب مثال على ذلك – ولعله يغني عن كثير- بل ويدل على كثير مسألة الدين والدنيا في الثقافة الإسلامية وفي الحياة العربية كما يعيشها الناس؛ فالدين من حيث الأساس اتصال بين الأرض والسماء، اتصال لم يتم أو يحصل اعتباطا، وإنما استدعاه سبب، وسبب مهم جدا، هو انحراف البشر عن جادة الصواب، وتفاقم طغيانهم وتعاظم شرورهم، وهذا الانحراف اقترفوه بمحض إرادتهم (( فهديناه النجدين )) وإلا لما كان ثمة مغزى للعقاب الإلهي المؤجل، فمن أجل الانحراف الأرضي تنزل الوحي السماوي ليصحح المسيرة، ويقيم العدالة ولو كانت مؤقتة، ويجعل الأرض صالحة للسكنى والعيش المشترك، ولولا هذه الصلاحية لم تقم حياة أصلا.. ألم يرد في الأساطير العربية أن الأرض قبل خلق آدم امتلأت جورا وأن هناك قبيلا من الشياطين والأبالسة عاثوا فيها فسادا وتبذيرا وقتلا، وأن العناية الإلهية أرسلت إليهم ثلة من الملائكة يتزعمهم إبليس هبطت إلى الأرض فقاتلتهم ومزقتهم شر ممزق وشردت بهم في نواحي الأرض..
قال دمنة مقاطعا: إذن؟؟
فأكمل كليلة: إذن، هذا الاتصال ما كان ليوجد لولا ذلك الانفصال عن جادة الحق وسبيل الصواب. وهذا الكلام نطلقه على وجه الإجمال على وجه الشرق العربي خاصة والآسيوي عامة، وحين يذكر الشرق تستدعي الذاكرة الروحانية أو الروح، وبالضد منه الغرب وحين نقول الغرب سيطفو إلى سطح الوعي المادة؛ فعلى وجه الإجمال نقول: روحانية الشرق ومادية الغرب، وإن كان الأمر لا يخلو من اعتراضات هنا وهناك.
وإذا كان الشرق يفخر بدينه وروحانيته فالغرب يفخر بعلومه وماديته، وإن كان التبادل الحضاري حاضرا على كافة الصعد، وإنما الحكم على العموم. وإذا كان التشريع في الشرق ( القوانين الإلهية ) مصدرها إلهي، فالتشريع في الغرب مصدرها إنساني ( القوانين الوضعية ).وفي الحقيقة لست بصدد المقارنة بين النوعين أو تفضيل أحدهما على الآخر، وإنما يهمني نقطة جوهرية مركزية يجسدها هذا السؤال: فيم تتمثل قوة الإلزام بالأخذ بالقانون وعدم خرقه في كلا التشريعين؟ وأيها أقوى إلزاما القانون الإلهي أم القانون الوضعي؟
قال دمنة متسائلا : ولماذا الاقتصار على الأحكام والمعاملات، وأين أوجه الدين الأخرى؟؟ فقبل الأحكام والمعاملات هناك عقيدة وهي الأساس، وإذا انتفت هذه العقيدة فلا وجه للحديث على المعاملات والعبادات معا؟؟
أجاب كليلة : صحيح ما تقول وأوافقك عليه، وكنت أتوقع هذا السؤال ( بأي معنى حصرت الدين في المعاملات باعتبار القوانين وجدت في مجال المعاملات لكي توقف ظلما ما) وأن الظلم بهذا المعنى مضاد للدين على طول الطريق، فلا يجتمع دين وظلم كما لا يجتمع إيمان وكفر؟ ) . وللإجابة على هذا السؤال أقول: لو عرفنا ( بتشديد الراء ) الدين بأنه ضد الظلم لما جانبنا الصواب؛ والسؤال كيف يكون ذلك كذلك؟ حين تنزل قول الحق تبارك وتعالى: (( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد )) حار الصحابة في فهم هذه الآية؛ كيف يظلم الإنسان نفسه؟ فنحن نفهم أن يظلم الإنسان غيره أما أن يظلم نفسه؟؟ حتى نزلت الآية الأخرى، والقرآن يفسر بعضه بعضا، (( إن الشرك لظلم عظيم ))؛ فالمشرك بهذا المعنى ظالم لنفسه حين أشرك مع الله غيره من المعبودات التي لا تضر ولا تنفع، وظالم لنفسه حين استعبدها لهؤلاء الشركاء العجزة، هذا في جانب العقيدة والعبادات أو علاقة الإنسان مع خالقه، ولو جئنا إلى الوجه الآخر وهو علاقة الإنسان بأخيه الإنسان أو جانب المعاملات التي تكون بين الناس لألفينا الظلم ( صفة الظلم ) جماع القبح والخطيئة والرذيلة، حتى جاء في الأمثال المشهورة ( ملك كافر عادل خير من ملك مؤمن جائر ) ، ويكفي أن الحق تبارك وتعالى حرمه على نفسه وهو الفعال لما يريد، وهو الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون؛ فما بالك بالبشر؟ ووصف الرسول الكريم الظلم بأنه ظلمات يوم القيامة، وحد ( بتشديد الدال ) العصبية بأن تعين أخاك على ظلمه.. ولو نظرنا إلى حقيقة الظلم لوجدناه يكاد يتبع كل رذيلة، ويلزمها لزوم الاسم للمسمى، ويحيط بها إحاطة السوار بالمعصم؛ فلو أخذنا صفة الكذب أليس الكاذب ظالما لصاحبه حين نقل إليه خبرا هو خلاف الواقع؟ وأليس الناقض للعهد ظالما حين خاس بعهده؟ وهكذا وهكذا قل في باقي الصفات المرذولة كالخيانة والغدر وإخلاف الوعد وغيرها.
ثم إن عبادتك لك وكفرك عليك وأنت سيد نفسك وأنت صانع مصيرك، وإنما يعنيني منك العلاقة التي تربطني بك، وإنما آلم ما ينالني منك هو ظلمك لي.فكن من شئت ولكن إياك أن تظلمني!
قال دمنة : لكن ما الذي دعاك إلى أن تبحث هذا الموضوع بالذات في هذا الوقت بالذات؟
قال كليلة بعد تفكير ملي: الذي دعاني إلى هذا هو الظلم الشائع الآن، والذي يكاد يطبق الكون بأرضه وسمائه، ويعم الكائنات بإنسانها وحيوانها وجمادها.
فقال دمنة والحيرة تملؤه : وكيف يعم الكائنات بأنواعها، والنبات والجماد؟
قال كليلة : يظلم الإنسان نفسه وبيئته حين يعتدي على الغابات والأشجار والطبيعة البكر، فيسلط عليها مصانعه وأدواته ومخلفاته، ويظلم بيئته حين يسلط عليها الغازات المنبعثة، فيثقب طبقة الأوزون ويرفع حرارة الأرض، ويظلمها حين يمتص ثروات الأرض ويبعثرها ويهدرها من غير حساب للعواقب كفعل طائش لم يبلغ الحلم، أو مجنون حقه الحجر.
قال دمنة : ولكن المسؤول عن ذلك الغرب وليس الشرق!
قال كليلة : هذا صحيح؛ ولكن سؤالك جرني إلى هذا الحديث، وإنما كان حديثي ينصب على ظلم أهون من هذا وأقل خطرا، وهو على هوانه وقلة خطورته قمين بأن يشعل الحروب والنزاعات، إن لم تكن نشأت بالفعل، والثورات، ويحيل وجه الأرض جحيما ملؤها جثث وأشلاء ودماء.
قال دمنة : العياذ بالله؛ وما هذا الظلم الذي يفعل كل هذه الأفاعيل والعرب عنه غافلون؟؟
قال كليلة : إنه الظلم الاجتماعي والتفاوت الطبقي، وسوء توزيع الثروة، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، رغم أن النعم وفيرة والخير عميم والسماء كريمة والأرض معطاء.
قال دمنة : النعم وفيرة والخير عميم هذا صحيح؛ ولكن الغرب سارق وناهب، والغرب غاصب ومغتصب، إن قديما وإن حديثا، بل ربما حتى مستقبلا ما لم تتغير مذاهبه المدمرة ويتخلى عن عقائده البغيضة.
قال كليلة : وأية مذاهب وأي عقائد تعني؟
قال دمنة : أعني عقيدته في عبادة القوة والسلطة، وأن البقاء للأصلح، وفكرة الانتخاب الطبيعي التي سنها لهم ( دارون ) وأن الحياة صراع لا بقاء فيها إلا للأقوياء، وتغليب جانب المادة على جانب الروح، والنظر إلى عالم الطبيعة والناس والأشياء نظرة استغلالية تملكية استعمالية، كل قيمته تنحصر في نفعها المادي، وإخضاعها ( أي الحياة ) لشهوة السيطرة والتملك والتحكم.
قال كليلة : فلنتفق إذن على تسمية هذا الظلم ب ( الظلم الكبير أو الظلم الكوني ) ولكن ماذا عن الظلم الصغير؟
الظلم الاجتماعي الذي يحصل الآن في بلاد المسلمين بعامة والعرب بخاصة على نطاق واسع؛ أليس المتوقع في ظل استقراء طبيعة المجتمعات أن يكون المجتمع العربي ( وهو مجتمع ديني في الأساس إذ لم يكن له كيان سياسي وثقافي قبل ذلك ) على الأقل إلى الآن إذ لم تقم ظاهرة كبيرة أخرى كالعلم مثلا توجه نظرته وتحكم تصرفاته، أقول أليس المتوقع في ظل هذا الاعتبارات أن يكون أقل المجتمعات التي يتفشي فيها الظلم، وهو بهذه الخطورة التي بيناها سابقا؟؟
وإذا كان الرادع بالنسبة للمجتمعات الأخرى رادعا خارجيا يتمثل في القوانين والدساتير أليس الرادع بالنسبة للمجتمعات العربية مضاعفا؟ بل قل هو رادع ذو وجهين: وجه خارجي بسيط يتمثل في القوانين والأحكام الإلهية، ورادع داخلي عميق يتمثل في البعد الروحي والزجر الإلهي والمراقبة الذاتية للنفس والتي تستحضر في ذهنها الحضور الكلي الإلهي في كل زمان ومكان، والذي يتجسد في مرتبة الإحسان ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )؛ فمن الجائز جدا للظالم أن يفلت من العقاب الأرضي المعجل ( وكثيرا ما يفلت ) ولكن ماذا عن العقاب السماوي الأخروي المؤجل، والذي إن شك في المؤمن ( أيا كان ) فقد فقد كل صفة إيمانية، بل لب العملية الروحية وخرج منها؟؟
فأضاف دمنة : وعلى ذكر التفاوت الطبقي، وحفنة الأقوياء والأغنياء وعالم الضعفاء والفقراء، والقلة التي تملك والكثرة التي تفقد ما تملكه، وفي ظل هذا السعار العالمي والإقليمي والمحلي على الكسب والمنافسة والكنز ( كنز الذهب والفضة وعدم الإنفاق )، وما يحدث الآن من تصديع الرؤوس وبلبلة الأفكار والتبشير بوثن جديد أو قل دجال كبير، هو العولمة المتغولة المتوحشة، أقول في هذه الأثناء التي تحتل فيها العولمة أو تكاد المشهد الإعلامي والسياسي والثقافي يحذر خصومها أو قل يحذر من بقي في قلبه ذرة من ضمير من نتائجها، ويقولون إن العالم الثالث أو عالم الجنوب حين تتمكن منه العولمة وتفرض عليه آلياتها وشروطها وتبسط سيطرتها عليه ستكون في صالح الأقوياء الذين يملكون، وأنهم هم الذين سيزدادون غنى، بينما السواد الأعظم ستتراجع مستوياته كثيرا في الدخول والمستويات المعيشية والصحية والتعليمية.
قال كليلة : إذن السؤال الذي يفرضه نفسه الآن، والذي هو المحصلة لكل ما سبق: بماذا يبشر العرب؟
وما القيمة التي يسوقونها ويقدمونها إلى العالم لتصحيح الأوضاع، وتعديل المسار، والقضاء على الانحراف وهم في ( بيتهم من الداخل، كما يقولون ) بهذا الوضع المزري؟؟
وماذا يميز المجتمعات العربية، في ظل هذا الوضع، عن بقية المجتمعات؟؟
قال دمنة : أظن أن حديثك ينصب على ما هو كائن لا على ما يجب أن يكون؟
قال كليلة : وما الفرق؟؟
قال دمنة : الفرق كبير؛ فما هو كائن هو تقرير لواقع معاش قد يكون خطأ وقد يكون صوابا، بينما ما يجب أن يكون هو المرجو والمأمول، وهو لا شك الأصلح أو الأقرب للصلاح، وهو ما تنادي به الأديان.
قال كليلة : وعلى ذلك هناك، إذن، أمل في صلاح العالم؟!!
قال دمنة : وهل إذا فقد الأمل وجه للحياة، أو يبقى شيء يستحق أن يعيش من أجله الإنسان؟؟
قال كليلة : ولكن الأمل طال جدا؛ فاليهودية عمرها أكثر من ألفين وخمسمائة سنة، والمسيحية عمرها حوالى ألفي سنة، والإسلام عمره ما يقارب الألف وخمسمائة سنة!!
قال دمنة : ولو كان ذلك كذلك؛ فلولا هذا الأمل لما بقي شيء يستحق أن يعيش من أجله الإنسان!!



#عبدو_أبو_يامن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كليلة ودمنة في أراب استان -2-
- كليلة ودمنة في أراب ستان -1-
- هذا بوش أم هتلر.. لا أستطيع التمييز بينهما؟!! - 2-
- هذا بوش أم هتلر.. لا أستطيع التمييز بينهما؟!! - 1-
- قنوات التدجين الفضائية العربية!!
- ماذا يريد هؤلاء؟ ( زورق الإنقاذ ) 3
- قضية سيد القمني، تضامن أم ضمانات؟
- ماذا يريد هؤلاء؟ ( الليبراليون الجدد ) 2
- ماذا يريد هؤلاء ( الصحوة الإسلامية )؟؟ 1
- تحرير المرأة أم تحرير الرجل أم تحريرهما معا؟؟
- جنة بوش أم جنة ابن لادن؟
- فنارات على دروب التقدم 2
- فنارات على دروب التقدم
- إسلاميات
- تعرية الذات العربية
- باسم الشعب نبدأ


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدو أبو يامن - كليلة ودمنة في أراب ستان – 3 –