أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين














المزيد.....

عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 12:14
المحور: القضية الفلسطينية
    



في النصف الأول من مارس 2015 أعلنت بعض الفصائل الفلسطينية أن هناك خطة لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، الفصائل ذاتها كانت مشاركة في إجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الأخير وحاول بعض قياداتها كررت نفس الفكرة مدعّمة بدراسات لمركز أبحاث إسرائيلية أو مواقف لبعض الإسرائيليين التي تصب في خدمة هذه الفكرة، الكلام صحيح نسبياً وعفى عليه الزمن كلياً، ولم يعد مجدياً تكراره وإغفال جملة من الحقائق الكبيرة التي حدثت في الفترة التالية لسقوط حكم الإخوان في مصر، والتغيرات التي طرأت على شكل وهوية النظام المصري الجديد وما واكبها من تحولات في العلاقات مع أمريكا وحلفائها الشرق أوسطيين.

الخطة أو الفكرة إن لم تجد لها بيئة ملائمة لتنفيذها تبقى فكرة من ملايين الأفكار التي يتم تداولها في الشأن السياسي، هذا طبيعي جداً لأن الصراع مستمر لم ولن يتوقف منذ وجود المجتمعات البشرية حتى الآن، يأخذ أشكال مختلفة بقواعد مختلفة تتبدل فيه الأولويات وتعدل معه الخطط والأفكار، لكن الغريب في الحالة الفلسطينية هي حالة الجمود الخطيرة التي لم يشهد لها مثيل أي مجتمع في العالم، بفضل القيادات العاجزة التي تتخبط وتنسج أوهام تشغل بها نفسها وتحاول إشغال المجتمع الفلسطيني معها، لكي تستفيد من الوقت وتبرر وجودها وعجزها عن حلّ أي مشكلة مهما بلغ صغرها.

لا يمكن لأي فلسطيني أن يقتنع بهذه الأضاليل طوال العمر، فالتجربة بالحديد والنار والموت والعذاب والقهر كفيلة بأن تجعل من كل فلسطيني مملكة في التفكير والشك بكل ما يدور، والإعتقاد الجازم أن ما يجرى بحق مليون وثماني مئة ألف فلسطيني في غزة ليس بفعل إسرائيل لوحدها، وأن مأساة التشرد المستمرة التي تلاحق شعبنا منذ نشأة القضية دون حلول بفعل قوة وغطرسة وبطش الإحتلال وحسب، وإذا كان الإحتلال يفعل ما فعل، فما هو دور القيادة الفلسطينية في مواجهة ما فعل، وأين برنامج المواجهة الذي أعدّته لدرء أخطار الفصل الذي اكتشفته فصائل منظمة التحرير ومجلس المركزي ولجنتها التنفيذية في العام 2015، أي بعد غيبوبة عمرها يزيد عن ثماني سنوات؟

سأفترض أن إنشاء دولة غزة حقيقة قادمة لها كل أسباب النضوج والإنفاذ، وسأغفل كما تغفل الفصائل وبعض المثقفين الدور الوطني للشعب الفلسطيني في إسقاط "المؤامرة"، وأتجاهل التغيرات في جمهورية مصر والإقليم والعالم، وأعتبر أن قطر قد أتمت الإتفاق مع إسرائيل المفاوضات بشأن الهدنة والميناء والمطار، وأنشات قاعدة إقتصادية ضخمة في قطاع غزة تمكنه من الإستغناء عن موازنة السلطة في رام الله، حتّى عن نفقات الأغاثة والتشغيل التي تقدمها "الأنروا" ومعها المنظمات الأهلية، فماذا أنتم فاعلون لمواجهة هذا الخطر الداهم؟

حقيقة الأمر أن العجز والخوف والإفلاس السياسي يؤتي ثماره في عقول عدد لا بأس به من النخبة السياسية والثقافية الفلسطينية التي قبلت أن يستمر هذا الواقع منذ تولى الرئيس عباس السلطة مروراً بالإنقسام وثلاث حروب حتى هذه اللحظة، العجز عن وقف حالة التدهور في كل البناء الفلسطيني السياسي والإجتماعي والإقتصادي، والإفلاس عن التقدم بأي مبادرة تضع حد لحالة التآكل الحاصلة على المشروع الوطني، حيث بات التنسيق الأمني "مقدس"، والمشروع "المشبوه" المقدم لمجلس الأمن الدولي "عمل بطولي"، وعدم إغراق إسرائيل بملايين اللاجئين الفلسطينيين" واقعية سياسية"، والقبول بالإستيطان وتهويد القدس ومنع مختلف أشكال المواجهة مع الإحتلال "حنكة سياسية وسحب الذرائع"، والخوف من رئيس فاسد وناقم أقصى طموح لديه الحفاظ على الحكم كنافذة لزيادة ثراء عائلته التي تستثمر في "قطر" وتستفيد من أموال صندوق الإستثمار الفلسطيني وأموال الشعب الفلسطيني.

إسرائيل قوة إحتلال وإستيطان "إحلالي"، ولم تغير من طموحها بفلسطين خالية من الفلسطينيين، وتصرً أنها إستولت على "أرض بلا شعب"، طموحها أبعد من "دولة غزة"، فهي لن تتوقف عن محاولات تهجير ما تبقى من الشعب الفلسطيني، والذي لم تحققه الحروب تحاول تحقيقه بالحصار والتجويع وبالمفاوضات والمناورات السياسية، هذه خطتها الأصلية الأولى والأخيرة، لن تتراجع عنها في ظل الحالة البائسة التي أجبر الشعب الفلسطيني عليها، خطة واضحة ومعلنة ولا تحتاج عناء العودة إلى مراكز أبحاث وكتابات إسرائيلية لإكتشاف الهدف النهائي للإحتلال الإسرائيلي.

مواجهة مخطط الإحتلال تحتاج إلى قيادة فلسطينية وطنية وأخلاقية واحدة موحدة لها برنامج سياسي واحد، تسير بالفلسطينيين نحو الخلاص من الإحتلال وكل أشكال الإضطهاد والظلم أيّ كان مصدرها، قيادة لا تعاقب معارضيها بالسجن، ولا تبتزّه بالمال والرواتب، ولا ترهبه بالعصابات المسلحة والمداهمات، قيادة تقف إلى جانب المنكوبين والفقراء، تعزز صمود الشعب ولا تجعل من غرق بعض أبنائه على سفينة في عرض البحر حدثاً عابراً، قيادة تبكي على موت عائلة من غزة حرقاً بسبب قطع الكهرباء، قيادة تٌحاسب على موت المرضى في غرف العناية المركزة نتيجة نقص الدواء ووقف التحويلات الطبية، وتجيب عن مستقبل آلاف الخريجين بلا عمل، وتبحث عن نهضة لإقتصاد مدمر، وعن تنمية تحمي مئات الآلاف من الفقراء والمهمشين.


[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب عقلانية حمساوية ومسؤولية وطنية
- عباس يواصل الحجل في دائرة النار
- عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان
- قطاع غزة بين المسؤولية الوطنية والسياسات الثأرية
- تشاوتشيسكو فلسطين
- من جديد فزّاعة هيئة مكافحة الفساد
- خطة فاشلة لقيادة عاجزة
- لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية
- توافق اللص والحاكم
- مصيبة السياسة الفلسطينية في محاضر إجتماعات قطر
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- الرئيس المسكون بالهواجس والمؤامرة
- أسئلة المعركة وما بعدها
- خمس حقائق تكشفها الحرب على غزة
- السلطة الفلسطينية من رافعة وطنية إلى غطاء على جرائم الإحتلال
- إلى جماعات ال NGO,s وبعض المثقفين الفلسطينيين
- حلقة جديدة من إشغالات عباس للشعب الفلسطيني
- من القاهرة أشرقت شمس العرب
- عباس يستبق نتائج إنتخابات الرئاسة المصرية


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين