أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالمنعم عبدالعظبم - قراءة فى تراث الغناء العربى















المزيد.....

قراءة فى تراث الغناء العربى


عبدالمنعم عبدالعظبم

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 09:18
المحور: الادب والفن
    




يرجع تاريخ الغناء العربى المتقن الى منتصف القرن الأول الهجرى فى مكة والمدينة
وقد نصب اسحق الموصلى من نفسه حارسا لهذالفن المتقن وكنوزه وتراثه وأصوله التى اقرها فحول فن الغناء فى العصر الاموى والتى نقلت الغناء العربى الى افاق أوسع بعد ان كانت محصورة فى الحداء والنواح الى ان صادفت رقيا ونضجا فى العصر العباسى واستمر فى التواصل والارتقاء حتى عصرنا الحالى
وقد استفاد فن الغناء العربى مما عرفه الأسلاف من فنون الغناء عند الفرس والروم والذين عرفوا منهم العزف على الآلات الموسيقية والعزف على العود واستطاعوا ان يطوروه بما يناسب اذواقهم وأوزان شعرهم
وكان معاوية بن أبى سفيان قد استخدم عمال من الفرس والروم لبناء دار له فى مكة ثم استخدمهم عبدالله بن الزبير فى عهده لترميم جدران الكعبة بعد الحريق الذى شب بها ولبث الفرس فى المدينة ومكة يعملون فى بناء مشروعات عمرانية منذ عهد الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه ويتغنون ويعزفون فاخذ منهم العرب فنون الغناء وجاهدوا فى صبغها بلغتهم العربية وما يناسب الذوق العربى ويطورا ما ورثوه من هذا الفن وأقاموا منه مدرسة مميزة تتوارثها الأجيال حتى البوم
لقد استوي هذا الفن على سوقه واستغلظ فى مدة لا تزيد عن أربعون عاما فى القرن الأول الهجرى
ولما انتقلت الحان العصر الاموى الى العصر العباسى تم جمعها فى كتب ومدونات ويرجع فضل الريادة فى هذا الى اسحق الموصلى الذى وصفه ابوالفرج الاصفهانى صاحب الاغانى بأنه إمام أهل صناعته جميعا ورأسهم ومعلمهم وهو الذى صحح اجناس الغناء وطرائقه وميزه وكان الموصلى يرى أن من حق صناعته عليه أن يحفظ أصولها التى وضعها رواد الغناء والموسيقى فى العصر الاموى بالرواية الأمينة المتقنة
كانت هذه مشكلته مع إبراهيم ابن المهدى اخو الخليفة هارون الرشيد الذى لم يكن له فى بدايات هوايته للغناء علم بأصوله وكان الموصلى يتشدد فى ضبط الألحان طبقا للأصول المتوارثة لهذا تصادم مع الأمير خوفا على الغناء العربى من العبث خاصة وان الأمير كان يفخر ان غناءه طربا لا تكسبا وكان له صوت جميل وكان لإمارته مهابة وكان بينهما مناظرات معروفة
ورث الموصلى أصول الغناء عن أبوه إبراهيم الموصلى وحل محله بعد وفاته كبيرا للمغنين والملحنين بقصر الرشيد وعاش فى حمايته خمس سنوات من مؤامرات إبراهيم الذى أصبح من كبار قضاة الدولة حتى تقلص نفوذه فى عصر المأمون بعد ان طالب بالحكم
وبفضل اسحق اتسعت وتأصلت عملية تدوين الغناء ويرجع اليه كتابة أول نوتة موسيقية عربية وقال عنه الخليفة المأمون ان الموصلى اكثر دينا وعلما وعفافا ومروءة من بعض كبار القضاة والعلماء وقيل انه لولا شهرته فى الغناء لصار من القضاة فى عصره لشدة تمسكه بالعدل وكان يدخل مجلس الخلافة مع الفقهاء قبل ان يدخله مع المغنين والملحنين
وقد اشتهر فى الأندلس الملحن والمغنى زرياب خلال الثلث الأول من القرن الثالث الهجرى وهاجر من بغداد الى المغرب فالأندلس وكان قد تتلمذ على يد اسحق الموصلى الذى قدمه للخليفة هارون الرشيد ويرجع الى زرياب تطوير العود بإضافة وترين رفيعى الصوت من الحرير وثالث من أمعاء شبل أسد غليظ الصوت
ومن الثابت ان اول من ادخل تحسينا على العود الفارسى الملحن العربى زلزل أشهر ضارب عود فى بغداد
لقد نضجت مواهب زرياب فى قرطبة عندما اتصل بملوك الأندلس الذين غنى لهم روائع الحان مطربى مكة والمدينة وبغداد ولم تذكر له إسهامات فى فن الموشحات الأندلسية فقد اخترعها الأندلسيون بعد عصره كان زرياب أعظم فنانى الأندلس لكنه لم يكن وحده فقد هاجر الى الأندلس عدد غير قليل من مطربى بغداد وملحنيها
فى ذلك العصر بدء الغناء العربى بزدهر وتغنى المغنبن باعذب إشعار الشعراء العرب وعلى راسهم عمر بن ابى ربيعة
وكان ابن سريح أشهر من غنى فى هذا العصر بدء فى مكة بالنياحة واخذ أصول الغناء المتقن من ابن مسجح والعمال الفرس والروم وتعلم منهم الضرب على العود ونقل نغماتها الى عروض الشعر العربى وهو أول من ابتكر مقامات الغناء العربى كان فنا متكاملا استكمله اسحق الموصلى وزرياب ونقله عنهم الترك والديلم والعجم والخرزوغيرهم
أصبح الغناء فى العصر العباسى فن العرب الثانى بعد الشعر وكانمن فنون الصفوة وارباب الحكم
وفى العصر الاموى كان عمربن عبدالعزيز فى شبابه مترفا محبا للغناء وصنع فيه الحانا وهناك لحن ليزيد بن عبدالملك وكان للوليد بن يزيد الحان مشهورة ويضرب على العود ويجيد الطبل والدف
وكان الخليفة الواثق بن المعتصم ملحنا ومطربا مشهودا له بالإجادة
وكان الواثق يقول عن الغناء إنما هو فضلة أدب وعلم مدحه الأوائل
ولما اكتمل فن الغناء العربى فى أوائل العصر العباسى صار اكتماله من أعظم الأدلة على ثبات الدولة وازدهارها ورقيها ولما انحدرت الدولة وتزعزع كيانها انحدر معها فن الغناء وتدهور
يقول ابن خلدون فى مقدمته اول ما ينقطع فى الدولة عند انقطاع العمران صناعة الغناء
ومن اجل الغناء والصوت الجميل كتب الإمام الحجة ابوحامد الغزالى كتاب آداب السماع والوجد
واول كتاب ظهر فى العصر الاموى عن الأصوات والأنغام كتاب النغم لمؤلفه يونس الكاتب الذى كتب أيضا كتاب القيان ثم تدفقت الكتب فى العصر العباسى ومن أشهرها كتاب للخليل بن احمد الفراهيدى والكندى والفارابى وابن سينا وصفى الدين عبدالمؤمن ناهيك عن الكتب التى أغرقها التتار فى نهر دجلة او أغرقها الزمن فى غياهب النسيان
ويحدثنا التاريخ عن علبة بنت الخليفة المهدى وكان لها شهرة فى الغناء والإلحان وأمها جاربة مغنية اسمها مكنونة
ومن اشهر ابناء الخلفاء فى الغناء والتلحين ابو عيسى احمد بن الرشيد وعبدالله بن موسى الهادى وعبدالله بن محمد الأمين وعبدالله بن المتوكل وله ثلاثمائة لحن
وقد أنجب الخليفة المتوكل فيما أنجب ثلاثة خلفاء اشتهروا بالغناء والتلحين هم المعتز والمنتصر والمعتمد وحفيداه عبدالله بن المعتز والخليفة المعتضد الذى كان يغنى ويلحن
وكان الواثق اشهر مغن وملحن من بنى العباس وبنى أمية يقول الموصلى كان الواثق اعلم الخلفاء بالغناء واحذق من غنى بضرب العود ولم يشغل الواثق عن الفن مهام الدولة فكان يبدع فى كليهما
كان اتساع الفن ممتدا مع اتساع الدولة من الهند حتى الأندلس ولم ينحط الاهتمام بالفن الا مع تدهور نظام الدولة وخفت صوته مع خفوت قيم الجمال والحسن والإحساس والفن
ولم تظهر دعاوى تحريم الغناء الا بعد انهيار الدولة فى عصور التدهور والانحطاط فى العصرين المملوكى والعثمانى فى تلك العصور انكمش الفن مع انكماش المجتمع فى تلك العصور صار عيبا ان يتعلم السلطان الغناء بعد ان كان الخلفاء الأمويين والعباسيين يلحنون ويغنون ويطربون ويسوسون وهم على راس المجتمع الاسلامى المتقدم على مجتمعات العالم كله
عبدالمنعم عبدالعظيم



#عبدالمنعم_عبدالعظبم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالمنعم عبدالعظبم - قراءة فى تراث الغناء العربى