أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - مذكرة دفن رقم 1














المزيد.....

مذكرة دفن رقم 1


محمد عبد الله دالي

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 22:39
المحور: الادب والفن
    



مذكرة دفن رقم (1)

بعد يوم شاق من العمل المتواصل ،والرائحة التي تزكم الأنوف ألقى بجسده المتعب على فراش يكاد يقي جسده من ألم الخشب المصفوف بدون اعتناء ،وهو يتحسس كتفيه ويسمع صوت أضلاعه من كثرة استعمال المعول ،وبين نصف اغماضة لعينيه وهي تستسلم الى النوم ، استفزه طرق خفيف على الباب الخشبي ، لم يستجب أول الأمر لنداء الباب ضنا منه إن الهواء يحركه أحيانا ويلعب معه لعبة الغميضه ، لكن عاود الطرق ثانية وبقوة هذه المرة ، عدل من جلسته وهو يتثاءب ويفرك عينيه بظهر كفه .
ـــ من يطرق الباب في هذه الساعة المتاخره من الليل ، فتح جزء من الباب وأطل برأسه وهو يُكُور عينيه المتعبتين ، نعم تفضل أخي ؟
ـــ هل أنت أبو سرحان الدفان ؟
ـــ نعم انا هو ! ما المطلوب أخوان ؟
ـــ لدينا توجيه من الرفيق ، وأرسل معنا هذه الهدية .
ـــ دفع بجسمه إلى خارج الباب لينظر ما لديهم من هدية ،وإذا بسيارة بيك أب وفي حوضها جنازة ملفوفة بالعلم العراقي ، تنفس الصعداء والتفت إليهم قائلا : ــ
ـــ قبل قليلا انتهيت من العمل ،وأنا متعب جداً وبحاجة إلى الراحة قليلا وليس لدي القدرة على العمل تفضلوا استريحوا قليلا ، الصبح قريب
ـــ التفت اليه احدهم وبنظرة حادة ،شَدَهُ من يدهِ قائلاً
ـــ أبو سرحان ، لا تماطل ، الوضع لا يتحمل ،والرفيق ينتظرنا بفارغ الصبر ، ولدينا أوامر ليست بصالحك .
ابتلع ريقه وحبس أنفاسه قائلاً : ــ
ـــ أدللوا ، دعوني ألبس ملابس العمل .
تململ قليلاً وهز كتفه بعدم الرضا ، لكن الأمر لا يستوجب الرفض وإلا نال نصيبه من العقاب ، اضطر إلى السكوت وتنفيذ الأمر ، خرجَ وعلى كتفه معوله معلقاً به زنبيل التراب .متمتما بكلمات لا يفهم معناها اختار مكانا منفردا هذه المرة وأتم عمله ، دسَ احدهم مبلغا من المال ومعه ورقة صغيرة في جيبه ،سألهم ما نوع البناء تريدون طابوق جيري أو مرمر أو أسمنت فقط ؟
ـــ ضع عليه تله من التراب فقط . ونوصيك بكتمان الأمر .
سركم في بئر ..أخوان نحن بالخدمة .
ــ عفية ضحكوا وبصوت خافت ، بارك الله بيك أبو سرحان .. أودعناكم !
وبعد ان ركبوا سياراتهم ,وتركوه في المقبرة وحيدا وتأكد من ابتعادهم التفت حوله خوفا من مراقبته .اخرج النقود وأشعل قداحته ليرى المبلغ ويقرأ الورقة .
بعد أن عَدَ النقود وقرأ محتوى الورقة نطق بالاسم قائلاً ( حيدر فقط ) احتفظ بسره ورجع ماشياً وكأنه يحمل على كتفيه جبلا وهو يبسمل ويحوقل مرة ويستغفر مرة أخرى ،ويلعن اليوم الذي ولد فيه .أكمل نومه وهو لا يفقه مما عمله شيئاً .وبعد ايام قليلة وبنفس الوقت ..وبنفس الوجوه لكنهم كانوا اشد قسوة في تعاملهم هذه المرة .وسألوه لم نتعرف على اسمك الحقيقي أبو سرحان
ــ قال لهم اسمي حيدر بن ......؟ ،وبعد إتمام العملية وجه الفجر سلموه مبلغا أكثر من السابق وورقة صغيرة وبالاسم نفسه .(حيدر) ، ازدادت مخاوفه وحيرته من الأمر، وبان على محياه الخوف من المستقبل وكأنه يقرأ الطالع .غيب النوم من عينيه ،وما هي إلا ليالي قليلة سمع طرق على بابه المتهالك ، نهض وهو يفكر بهؤلاء الرجال ،الذين رسموا على وجهه الحزن ، فتح الباب قائلاً : ـــ
ــ نعم تفضلوا ..هل لديكم جديد ؟
نظر يمينا ويسارا ولم يجد أحد .ازدادت مخاوفه ،وعند محاولته غلق الباب وقع نظره على قصاصة ورق ، تناولها وأضاء مصباح الغرفة وقرأها بصوت مسموع ( ابو سرحان يا حيدر يا ....... غادر المكان فورا لأنك ستحفر قبرك هذه المرة بيدك ...فاعل خير ) أصابته الدهشة من هذه الأحداث المتلاحقة ، لملم حاجياته وغادر الغرفه وهرب إلى مكان مجهول ...!!
الكاتب والقاص ــ محمد عبد الله دالي الرفاعي



#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تحرر المرأ ونحن متخلفون
- الارهاب وحواضنه في العراق
- أغننى منظمة إرهابيه في العالم
- إقرأوا عى الآثار الفاتحه
- اربعينية الفقراء
- وفد سياسي أم وفد سياحي
- الدعاء الأخير (قصة قصيرة )
- احذروا فَشلتْ الصفحة الأولى وبدأوا بالصفحة الثانيه
- جزاء سنمار
- إبري قلمي
- أولاد الملحه من جرف النصر الى جرف الصخر
- التحالف الدولي لمحاربة داعش (ايك أعني وأسمعي يا جاره)
- خطأ في حسابات امريكا وحلفاءها في المنطقه
- التكبيرة الثالثه قصة قصيره
- بماذا يفكر اوباما وحلف الناتو
- التكبيرة الثانيه قصة قصيره
- التكبيرة الاولى
- مأساتنا وعباءة التخلف
- ذكرى الشهادة وألم العراق
- الفلاح والحمام قصة قصيرة للفتيان


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الله دالي - مذكرة دفن رقم 1