أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - عودة مشروع -غزة أولا- ولكن بثمن أفدح















المزيد.....

عودة مشروع -غزة أولا- ولكن بثمن أفدح


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 20:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


بعد اثنين وعشرين عاما على الطرح الإسرائيلي لخطة " غزة أولا " والذي تم رفضه من الراحل أبو عمار ومن الكل الفلسطيني ، يعود الشعار اليوم كتسوية ممكنة بل وأمر قائم يحتاج فقط لمن يقرع الجرس ، ولكن هذه المرة كمطلب من جهات دولية وبعض الفلسطينيين ، متساوقا مع جهود حثيثة لنزع غزة من سياقها الوطني وإقامة دولة غزة تحت ذريعة الظروف الإنسانية القاسية .
منذ أن طرح شارون خطته رسميا للانسحاب من غزة عام 2004 ونحن نحذر من خطورة ما يُحاك لقطاع غزة ، حتى اتهمنا البعض بأننا مهووسون بنظرية المؤامرة . واليوم وبعد النكران المطلق والصمت المريب للنخب السياسية الفلسطينية حول حقيقة ما يُحاك لصناعة دولة غزة ، وبعد وصول حل الدولة المستقلة في الضفة وغزة إلى طريق مسدود ، بدأ البعض يحذر بوضوح من دولة في غزة تقوم على حساب وأنقاض المشروع الوطني الفلسطيني، وآخرون لا يتحدثون مباشرة عن دولة غزة ولكنهم يعملون من خلال الممارسة والخطاب المدسوس والتحريضي على كي وعي الشعب الفلسطيني وخصوصا أبناء قطاع غزة لقبول دولة غزة .
تكرار العدوان على قطاع غزة ، استمرار الحصار وتشديده ، إعاقة كل سبيل يمكن أن يؤدي للمصالحة ، بث ثقافة الكراهية والحقد بين فتح وحماس وبين أهلنا في قطاع غزة وأهلنا في الضفة الغربية ، المبالغة والتهويل في الحديث عن الأخطار والمآسي التي يتعرض لها أبناء القطاع من فقر وجوع وحصار وانتشار الأوبئة ومشاكل الكهرباء والماء ، انغلاق أفق المستقبل والتحذير من أن قطاع غزة موشك على الانفجار وبات مكانا غير صالح للحياة الخ . تضخيم وتهويل الوضع الإنساني والخطر الأمني يهدف إلى تهيئة الرأي العام الفلسطيني وخصوصا في القطاع لقبول أي حل حتى وإن كان تجريد قطاع غزة من وطنيته ونزعه من سياقه الوطني ، مقابل ميناء ومطار ورفع الحصار .
مشروع دولة غزة فكرة قديمة ، ولكن الحرب الأخيرة على غزة كشفت كثيرا من الأوراق وعجلت من انضاج المشروع وخصوصا بعد المؤتمر الدولي حول غزة الذي تم عقده في باريس يوم 26 يوليو 2014 وضم وزراء خارجية أمريكا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا وقطر وتم استبعاد الفلسطينيين أصحاب الشأن ، حيث ناقش المؤتمر سرا موضوع رفع الحصار وبناء ميناء وقيام كيان في غزة ، مقابل نزع سلاحها أو هدنة طويلة المدى، وفك ارتباط غزة بالضفة و بالمشروع الوطني .
بصمت استمر الاشتغال على الموضوع . السيد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يصرح في مقابلة مع قناة القدس يوم الحادي عشر من سبتمبر 2014 و هو ما كتبه أيضا على موقعه على الفيس بوك ، أنه "لا مانع لدى حماس من التفاوض مع إسرائيل، لأنها قد تجد نفسها مضطرة للتفاوض مع إسرائيل بضغط من شعبها في غزة " ، وأن "القضايا التي كانت في الماضي تعتبر من المحرمات يمكن أن يتم تسويتها اليوم". هذه التصريحات تنسجم وتتعزز عمليا مع فشل كل جهود المصالحة الفلسطينية وإصرار حركة حماس على أن تبقى حاكمة لغزة حتى وإن تركت الحكومة – مقولة السيد إسماعيل هنية " لقد تركنا الحكومة ولم نترك الحكم " .
لم يقتصر الأمر على حركة حماس ، فقد كتب الدكتور سلام فياض في مقال له يوم 9 من مارس الجاري مقالا تحت عنوان " سعي الفلسطينيين للدولة يبدأ من غزة" ، وفي ظني أن هذا المقال يحتاج لتوضيح حتى لا يثير توقيته الريبة . أيضا التصريحات الحديثة لممثل الأمم المتحدة روبرت سري في يوم 2 مارس 2015 حيث طالب في تصريحه : " باعتماد استراتيجية غزة أولا ، وأن غزة هي مشكلة سياسية ويجب معالجتها كجزء من إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين ، و لن يكون هناك سلام دون معالجة احتياجات غزة أولا ، وسوف أطلع مجلس الأمن في أواخر شهر آذار للمرة الأخيرة وسوف أؤكد على ضرورة إعطاء الأولوية لغزة " ، وبما هو قريب من هذا المعنى تحدث ممثل اللجنة الرباعية طوني بلير خلال زيارته الأخيرة لقطاع غزة .
إذا ربطنا ذلك بما سربه موقع (والا) الإسرائيلي عن عرض قدمته حركة حماس عبر روبرت سري والقنصل السويسري مفاده القبول بهدنة طويلة المدى مقابل رفع الحصار وبناء ميناء ومطار ، ولم تنف حركة حماس وجود اتصالات معها بهذا الشأن ، وإن قالت إنها ليست المبادِرة لها ولكن أطرافا أجنبية عرضتها عليها وهي محل بحث ، وأن يتزامن ذلك أيضا مع خطاب نتنياهو الأحد الماضي عندما تنكر لخطابه في جامعة بار إيلان عام 2009 والذي وافق فيه بالاعتراف بدولة على حدود 1967 ضمن شروط ، وأعلن في خطابه الأخير رفضه قيام دولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية ... كل ذلك يؤكد أننا في الربع ساعة الأخيرة لقيام دولة غزة رسميا .
للمرة الألف نعيد التأكيد على والتحذير من :-
1- كانت إسرائيل أول من رفع شعار "غزة أولا" في بداية مسلسل التسوية ، حيث كانت إسرائيل تريد أن يقتصر الانسحاب على قطاع غزة "غزة أولا" ، وهي وإن عدلته لاحقا في إطار اتفاق القاهرة يوم الرابع من مايو 1994 في إطار المناورة السياسية إلى " غزة وأريحا أولا" ، ثم سلطة حكم ذاتي مرحلي أوسع ، إلا أن إسرائيل لم تتخل عن هدفها الرئيس بقصر الانسحاب على قطاع غزة فقط . لذا عطلت تفعيل الممر الآمن بين قطاع غزة والضفة المنصوص عليه في اتفاقية أوسلو ، وفصلت بين هوية أبناء القطاع وهوية أبناء الضفة ، ثم كان الانسحاب من القطاع 2005 . واليوم ترتفع أصوات فلسطينية وغير فلسطينية لتطالب بما كانت تطالب به إسرائيل وما تريده اليوم ، ولكن ضمن شروط أكثر سوءا وقساوة على الفلسطينيين .
2- إن معركتنا الرئيسة في الضفة والقدس إن لم يكن في كل فلسطين ، وليس في قطاع غزة ، وإن الذين يرفعون شعار "غزة أولا" يعملون ، بقصد أو بدون قصد ، على حرف الأنظار عن المعركة الحقيقية في الضفة والقدس ، ودفع الفلسطينيين ليتقاتلوا أو يتلهون بقطاع غزة وترك الضفة والقدس للإسرائيليين .
3- إسرائيل لا تتخوف من أي تجمع فلسطيني مثلما تتخوف من قطاع غزة ، فهناك عمل متواصل لتصفية الحالة الوطنية في الأردن من خلال التجنيس والدمج ، ومخططات لتصفية الحالة الوطنية في الضفة من خلال إضعاف الدور الوطني للسلطة وربما الإجهاض عليها ، وتصفية الحالة الوطنية بالاستيطان والتهويد والحواجز ، وربط ما تبقى بالأردن ، وفي سوريا ولبنان تجري عملية تصفية للوجود السياسي الوطني في المخيمات . قطاع غزة وحده هو المؤهل لاحتضان الوطنية الفلسطينية وشحذها واستنهاضها كما كان منذ 1948 حيث كان القطاع وحده من حمل الهوية الوطنية الفلسطينية . لذا فإن الهدف من وراء فصل غزة وحصارها هو حصار الحالة الوطنية التي تمثلها غزة ، وجعل غزة مقبرة للوطنية الفلسطينية .
4- التلويح ، سواء من أطراف فلسطينية أو من طرف إسرائيل ، بحل السلطة (سلطة الحكم الذاتي حسب اتفاقية أوسلو) والموجودة عمليا في الضفة فقط ، مع استمرار الحديث عن دولتين لشعبين أو مطلب الدولة الفلسطينية ، سيؤدي إلى صيرورة قطاع غزة الخاضع عمليا لسلطة حماس إلى الدولة الفلسطينية الممكنة ، وهذا ما يتوافق مع خطة خارطة الطريق التي تحدثت عن دولة ذات حدود مؤقتة .
5- هناك أطراف فلسطينية وعربية وإقليمية ودولية مستعدة للتعامل مع كيان قائم بذاته في غزة تحت حكم حركة حماس ، ولكن ضمن شروط هي اليوم محل مفاوضات سرية .
6- في حالة التسليم بالأمر الواقع والإقرار بصعوبة انسحاب إسرائيل من الضفة وغزة في ظل موازين القوى المحلية والإقليمية والدولية الراهنة ، وأن لا إعمار للقطاع ولا رفع للحصار إلا من خلال تكريس فصل غزة عن الضفة وإقامة دولة غزة ، فإن دولة في غزة تحت سيطرة حركة حماس التي هي فرع من جماعة الإخوان المسلمين التي لا تعترف بالمشروع الوطني وربما لا تؤمن به ، سيؤدي لإقبار الوطنية الفلسطينية ، وهنا مكمن الخطورة .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكل أمة مشروعها الحضاري القومي إلا الأمة العربية
- مقاربة مفهومية لتفكيك ظاهرة الإرهاب
- المطلوب من المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية
- انقلاب هادئ وخطير في أراضي السلطة الفلسطينية
- مشهدان متناقضان في فلسطين المحتلة
- هل سيغطي إرهاب داعش على الإرهاب الإسرائيلي ؟
- صناعة دولة غزة
- هل توجد استراتيجية فلسطينية لمواجهة الحرب القادمة ؟
- الحذر من تعويم مفهوم الإرهاب
- كيف ستنجح حكومة التوافق الفلسطينية في ظل غياب التوافق !
- المؤتمر السابع لحركة فتح : عليه المسؤولية والرهان
- فشل التصويت على القرار العربي في مجلس الأمن (رب ضارة نافعة)
- الفريضة الغائبة وطنيا
- حول مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن حول فلسطين
- إسقاط صفة الإرهاب عن حركة حماس إنصاف لحق المقاومة
- مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بعد الحرب على قطاع غزة
- اغتيال زياد ابو عين : حدث عابر أم لحظة فارقة
- داعش فلسطينية ضرورة إسرائيلية
- الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال لا يلغي الحق بالمقاومة
- إعمار غزة أكبر وأخطر من كونه مسألة إنسانية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - عودة مشروع -غزة أولا- ولكن بثمن أفدح