أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عند حمزة الخبر اليقين:














المزيد.....

عند حمزة الخبر اليقين:


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عند حمزة الخبر اليقين :ــ
انهض ياحمزة ، واسحب ثائراً من رُقاده...ثم انطلقا لايقاظ غياث وابراهيم وستجدا أن المقبرة السورية قد حفلت بأمثالكم وغصت عن آخرها برموز وأسماء لم يعد بها مكان فوق جدار التذكر والاستذكار في تاريخنا المشؤوم...لأن المحي متواصل واستنساخ النسيان والتناسي يعمل حفراً وتشويهاً ...ويأخذنا نحو هاوية بلا قرار.
خذوا جثامينكم الفتية حيث العاصفة، التي قلبت كل مافي الفنجان السوري من قطرات رَكدت في قُعرهِ، ولم يبقَ من مذاق الشام الياسميني سوى الحنين واستجرار الألم وعض النواجذ خجلاً من أنفسنا ومن أولادنا...ثم نعود لاستجلاب الصبر من أيوبه الرافض لتسمية لم يكن جديراً بها حتى اقتحمنا عليه خلوته ..
لم يبق لنا سوى استعادتكم من الموت أو الرحيل إليكم، فعالم العرب منشرح الصدر يتبسط ويتمطى منشغل الفكر بكيفية إنقاذ مصر من مصير يشبهنا...لاخشية على مصر وأهلها بل على أنفسهم من عدوى كانوا مصدر سمومها وآفاتها...لكنهم أطلقوها من عقال جزيرتهم نحو أخوة صدقوهم ووثقوا بدولارهم المسموم...مصر البهية تختلف ملامحها العسكرية أو الأخوانية عن مصر يناير الثورة ...لكن رثاءنا لأنفسنا أكبر من أن يفسح لنا المجال لنتطرق لساحة أوسع من خريطتنا الممزقة.
فسوريا آذار ال2011 لاتشبه كذلك سوريا اليوم...فلا بقاء إلا أنتم، ونحن الأشباح المتنقلة بين الحدود والخيام...أجهضت الحلم وتركت الآخرين يطأوا عفتها...كمغفلين بلا تجربة، وتلاميذ تصوروا بلحظة حماسٍ وذاتية مفرطة في التشوه التربوي...أنهم علماء وأساتذة وأنبياء جُدد..!..اعتقدنا أننا نمتلك نبعاً من التراث والثقافة...فاكتشفنا أننا مجرد هلام ووهم منفوخ كبالون ...يمسك به طفل ...وما أن يلامس طرفاً صلباً حتى يُفقأ بصوتٍ عالٍ ينم عن الخواء والهواء..أي نبعٍ يمكنه أن يعيش في ظل سلطة الأسدين؟...وأي ثقافة يمكنها أن تتطور في بيئة سلطة احتكرت كل ماينتمي للحياة...وأمسكت بكل شروطها وخيوطها ...ولم تسمح إلا بالطاعة والانقياد والتأليه أو الموت المحتوم على دروب المنافي ؟!.
نَغُط اليوم ريشتنا في محبرة الدم...ومحبرة الجد والسلف والنبي والعالِم الجاهل، نلحق بهم كرعية ساقها الأسد ويسوقها البغدادي والجولاني من حوله، وعلينا أن نختار بينهم !، أو نهرب من أنفسنا ومن قُصورنا على ايجاد طريق توصلنا لبر آمن .
لم يبق لنا سوى عيون أبنائنا الرمداء ترنو لأفق يهرب منا كسراب أو كسرب طيور مهاجرة تبحث عن ربيع في مهجر، وربيعنا هاجر هو الآخر ، ولم نرَ منه سوى عواصف الشتاء وثلوج السخط واللعنة تلاحقنا حيث نَحُل.
يمر علينا العام تلو الآخر، نعد ونحسب الأيام والسنين المتراكمة بفصولها الجافة والمتوحدة علينا، نرتجف هلعاً من غدٍ ضبابي ونرقب معجزة ...لاملامح ظاهرة لشكلها ولونها...ونبحث في داخلنا عن بصيص من نور وشمعة من أمل ..! فهل يستوي ويتوازن مالدينا من ذخيرة ومؤونة ، ومالدى المحيط والعالم من سكاكين وخرائط تقطع ولا تصل تدمي تحرق ولا تشفي، تَعِد ولا تَفي...تقفل الأبواب والمنافذ ، تبني الأسوار والجدران لتمنع السوري من العبور ...لأنه وباء ...يمكنه أن يُعدي من يقترب منه...!مع أن مرضنا اليوم قَدِم إلينا مع حفنة من دولارات البترول المسموم، والمصاب بجذام الذات والسلطة والسلفية المغرقة في ظلاميتها...أسقطونا صرعى واتهمونا بالفجور....مع أن فروجهم تشي وتنشر كل سيفليس الكون ...ومواخيرهم أشهر من مومسات تدربن على العهر ..فهل ننجو من الإصابة ؟ وهل نشفى من تَقرُح الضمير وجَلد الذات التي تكرر أخطاءها؟هل نصحو ونرى أنفسنا قبل النهاية ببوصة؟ ..
لأرواح الأبرياء من وطني بعامكم الرابع...أنحني...لكل أم سورية أنحني...لكل سوري عبر هذه السنوات العجاف بألم وانتظار على أمل أن تشرق شمسنا ذات يوم...سيبقى الأمل ممزوجاً بالألم إلى أن تنقشع سحابته السوداء.
ــ باريس 14/3/2015



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أخي السوري في بلد - الأسد غير الإرهابي -!!!
- حلول موسكوبية
- في مرآة الواقع:
- ثمن الموت السوري في عالم - الأبوة-!
- خريطة جديدة للمنطقة....ربما!
- الإسلام المعتدل!
- - لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر-!
- صورة قاتمة للمنطقة واستبداد جديد!
- عدالة عرجاء !
- من المسؤول عن هذا التردي في النقل قبل إعمال العقل؟
- حوار بين الماضي والحاضر كي يكون لنا مستقبل:
- دواهي تحت السواهي والمخفي أعظم:
- ثلاث رماح تفقأ عيون من يغمض عينه على القذا:
- أي عيد للمرأة ، في عالم يغتصب المرأة؟!
- من شروط ...عندما!
- التسوية الشاملة، أم التسوية المُجَزءة؟ أم عقود أخرى من الحرو ...
- بيني وبينك ...بينك وبين الحياة
- ومازلت أتعلم:
- المبالغة!
- توضيح الواضح


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - عند حمزة الخبر اليقين: