أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - ردا على سيد القمني-هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟-( 1)















المزيد.....

ردا على سيد القمني-هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟-( 1)


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 18:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصلني المقال المعنون أعلاه للمفكر الأستاذ سيد القمني من صديق، وقبل قراءة المقال تسرعت وارسلته فورا الى الصديقات والأصدقاء مع التعليق التالي:
"نعم الإسلام هو سر تخلف المسلمين، وضياع وقت القوم في صلاة وصوم، لن تفيدهم لا اليوم ولا بعد الموت! ولماذا لا تكون الصلاة رمزية بدل إضاعة الوقت 5 مرات تحت الحنفية؟"
وذلك لاعتقادي الجازم بأن القمني سيؤكد على ان سر تخلف المسلمين هو الاسلام:
- كدين مهيمن ببنيته الفوقية الإلهية المطْبِقَةِ على المجتمعات الإسلامية بمظلة مقدسة حديدية وبقوالب خانقة للحريات الإنسانية الأساسية، التشكيك بها مصيره الجلد كالسعودي رائف بدوي أو النفي كنصرحامد ابوزيد أو الاغتيال كالشهيد فرج فودة وهناك المئات بل الآلاف كهؤلاء المفكرين في العالم الاسلامي الذين تعرضوا ومازالوا يتعرضون للاضطهاد والتنكيل عند محاولتهم الخجولة التشكيك بالدين، والخروج العلني عنها مصيره المحتم القتل "حد الردة"، وهذا الحد ما زال مطبقا في ايران وباكستان والسعودية والسودان وغيرها من الدول الاسلامية.
أصلا هل من يجرؤ في دولة اسلامية على التشكيك بوجود الله؟ حتى المسلم الغيرملتزم بالنسبة له الله ومحمد خط أحمر. وتثور ثائرته اذا تعرضا فقط لقليل من الانتقاد. وذلك لأن الكهنوت الاسلامي قد صب في عقل المسلم بالباطون الحقيقة الإلهية المطلقةِ التي لا يمكن التشكيك بها، وهي أن الله موجود ومحمد رسوله. وانتهى النقاش!
عدا أن العقل الشرقي بشكل عام وقبل الاسلام بآلاف السنوات قد خلق الآلهة ثم وحدها بالإله الواحد أي الله وتأسس على الايمان المطلق بوجوده. هذا لا يضير! أما ان تفرض وجوده على المشككين فهنا لب المشكلة التي يتخبط بها الشرق الاسلامي على غير هدى في فرض الغيبيات على المجتمعات وكأنها حقائق لا غبار عليها ولا يحق لأحدٍ التشكيك بوجودها، ويا ويله وسواد ليله إذا رفضها!
ومن هنا فلا يمكن ان يحصل توازن فكري ثقافي وحوار عقلاني صريح في المجتمع اذا لم يكن لنا الحق برفع راية الالحاد الى جانب راية الايمان! حسب القول القرآني:
{فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ} ومن يؤمن بكلام الله عليه أن يؤمن بهذه الآية الصريحة الواضحة المكتملة المبنى والمعني دون نقصان ويعمل بها، ولا يختلق المبررات الواهية لإخراجها من معانيها والتأويلات الفارغة لتشويه مضامينها الانسانية الراقية. كيف لا وكل المجتمعات الراقية والمتحضرة الناجحة مبنية على اساس:
من شاء فليؤمن ومن شاء فليلحد. من شاء فليصلي في المسجد ومن شاء فليصلي في الكنيسة. أي حرية الانسان وحقه في اختيار دينه وعقيدته وفلسفته ونظرته الى الكون وغيبياته.
فإلى متى نظل نحن المسلمون عميان عن هذه الحقيقة، وندخل في الحيطان وكما هو حاصل الآن؟
واذا اراد الله لنا الاسلام دينا، فلماذا نعيش نحن ومنذ 1436 سنة هذا التخبط في تطبيقه؟
هل الله يجربنا أم اصلا الدين من صنعنا؟
واذا كان يجربنا فإلى متى تستمر هذه التجربة التي حولتنا الى شعوب متخلفة جاهلة فقيرة مهجرة متخبطة في حاضرها تدوس على مستقبلها في سبيل ماضيها، دموية عنيفة تخرج منها كل حركات الارهاب والفوضى والحقد والذبح والاغتيال والقتل. وهناك تفنن رهيب وابداع غريب في اساليب القتل باسم الله.
- وكدين مسيطرٍ ببنيته التحتية المشيخية الإكليروسية التسلطية على المسلم وحركاته ويومياته وحتى دقائق حياته بوصاية لا يمارسها اي دين آخر على أتباعه كما يفعل شيوخ الاسلام، بلغت فقط في مصر وحدها حسب إحصاءات دار الإفتاء المصرية عام 2014، أكثر من 520 ألف فتوي شملت كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة. يعني على صعيد العالم الاسلامي عندنا سنويا عشرات الملايين من الفتاوي التي تحوِّلُ المسلمين الى أناس قاصرين خائفين مرعوبين من الوقوع في الخطيئة والخطأ، غير قادرين على ادارة شؤون حياتهم باستقلالية وثقة في النفس. والغريب أن هذه الفتاوى ومنها الغريب، وتناقضاتها ومنها المريب هي تدخُّلٌ مشرعن دينيا في شؤون الانسان الخاصة. ومن هنا فلا عجب ان يكون الانسان في مجتمع كهذا خاضعا خنوعا ذليلا قنوعا غارقا بسرور في مستنقع من التخلف وبحر من الجهل. كيف لا والمشايخ في نظره هم الراسخون في العلم، وهو لا يدري من أمر دنياه الا النزر اليسير. بينما الانسان في المجتمع الغربي او الصيني أو الياباني يعيش حرا سيدا واثقا من نفسه في اتخاذ قراراته دون وصي، جاهل متخلف مغرور متعجرف مفلس هو نفسه بحاجة الى وصاية.
في مجتمع قائم على عالم الحلال والحرام، القائم اصلا على الدين من قرآن وسنة وأحاديث، لا أرى أبدا أن سر تخلف المسلمين هو فيهم بقدر ما أراه في الهيمنة والوصاية الدينية القابضة على رقابهم. كيف لا والمفتي او الشيخ لا يستخرج هذه الفتاوى من جيبه، وانما من القرآن وكتب الحديث والسنة!
بالإضافة الى أن الفكر الديني هو فكر تخويفي عقابي شمولي ذكوري تسلطي استبدادي دكتاتوري ارهابي استعبادي استكباري قطعي يقيني يعتقد بامتلاكه الحقيقة الكونية النهائية السرمدية المطلقة، أي:
صالح لكل زمان ومكان ومجتمع وإنسان مع أفضلية للذكر على الأنثى التي أغواها الشيطان وعليها بالتالي دفع غالي الأثمان، بمثنى وثلاث ورباع وما ملكت الإيمان. ومجتمع لا يُبنى على المساواة والشراكة بين الرجل والمرأة هو مجتمع فاشل خامل أعرج بل كسيح، لأن نصفه قعيد وغير قادر على التطور والتحليق والتجديد، كالمجتمعات العصرية العلمانية الديمقراطية.
وهنا أيضا لا أرى أبدا أن سر تخلف المسلمين فيهم بقدر، ما أراه في الآيات التي تكبل مجتمعهم.
كيف لا وهي آيات مقدسة:
"في كتاب مكنون. لا يمَسُّه إلا المطهَّرون" الواقعة:77 - 79 ، وأيضا
"لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ" فصلت: 41-42.
وزيادة في التفصيل نسبة الى فصلت أقول : ولا يأتيه الباطلُ من بين رجليه ولا من قدامه ولا من فوقه ولا من تحته ولا حتى من بطنه أو جوفهِ.
هو كلام رباني منزهٌ مقدسٌ منزل من أعلى إلى الأسفل وعلى ضحيته الانسان المكبل بعبادات جمةٍ لا ترحم، أي العبد الضعيف حسب الفكر الإلهي أن يؤمن ويتقبل: بالقرآن والأحاديث وكل أنواع فتاوى الاستشياخ الاسلامي السني الشيعي القديم والحديث السيئ منها والخبيث، والتي لا تنضب من التفريخ. كيف لا والعقول تعمل الى الخلف والتخلف، الى الجهل والتجهيل، الى الوراء در في اتجاه الماضي وليس الى الامام سر باتجاه المستقبل: تزمتا وتشددا، تصلبا وتجمداً، وخنقاً للمسلم، الذي بالكاد يقدر أن يتنفس نسيم الحياة بحرية دون ان يقع في كوابيس الحرام الإلهية.
عدا أن فرائض الصلوات التي يمارسها المسلم طيلة العمر كعمل شاق بلا عطلة او استراحة او انقطاع تلاحقه بالدقائق والساعات فتبعثر الطاقات وتهدر الأوقات في متاهات من الغيبيات حيث يتحول تكرار الصلوات وتردادها اليومي الى اجترار روتيني للكلمات وأوتوماتيكي للحركات، لا علاقة له البتة: لا بالخشوع، ولا بالإيمان، ولا بالروحانيات. تماما أيضا كربط اسم محمد في كل مرة كتابة وقولا بالصلعمة وتكرارها الممل والمحرج للبعض في بعض الأحيان. حتى أن البعض اذا لم تُصَلْعِمْ امامهم على محمد ينظرون اليك وكأنك ارتكبت جناية او جريمة لا تغتفر بحق اشرف عبيد الله. يتبع!
رابط مقال د. سيد القمني: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=223936



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما جمع بين رفيق الحريري ومحمد البوعزيزي
- هل سيبتلِعُ الخريفُ الإسلاميُّ الربيعَ العربي ؟
- تونس وبالمفيد المختصر
- الثابت والمتحول في سوريا الثورة
- من يعاندُ الزمنَ سيسحقهُ
- ماذا لو فعلتها هوليود؟ اذبحوا داعش!
- وأخيرا استيقظت الحكومة السودانية!
- ليس المهمُ أن تأكلَ لحمَ الخنزير، إنما الأهم ....
- أتضامن ، أستنكر ، أندد وأرحب
- حالش وتوريط الجيش اللبناني
- لا تحدثوني عن نصر إلهي
- -نحن شيعة علي بن ابي طالب-
- لماذا أكثر من 96% انتخبوا السيسي؟
- رسالة مفتوحة الى دولة الرئيس سعد الحريري
- هل حمص هي عاصمة الثورة ؟
- لماذا أرحب بانتخاب د. سمير جعجع لرئاسة الجمهورية؟
- لماذا جن جنون نوري المالكي؟
- ومن تونس الخضراء هلت البشائر
- تحسسوا رؤوسكم يا قوى 14 آذار!
- من أخطر إيران أم إسرائيل؟


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - ردا على سيد القمني-هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟-( 1)