أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - قاسم حسن محاجنة - أغرب من ألخيال ..














المزيد.....

أغرب من ألخيال ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 16:53
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


أغرب من ألخيال ..
قررتْ فتاة مراهقة (هيك فجأة ودون سابق إنذار ) أن تعمل في الدعارة .. وبما أنها فتاة مهذبة وخلوقة فقد قامت بإعلام والدتها عن خطتها .. الأم المُثقفة والمُختصة بالتربية والاستشارة ألنفسية ، لم تغضب أو تثُر على ابنتها ، بل اشترطت عليها أن تؤدي بعض الأعمال قبل إنضمامها للعمل مع بنات الليل .
وكان ان طلبت الأمُ من بنتها أن تأتي إلى باب قصر الملك صبيحة الغد ، وتتظاهر بأنها تقع مغميا عليها .. وتستمر القصة لتُخبرنا بأن الملك اندفع نحوها محاولا إنقاذها ، لكنها تُعيد الكرة في اليوم التالي (بناء على طلب الأم ) ، فيندفع نحوها واحد من الحاشية وفي المرة الثالثة يتجاهلها الجميع ، أما في المرة التالية فيهجم عليها عامة الناس ، يقرّعونها بل ويضربونها لأنها تتظاهر بالإغماء .
وبعد أن تعرضت فتاتنا للضرب والتقريع ، تندفع باكية إلى حضن أُمها المستشارة التربوية والنفسية ، والتي إحتضنتها وكفكفت دموعها ، وبعد أن قبّلت جبينها ، خاطبتها قائلة : هذا ما ينتظرك يا إبنتي في المهنة التي أخترتها لنفسك .. في البداية يأتيك الكبراء والأغنياء ، ثم يتخلون عنك ، لمن يليهم .....إلى أن يأنف منك حتى الفقراء والبسطاء من الناس ، فلا يرغبون "بمعاشرتك " ..
أجهشت الصغيرة بالبُكاء وانكبت على يدي والدتها تقبلها ، وتعتذر للأم عن تفكيرها في إمتهان مهنة الدعارة ، وشكرت أمها على نصائحها الثمينة !!
هذا مُلخّص لمقالة نشرتها واحدة من كُبريات الصحف الإلكترونية العربية ، وكانت مُصنّفة من المقالات الأكثر قراءة ، وقد علّق عليها كثير من القُراء الذين أشادوا بالأُم ووعيها .. وأتوقع أن تنتشر القصة على مواقع التواصل ، فتكثر التكبيرات ..
يا للرومانسية .. ويا للرسالة التربوية التي تحملها هذه القصة للقراء ..!!
لكن ما العمل مع أمثالي من القُراء الذين يسخرون من هذه السذاجة والتسطيح ؟؟
فأول ما بدر لذهني مشهد الفتيات والصبايا العراقيات والسوريات ( وغيرهن الكثير ) المُهجّرات قسرا من أوطانهن وبيوتهن ، واللاتي لا يملكن هُنّ ، ولا أهاليهن شروى نقير .. ولا يجدون ما يضعونه على مائدة طعامهم . ولا بيت يأويهم أو سقف يحتمون تحته من الحر والقرّ .. وقد يقعْنَ ضحايا لإعتداءات جنسية أو تضطرّهن الظروف للقبول بالزواج من عجوز ثري ..!!
وقد تضطر ظروف القهر والمذلّة التي يفرضُها ذوو القربى على بعضهن ، إلى بيع جسدها مُقابل بضعة دنانير أو ليرات ، لسدّ رمق أفراد أُسرة كبيرة ، يُعانون من الجوع ويرتجفون من البرد ..
هذا هو حال كل فتاة وصبي يعمل في المهنة الأقدم تاريخيا .. فبيع الجسد ومنذ فجر البشرية ، يكون إضطرارا وليس رغبة ..!! إلا في حالات إرتبطت بطقوس دينية ، ليس هذا مجال الخوض فيها .
فهذا التساذج الذي نسج حوله مؤلف القصة ، قصته عن الفتاة التي تُقرر العمل في الدعارة ، هو نتاج لوثة ثقافية عروبية إسلاموية !!
ولعله أراد أن "يُحارب " انفتاحا في العلاقات بين الجنسين ، فوصف العلاقة العاطفية بين صبي وفتاة خارج رباط الزوجية بالدعارة .. لأنه من المعقول ويستطيع أن يفهمه حتى الذي يُعاني من إعاقة عقلية ،أن تُخبر البنتُ أُمها عن علاقة عاطفية تربطها بزميل في العمل أو صديق على مقاعد الدراسة .
لكن أن تأتي صبية لتُخبر أمها بأنه تريد أن تعمل في الدعارة (حسب كلمات القصة ) ، فهذا لم ، لا ولم يحدث في أي مكان ، ولا في أية ثقافة إنسانية ..
وللتنويه فقد إستعملتُ مُضطرا تسميات غير مقبولة عليّ فكريا ، ككلمة الدعارة ، فهي لا تُصور حالة من يعمل في سوق بيع الخدمات الجنسية (ذكورا وإناثاً ) ، بل تنطبقُ على من يشتري الخدمات الجنسية ، فهو الداعر الحقيقي ..!!
ويتقطع قلبي حزنا وأُحس ضيقا في النفس ، لرؤية من يضطرهُن ظلم ذوي القربى لبيع أجسادهن ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غائية -التوحيد- وغوغائية -الشِرك- ..
- أَنْسَنَةُ -ألألِهةِ ..!!
- -قيمة - ألصوت العربي في الإنتخابات الإسرائيلية .
- إبنتي ليست قنبلة موقوتة ..!!بمناسبة 8 أذار
- إلى المريخ يا شباب ..
- رفقا بالشيزوفرينيا ..
- عيد ألمساخر ..
- ديماغوغيا التاريخي والمصيري ..!!
- تعيين القط حارسا على اللبن ..
- الموت للعرب ..!!
- بنو الأصفر وبنو الأسمر ..!!
- ألإسرائيلي القبيح ..!!
- الشيوعيون يلطمون ..
- لا فرحة كفرحة الشامتين ..!!
- هوليوود والخيبري ..!!
- داعش في الطريق إلى ألقدس ..
- ألمثقفون الإسرائيليون ينتصرون لحرية التعبير ..
- أورلي -كيشوت - والجنرالات .
- التطبيع ومسح الجوخ !!
- نتانياهو والبارانويا ..


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - قاسم حسن محاجنة - أغرب من ألخيال ..