|
من تداعيات جائزة الشعر لاتحاد كتاب المغرب
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 09:01
المحور:
الادب والفن
من تداعيات جائزة الشعر لاتحاد كتاب المغرب ***************************** ماذا عساي أنتقد وأنا أقرأ مقالات شعرائنا ، وهم يتنابزون ويتهارشون حول مآل جائزة كان بالامكان أن تؤول الى من يستحقها . هكذا بكل بساطة ، ودون تعقيدات الزبونية والشللية التي اغتالت أجمل ما فينا ، احساسنا بالهوية الشعرية ، قبل الهوية المجالية . كتبت الكثير عن وضع الثقافة بالمغرب ، لكنني أظنني ما زلت في بداية الطريق ، والثقافة هي بنت المثقفين ، ونتاجهم الطبيعي ، بعيدا عن تقنيات الصنعة وفخاخ الاحتراف ، وسبل الالتواء نحو الارتقاء الفارغ . أما وقد صارت صناعة وبضاعة ، فان كل أمراض السوق سوف تلحقها ، وقد لحقتها . تماما كما نتابع الآن هذا اللغط الذي يحمل بين طيات سلبياته لقاحا محمودا ، لو انتبهنا بجدية وبفطنة الى جميع جوانب الفضيحة . ما يحز في النفس أن يتربع على رأس جائزة الشعر المغربي رجل لا علاقة له بهذه الجائزة الا كونه يتقن قراءة الأمازيغية ، أليس هذا القرار وحده يكفي ليضعنا أمام احدى قمم السخف الثقافي ؟ . وكأن المغرب يفتقد بالمرة الى شاعر أمازيغي يتقن شعرية اللغة العربية !!!! تقرأ مقال الأستاذ حسن مخافي الذي يهاجم فيه الشاعر ياسين عدنان على أخطائه النحوية الثابتة في مقال الأخير ، فتندهش لوقوع المهاجم في نفس الخطإ وان بدرجة أقل . لست معنيا بالجائزة ، وقد انسحبت من ساحة الثقافة الرسمية منذ أمد بعيد ، وانزويت الى اقتراف جريمة الشعر حين انفتح أمامي هذا الركن الحر الفسيح ، هنا في المواقع الاجتماعية حيث الانفتاح على العالم ولقاء الغريب والصديق والعدو ، بعيدا عن أقنعة ومساحيق العلاقات الزبونية والشللية والحزبية والمؤسساتية . ان ما عراه كل من حسن مخافي وياسين عدنان ، يعتبر في عرف الثقافة الملتزمة بأخلاقيات السمو والنزاهة ، طعن في الظهر ، ونخاسة ثقافية لا تشرف الصورة التي يسوقها نفس الشاعرين عن نفسيهما . وأعتذر لهما عن لغتي الصريحة والمباشرة . وكأن ظاهرة "التشرميل " قد أصابت موقعا من أكثر مواقع البنية الفوقية حساسية . موقع الشعر ، هذا العالم النقي الذي استرخص من اجله بودلير كل أسباب الحياة المنعمة لينتصر لحدس مساره الشعري الانساني بامتياز ، صار عندنا مجرد مطية لخدمة اجندات لا يعترف الشعر المعاصر بها ؛ من قبيل خدمة صديق ، او أو استرضاء زميلة ، او ترقية الذات في قمم الفراغ . هل تقلص دور الشعر الى مجرد سلم لاسترزاق شهرة مقنعة ؟ . وهل صار بضاعة من لا بضاعة له ؟ . كيف يرضى صاحب الرسالة الانسانية أن يورط نفسه في مداولات أشبه بمداولات مختلف مؤسساتنا الرسمية ، حيث يتم التصويت بالاجماع المصادر على مقرر ما أو مرشح ما ؟ . ما هذه الخفة وهذا الاستصغار بجنس أدبي أنفق من أجله أحمد المعداوي قسطا هاما من حياته للرد على اقصاء وتهميش شعراء المشرق لشعراء المغرب ؟ ، وكيف نبخس مجهودات شاعر وناقد من قامة محمد بنيس الذي استطاع أن يستصدر اعتراف اخوتنا المشارقة بقدرتنا على انتاج الشعر والنقد ، رغم اختلافنا معهما في كثير من القضايا ؟ . اذ يكفيهما فخرا أنهما دافعا عن عبقرية المغاربة وفحولتهم الشعرية والنقدية . لايمكن لكيان خلاسي ، ان ينتج الا منتوجات خلاسية . فاتحاد كتاب المغرب ، وبغض النظر عن من جمد عضويته به أو انسحب منه ، هو في تقديري محمية حزبية وشللية ، كباقي المحميات الأخرى من نقابة الصحافة الى بنية الحكومة نفسها . وهذا ما يدعو الى ترميم جميع البيوت المخملية التي ترامت عليها خيوط العنكبوت مدة طويلة . لم يعد من حق أي كان أن يتحدث باسم الجميع ، ولا بد من تخصيص كل لجينة بأعضائها ، فلا اتحاد كتاب المغرب ، يمثل طبقة المثقفين المغاربة بكل حساسياتها وفسيفسائها ، ولا هو بقادر على عكس مرآة الكتاب المغاربة جميعهم. وقد آن اوان احداث ثورة في بنية جميع المؤسسات بالمغرب . وأولها بنية النظام الذي يحكم هذا البلد .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أهلا بالعرب يف امبراطورية ايران
-
نحو بناء مثقف جديد
-
اللعنة
-
الشعراء يُحزنون الحزن
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -15-
-
جريمة لايقترفها الا الجهلاء
-
كقبلة تدمي ....
-
حميد الحر شاعر القصيدة الساخرة بامتياز
-
دعوة الى لم الشتات
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -14-
-
الانتخابات بالمغرب بين المقاطعة والمشاركة : نحو عقلية جديدة
...
-
الانتخابات بالمغرب بين المقاطعة والمشاركة : نحو عقلية جديدة
...
-
حين يتأخر القطار تفسد الرحلة
-
مجتمع آخر او مجتمع الجناكا -رواية-13
-
رائية المغرب
-
المغرب وعقلية التخلف
-
السرقات الأدبية : الشاعر المبدع -حسن أوس -ضحية نموذجية
-
ضربة شبعا والتراجع الاسرائيلي
-
سفر الذل والهوان
-
شكرا للحلم -قصة-
المزيد.....
-
أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم
...
-
تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
-
هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف
...
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|