أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابوالقاسم المشاي - تكنولوجيا الخطاب -1














المزيد.....

تكنولوجيا الخطاب -1


ابوالقاسم المشاي

الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 11:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كي لا نثق فيمن خدعنا و لو لمرة واحدة/ ديكارت

مفاهيم الفكر وقوانينه هي ذاتها التي تبحث وتفصح عن محتواها المفاهيمي وافهوماتها في الواقع الطبيعي و( الوجودي)، وبالتالي قدرتها على تجديد السؤال ( الفعل).. وتتأتى كعلاقات قوى/ وتستدرك السؤال الذي بواسطته استطاعت انتاج القوى وتحويلها زمانيا وتاريخيا كخطابات سلطة وجدت خصوبتها على خريطة الجسد وتضاريسه لتشكّل الذات ويتحول الخطاب الى انطولوجيا وحقيقة تكتسب شرعيتها وصلاحيتها وصلابتها( وتتأتى السلطة كنتاج لهيمنة الخطاب).

وكإننا مع هايدغر ( التواجد مع الموجود في الوجود…)، كما انها تعكس تجليات لحقيقة قابعة في المستقبل أو لمعرفة كائنة ( جينولوجيا) نسابيًا في الماضي المتوارى / نسميها تراث.. ولا يشدنا اليها الا خطابات ومنطوقات متحولة ومجزئة بين النسيان والحنين / بين التخفي والظهور..، وعبر الاعتراف بها أو بالاختلاف معها تعيد تشكيل دالتها الزمانية وإعادة تموضعها/ وعبر تكسير الخط المتوصل لزمان ( ذاته)، وحسب ما يذهب الى ذلك ميشال فوكو في كتابه اركيولوجيا المعرفة ” الخطاب كامتداد للمنع لا يستطيع أن يبوح بما لديه في كل الظروف و لا أن يتحدث كلياً عن أي شئ. فما دام الخطاب ما يمكن أن يقول يكون قد قيل”. و مع محمد الكبسي نقرّ بإن ” ولادة صياغة خطابية صعبة جداً، لأن كل ولادة ليست بإمكانها الظهور ما لم تخترق و تنسف الانتشار الخطابي السابق. وطالما أن الخطاب يقلص عدد التكلمين ليتمكن من محاصرتهم ويمنع اختراقهم لنظامه..”.
فالخطاب عبر التضافر والتآلف والتزاحم مع الواقع الاجتماعي و الانصهار به، كمدونة أو كتمظهرات أو كاستثمار للسياسي الاجتماعي وانتاج طقوسيته فهو يصوغ استراتيجيته كنص أو تشريع ضروري للنمط الايديو- الثقافي ويجد مبرراته و يوزع ملفوظاته ويؤسس لها رمزيتها ورموزها (عيد الاستقلال، عيد العرش، عيد الانتصار،..) وينتقي من يتحدث ويهتف باسمها ويدافع عن هيمنتها ليمنحها مشروعيتها المزيفة، وتكريس كل ذلك يتم بين الدنيوي والمقدس ومن خلال اندماجها وانصهارها وتبادلها تنبثق الخطابات وتنتج توزيعها المتكرر والحي في حقل الزمان ( كقيمة ومنفعة)، وكما يذهب البنيويين الى التوصيف بإن الخطاب مبدأ موحد ومندمج لنظام الممارسات الخطابية وغير الخطابية وليس له من مبدإ سوى شروط وحدته الداخلية.
وهكذا فإن الخطاب وفق التحليل الفوكوي ” لا يتعرف على ذاته كنوع من أنوع الإمكان أو بالاحرى كحقل من الخيارات الممكنة ” ، ولكنه يعاد انتاجه واخصابه في الحقول المتاخمة لصداه سوى بالتضاد معه او بالانصياع له، ويتنقل الخطاب في مساحات متنوعة كلما وجد حيزا رحباً وتنشئ من اجله المؤسسات والمكونات التي ييبع اثره وتعيد تأويل تصوراته ورسم سياسات وتشريعات الانصياع له وعبر رصد ( نظام الخطاب) فهو لا يكّون شكلا عقليا ولكنه يتموضع كدالة في صدى التاريخ ( قراءات، تعاويذ، هتافات،…) وازاء هاته التسميات والتي ليست سوى خطط استراتيجية يحددها المعطى اللغوي باعتباره الفاعل الحقيقي وكذا الاجساد الحاملة لآثار ذلك ويظل الجسد الوسيط بين الخطاب والسلطة ( جسد الاعتراف بصلاحية الخطاب ومختبره). والخطاب يحدده فوكو في مشروعه أركيولوجيا المعرفة:” ليس وعياً يسكن مشروعه في الشكل الخارجي للغة، ليس الخطاب لغة تضاف لها ذات تتكلمها، بل هو ممارسة لها أشكالها الخصوصية من الترابط والتتابع”.

ويمكننا القول استجابة للاستفهامات المأخوذة من عنق الخطاب ذاته / من هو المخول بانتاج الخطاب ومن ذا الذي ينظم استراتيجياته وكيف تؤسس المؤسسات التي تستثمره او يستثمرها الخطاب ليتحول بها ومعها الى سلطة تغطي مساحات متنوعة وكيف يتم توجيهه ليتحول الى تقنية و مشروعية سلطوية تستمد دعامتها في اطار احتكار وهيمنة الوسائط المختلفة التي يتوجه من خلالها ليحقق لعبته وحجته باسم تنظيم المجتمع او بحفظ النظام ومن ثم تلتف حولها العلاقات والبنى والمكونات الاجتماعية ( العقد الاجتماعي) ويتحول الخطاب تاريخيًا الى مساحات وفضاء من الصراعات والتواتر والرغبات والمنطوقات المرئية والمتخفية ولمسكوت عنها لتخترق الاجساد والذوات وكفعل هيمنة واستبداد مشروع / ويتحول نص السلطة ودستورها الى خطابات متناسلة ومحايثة تتعلق بالخطاب ذاته ( كنظام)؛ إذ يتم ” إدراك الخطاب ككثرة من العناصر الخطابية التي بإمكانها العمل في استراتيجيات مختلفة.. فالخطابات كما أشكال الصمت، ليست خاضعة نهائياً أو قائمة دائماً في وجه السلطة- فوكو: ارادة المعرفة “.

ومن جهة فإن الخطاب يتشكّل كسلطة ويستمد مشروعية سلطته من طبيعته الخطابية( فوكو). ومن جهة ثانية فإن الخطاب يتشكّل كسلطة من خلال المؤسسة التي يترعرع في أحضانها ويتكلم ويتحدث بإسمها ويعلق شارتها وعلاماتها ويدافع عنها(بورديو). وما بين الجهتين وأكثر من جهة يَعبر الخطاب حاملاً أوهامه ويتحول الى لعبة و( لغة) هيمنة واستبداد ليتم احتكاره وشرّعنته كاستراتيجية ونظام سلطوي وان اختلفت المفاهيم والتصورات والايديولوجيات الحاضنة. ويُعاد انتاجه واخصابة ودعمه وتلوينه بمبررات غائية ورؤى واهية ومخادعة وكما يذهب فوكو الى القول: ” ليست الممارست الخطابية محض أنماط من صنع الخطاب ققط. فهي تأخذ حيزاً داخل المجموعات التقنية والمؤسسات وفي ترسيمة التصرفات وفي أساليب النقل والتوزيع وفي الاشكال البيداغوجية التي تفرضها وترعاها في الوقت نفسه
”.
يتبع



#ابوالقاسم_المشاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد تصوغه الخطابات الفلسفية/حوار.
- بنية المخيلة الأسطورية/رمزية التآلف والتناقض
- بنية المخيلة الأسطورية/رمزية التآلف والتناقضة
- مجتمع المعلومات/ بين الشفافية والمراقبة!!
- مقاربات الكونية الجديدة / الارهاب الديجيتالي .. وهيمنة دولة ...
- نون الصدفة .. أنثى الاشتباه
- التنمية وحقوق الانسان / بين الفشل المؤسساتي والوعي الاجتماعي
- نزيف الطمأنينة / الرهق الاول
- نستولوجيا الكينونة والكتابة على الجسد
- رماد السلطة ... الجنازة المحترقة
- أزمة النص: خضوع الكتابة... غياب القارئ
- أبدية اللغة : نص التوهمي ... وتضاريس الكتابة !!
- زغب الحنين
- أ مكنة لكينونة المكان !!
- بيان الفقراء... في مواجهة الليبرالية الجديدة - القراءة الثال ...
- صورة جانبية للأوكسجين ذاكرة لمخالب الحواس
- انثروبيا السلطة - مأزق الديمقراطية
- شوزفرينيا التاريخ وبكتيريا اللغة !
- تحولات الخطاب ... صراع التأويلات قرأة في مفهوم التجاوز - جزء ...
- استنساخ الايديو - الثقافي ورهانات ما بعد العولمة


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابوالقاسم المشاي - تكنولوجيا الخطاب -1