هتك المقدس...مقال في بشرية القرأن.

الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي
(Altaib Abdsalam)

الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 08:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هتك المقدس....
القارئ لرواية شيفرة دافنتشي سيعرف ان المؤلف كان يلاحق امراً جوهرياً على مستويين من البحث: مستوى مادي محسوس و مستوى رمزي تبريري ارضائي!! كان يلاحق الكأس المقدسة التي شرب منها المسيح في مستواها المحسوس و يحاول الانتقال من فكرة الكأس المحسوسة الى الكأس المرموزة المتمثلة في مريم المجدلية و التي منها يصح الانتقال الى تعميم الفكرة على الانثى باعتبارها الكأس المقدسة التي تحمل الشراب اللدني و تحفظه فيها الى ان ينمو و يخرج للوجود بشراً سويا!! لن نبتعد في مقالتنا هذه كثيراً عن فكرة الكأس المقدسة التي تحدث عنها بذكاء بارع المؤلف دان براون و نفد عبرها لالغاء اهم مسلمات المسيحية حول الوهية المسيح و تجلي تلك الالوهية في عدم زواجه او ممارسته للجنس،وهذه هي الامثولة التي يحتزيها القساوسة و الرهبان و رجال الدين المسيحي،بل سندور حولها لاثبات ذات الشئ حول الاسلام.
أن لكل دين نعرفه تلك الكأس المقدسة التي باخراجها من دائرة القداسة سينهار الدين كله كاوراق الشجر الميته التي كانت ترتبط بالشجرة بعرىً وهمية و مجازية.
ان هتك قداسة تلك الرابطة الوهمية و ادخالها في دائرة الانسنة سيكشف و بوضوح كل تلك العيوب الجسيمة في منظومة المعتقد،طالما انك انت من اراد جرنا لهذه النقطة حينما رفضت الاعتراف بوضع المقدس في صندوق الزجاج بعيداً عن خلافاتنا النسبية و عيوبنا و نقصنا
و واجهتني بهذا المقدس و اعتبرت ان مواجهتي لك و خلافي معك هو مواجهة للمقدس
و مخالفة له، وليس لك انت البشري مثلنا!! سنتفحص كأسك المقدسة هذه و سترى بام عينيك ان كأسك المقدسة هذه ما هي الا من جنس ما صنعت منه!! ما هي الا كأس من فخار هش جدا
سننبش تحت القبة بأنفسنا لنتأكد ان كان ثمة شيخ ام عظام و بقايا بالية متحللة موضوعة في صندوق بأهظ التكلفة و القيمة يدور حوله جوعى و عطشى و عراة و محرومون،هم اولى بقرابينهم التي يقدمونها.
و كما ذكرنا انفاً فأن تلك الكأس المقدسة موضوعة في رفوف كل الديانات لأنها تمثل منبع الميثيلوجيا
و مربطها!! و لا بد من حماية هذا المنبع و أخراجه من دائرة البحث او النقد عبر ادخاله لثلاجة القداسة!!
و استخدام كل الوسائل و السبل لحمايته!!
لكن ما هي تلك الكأس المقدسة في الاسلام؟؟
يجمع علماء الاركليوجيا و التاريخ واللغة عموماً على انه يستحيل منطقياً الحفاظ على شئ بصورته الاصلية سواءً في اسفيره المادي المكتوب او في اسفيره السيميلوجي المرموز و ليس ادل على ذلك حادثة الداجن التي ذكرتها السيدة عائشة و التي تقول : قال ابن حزم في المحلى : " ثم اتفق القاسم بن محمد وعمرة كلاهما عن عائشة أم المؤمنين : لقد نزلت آية الرجم والرضاعة فكانتا في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله تشاغلنا بموته فدخل داجن فاكلها"
قال أبو محمد -ابن حزم- : وهذا حديث صحيح " . المحلى لابن حزم الاندلسي 11/ 135-236 .
وفي سنن ابن ماجة عن عائشة : " لقد نزلت آية الرجم ، ورضاعة الكبير عشراً . ولقد كان في صحيفة
تحت سريري ، فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته ، دخل داجن فأكلها. سنن ابن ماجة ج 1ص 635-635 حديث 1944 .
علماء الاركيلوجيا و المخطوطات ينظرون الى المخطوطة بوعي اكبر مما ينظر الانسان العادي و هم لا يعترفون بفكرة تحريف شئ عن شئ او شئ غير ليصبح شيئاً اخر فهم ينظرون الى كلا المخطوطتين ككنزين مختلفين عن بعضيهما،بمعنى اوضح انهم ليسوا اصحاب مصلحة في تغليب مخطوطةٍ على اخرى بقدر ما هم معنيون بالمخطوطة نفسها
و تاريخ كتابتها و من دونها و عمن دونت لانها تضع ايديهم على مفاتيح كبرى في معرفة ثقافات و تاريخ تلك العصور و الازمنة!! هم ينظرون للمخطوطة ك كينونة قائمة بذاتها.
و مما لا شك فيه انه كان فمة مخطوطات مختلفه للنص القرأني احرقها عثمان بن عفان
و اعتمد مصحفه هو!! و هذا يقودنا الى سؤال اخطر و اكبر!!
لماذا افترض عثمان ان نسخته هي الاصلية و الحقيقية و البقية هي المحرفة؟؟
الا يمكن بذات المقدار أن تكون نسخته هي المحرفة و بقية النسخ هي الاصلية!! وهل اعدامها يعني اعتراف بوجود نسخ اخرى من القرأن و لكنه اعتراف الغائي!! بمعنى انني اعترف بما لديك من النص المقدس
و لكني الغيه كي لا يحدث فيه ما حدث للاديان الماضية!! وانني على ثقة تامة انه لو لم يحرق عثمان بقية المصاحف لكنا سمعنا اليوم كتب مختلفة تسمي نفسها قرأنا
و انني على ثقةٍ اشد بأنه ثمة العديد من السور فقدت بأحراق عثمان لبقية النسخ.
من هنا صديقي نستطيع القول مبدائياً انه كان فمة اكثر من طبعة او مسودة للنص القرأني غض النظر عما ألت اليه بقية المسودات فالمهم لدينا هو اثبات وجود اكثر من مسودة للنص نفسه!! و لعمري لو انها كلها كانت على ذات الشاكلة لما اضطر عثمان الى احراقها!!
كما ان عملية جمع القرأن نفسها و تدوينه لم تكن لتخلو من الهفوات المنطقية المرتبطة اساساً بهامش الخطاء الانساني!! و لو الغينا هذه الخاطرة الشريرة و افترضنا انهم كانوا اثناء عملية الجمع تلك كانوا يشربون عشرات الكؤؤس من القهوة او مشروبات الطاقة و انهم كانوا في قمة الجدية و الحضور اثناء عملهم فأن ذلك برمته لن يلغي فكرة بشرية الجمع نفسها و انسنتها
و خروجها من ممرات السماء الفخمة الى ازقة الارض الزلقة!! مهما بلغت ثقتنا العمياء فيمن جمعوا القرأن او حتى الطريقة الدقيقة التي فعلوا بها ذلك فأن ذلك ابداً لن يلغي هامش الخطاء الطبيعي المرتبط شرطاً بالانسان اللهم الا اذا زعمنا بأن من جمع شظايا الكأس المقدسة
هم مخلوقات ما ورائية الية مصممة بنظام معين!! لحظتها لكل حادثٍ حديث!! لكن قبل المواصلة في هذه التساؤلات دعونا نستمع لهذا التصريح النادر لعمر بن الخطاب حول سورة الاحزاب الوارد في كتاب الدر المنثور : عن حذيفة قال : قال لي عمر بن الخطاب: كم تعدون سورة الاحزاب ؟؟ قلت : إمّا ثلاثاً وسبعين آية أو أربعاً وسبعين آية قال : إنْ كانت لتقارن سورة البقرة ، أوْ لهيَ أطول منها!! الدرّ المنثور 5 / 180
و اليك هذا التصريح الاندر الوارد عن ابن عمر : لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كلّه! وما يدريه ما كلّه قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل قد أخذت منه ما ظهر ". الدر المنثور 2/298.
لكن هذا يبقى مجرد تصريح مطعون في صحته و في صحة دين من نقله و دونه " يلا يا عم كلنا كفار" لكن دعني اقودك الى كتابات نجد ان القرأن شبيه بها جدا من ناحية طريقة الكتابة المسجوعة و من ناحية المعنى الدلالي للايات ظهرت في تلك الحقبة الزمكانية المعاصرة لمحمد!!! و التي فيها من التشابهات الدلالية
و السياغية الشئ الكثير غير انني اظن ان الفرق بين من كتبوها و بين النبي أنهم لم يسعوا لفرض مشاريعهم تلك او تأطيرها داخل قوالب ايدلوجية كما فعل النبي!! بل كانت اقرب للوعظ و التوجيه الاجتماعي و ساورد لك هنا بعض الامثلة على ما ذكرت لك و ابين لك قرب الشقة بينها و بين كأسك المقدسة!! غير انني اوصيك و بشدة الرجوع الى كتاب " الحزب الهاشمي" ل د: سيد القمني لأنه يلاحق هذه النقطة باصرار و بقوة و بالتالي بتوسع اكبر مما اوردته لك في هذه المقالة!! و اليك صديقي بعض تلك المقاربات التي ستعينك في استجلاء حقيقة الكؤؤس الاخرى البعيدة من دائرة الضوء.
ويعد امية بن ابي الصلت الذي كان سابقا لمحمد في كتابته المسجوعة تلك من اهم الاسماء و المعها اضافة الى امروء القيس تلك التجارب ذات البعد الفكراني او النزوعي نحو اليوتوبيا!! وزهير ابن ابي سلمى
نقراء من اشعار امية بن ابي الصلت الذي قال عنه محمد :أمن شعره و كفر قلبه!!قوله :
(إله العالمين وكل أرض ورب الراسيات من الجبال , بناها وابتنى سبعا شدادا بلا عمد يرين ولا رجال , وسواها وزينها بنور من الشمس المضيئة والهلال , رب الراسيات من الجبال بلا عمد )!!!
ستجد كلماتها واضحة فى (سورة لقمان: آية 10) "خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم".
ومن أشعار أمية ايضا :‌
وَفي دينِكُم مِن رَبٍ مَريمَ آيةٌ مُنَبِّئَةٌ بِالعَبدِ عِيسى اِبنِ مَريمِ (1) اَنابَت لِوَجهِ اللَهِ ثُمَّ تَبتَّلَت فَسَّبَحَ عَنها لَومةَ المُتَلَوِّمِ (2) فَلا هِيَ هَّمَت بالنِكاحِ وَلا دَنَت إِلى بَشرٍ مِنها بِفَرجٍ وَلا فَمِ (3) ولَطَّت حِجابَ البَيتِ مِن دُونِ أَهلِها تغَيَّبُ عَنهُم في صَحاريِّ رِمرِمِ (4) يَحارُ بِها السارِي إِذا جَنَّ لَيلُهُ ولَيسَ وإِن كانَ النَهارُ بِمُعلَمِ (5) تَدّلى عَليها بَعدَ ما نَامَ أَهلُها رَسولٌ فَلم يَحصَر ولَم يَتَرَمرَمِ (6) فَقالَ أَلا لا تَجزَعي وتُكذِّبي مَلائِكَةً مِن رَبِ عادٍ وجُرهُمِ (7) أَنيبي وأَعطي ما سُئِلتِ فاِنَّني رَسولٌ مِن الرَحمنِ يَأتِيكِ بابنَمِ (8) فَقالت لَهُ أَنّى يَكونُ ولَم أَكُن بَغيّاً ولا حُبلى ولا ذاتَ قَيّمِ (9) أَأُحرَجُ بالرَحمنِ إِن كُنتَ مُسلِماً كَلامِيَ فاقعُد ما بَدا لَكَ أَو قُمِ (10) فَسَبَّحَ ثُمَّ اغتَرَّها فالتَقَت بِهِ غُلاماً سَوِيَّ الخَلقِ لَيسَ بِتَوأَمِ (11) بِنَفخَتِهِ في الصَدرِ مِن جَيبِ دِرعها وما يَصرِمِ الرَحمَنُ مِلأَمرِ يُصرَمِ (12) فَلمّا أَتَمَتَّهُ وجاءَت لِوضعِهِ فآوى لَهُم مِن لَومِهم والتَنَدُّمِ (13) وَقالَ لَها مَن حَولَها جِئتِ مُنكَراً فَحَقٌّ بأَن تُلحَي عَلَيهِ وتُرجَمي (14) فَأَدرَكَها مِن ربّها ثُمَّ رَحمَةً بِصِدقِ حَديثٍ مِن نَبيٍّ مُكَلَّمِ (15) أَنيبي وأَعطي ما سُئِلتِ فاِنَّني رَسولٌ مِن الرَحمنِ يَأتِيكِ بابنَمِ (16) وأُرسِلتُ لَم أُرسَل غَويّاً ولَم أَكُن شَقيّاً ولَم أُبعَث بِفُحشٍ وَمَأثَمِ (17).
هذا من الناحية الاولى،ندلف مباشرة بعدها الى ما يقابلها في القرأن،و سنرى بام اعيننا ذلك التشابه القوي جدا في التراكيب و السياغات!!
الآيات القرآنية المقتبس جانب منها من ألأ بيات المذکورة
كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11) يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13) وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
مما سبق نتأكد جيداً بأن محمدا قد اقتبس كأسه المقدسة من كؤوس اخرى سبقته و لكن من دون مراعاة حقوق الملكية!!!
مباشرة بعد امية بن الصلت الذي كان يتوقع أن يكون هو النبى المنتظر، وأنه حين علم أن النبوة تجاوزته لم يستطع صبرا على المُقام بالطائف على مقربة من الرجل الذي حکم القدر أن ينزل عليه وحى السماء، فأخذ ابنتيه وهرب إلى اليمن!! مباشرة نسير لحضرة الشاعر امروء القيس الذي سبقت اشعاره مجئ القرأن بعقود طوال!! فنرى تلك التطابقات و الاقتباسات المحيرة بين اشعاره و بعض ما جاء في القرأن :
دنت الساعةُ وانشقَّ القمر - عن غزالٍ صاد قلبي ونفر
أحور قد حرتُ في أوصافه -ناعس الطرف بعينيه حَوَر
- مرَّ يوم العيــد في زيـنته - فرماني فتعاطى فعقر
- بسهامٍ من لِحاظٍ فاتــكِ- فتَرَكْني كهشيمِ المُحتظِر
وإذا ما غــاب عني ساعةً -كانت الساعةُ أدهى وأمرّ
- عادةُ الأقمارِ تسري في الدجى - فرأيتُ الليلَ يسري بالقمر
بالضحى والليلِ من طُرَّته -فَرْقه ذا النور كم شيء زَهَر
قلتُ إذ شقَّ العِذارُ خدَّه - دنت الساعةُ وانشقَّ القمر
يقول القرأن على ذات الموسيقى والايقاع و البحر نفسه!! بل وبعبارات متطابقة تماما و التي سارسم لك تحتها خطا لتقارنها بنفسك :
قْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ {1}
وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ {2}
وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ {3}
وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ {4}
حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ {5}
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ {6}
خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ {7}
مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ {8}
كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ
وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28)
فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)
إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)
بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)
و قال ايضا :
اذا زلزلت الارض زلزالها*و اخرجت الارض اثقالها
تقوم الانام على رسلها* ليوم الحساب ترى حالها
يحاسبها ملك عادل* فاما عليها و اما لها
يقول القرأن : إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها سوره الزلزلة. آی-;-ه 1 و 2
وايضا نجد الشاعر والمتحنف زيد بن نفيل الذي وصف ولادة السيد المسيح بن مريم بالأبيات المدونة أدناه:
فقالت مريم :( أنى يكون ولم أكن بغياً ولا حبلى ولا ذات قيم , فقال لها: إني من الله آية وعلمني والله خير معـــــــلم , وأرسلت ولم أرسل غويا ولم أكن شقيا ولم أبعث بفحش ومأثم)
و في القرأن نجد قوله تعالى :
(قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكن بغياً* قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وبراً بوالدتي ولم يجعلني شقياً.)
و ايضا نجد الشاعر رؤبة بن العجاج الذي وصف ما حدث لاصحاب الفيل وصفاً يذهلك حجم التطابق بينه و وصف القرأن لذات الحادثة!! و ليرتح ضميرك فأن بين رؤبة و محمد عشرات السنين :
(ومسهم ما مس أصحاب الفيل ترميهم بحجارة من سجيل , ولعبت بهم طـــير أبابـــــيل فصيروا مثل عصف مأكول).
يقول القرأن في سورة الفيل : ( الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل* و ارسل عليهم طيرا ابابيل *ترميهم بحجارة من سجيل*فجعلهم كعصف مأكول)
هذه جملة من الاشعار او الكؤوس المقدسة السابقة لظهور محمد بعقود طويلة!!
من المنطقي جداً الا يبدو كل ما ذكرت لك مقبولاً او حتى مقنعاً فأنت لا زلت مرتدياً لعصابتك السوداء متشبثاً بسجن اليقين كافراً بكل نسمة حرية او شك تهب عليك فهي كأسك المقدسة التي
لو فقدتها فستفقد بعدها كل شئ!! وانت فعلياً قد فقدت كل شئ دفاعاً عن ماضيك المعتم.
أنه لا يبدو لي من المنطقي ابداً ان تتحدى شخصاً ان يفعل مثل ما فعلتَ و من ثم تجزم
و تشترط عليه و تفترض بالنيابة عنه انه لن يقومَ بمثل ما قمت به حتى و أن استطاع فأنت لن تعترف بأستطاعته تلك و تظل تردد ذات العلكة القديمة: اتحدى..اتحدى.
او ليس من حق الاخر ايضاً ان يتحداك ان تقوم انت بمثل ما قام به هو !! اليس من حق من اخترع الكهرباء ان يتحداك بأن تخترع ما اخترع هو!! اليس من حق من اخترع النسبية ان تخترع مثل ما اخترع!! اليس من حق المؤلف ان يتحداك ان تؤلف مثل ما ألف هو!! اليس من حق مخترع المطبعة التي تطبع فيها كأسك المقدسة هذه ان يتحداك بأن تخترع مطبعة زيها!!
ان هذه الحجة في نظري هي حجة عنترية بائسة لا جدوى من استعمالها!!لأنها لن تقود الى طريق لأنك سلفا قررت بأن من يتحداك لن يتغلب عليك حتى و أن تغلب!!
يا صديقي اني اتحدى الكرة الارضية كلها ان تكتب مقالاً كهذا!! فهل ذلك يعني انني افضل منك؟؟ و الاجدر و الاولى بفرض مسلماتي و سيطرتي عليك!!
ثم ثانياً كيف تتحدى اهل ثقافة معينة يتحدثون نفس لغتك ثم تأتي و تدعي بأن الكتاب كوني لجميع الناس اصحاب اللكنات و اللغات المختلفه كلية عنك!! بماذا ستتحدى هؤلاء!!
بأكاذيب الاعجاز العلمي و بعلماء لا نعرف لهم اصلا و لا فصلا لا اثر لهم في الحياة العامة سوى ترديد هذه الخدع السحرية التي يجيد فعلها اي لاعب خفةٍ و ببراعة تفوق ادائهم!!
بماذا ستقنع الالاف من المؤلفة قلوبهم!!
اعرف انك ذكي جداً و سوف تحدثهم عن حياةٍ اخرى مليئة بما يعوزهم اليوم!! او بما يرغبون في الاستمرار معه و به في الحياة الاخرى مما يجعلهم ينامون حالمين و سعداء بفنادق خمسة نجوم تنتظرهم في العلم الاخر!! ما علينا فهذا سيكون عنواناً قادما لمقالة قادمة.
بأي اعجاز لغوي ستقنع اشخاصاً لا يقاسمونك اللغة!! و انت تدعي ان هذا الكتاب موجه لهم!!
يا صديقي ان كل الكتب المقدسة التي اعرفها تدعي انها نصوص سماوية اصلية لا يأتيها الباطل من بين يديها و خلفها!! والكارثة الكبرى انك تلغي معتنق الاخر بكل سذاجة و سهولة
و ترفض الغاءوه العلمي لمعتقدك!! تدعي ان كتبه محرفة و أن كتابك هو الناموس الاوحد للكون و كأن البشرية برمتها بدأت يوم ما نزل كتابك!! او انها كانت ستنقرض و تفنى ان لم ينزل كتابك هذا!! اي نازية و شوفينية و عبادة للذات هذه!! اي خير امة اخرجت للناس هذه!
يا صديقي لو دخلنا في معمعة كتاب من الاصلي و كتاب من المحرف و اجلسنا معتنقي كل الاديان وجها لوجه فلن نخرج بنتيجة ابداً فهم لا يناقشون تاريخا او اركيلوجيا!! هم يرددون قناعاتهم و يختبرون اصرار بعضهم البعض و قدرة تحملهم!!قطيع يختبر قطيعا!!
ما الافضلية التي تجعل كأسك المقدس مقدساً و بقية الكؤؤس المقدسة مشوهة!! هل فقط لمجرد اصرارك!! و تعنتك!! والغائك للاخر و التحدث نيابة عنه!! هل يعني ذلك انه حقاً كذلك؟؟؟

#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات