أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عباس علي العلي - الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2















المزيد.....

الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 00:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فقد شكل انتشار النشاط الصناعي متعدد التوجهات والأتجهات وبنطاق غير مقيد بسياسات أقتصادي مرسومة محليا أو وفق حاجات محددة سارع وبوتيرة متسارعة ومتزايدة إلى العالم إلى مؤسسات منتجة خلفها دول رأسمالية بقوة عسكرية لا يمكن مواجهتها تؤمن لهذه المؤسسات متعددة الجنسيات القوة والحماية وبلدان أو عالم ثالث لا يملك القدرة لا على المنافسة ولا على صناعة رؤية أقتصادية مراعية لحاجاته وخصوصياته فقد أسقط عالم متعدد الشركات عالم قطبي يحمل تناقضات داخلية تهدد بتفجير عالمانا الوجودي أما بحروب تجارية تنافسية بين ذات البلدان الداعمة وهذا كثيرا ما أوصلنا لحافة الهاوية الأقتصادية , أو حروب عسكرية أستحواذية على مصادر الطاقة وأسواق التصريف ومناجم المواد الأولية .
هذا الإنقسام لم ينشأ عته كما يظن البعض أو رسم في رؤاه وأفكاره البحثية والتأملية انقسام طبقي أجتماعي داخل المجتمعات المحلية ولم يجعل من وحدة الطبقة العاملة قوة قادرة على المواجهة والتحدي للنظام الرأسمالي ,بل تحول الصراع هنا بين أشكال متعددة من صراع وطني إلى صراعات تجارية بطابع وطني وصولا إلى نوع جديد من الصراعات التي أمدها الفقر وأختلال حاد بين قوة شعوب فقيرة تناضل من أجل الهوية الخاصة وأخرى عالمية متحكمة بمصادر القوتين الإقتصادية والعسكرية التي تبنى عليها قوة سياسية هائلة يمكنها التحكم حتى في الخيارات الوطنية والقومية والدينية للشعوب الفقيرة والتدخل في شؤونها الداخلية .
لم يعد صنع صنع القرار محكوما بالهوية والخصيصة والحاجة المحلية وسرقت من الشعوب حق تقرير المصير ,فتضائل الصراع الطبقي وأندثر تحت هم أكبر صراع من أجل الحد الأدنى من الوجود الإنساني وتحول الضعف والإستغلال العالمي للشعوب الضعيفة إلى تمرد أيديلوجي مسلح أختط طريق مناقض تماما لسيرورة التاريخ ,وتحول بفعل العوامل التدخلية الخفية إلى سلاح يوجه إلى تلك الشعوب بدلا من أن يكون سلاحا مدافعا عنها, وهكذا نشأ مفهوم الإرهاب الدولي بتوسيع نظرية المافيات الغربية السرية لتتحول إلى مافيات عقائدية غير واضحة العناوين والأهداف ,لكنها لم تنجح إلا في إضعاف نضال الشعوب ضد الرأسمالية المتوحشة .
أدى هذا الصراع أو الصراعات النمطية العقيدية والتي تتخذ من الأيديولجية الدينية غالبا ستارا لها والبعض أتخذ من التوجهات العقيدية اليمينية المتطرفىة واليسارية التي تصنف في أقصى اليسار الراديكالي إلى بروز ظاهرة الصراع الشديد حول اقتسام مناطق النفوذ العالمية بين قوى تتصارع على أقتسام العالم كأقطاعيات وأختفت تماما مظاهر الصراع الطبقي الذي يؤشر لحقيقة أن هذه الصراعات الجديدة لم تكن وليدة ظروف طبيعية خارج تحكمات رأس المال وأستحقاقاته بل هي من ضمن منظومة الفعل المبرمج والممنهج الذي يراد منه عزل الطبقة العاملة عن السيطرة والتأثير على العملية الإنتاجية في ظل نظام عالمي متعدد الأقطاب الفاعلة.
النظرية هذه تقوم على مبدأ كلما زادت قدرة النظام الرأسمالي على تهميش الطبقة العاملة وتجاهل دورها وقوتها وأفراغ نشاطها بخلق أزمات سياسية وأجتماعية لتحويل محجريات الصراع وتبديل الهوية الأسية له لصالحها مما يؤدي نتيجة إلى خفض الأجور تناسبا مع تكاليف المعيشة وإبقاء العامل في هامش مناورة بسيط لتحقيق المزيد من الأرباح وتقليل فرص التأثير على قوة الأنتاج وحركته .
لقد أساء البعض من خلال الإصرار على تحويل الفكر الماركسي من نظرية أفتتاحية تقود إلى سلسلة أفكار ترتيبية وتحويلها إلى عمل سياسي أيديلوجي بربطه بالحتمية التأريخية المبشرة بسقوط الرأسمالية كنظام وكنمط وكقوة أقتصادية قادرة على مسك زمام التغيير من خلال نضال الجماهير الكادحة فقط وأعتبار هذا النظال هو جوهر ومفتاح التغيرات الكونية والعامل الوحيد الدافع لها ,فقد أدى هذا الربط الساذج والغير عملي ولا علمي أستنادا إلى مبدأ المادية التأريخية نفسه التي تتلمس حركة الواقع تأريخيا بالحس المادي والتجريبي وليس التنظيري الغير منسجم مع الحقيقة على واقع يسير وفقا لمبدأ القوة وأسبابها .
كل ذلك ساعد على إهدار المقدمة العلمية للنظرية الماركسية وتسطيح النتائج المرجوة منها كنظرية ربطت بين الجانب التأريخي وحركة الزمن مع الواقع وأسباب التغير والنفاذ إلى صميم عملية التغيير الأجتماعي بمنهج علمي، ذلك ساعد على فقدانها للكثير من زخمها الفكري والاجتماعي في سياق التحولات التأريخية للنظام الرأسمالي في القرن العشرين الذي سار عكس توقعات البعض وأشر إلى خذلان مقولاتهم التي بنيت على ما يعتقدون أنه الأساس الماركسي بذاته .
كما أن إصرار العديد من المفكرين والمنظرين المنتمين للنهج الماركسي كما يدعون ولو أنهم عقائديون أكثر من كونهم مفكرين أحرار خارج نطاق ما يسمى بالسلفية الفلسفية ظانين بالجزم اليقيني على انهيار النظام الرأسمالي بفعل تراكم تناقضاته الداخلية فقط دون ملاحظة الكينونة التأريخية لطبيعة المال ورأس المال الذي يعدونه والرأسماليون معا مفتاحا للتحولات الجذرية في المجتمعات القابلة للتطور ,ذلك جعل من مفهوم صيرورة الثورة حدثاً محالا وخياليا لا يتحقق بغياب الوعي والثقافة الثورية التي تتمسك بمبدأ حق الإنسان في التغيير أولا وليس ربطه بعامل حتمي قد يحدث أو لا يحدث بربطه بفكرة جازمة لم تكتسب البرهان اليقيني.
الخطأ الأخر الذي أثبتته الوقائع ومجريات الحر كة التأريخية فيما بعد الحرب العالمية الثانية فكرة أن الطبقة العاملة وحدها القادرة على انجاز لحظة التحول التأريخية وتقويض النظام الرأسمالي بما تمتلك من قدرة نحكم ذاتية تقودها للفعل التغييري دون أن تنتظم هذه الطبقة في صراع منظم ومقنون وجاد ومؤثر يمتلك أدواته وخطابه العقلاني المستند لوقائع الميدان ومنها أن يمتلك البعد العلمي والثقافي وةالأخلاقي القادر على تجسد قيم التحول ويحولها من شعارات إلى فعل عملي , إن الإصرار على الحتمية تلك من نتيجة أن تم إهمال قوة تأثير البعد الثقافي والروحي العميق والمؤثر في الوعي الجمعي والنظر إليه بوصفه بنية عليا أو ناتج عرضي لطبيعة البنية التحتية في المجتمعات الحديثة.
لقد تأسست وتكونت الفلسفة الماركسية ببعدها العلمي على نتاج عقلي ومحوزر ثقافي يقود إلى فتح بوابات الفكر أمام مخارج جديدة تقود الفكر الأجتماعي الإنساني بشقيه التاريخي والواقعي الوجودي بعيدا عن التمذهب الأيديولوجي ,وأعطت أهمية للبعد الثقافي والوعي الإنساني البسيط والمركب أهمية في صناعة التغيرات الجذرية وربطت قيمة التغيرات بقيمة الأسباب والعلل والنتائج في شكل ترابط جدلي يفسر ويشكل تصورات لامتناهية تتطور وتتحدث مع السيرورة التاريخية للإنسان مجتمع وتأريخ .
الخط الفاصل بين الماركسية العقلية الفلسفية التي شكل حضورها العلمي بداية إريد لها أن تساير الزمن وتتخذ منه معيارا في تحديد قيمة التحولات الكونية مع الحركة المادية داخل المجتمعات وبين الماركسية التقليدية الجديدة ألمستعيرة رداء الأيديولوجي السياسي التي تريد جر المجتمعات لتحوولات قهرية بفعل النضال الثوري المبستر خارج النضج الطبيعي للسيرورة التاريخية تحت عنوان الحتمية مما يعد أنتهاكا للمبادئ الماركسية التي أفرزها الوعي الواقعي بما هو أجتماعي تأريخي .
من التجربة التي خاضها النضال الطبقي العمالي وخاصة في مراحل متأخرة من القرن الماضي نشهد تحولا رهيبا في معطيات الحس الثوري للطبقة العاملة في عموم العالم وخاصة في المجتمعات التي لها قاعدة قوية ومؤثرة بعض الشيء في تحدي النظام السياسي والأقتصادي الرأسمالي ,نجد أن وفرة المال الجمعي(رأس المال الكلي) في هذه المجتمعات والذي يأت غالبا من مصادر خارجية بجوهرها مثل شركات النفط العالمية وشركات تصنيع الأسلحة والشركات متعددة الجنسيات التي تستخدم نمط النظام الأنتاجي الموسع عابر القارات قد لعبت دور في تغييب وإلهاء العنصر الأهم في الصراع نع النظام الرأسمالي بأنماط من الأهتمامات التي لا صلة لها بالنظال الطبقي ولا بالصراع الأجتماعي.
قد أستغلت هذه الوفرة المالية في تحسين نمط العيش الأجتماعي وإن أبقت على القوانين الرأسمالية الحاكمة ولكنها حولت وجهة النسق المعيشي للطبقة العاملة العريضة والواسعة من نسقية العمل لأجل تكوين مجتمع قادر على التحدي إلى عالم يستهدف المتعة والأستهلاك المفرط الذي يساهم هو الأخر في تحريك العجلة الأنتاجية داخل المجتمعات الرأسمالية فيعود المنفق من الثروة مرة أخرى إلى نفس الوعاء وربما بزيادة , كما صاحب هذا الهوس الإستهلاكي إشغال للجيل الجديد من الطبقة العامله بما يعرف بمفاعيل الهجرة الدولية متعددة المناشيء من الدول الأقل تطورا إلى هذه المجتمعات مما أشعل صراع أخر هو صراع العنصرية ورفض الأخر الذي عادة ما يتمتع بمرونة على إستغلاله وفقا لمبدأ الأدنى في الأجور والأقل في الألتزامات العقدية المتقابلة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة المصالح ومصالح القوة ح1
- قوة المصالح ومصالح القوة ح2
- السياسة والحد الأخلاقي
- عندما تتحول العقيدة الدينية إلى سياسة ميكافيلية
- الشعر والشعراء
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح1
- من يمسك مفاتيح عالم الفلسفة المتجدد ح2
- وجدانيات ..... أخرى
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- المشروع السياسي العراقي بين الإخفاق المستمر وضرورات التصحيح ...
- هل العقل قادر على ممارسة القيادة الوجودية
- أزمة فكر أم أزمة تفكير ؟.
- القراءة بوصفها هدف
- الإنسان والبصمة الأولى
- بين مفهومي الجنة والنار أو الخير والشر
- مذكرات إنسان في أخر الطريق
- ما نريد من الله ؟. ح1
- أنتصار العقل الإنساني
- مستقبل رأس المال ح2
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة


المزيد.....




- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عباس علي العلي - الوعي وصورة المستقبل من خلال الأجتماعية التاريخية الجدلية ح2