أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - محمد عبد المجيد - الحوار المتمدن وطائر الشمال .. كلمات شكر















المزيد.....

الحوار المتمدن وطائر الشمال .. كلمات شكر


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 10:15
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


عام كامل مر على نشر أول مقال لي في الحوار المتمدن حيث وجدت تسامحا فكريا وثقافيا لم أعهده في أي موقع أو منتدى آخر
في الفترة الأولى ذهب الظن بي أن الحوار المتمدن لن تختلف عن معظم المنتتديات والمواقع الأخرى التي يتبرع المشرفون عليها برسم خطوطها الحمراء فلا تتبين الخط الأحمر من الأخضر قبل أن يقوم المشرف بحذف مقالك، أو حتى الغاء اشتراكك قبل أن تشرع في كتابة المقال التالي.

كنت أعلم مسبقا بأنني الوحيد الذي يقبل مقالات قلمي بكل حدتها وقسوتها وأحيانا بوهيميتها في مناهضة السلطة المستبدة والدخول إلى عرين الذئب أو عش الدبابير، لهذا تم منع مجلة طائر الشمال من دخول خمس عشرة دولة عربية ، ومن المطار في البريد الرئيسي قبل التوزيع إلى مكتب جهاز الاستخبارات أو رقابة وزارة الإعلام أو أرشيف وزارة الداخلية.

ظل هذا النهج منذ صدور العدد الأول من طائر الشمال في منتصف عام 1984، إلى أن اكتشفت الأشباحُ الشبكةَ العنكبوتية، وأسقط في يد السلطة، وتبللت سراويل أجهزة حمايتها، فأصبح لكل مواطن موقع على النت، ولكل مغترب موقعان، ولكل حركة معارضة حكومة خفية حتى لو لم يتعد عدد أفرادها أسرة صغيرة تملك محلا للبقالة في أمستردام أو لندن أو كيبيك أو زيوريخ أو نيس.

وكنت أعلم مسبقا أن مقالاتي التي ترفضها حتى الصحف المعارضة لن تجد لها كثيرا من المغامرين الذين ينشرون دون تحفظ ما يجعل السلطة تبلغ كلابها أن الشاشة الصغيرة تحمل فيروسات إلى قصر الزعيم.
في تونس تراقب أجهزة أمن الرئيس زين العابدين بن علي البريد الالكتروني، وتلتقط صورا للتونسيين في المهجر إذا تظاهروا، وتستقبلهم أكف رجال الأمن الغليظة لدى وصولهم المطار حتى لو اختبئوا خلف سيقان جميلة ومثيرة لسائحات أوروبيات لا يقرأن لأبي القاسم الشابي، لكنهن يتمتعن بشمس سوسة وأصيلها وجمالها .

في ليبيا الخضراء يسجن معتوه شعبا برمته، لكن هذا الشعب العربي الأبي يشاهد ويقرأ بطولات عمر المختار، ثم يشترك ثمانية من كل عشرة ليبيين في الانترنيت، لكن تظل اليد الطولى للقائد وابنه وأنياب أجهزة أمنه التي تستطيع أن تقتل أكثر من ألف ليبي في سويعات معدودة بسجن أبو سليم، وتخرج لسانها للدكتور رفعت الأسد الذي قتل سبعمئة فقط في سجن تدمر، وتدعي منافسة شيطان بغداد الأسير في تصفية أبناء الشعب حتى لو تعاون صدام حسين مع الأمريكيين في حفر مقابر للعراقيين بالقرب من سجن أبو غريب.
همست لنفسي متسائلا عن الفترة الممنوحة ل( الحوار المتمدن ) قبل أن تصلني رسالة من الإدارة بالاعتذار عن قبول مقالاتي، لكن طال انتظاري ، ووافقت الصحيفة الالكترونية الشجاعة على نشر كل مقالاتي وكان الاستثناء الوحيد في نهاية العام الماضي عندما اعتذرت ( الحوار المتمدن ) عن نشر مقالي ( الضرورة الأخلاقية لعودة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لوطنه )، وطبعا نشرت المقال في طائر الشمال وأرسلته لعدد كبير في قطر، وبعثت نسخة منه مع رسالة للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني راجيا إياه أن يعيد والده لوطنه ولأولاده وأحفاده، ولم يغضب أحد في الديوان الأميري، وأبلغني أحدهم أن الأمير نفسه لم يغضب من رسالتي ومقالي.

لم تتدخل ( الحوار المتمدن ) في أي مقال لي، ونشرت وقائع المحاكمات التي عقدها قلمي لزعماء خمسة، وكذلك حوارات ورسائل حماري، والمرة الوحيدة التي تم استبدال كلمة يتيمة كانت في عنوان مقال ( ولكن الرقيب سيظل حمارا ) فاستبدلت بالحمار كلمة أحمق، ولم يناسب التغيير فحوى المقال لأنني مؤمن أن هناك التصاقا بين عناوين مقالاتي وفحواها بنفس قوة التصاق الزعيم العربي بكرسي الحكم.

كل الصحف المصرية المعارضة والوطنية رفضت مقالاتي لأكثر من عشرين عاما فهي تعتبرها خارج دائرة المسموح به، أو كما أرسل لي مؤخرا المشرف على واحدة منها بأنه لا يريد أن يفقد منصبه، وأن يتصل مكتب السيد الرئيس أو ابنه فيجد نفسه في الشارع بعدها بخمس دقائق.
بعض المنتديات سلخت كتاباتي كما يفعل ضبع جائع أمام شاة فيمزقها، ويقطعها، ويغرز أنيابه في كل جوانبها، ثم يدعي أنها تعدت عليه وعلى ثوابت الأمة وأخلاق الوطنيين.
وفي أحد المنتديات تم عقد محاكمة كمحاكم التفتيش قام عليها أميون عاشقون للجهل، وكذبوا، وأدعوا أنني سببت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأنني قلت بأن البخاري أيضا تعرض للخطأ.
وفي منتدى آخر طلب معظم الأعضاء أن أقدم اعتذاري لشعب مصر لأنني نشرت على لسان الرئيس مبارك مقالا تحت عنوان ( سأجعلكم تزحفون على بطونكم )، وأصر الأعضاء أن السيد الرئيس هو ولي الأمر والنعمة، وأن طاعته واجبة مادام يترك المسلمين يقيمون الصلاة والعيدين!
وظل قراء ( الحوار المتمدن ) يثلجون صدري بالاقبال على كتاباتي، ويهدونني بكرمهم تصويتات عالية، وتصلني رسائل خاصة كثيرة تحمل لي طاقة جديدة، وتجدد روح الكتابة، وأحيانا تدمع عيناي فرحة وبهجة بكلمات طيبة أكون في أمس الحاجة لها.
ولعلي لا أنسى أخي الكاتب المبدع صائب خليل الذي كان له فضل كبير في حماسة قلمي والدخول إلى أكثر المناطق وعورة وصعوبة ومشقة>
كانت ( الحوار المتمدن ) طوال عام كامل بدأ في الثامن عشر من سبتمبر 2004 نموذجا للصحيفة التي يؤمن القائمون عليها بأن حرية الكلمة هي التي ستجعل الزبد يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس في الأرض، وأن حيرة الكلمة هي الخصم اللدود لقوى الاستبداد وللطغاة.
ونشرت ( الحوار المتمدن ) لأكثر من خمسة أشهر مقالاتي عن العصيان المدني والتحريض ضد الرئيس حسني مبارك، ذلك العصيان الذي حقق فشلا ذريعا، لكن الأمل في اعادة تجديد الدعوة لا يزال يراودني حتى لو فشلت للمرة الثانية والثالثة والعاشرة.
تحية قلبية وطيبة لكل العاملين في ( الحوار المتمدن ) الذين فتحوا صفحات موقعهم الراقي ومعها صدورهم وعقولهم في أكبر عملية تسامح فكري وثقافي واعلامي يتعرض له قلمي.
الشجاعة تخلع على سائر القيم الأخرى كل ما لها من قيمة، وتضفي على حياتنا أسمى المعاني، وتمنحنا الأمل بأن غدا مشرقا سيبزغ على هذه الأمة مادام فيها من يؤمن بالمساواة الكاملة بين الرأي والرأي الآخر

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
أوسلو النرويج



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقيد متقاعد : نعم اشتركت في قتل جون جارانج
- رسالة مفتوحة إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز .. هل تستطيع أ ...
- نعم .. أنا مسلم رغم أنفك
- الانقلاب العسكري القادم في تونس
- الخليج والرئيس حسني مبارك .. قراءة في علاقة غريبة
- الرئيس بشار الأسد .. سجين أم سجان؟
- عبقرية الحماقة لدى العقيد
- غباء السُنّة .... غباء الشيعة
- القبض على الرئيس مبارك في جحر بشرم الشيخ
- جنازة الرئيس حسني مبارك
- حمار يقدم شكوى إلى الرئيس حسني مبارك
- وقائع محاكمة الرئيس مبارك .. كتاب يبحث عن ناشر
- حمار يقدم أوراق ترشحه للرئاسة
- إنقلاب عسكري في مصر .. البيان رقم واحد
- كلاب السيد الرئيس
- رسالة من مبارك للمصريين .. سأجعلكم تزحفون على بطونكم
- الجنسية الخليجية .. الشرف المستحيل
- هل القوى الوطنية المصرية ترقص مع النظام؟
- صعاليك الإنترنيت
- شبابنا وصناعة الجهل .. من المسؤول؟


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - محمد عبد المجيد - الحوار المتمدن وطائر الشمال .. كلمات شكر