أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - ثنائية الشيعة والسنة تكشف الاصل والمحاكاة














المزيد.....

ثنائية الشيعة والسنة تكشف الاصل والمحاكاة


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 18:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تضرب تلك الثنائية بجذورها عميقا في التاريخ الاسلامي فلم يكن المسلمون موحدين تحت راية واحدة في زمن الرسول (ص) كما يتصور كثير من الناس بل ان حركة الاسلام كانت محكومة بثنائية المتن والهامش ، الاصل والمحاكاة ، المؤمنون والمنافقون ، الاسلام و الجاهلية ، اتباع علي و اتباع سنة عمر. وانتشرت ثقافة الاستقطاب الثنائي في التراث كله بدءا من وجود الاحاديث المتناقضة المنقولة عن الرسول(ص) حديث (اصل) بإزاء حديث اخر (موضوع). وانتهاء بالشعر والنقد ، شعر اسلامي ينشر القيم الانسانية النبيلة يمثل الاصل يقابله شعر جاهلي يؤكد على العصبية القبلية والقيم الجاهلية موضوع.
رأي للإمام علي في شعر امرئ القيس يقابله رأي نقدي اخر لعمر بالشاعر زهير بن ابي سلمى. رواية تقول ان الامام علي (ع) اول من اشار على واليه ابي الاسود الدؤلي لوضع قواعد النحو يقابلها روايات في عمر يوصي احد ولاته بوضع قواعد النحو والاهتمام باللغة. وساكتفي هنا بضرب مثال واحد على تلك الروايات في قضية نشأة النحو:
على الرغم من ان اغلب المصادر تتفق على ان ابا الاسود الدؤلي - الذي كان واليا وقاضيا للإمام علي (ع) على البصرة - كان الشخصية المحورية التي تشكلت حولها حكايات النشأة والتي رجح د. شوقي ضيف ان (يكون ذلك من صنع الشيعة ، و كأنهم رأوا ان يضيفوا النحو الى شيعي قديم ، فارتفع به بعضهم الى علي بن ابي طالب ، ووقف اخرون عند ابي الاسود الدؤلي صاحبه الذي كان يتشيع له ) فان الرواة السنة قد ارجعوا اصول الحكاية الى عهد الخليفة الثاني ، فمثلا يذكرون : ( ان عمر مرَ على قوم يسيئون الرمي فقرعهم فقالوا : ( انا قوم متعلمين ) فاعرض مغضبا وقال : ( والله لخطؤكم في لسانكم اشد علي من خطئكم في رميكم) . ورواية اخرى تقول : ورد الى عمر كتاب اوله : ( من ابو موسى الاشعري ، فكتب عمر الى ابي موسى بضرب الكاتب سوطا ) . وثالثة نصت على انه : ( قدم اعرابي في خلافة عمر ...) وكذلك تنسب لعمر تلك المقولة المأثورة : ( تعلموا العربية فانها تثبت العقل وتزيد في المروءة ). ثم تتعدد الروايات بشأن ذلك لتضاف رابعة تقول : ( ومر عمر برجلين يرميان ،
فقال احدهما للآخر : ( اسبت )فقال عمر : سوء اللحن في سوء الرمي) وهناك رواة يجعلون الحجاج الثقفي الداعي الاول لوضع الاسس الاولى للنحو.
وهكذا دواليك فاذا تم تأليف كتاب في مناقب علي(ع) في الكوفة لابد من وجود كتاب مؤلف اخر يقابله يتحدث عن مناقب فلان الضد في بغداد او القاهرة او الشام.وقد استمرت الحال على هذه الثنائية في مختلف العصور السالفة والتي لا يسعني المرور بها جميعا لذلك سانتقل الى بعض الامثلة المعاصرة. ففي وقتنا الحالي انتقلت هذه الثنائية الى كل نواحي الثقافة والمعرفة ولم يقتصر وجودها على الاختلافات الفقهية والمذهبية والدينية كما كانت في السابق بل اخذت تنتشر في الاعلام والسياسة والمعارك والحروب حتى وصلت الى ميدان الفن والسينما ، شخصية اصل بازاء شخصية اخرى يجري انتاجها بالمحاكاة لذلك الاصل . ففي مجال التمثيل والسينما مثلا ينتج مسلسل عن الامام علي(ع) في ايران يقابله لاحقا انتاج مسلسل عن عمر في السعودية.
أما في ميدان المعارك فان اقرب حدث واقعي معاصر نعيشه الان في وقتنا الراهن هو وجود شخصية قاسم سليماني الحية والواقعية التي تمارس دورا مهما في العراق و الذي يشترك مع الحشد الشعبي باستشاراته لتحرير مناطق الاخوة السنة من الدواعش والتي تحفز الجانب السني لاستحضار شخصية سنية تركية تحاكي الفعل الاصل الذي جاء من ايران. ففي خبر تناقلته المواقع الالكترونية ان النجيفي قد اجتمع بأعضاء مجلس محافظة نينوى و قال: (ان التحضيرات جارية لبدء عملية تحرير الموصل وانها ستحرر عن طريق ابناء الموصل فقط دون اشتراك المليشيات او ما تسمى الحشد الشعبي .على حد وصفه و اضاف ان هناك قادة من الجيش التركي سيشتركون بتحرير الموصل ردا على مشاركة الجنرال الايراني قاسم سليماني بتحرير تكريت). هذا الخبر تؤكده الزيارة الاخيرة لوزير الدفاع التركي المفاجئة للعراق.
من خلال الامثلة التي تم سردها نتوصل الى نتيجة مفادها ان ثنائية السنة والشيعة لازالت مسيطرة على حركية الفعل الابداعي والسياسي العربي المعاصر ولم تكن يوما حبيسة التراث والتاريخ وهي مرتبطة ايضا بثنائية خرى انحدرت من تاريخنا القديم مثل ( المناذرة والغساسنة ) ، فالمناذرة هم المؤيدون لإمبراطورية فارس و الغساسنة : هم المؤيدون لإمبراطورية الروم. وتستمر تلك الثنائية في استقطابها للعرب فإما مع ايران او مع امريكا.



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب ما بعد الأعراب : روايات الشيخ الأعرابي مثالا
- فايروس داعش يخترق نظام المراقبة اللغوية في عقل الجعفري
- الطلاب قادمون ..فهذا زمنهم وليس زمن الجاهلين
- يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !
- حرب مؤجلة التعليم العالي تعجلها
- لغتنا هويتنا
- ملك السعودية ونظرية جديدة في الترجمة الفورية
- عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا
- السيسي يتكلم بلسان عصفور!
- ماذا يقصد المستشرقون بمصطلح (Orthodox ) ؟
- خطاب ما بعد الأعراب! : (الاستعمار والأعراب صنوان)
- الاستشراق السياسي يعيد انتاج الداعشية الوهابية
- اكذوبة اسمها : ( بنية العقل العربي )
- النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !
- عذرا لك سيدتي : فيان !
- الداروينية وأنظمة التوريث الأعرابية
- همفر- بريده : همفري بريدو
- القران الكريم بترجمة أعرابية
- العرب و الأعراب : أين يكمن الخطر ؟
- لماذا يهجر الدواعش المسيحيين العراقيين من الموصل؟


المزيد.....




- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد عبد الحميد الكعبي - ثنائية الشيعة والسنة تكشف الاصل والمحاكاة