أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - فاقد الشيء لا يعطيه














المزيد.....

فاقد الشيء لا يعطيه


محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 13:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاقد الشيء لا يعطيه
محمد رياض حمزة
في الدول النامية عموما ، وتحديدا في الدول العربية كان هناك حدث لم يتكرر وربما لن يتكرر ، ذلك هو الانقلاب على الرئيس السوداني جعفر النميري الذي تسلم السلطة إثره "المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب" ( المولود سنة 1935) في أبريل 1985 بصفته أعلى قادة الجيش وبتنسيق مع قادة من الأحزاب السودانية . وبعد أقل من عام سلم المشير سوار الذهب السلطة لحكومة منتخبة تاركا الحياة السياسية . ولعل ما دفع الرجل للتخلي عن أعلى منصب في دولة عربية مهمة هو خلوصه المبدئي للإسلام المتنور الذي لا يتفق وأحابيل السياسة.
خلال القرن العشرين شهدت الدول العربية العديد من الزعماء الإنقلابيين الذين قادوا بلدانهم وفق أسلوب "المافيا" بوسيلة التسلط ألقسري وأسسوا نظما دكتاتورية حاكى بعضها أعتى الدكتاتوريات في العالم. ولعل الدول العربية الثلاث الأكثر تضرراً من تلك الدكتاتوريات والتي لحقها التدمير مجتمعا وإقتصادا ، بسبب جرائم حكامها ، هي العراق وسوريا وليبيا .
ومن بين جرائم حكم ( صدام ـــ البعث) أنه قدم المسوغات لإدارة الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" لتدمير العراق واحتلاله عام 2003 ، ومنذ ذلك العام وخلال اثنتي عشر عاما ، صار البعض يماثل ، ما حل بالعراقيين من فواجع ، حكم الطاغية بنظام حكم المحاصصة الطائفية . فإن كان صدّام قد قتلَ غيلةً وغدراً وحروباً ما يربو على المليون من العراقيين ، فإن جرائم فلول ( صدام ــ البعث) بالتحالف مع الإسلاميين التكفيريين ومن ثم الإسلاميين الدواعش تلك الجرائم لا يُعفى منها فوضى حكم المحاصصة الذي لم يتمكن من إحتواء التناقضات الطائفية التي كرّسها الإحتلال فمزقت المجتمع العراقي وتسببت بقتل أبرياء عدداً قد يماثل قتلى صدام.
فالمسؤولون ، في أي موقع قيادي سياسي أو إداري ، في نظام حكم المحاصصة ، سواء أكانوا في محافظات جنوب بغداد وفي المنطقة الخضراء ببغداد وفي شمال وغرب العراق ، وحتى محافظات الإقليم ، فهم جميعا مسؤولون عمّا آلَ إليه العراق من فقدان الأمن وضعف الاقتصاد وإنحدار عدد غير معروف من العراقيين إلى الفقر والتشرد ، وأخيرا وليس آخرا جرائم قتلى الإسلاميين الدواعش و معاناة مهجريه. تلك حصيلة أفقدت العراقيين الثقة بنظام حكم المحاصصة.
وبعد .... لا تلوح في الأفق بادرة لتغيير في نهج العملية السياسية التي يمكن أن تعزز ثقة العراقيين ، بمذاهبهم وبأعراقهم . فمعظم رجال الجمهورية الأولى بعد الإحتلال هم أنفسهم المتنفذون وصنّاع القرار في الجمهورية الخامسة .
رُبَّ من يقول يجب عدم مواصلة النقد واللوم على حكومة الدكتور حيدر ألعبادي والقوات العراقية المسلحة ورجال الحشد الشعبي وبعض ورجال عشائر الأنبار و قوات الكرد المسلحة في الإقليم ، جميعا ، يخوضون معارك طرد قطعان بهائم داعش من مدن غرب وشمال الوطن ، على إعتبار أن النقد لحكومة المركز يضعف المعنويات.
أقول:أن الخيرين العراقيين ، جميعا ، ما كان لهم من موقف إلاّ مؤازرة نظام الحكم والعملية السياسية، وإنْ كانت من صنع المحتل، فالحكمة أن نتعامل مع الواقع الذي يمهد لمستقبل أفضل. إلاّ أن معظم ، ولابد من تأكيد مفردة معظم وليس كل ، رموز العملية السياسية ، وهم : فصائل المعارضة الذين جاؤوا من الخارج على دبابة المحتل ، أو من حفنة من نكرات الداخل المغامرين التواقين للجاه ونهب المال العام بمباركة سلطة الإحتلال ، وعدد من المندسين من فلول الحكم السابق .. وعدد من صنف " القُراد" واللصوص . هؤلاء كونوا هوية نظام حكم المحاصصة وتسببوا بالواقع الذي نعيشه الآن.
كما يجب عدم إغفال حقيقة أخرى تسببت ببروز وتفاقم النعرة الطائفية الإنتقامية المتبادلة ، هي أن رفض الواقع الجديد من قبل البعض وتواصل قتل أبناء وطنهم في بغداد والوسط والجنوب ، بداً من مجزرة أللطيفية 2005 ، وآلاف التفجيرات بالمفخخات والإنتحاريين ، الأمر الذي تسببت ببروز المليشيات الشيعية التي دأبت على الإنتقام بجهالة .
يمكن القول أن في العملية السياسية من رئاسات وبرلمان فيها عملاء يأتمرون بما تمليه عليهم دول الجوار وللمحتل من يمثله فيها .. ولا يستبعد أن يوجد فيها عميل أو عملاء لمن يدفع.
وبعد ...
• في صورة هذا الواقع هل يرجى أن نرى النور في نهاية نفق العملية السياسية الطائفية المذهبية المقيتة؟
• هل تدرك المنطقة الخضراء أن المحتل يريد أن يبقينا نتقاتل ونفجر بعضنا البعض ويبقى العراق مشلولا لا حول له ولا قوة مدام النفط يتدفق؟
• هل تدرك المنطقة الخضراء أن قوات الإحتلال إنْ أراد حكومات دولها القضاء على داعش ومن بايعها ، لسوّوا بهم الأرض ودفنهم أحياء بين عشية وضحاها.
• هل يمكن أن يتاح لحكومة تنال ثقة العراقيين جميعا . تعمل بنهج مدني يستبعد مضامين المحاصصة التي مزقت العراق وأفقدت شعبه الأمن وكريم العيش وصيرته دولة ناقصة السيادة .. هل سَيُعْطى العراقيون الأمل .. أم أن فاقد الشيء لا يعطيه.؟



#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتحمل المسؤولية؟
- - داعش- .. الممولون والمنفذون والغرب
- لماذا كان الأوروبيون روّاد الحضارة الصناعية التكنولوجية الح ...
- أحداث و وقائع مهدت لغزو الموصل
- التجسس الغربي .... أداة مؤسسية منظمة لفرض الهيمنة والعقوبات
- تماثل حالتين
- خلافات مؤجلة بين (اوبك) والعراق
- ملخصات في واقع العراق ومستقبله
- جائزة نوبل والهندسة
- العربي المسلم والمنطق المادي
- درس من أوكرانيا
- - التكنوقراط- العراقيون
- إلى المُسيئين للتأريخ العربي الإسلامي
- فقط ... من أجل حكومة عراقية مقتدرة مُهابة
- الصين تسأل الغرب: حقا... ما الذي تريدوه منّا ؟
- في الأول من أيار 2014 ... (202 )مليون مُعَطل عن العمل حول ال ...
- من - هوليوود- إلى معظم البيوت في العالم
- المبالغة تسيء للحقائق
- تحولات نظم الاقتصاد الرأسمالي
- مفردة -الثقافة - بين رفعة المعنى والإسفاف اللغوي


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض حمزة - فاقد الشيء لا يعطيه