أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رشو - في أسباب ظهور داعش














المزيد.....

في أسباب ظهور داعش


محمد رشو

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 13:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تحرّك التحالف الدولي فضرب بقوة في سنجار لحماية الإيزيديين، ثم وسّع عملياته فحمى حدود كوردستان العراق من شرقها إلى غربها، وكثّف غاراته في سوريا لتحرير كوباني (عين العرب)، والآن ينشط بشكل أساسي لحماية الآشوريين في ريف الحسكة. بينما عملياته بقيت محدودة في الموصل والرقة مركزَي التنظيم الإرهابي الذي نشأ التحالف بحجته "محاربة الإرهاب" ولم تصل طائراته إلى اللاذقية ودمشق حيث رأس النظام الذي قتل أضعافاً مضاعفة مما قتل التنظيم الداعشي، وشرّد ما لا يقلّ عن ستة ملايين إنسان.
إذاً من تعتبرها الأكثرية العربية السنّية "أقليات" تداعى المجتمع الدولي برمّته لحمايتها، متناسين أن أكثر من تضرّر حالياً ومستقبلاً من إرهاب الجماعات الراديكالية الإسلامية "السنّية" هم ذاتهم أهل السنة الذين نضجت في بيئتهم الحاضنة بذور هذه التنظيمات لأسباب كثيرة على رأسها ممارسات الأنظمة الحاكمة؛ ففي العراق كان هناك نظام المالكي الطائفي الذي شيّع الجيش والدولة بحجّة "اجتثاث البعث"، وفي سوريا نظام الأسد الذي كبت على نَفَسهِم بحجة ملاحقة الأخوان المسلمين عنواناً، والخوف من الأكثرية السنّية على مكتسبات الطائفة الحاكمة عملياً، ناهيك عن باقي الدول المصدرة والممولة للراديكالية، والتي تنمّي الإرهاب لديها ليمارس ما تدرّب عليه خارج أراضيها وفق ما يخدم مصالحها.
قد يكون الفكر الأصولي المنحرف الذي تتبنّاه الدولة الإسلامية (داعش) له جذوره المتعمقة في التاريخ الإسلامي و التي يستغلها التنظيم خير استغلال في تبرير إجرامه، ويعود ذلك إلى عدم وجود مراجعات جادة لهذا التاريخ والثقافة تقف عند أخطاء الماضي وانحرافات الفكر الإسلامي وحتى الطرق التي اُتُّبِعَت في نشره وما رافقها، مراجعة بإتباع منهج ذو نظرة موضوعية بعيدة عن التحيز الديني أو القومي.
ما سبق يمكن أن يفسّر ظهور ونمو التنظيم في البيئة المحلية، ولكنه لا يقدم التبريرات اللازمة لاستيراد الإرهابيين من دول تنعم بحقوق المواطنة والديمقراطية، إذ يمكن أن نرجع أسباب ظهورهم في هكذا مجتمعات إلى عدة أسباب منها حالة عدم الإندماج التي يعاني منها الكثير من المهاجرين والمورثَّة إلى أبنائهم الأمر الذي أدّى إلى نمو حالة التزمّت الديني الناتج عن الانغلاق والشعور السلبي بالاختلاف، أو حب المغامرة وتغيير الروتين لدى أوربيي الأصل والذين ليس من المنطق أن يكونوا مؤمنين بأفكار داعش وهم حتى من غير المجيدين للغة العربية أو المطّلعين على الفقه الإسلامي.
أما المجتمع الدولي فبدلاً من معالجة مصادر الإرهاب قام بتنميته من حيث لا يدري، فالتدخل الدولي في أفغانستان والصومال والعراق وسوريا استهدف بشكل أساسي السنّة دونما غيرها، الأمر الذي وطّد مفهوم "المظلوميّة السنّية" و دفع الطائفة إلى الالتفاف حول كل من يرفع راية نُصرتها، خاصة وهي ترى أن المجتمع الدولي -على سبيل المثال- يفاوض إيران على نسب تخصيب اليورانيوم المرصود بكاميرات الهيئة الدولية للطاقة النووية ويكتفي ببعض العقوبات الاقتصادية، بينما اجتاح ذات المجتمع الدولي العراق بحجة أسلحة دمار شامل لم تُكتشف حتى بعد أكثر من عشر سنوات على الاجتياح.
قد لا يروق أسباب ظهور داعش السابقة للبعض، وهذا طبيعي، خاصة لمن لا يرى حركة الكون إلّا عبر نظرية المؤامرة، النظرية التي تفسّر فقره وتعاسته وغنى جاره وسعادته، تفسّر تخلّف بلده وفساد منظومة حكمه بل و تبررها أيضاً، وبإمكانها تفسير كل ما يعجز عقله أن يفسّره وتبرير كل ما لا يقبل تبريره، خاصة إن افتقد العقل لآلية التحكيم والقدرة على النقد الذاتي بسبب سلسلة محكمة من الممارسات المجتمعية التي تجعل بعض الأمور خارج نطاق النقد حتى لو كانت مصدر الشرور.
لا أحد ينكر الظلم الذي لحقت بالطائفة السنّية وحالة القهر التي تعاني منها في بعض الدول والتي أدت إلى نمو حالات مشوّهة عن التفكير السليم تبنّت السلفيّة الجهاديّة كفكر مخلّص لها، مع شيطنة كل ما يأتي من الغرب، والحلم بأمجاد السلف الصالح. وهذه نتيجة طبيعية لتراكم أخطاء أكثر من ألف وأربعمائة سنة من تاريخ غير منقّح، وسبل جهادية لم تخضع للمراجعات من منظور إنساني، وشيوخ و فتاوى لم يُحكّم النقد فيها لما أحاط بقائليها من هالة قدسية متناسبة مع تخلف مجتمعاتها وامتدت إلى عصرنا الراهن بسبب شيوخ التقليد وعلماء المنقول.
إدّعاء المظلوميّة فقط غير قادر على تبرير الانحراف الفكري، وخير دليل على ذلك القيامة الألمانية بعد هزيمة الحرب العالمية الثانية، والنهضة الصناعية اليابانية بعد الدمار النووي الذي لحق بها، في كلتي الحالتين لم تبرز النزعات الراديكالية، بل تمّت مراجعات فكريّة جذرية جعلت من هاتين الدولتين ما هما عليه الآن، بالتالي، ألم يحن الوقت بعد لكي نبدأ بمراجعتنا الذاتية؟.



#محمد_رشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثاق العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية
- النظام الداخلي للYPG
- السيطرة على المجتمعات المتهالكة
- السيناريوهات الكردية السورية بدون ي ب ك
- النصر للديمقراطية على الآرمة والتشبيح الديمقراطي!
- نحو مجتمع مدني سليم في غربي كردستان
- كلمة بمناسبة الذكرى العاشرة للإنتفاضة الكردية 2004 في سوريا
- مسيرة تأييد تخرج -خلسة- في قامشلو !!!
- الثقافة البعثية في السياسة الكُردية
- لماذا شاركت بالثورة السورية؟
- الحزب الديمقراطي الكوردستاني -سوريا و الولادة من الخاصرة
- حزب الاتحاد الديمقراطي الرابح الاكبر في مفاوضات أربيل2 حتى ب ...
- الشعب الكردي السوري خارج أجندات اتفاقيتي هولير2 وجنيف2
- حول موضوع الإدارة المرحلية المشتركة
- الصفات الواجب توفرها في المفاوض الكردي
- يوميات كردية (4)، لطميّات استباقية جنيفية
- يوميات كردية (3)، الإعلام الكردي بدون رسالة
- يوميات كردية، مابين البرزانية و الآبوجية ضاعت القضية الكردية ...
- هل مازال هدف اسقاط النظام، هدفاً قومياً كردياً؟
- النظام الداخلي لقوات ال YPG تحت المجهر


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رشو - في أسباب ظهور داعش