أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - لكل أمة مشروعها الحضاري القومي إلا الأمة العربية















المزيد.....

لكل أمة مشروعها الحضاري القومي إلا الأمة العربية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 10:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


دعوة مصر لتشكيل قوة عربية مشتركة كردة فعل على إعدام المصريين في ليبيا لا يكفي لمواجهة المخاطر التي تهدد مصر والأمة العربية ، لا قيمة لفكرة تشكيل قوة عربية مشتركة إن كانت ردة فعل على حدث آني ، ولكنها ستكون ذات قيمة واعتبار إن تم وضعها في إطار تفكير استراتيجي لاستنهاض المشروع القومي العربي، وهذا الاستنهاض لن يكون إلا في إطار مقاربة علمية لحقيقة ما يجري في المنطقة ولتعريف الأمن القومي العربي ومصادر تهديده .
لن ندخل في جدال قد يبدوا عقيما في نظر البعض حول إن كان المحدد الرئيس لما يجري في منطقتنا – العربية أو الإسلامية أو الشرق أوسطية – من صراعات وحروب وثورات تطور طبيعي للشعوب ، ومحصلة تراكمية لأزمة المجتمع والدولة الوطنية - أزمة تكوين وأزمة شرعية - ؟ أم أن المحدد الرئيس عوامل ومؤثرات خارجية تعمل على اختراق أمننا القومي العربي وعلى كسر أو حرف مسار التطور الطبيعي لمجتمعاتنا ودولنا لخدمة مشاريع خارجية ؟ .
عندما نتجنب الجدل ونصفه بالعقيم – وقد لا يكون كذلك – إنما لتجنب من سيسارعون للقول بأن من يُحيلون ما يجري في منطقتنا لأطراف خارجية أشخاص مهووسون بنظرية المؤامرة المقيتة ، وهي نظرية ، من وجهة نظرهم ، تغَيِّب الفعل والإرادة الذاتية . هؤلاء الرافضون لدور العوامل الخارجية يرون بأن ما يجري في منطقتنا فعل ذاتي إيجابي لتصحيح وضع خاطئ ، وأننا كعرب ومسلمين نعرف وبالتالي نتحكم بقدرنا ومصيرنا السياسي ، وأننا نسير في الطريق الصحيح ونُفشِل التدخلات الخارجية ، وقد قطعنا شوطا كبيرا في ذلك !، والدلالة - من وجهة نظرهم - أن السياسة الأمريكية والغربية في المنطقة فاشلة ! وأن واشنطن تورطت في مشاكلنا وهي تبحث عمن ينقذها ويخرجها من هذه الورطة ! الخ .
لا شك أن لكل شعب أو أمة هويتها ومصالحها وقدراتها الذاتية في التحكم – بهذا القدر أو ذاك – بمصيرها ، وبالتالي لا يمكن إسقاط دور الجماهير ونضالاتها وطموحاتها فيما يجري في المنطقة . لكن في ظل الصراعات الكبرى التي تعرفها منطقتنا فإن دور الجماهير والدولة الوطنية يبقى محدودا ، أو يمكن القول إن دورهما وحضورهما كضحية ومفعول به أكبر من دورهما وحضورهما كفاعل مُحَدِد لمسار الأحداث وراسِم لترتيبات المستقبل ، لأن ما تشهده المنطقة من حروب وأحداث ليس صراعا داخل وبين دول وطنية عربية بل يندرج في إطار أكثر تعقيدا يتداخل فيه صراع الحضارات والثقافات مع الصراع على النفوذ والمصالح ، ويتداخل فيه الوطني مع الديني ، والمحلي مع الإقليمي مع الدولي ، في ظل نظام دولي يُعاد تشكيله ، وفي هذا الصراع يكون الدور والتأثير للدول التي تملك مشروع قوميا حضاريا .
إذا سلمنا بأن حروب اليوم وخصوصا تلك التي تجري في منطقتنا ذات طابع حضاري وثقافي وهوياتي متداخل مع الصراع على المصالح ، فأين نحن كعرب من هذه الصراعات ؟ .
بعد عقود من الاعتقاد بأن الأمور استقرت بعد الاستقلال – منتصف القرن الماضي - على توصيف المنطقة تاريخا وهوية بأنها منطقة عربية ، واعتقدنا بأننا أمة عربية لها مشروع قومي عربي له رموزه وحراسه من حركات وأحزاب – حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي الخ - وقادة وأنظمة –جمال عبد الناصر ، صدام حسين ، حافظ الأسد ، معمر القذافي الخ – أفقنا على حقيقة أن ديناميكيات التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كانت تشتغل واقعا بما يتعارض مع الأيديولوجيا والخطاب القومي المُعلن . والمحصلة اليوم أن ضمير ( نحن) المرتبط بالهوية والثقافة بل والتاريخ بات يُحيل إلى (نحن) كمسلمين ، أو نحن ( كشرق أوسطيين) أو (نحن) كطوائف ومذاهب واثنيات ، وليس (نحن) كأمة ومشروع قومي عربي .
في خضم الصراعات الكبرى التي تشهدها المنطقة اليوم – بتوصيفاتها الملتبسة - أين المشروع القومي العربي مما يجري ؟ وما هو مفهوم الأمن القومي العربي ؟ وكيف يمكن الحفاظ عليه ؟ وهل تشكيل قوة عسكرية مشتركة ، كما تطلب مصر، أمر كاف لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها الأمة العربية ؟ .
في المنطقة تتصارع أربعة مشاريع حضارية ، كل منها مزيج ما بين القومية والدين : المشروع الفارسي الشيعي ، المشروع التركي العثماني ، المشروع الصهيوني اليهودي ، والمشروع الاستعماري الصليبي ، أما العرب فلا مشروع لهم . هذه المشاريع الأربعة وغيرها تتصارع في وعلى الشرق الأوسط لتحقيق مصالحها والدفاع عنها ، إلا العرب كأمة ومشروع قومي فهم الغائبون عن المشهد ، ليس هذا فحسب ، بل إن دورهم ملحق لأحد المشاريع القائمة وتخدم أهدافها ، دون أن يكون لهم مشروعا واحدا أو هدفا واحدا .
لكل دولة عربية رؤيتها الخاصة ومصالحها الخاصة وكثيرا ما تتضارب هذه الرؤى وتتعارض مما يخدم أصحاب المشاريع الأخرى ، بل حتى داخل الدولة الواحدة تتصارع الرؤى وتتحارب المكونات السياسية بالوكالة عن أصحاب المشاريع والأجندات الخارجية . بعض (الدول) العربية متحالفة ، ضمن علاقة إلحاقية وليس ندية ، مع المشروع الفارسي الشيعي ، وبعضها مع المشروع التركي العثماني ، وبعضها مع المشروع الاستعماري الصليبي ، وربما بعضها مع المشروع الصهيوني اليهودي .
إن استمرت كل دولة عربية تبحث عن خلاصها الذاتي من خلال الالتحاق بأحد المشاريع الأربعة المُشار إليها، أو طلب دعمها ، فسيكون رهانها خاسر ، لأن الدولة الوطنية العربية بذاتها باتت مُستَهدَفة من أصحاب هذه المشاريع ومطلوب تفكيكها في إطار صياغة جديدة للمنطقة . وبالتالي من غير الممكن الحفاظ على الدولة الوطنية إلا في إطار استراتيجية استنهاض المشروع القومي العربي على أسس جديدة تتجاوز المفاهيم الشوفونية والأيديولوجية للهوية والقومية العربية التي سادت منتصف القرن العشرين .
وفي ظني إن دعوة مصر لتشكيل قوة تدخل عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب لن تكون ذات قيمة إن لم تكن في إطار استراتيجية عربية شمولية تكون قوة التدخل جزءا منها ، استراتيجية تحدد الأهداف العربية المشتركة ، ومعسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء ، وتتخذ موقفا مشتركا من كل المخاطر والتهديدات التي تجري في منطقتنا العربية ، بدءا من الخطر الإسرائيلي إلى خطر الإرهابيين المتطرفين ، وخطر مخططات الغرب وخصوصا واشنطن لفرض الشرق الأوسط الجديد على حساب الأمة العربية ، أيضا خطر وتهديدات دول الجوار . وقد يكون المدخل لهذه الاستراتيجية تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ، وإعادة النظر بميثاق جامعة الدول العربية وآليات عملها وارتهاناتها المالية الحالية لدول محددة ، ومصر هي المؤهلة اليوم لتكون الإقليم القاعدة لاستنهاض هذا المشروع القومي العربي .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة مفهومية لتفكيك ظاهرة الإرهاب
- المطلوب من المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية
- انقلاب هادئ وخطير في أراضي السلطة الفلسطينية
- مشهدان متناقضان في فلسطين المحتلة
- هل سيغطي إرهاب داعش على الإرهاب الإسرائيلي ؟
- صناعة دولة غزة
- هل توجد استراتيجية فلسطينية لمواجهة الحرب القادمة ؟
- الحذر من تعويم مفهوم الإرهاب
- كيف ستنجح حكومة التوافق الفلسطينية في ظل غياب التوافق !
- المؤتمر السابع لحركة فتح : عليه المسؤولية والرهان
- فشل التصويت على القرار العربي في مجلس الأمن (رب ضارة نافعة)
- الفريضة الغائبة وطنيا
- حول مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن حول فلسطين
- إسقاط صفة الإرهاب عن حركة حماس إنصاف لحق المقاومة
- مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني بعد الحرب على قطاع غزة
- اغتيال زياد ابو عين : حدث عابر أم لحظة فارقة
- داعش فلسطينية ضرورة إسرائيلية
- الاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال لا يلغي الحق بالمقاومة
- إعمار غزة أكبر وأخطر من كونه مسألة إنسانية
- ما سر هذا الاهتمام بذكرى استشهاد أبو عمار ؟


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - إبراهيم ابراش - لكل أمة مشروعها الحضاري القومي إلا الأمة العربية