أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواد الكنجي - اثار نمرود (كالح) أعظم موقع اثري لحضارة الأشورية يدمره داعش















المزيد.....



اثار نمرود (كالح) أعظم موقع اثري لحضارة الأشورية يدمره داعش


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4744 - 2015 / 3 / 10 - 04:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يواصل تنظيم دولة الإسلام (داعش ) حملته الإجرامية ليس في تدمير ارث الحضارة البشرية، حضارة الأشوريين في العراق فحسب، بل إلى تدمير تاريخ وثقافة البشرية جمعاء عبر أساليب وممارسات قمعية من القتل.. والذبح.. وإحراق الأجساد.. لكل من يعارضه، وتحريم تداول كتب العلم ..والمعرفة ..والثقافة.. والآداب .. والفنون .. وتدمير الآثار ، فلم يسلم منه البشر ولا الحجر .
فبعد ان قام هذا التنظيم ألجرامي بتدمير الكنوز التاريخية والآثار الأشورية في متحف موصل ،بكسرها وتهشيمها واحدة تلوا الأخرى، و عاثوا فيها فسادا وتخريبا بكل محتويات المتحف التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة ألاف سنة قبل الميلاد، ليثبتوا هؤلاء بأنهم من سلاله الإجرامية لحركة الطالبان الأفغانية، الذين حطموا تماثيل اعرق حصاره هناك في 26 (شباط) عام 2001 الذين قاموا بتدمير كنوز أفغانستان الأثرية، بناء على تعليمات أصدرها زعيمهم ( الملا محمد عمر ) أمير الجماعة وقد استخدم جنود الطالبان المدفعية الثقيلة والصواريخ، في عمليات هدم أهم تمثالين (لبوذا) في موقع( باميان ) غرب العاصمة (كابل) والتمثالان اللذان يرتفع احدهما 53 مترا والثاني 39 مترا يعتبران أشهر الآثار الأفغانية على الإطلاق، إذ نحتا منذ حوالي 1800 سنة في جانب صخرة الجبل الصلبة، ورغم امتلاك أفغانستان لثروة هائلة من التماثيل والآثار القديمة، فقد تعرضت غالبيتها للدمار والضياع خلال السنوات الحرب الأهلية هناك ، وكان متحف (كابل) يحتوي على آلاف القطع الأثرية تمثل بقايا من وسط آسيا يرجع بعضها الى عصور ما قبل التاريخ منذ خمسة آلاف سنة، كما كان يضم المتحف مجموعة من التماثيل التي عثر عليها عام 1939 بقلعة( كوشان) وفيها ألف و800 قطعة من آثار الهند وروما واليونان والأشوريين ومصر و وسط آسيا، إلا أن غالبية هذه الكنوز الأثرية نهبت وسرقت ولم تسلم من الدمار كما هو الحال اليوم الآثار العراقية الأشورية في مدينة ( موصل) لم تسلم من النهب والسرقة والتحطيم بسياق طلبان ألأفغان، ولكن بأيدي داعشية، فيعيدوا السيناريو ذاته لتدمير أثار الحضارات القديمة، ليثبتوا بأنهم أعداء لكل ما هو حضاري وتاريخي وعلمي وأدبي وفني وثقافي واجتماعي ، وهذا دليل آخر على مدى وحشية هذا التنظيم وعدائه ليس للشعب العراقي فحسب بل لحضارات الشعوب والأمم اجمع .
وها اليوم مجددا يعودوا هؤلاء السفاحين تكرار سيناريو جرائمهم بحق أثار وحضارة الأشورية، فمن بعد تدمير متحف موصل العريق، يأتي هؤلاء المجرمون لتدمير أثار( نمرود ) والتي تعد درة الحضارة الآشورية واعرق أثار العراق .
وهنا يطرح السؤال نفسه ، لماذا يستهدف موقع نمرود( كالح) - في وقت الذي كان الموقع واحد من أهم مواقع الآثار في العالم لم تكتمل عمليات التنقيب فيه - وبالشكل وحشي متعمد يواصلون تدميره ليل نهار ولأكثر من أسبوعين باليات ثقيلة و جرافات لتخريب ولتجريف لكل ما هو موجود على ارض موقع الاثار... لماذا ...؟
هل لان في الموقع أصنام كما يدعون...؟ وان كان كذلك ، فمن هم أناس الذين يذهبون لعبادة تلك الأصنام ...؟
ام لان الموقع نمرود (كالح) يحتضن كل المخطوطات والمنحوتات التي أرخت كيف قام الأشوريين باستعباد اليهود وإخضاعهم لسيطرتهم كما كتب على حجر مسلة الملك الأشوري ((شلمنصر الثالث)) وعلى الرقم الحجرية ...! وبالتالي مولت إسرائيل ويهود المتعصبين، عناصر داعش لتدمير هذا الموقع والتي يخشى من وجود مزيدا من الآثار تحكي استعبادهم من قبل الأشوريين والتي لم تكتشف البعد.......!
فمنذ عام (1766) والى عام( 2000) ميلادي، حيث تم إيقاف التنقيب بسب الأوضاع الأمنية في العراق، وطوال هذه الحقبة ظل خبراء الآثار يكتشفون كنوزا تلو كنوز، وكان أخرها عام ( 1988) وسنأتي بتفاصيلها لاحقا ... ، ونتيجة لذلك مولت إسرائيل كل ما يتيح لها لتدمير هذا الموقع والتي ظلت تخطط له منذ أمد بعيد ..!
فان أتينا إلى الحجة الأولى لقيام( داعش ) تدمير الموقع بكونهم يدمرون أصنام، هي حجة واهية وباطله و لا يصدقها احد وفي هذا الصدد سأدعم كلامنا بنص تصريح صدر في مطلع هذا الشهر- اثر قيام داعش تدمير اثأر متحف موصل - من قبل مشايخ ( الأزهر ) الذين هم اعلم بشؤون المسلمين الفقهية والشرعية ويوجهون المسلمين إلى طريق الصواب ، فقد وجه الأزهر الشريف يوم 6- اذار- 2015 كلمة نشرتها كل الوسائل الإعلام تحت عنوان ((الأزهر يحرم تدمير الآثار والتراث.. ويطالب بالقضاء على داعش))
حيث قال الأزهر الشريف: "إن ما يقوم به تنظيم (داعش) الإرهابي من تدميرٍ وهدمٍ للآثار بالمناطق الخاضعة لنفوذهم بالعراق وسوريا وليبيا بدعوى أنها أصنام، يعد جريمة كبرى فى حق العالم بأسره، وآخرها جريمته البشعة التي قام بها بالأمس في شمال العراق حين جرفت آلياته الثقيلة مدينة نمرود الآشورية الأثرية فى شمال العراق مستبيحةً المعالم الأثرية التى تعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده. وشدد الأزهر الشريف فى بيان له على أن تدمير التراث الحضاري أمر محرم شرعًا ومرفوض جملةً وتفصيلًا، وكذلك التعامل بالتهريب والبيع والشراء للآثار، وهو ما يثْبِت أن هذه الجماعاتِ المتطرفة تقوم به لتمويل عملياتها الإرهابية. وأشار الأزهر الشريف إلى أن الآثار من القيم التاريخية والإنسانية التي ينبغي عدم مسها بسوء، وهى إرث إنساني يجب الحفاظ عليه، ولا يجوز الاقتراب منه أبدًا، وأن ما يقوم به تنظيم (داعش) الإرهابي من تدمير للهوية وطمسٍ لتاريخ شعوبٍ بأكملها - هو جريمة حربٍ لن ينساها التاريخ ولن تسقط بالتقادم، وأوضح الأزهر الشريف أن هذه الجماعات المتطرفة تبدع فى إفزاع الناس ببشاعة جرائمها، التي تدعى كذبًا استنادها للدين، والدين منها براء، فتارة تحرق، وأخرى تذبح، وثالثة تدمر الحضارات وتقضى على الثقافات والأعراق منفذة بذلك أجندة استعمارية تهدف لإفراغ أوطاننا العربية والإسلامية من مكوناتها التراثية والثقافية. فى سياق متصل، قال الأزهر الشريف إن فساد منهج (داعش) وفكرهم المنحرف، ويؤكد ضرورة إيقافهم بشكل سريع، لأن جرائمهم تزداد تطرفاً ولن تسلم أى منطقة تقع تحت دائرة نفوذهم من انحرافهم الفكري وعنفهم.." .
فهل هؤلاء الدواعش ينصتون الى صوت الإسلام في الأزهر أم أن ديانتهم الإسلامية ودعوتهم لإقامة دولة الإسلام هي مجرد تسويق إعلامي ليس إلا .....؟
فالتماثيل، بالفهم المعاصر، وحتى بالمفهوم الإسلامي القديم ، ليست أصناما ألا إذا عبدت ، وهنا سنشهد بالآيات التي وردت في القرآن الكريم لتتضح الصورة أكثر بين ما هو (صنم ) وبين ما هو (تمثال) بقيمته الفنية، لان ما يبدو لهؤلاء الدواعش أنهم لا يتمعنون بعمق لغة القرآن ، بقدر ما يأخذون وقائع وشكليات سطحية من التاريخ وردة على مسامعهم عبر ملقنين ومشايخ جهلاء ، فقد وردت كلمة (أصنام ) خمسة مرات في القرآن: الأنعام (73) والأعراف (134) وإبراهيم (38) والأنبياء (58) والشعراء (71)، وبالرغم من ان كلمة (صنم) في بعض اللهجات العربية تعني (تمثال)، فان القرآن لم يحرم التماثيل وإنما حرم عبادة اي شيء غير( الله) .
وحسب كتب التراث الإسلامي فان الرسول (ص) عند دخوله إلى مكة، دخل الكعبة وضرب كل واحد من الأصنام بحربته ثم أمر بإخراجها وحرقها بالنار، ولم يفعل ذلك لأن الأصنام كانت مجرد تماثيل ، وإنما لأنها كانت تمثل (آلهة ) تعبد داخل الكعبة، فقد جاء بسورة الأعراف: "...وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال أنكم قوم تجهلون..." (الآية 138(، لنستشف من ذلك بان لا يوجد في التاريخ الإسلامي رواية تقول بأن المسلمين الأوائل، حطموا التماثيل سواء في بلادهم او في البلدان التي فتحوها، ورغم أن( مصر) كان بها آلاف من التماثيل في جميع إنحائها عند وصول المسلمين الأوائل إليها، ولكن لم يحاول تحطيم التماثيل او تدميرها، بل نراهم حافظو عيها كتراث للبشرية، فلو أقدموا آنذاك الى تحطيمها كما يفعل داعش في الآثار العراقية الأشورية اليوم ، لما كانت الأهرامات قائمة ألان ...!
وهنا نذكر ما قاله قادة المسلمين الأوائل حين كانوا يقودون حملة الفتوحات الإسلامية ويدخلون بلدان الجديدة وقد ذكره (الطبري) ان (عمرو بن العاص) لما تصالح مع رؤساء (القبطيين المسيحيين في مصر: " أعطى (عمرو ابن العاص)أهل مصر الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبهم وبرهم وبحرهم، لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينقص... فدخل في ذلك أهل مصر كلهم وقبلوا الصلح .. "، وقد نشرنا نص وثيقة (عهد الأمان) هذه في مقالة سابقة نشرناها في موقع (الحوار المتمدن) تحت عنوان ((ليطلع داعش ومن لف لفهم على وثيقة الرسول محمد (ص) للنصارى، وعن دور مسيحيي الشرق في نهضة العرب)) .
فالتماثيل ليست أصناما إلا إذا عبدت كما ذكرنا ، واليوم بعد مرور خمسة عشر قرنا على ظهور الإسلام، لم يعد هناك مبرر لتحطيم التماثيل التي لم تعد تمثل آلهة تعبد لا في الإسلام ولا في المسيحية ، وقد ورد ذكر كلمة (أصنام) في القرآن – كما أوردنا - للدلالة على أي شكل مادي مجسم يعبده الناس بخلاف عبادة (الله)، وذكر( ابن الكلبي) في كتابه (الأصنام)، أن الأصنام التي عبدها العرب قبل الإسلام كانت تختلف في طبيعتها، فبينما كان بعضها من التماثيل مثل هبل، وكانوا يعبدون شكل شجرة، والأجرام السماوية مثل الشمس والقمر والنجوم، او عناصر الطبيعة مثل الجبال والبحار، وكانت الإلهة مجرد حجر، وهذه تعتبر أصناما بكونها كانت تعبد.
فالمسلمين الأوائل حافظوا على تراث الحضارات القديمة سليما، ولم يحطموا التماثيل، واكبر دليل على هذا هو( الأهرامات) في مصر و تماثيل ( بوذا ) في بلاد الأفغان - ولم تكن الآثار الأشورية مكتشفة آنذاك - وما أدعو به مسلمين الطلبان في أفغانستان بتحطيم تماثيل (بوذا) بكونه جاءت بناء على تنفيذ الشريعة الإسلامية، فهذا كذب وافتراء وجهل بعينه، إذ لا توجد في عموم أفغانستان في وقت الطالبان أي وجود لطوائف بوذية والتي أغلبية سكان أفغان يعتنقون الديانة الإسلامية، ولم تعد لتماثيل( بوذا) أي دلالة عقائدية بالنسبة لسكان البلاد.
فكل تماثيل ومواقع الآثار في بلاد الإسلام ظلت سليمة لأكثر من 14 قرنا بعد وصول الإسلام إليها ولم يفكر احد في تدميرها قبل الآن الا هؤلاء الأوغاد الطلبان وداعش، الذين هم وجهان لعملة واحده ،ان لم يكن كثير من مقاتلي داعش هم من ازلام الطالبان الأفغانية أنفسهم ، وتشهد على ذلك أيضا مئات الآلاف من تماثيل القائمة في مصر والعراق وسورية ولبنان وإيران وماليزيا وتركيا واليمن وليبيا والتي هي قلب العالم الإسلام .
ومن هذا التحليل نستشف بان حجة التي بني عليها تنظيم داعش دعوتهم بهدم التماثيل بكونها أصنام باطله ولن يستطيعوا إقناع أي مسلم لان الوقائع والشواهد التي ذكرناها تكفي لدحض ما يذهبون إليه دواعش في مسألة تحطيم الآثار، لتكمن الدوافع الرئيسة لهذا العمل التخريبي الإجرامي إلى ابعد من ذلك بكثير مما يعتقد، لان منظمات الإرهابية وعلى رأسها الصهيونية تقف وراء هذا الفعل لتدمير تراث والإرث الحضاري لبلدان الشرق، وإلا كيف نفسر
قيام هؤلاء الأوغاد الدواعش باقتحام مكتبة الموصل التي تضم نحو( 8000 ) من الكتب والمخطوطات النادرة في شهر كانون الثاني 2015 وحطموا الأقفال واستولوا على أكثر من ( 25000 ) كتاب، ثم أحرقوها وربما باعوها لتمويل عملياتهم الإرهابية ، كما فعلوا في مخطوطات التي كان الأب( انتساس الكرملي) التي أهداها الى متحف موصل والى غير ذلك من مخطوطات التي كانت تتواجد في الأديرة وكنائس الأشوريين في الموصل وضواحيها ...!
وكيف نفهم تصرفاتهم بتدمير التماثيل الأشورية في متحف موصل ليعقب بعد تلك الجرائم جريمة أخرى في تدمير موقع نمرود (كالح) للحضارة الأشورية، والذي يضم من الآثار ما يؤرخ كيف كانت الحياة قائمه في تلك الأزمنة، والعلوم التي كانت متعارف عليها آنذاك ..!
فموقع نمرود الذي كان مركز الدولة الأشورية، هو موقع لو كانوا هؤلاء التتار والمغول الجدد، يدركون قيمته الحضارية والتاريخية والعلمية والمعرفية، لما فعلو فعلتهم الشنيعة هذه ، ولكن كيف يدرك من ليس له مبدأ ولا موقف في الحياة، وفاقد الشيء لا يعطيه ...! فكل ما يهم، هو القتل والذبح وإلغاء الأخر والعبث والطيش وسبي لنساء والنكاح حتى مع المحارم...! في ظل هذه العبثية لا محال ستنعدم كل القيم والأخلاق وشهامة المرء ورجولته وإنسانية الإنسان، ليحكموا هم على أنفسهم بأنفسهم بكونهم شلة من الحيوانات الناطقة تقودهم غرائز وحشية غير منضبطة ليس ألا ، فهم كأسلافهم التتار والمغول حين احرقوا كل كتب المكتبات في (بغداد) وعملوا منها جسر على نهر( دجله) ليعبر الطرف الأخر لنهر، فهذه الهمجية هي من تلك ...! ولا عتب ألا لمن يطيع ويساند هؤلاء الأوغاد في مدينة موصل وبقية مدن العراق وسوريا وغيرها من المدن العربية في الشرق ...!
نعم ان موقع نمرود (كالح) هو أشهر وأعظم موقع أثار مكتشف والتي ما زال تحت التنقيب منذ عام (1766) والى يومنا هذا ، لما يتم اكتشاف من اثار في غاية الأهمية ، ففي كل مرحلة يتم اكتشاف ما يذهل العالم من تماثيل وكنوز و نقوشا وتماثيل ضخمة لثيران مجنحة، ومن أبرز الآثار التي عثر عليها في الموقع «كنز نمرود» هو ما اكتشف في عام 1988، وهو عبارة عن 613 قطعة من الأحجار الكريمة والجواهر المصنوعة من الذهب، ووصف الكثير من علماء الآثار هذا الاكتشاف بأنه الأهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون في عام 1923. ونقل هذا الكنز من الموقع قبل أعوام طويلة.
فمنطقة نمرود الأثرية تقع على بعد 34 كلم جنوب الموصل ،ونمرود هو الاسم الحالي للمدينة الآشورية القديمة (كالح) وقد ورد اسم المدينة في النصوص الآشورية على شكل (كالخو)، و يرد الاسم (تناخ) بشكل (كالخ) و وردت في العهد القديم باسم( كالا) ، أما الاسم (نمرود) فهو على الأرجح تسمية حديثة مستمدة من الشخصية( التناخية نمرود(، فأقدم ذكر لهذه التسمية يعود للرحالة الألماني (كارستن نيبور) والذي زار موقع المدينة في العام (1766) م، و بدأ التنقيب في منطقة كالح او نمرود في الفترة( 1845–1851 ) وقد تمت أولى عمليات التنقيب في الموقع في عام ( 1846 م ) بإدارة الدبلوماسي والآثاري البريطاني(هنري اوستن لايارد ) الذي اعتبر الموقع على انه مقاطعة( نينفح الشاطئية) من هنا ياتي اسم (نينفح) في عناوين عدة أعمال بخصوص (نمرود)، لم يخطئ (لايارد ) بتسمية الموقع باسم (نينفح) بالقدر الذي كان البعض يتصوره كتبه (نينفح ) وأثارها (اكتشافات مختصرة ومعنونة في نينفح) وكذلك (اثار نينفح) تشير الى هذا الموقع .
واستمر بعد ذلك، حفريات كبيرة كشفت الحفريات عن نقوش رائعة قليلة البروز على العاج، والمنحوتات، وقد تم العثور على تمثال( أشور ناصر بال) محفوظا بحالة ممتازة، وكما كشفت عن بقايا قصر كبير، وتحصين، ومنحوتات عاجية ومسلات وتماثيل ضخمة وقم حجرية ، وفي العام ( 1955 م ) كشفت الحفريات في معبد( نبو ) عن رقم مسمارية عليها نصوص تحوي عهود الولاء التي قدمها الحكام التابعين في الدولة الآشورية للملوك الآشوريين .
كما عثر على (اسود ) مجنحة ضخمة ذات رؤوس بشرية يتراوح وزنها من( 10 ) أطنان قصيرة (9،1 طن) ولغاية( 30 ) طن قصير (27طن) تحرس مدخل القصر، ان العدد الكبير لمنحوتات التي تم العثور عليها والخاصة بالملك(أشور ناصر بال الثاني ) أعطتنا الكثير من التفاصيل عنه وعن منطقته أكثر من أي حاكم أخر في تلك المنطقة، كما تم التعرف على بعض أجزاء المنطقة كمعابد لـ(نينورتا )و(انليل)، وبناية كرست (لنابو) اله الكتابة والفنون، لقد تم التعرف على مواقع قصور كل من (أشور ناصر بال الثاني)،( شلمنصر الثالث)، و(تيكلاث بيلياصر الثالث)، وبعدها قام ( لايارد) باكتشاف (( مسلة شلمنصر الثالث )) السوداء المشهورة في عام ( 1864) وتعتبر أعظم مسلة في تاريخ البشرية التي مازالت تثير حقد وغضب( الدولة الإسرائيلية) منها وخاصة المتشددين من اليهود، وهو سر حقد اليهود على الأشوريين الى يومنا هذا ...!
وما تقوم به داعش ، الذين هم أدوات بأيدي يهود إسرائيل الا مخطط إسرائيلي في تدمير حضارة الأشوريين وهذا هو( لب الموضوع ) من هدف تنظيم دولة الإسلام داعش من تدمير الآثار العائدة لدولة الأشورية وما تقوم به تحديدا في موقع نمرود (كالح) من تجريف الأرض وتدمير الآثار وامحاء وجودها ، وهم على ذلك ينالون كل الدعم وتأيد الإسرائيلي، وقد شاهد العالم اجمع في فلم مصور بثه تنظيم داعش حينما تم لمقاتلي داعش تحطيم أثار متحف موصل كيف تم تصوير كلمة احد أمراء داعش وخلفه جداريه أشورية كانت مديرية الآثار وضعت قطعة تعريفية لها تمثل إخضاع اليهود لملك أشور، وهي من مكتشفات هذا الموقع في نمرود، ليرسل رسالته لليهود يبشرونهم بأنهم ينالون من الأشوريين بتحطيم وأزالت كل دلائل( بسبي يهود) من قبل الجيش الأشوري بعد السيطرة على دولتهم اليهودية والأكثر من مرة ، وليوحي لهم ،أي لليهود الذين يمولون عمليات داعش ، بان العمل يجري وفق الخطة الاسرائلية الداعشية وفي هذا الصدد لابد من ذكر ما صرح به عالم الآثار الدكتور(دوني جورج ) بعد الغزو الأمريكي للعراق في (2003) و الذي توفى بظروف غامضة واغلب المصادر تذكر بانه تم (اغتياله)بمادة سامة، من قبل موساد الاسرائلية قبل توجهه إلى( كندا ) لإلقاء محاضرة هناك عن عمليات المنضمة التي قام بها جنود أمريكان يرافقهم عناصر من اليهود المتشددين بحثا عن أرشيفهم في العراق ، اثر كشفه ملابسات سرقة إسرائيل عبر أجندة الجيش الأمريكي أرشيفهم من العراق، وبعد ان كشف النقاب عما تقوم به أمريكا وإسرائيل من سرقة آثار العراق والتنقيب في موقع( تل اللحم) في محافظة( ذي قار) لم يفصحوا عنه ،الى يومنا هذا، عما اكتشفوه هناك، كما وقاموا بالتنقيب في مناطق مختلفة من العراق بغية للحصول على الأرشيف اليهودي العراقي بكون جل اهتمام اليهود يتركز على الآثار الأشورية وعلى رقم توراتية،اللذين يحاولون البحث عنها في عموم العراق و الذي يحتوي على قرابة (3 ) آلاف وثيقة و(1700) تحفة نادرة توثق للعهود التي سبي خلالها اليهود الى العراق من قبل ملوك أشور، ولأكثر من مرة كما ذكرنا ، إضافة الى آثار يهود العراق آنذاك مع أقدم نسخة لـ(التلمود) عرفها العالم، وأقدم نسخة لـ(التوراة) وكل تلك المخطوطات موجودة في العراق، وعلى هذا الأساس ما انفكت دوائر الصهيونية من عمل للوصول إلى مبتغاها في العراق بشتى أساليب، من تمويل ودعم هذا وذاك من اجل نقل كل ما يخص باليهود أولا و ثانيا من جل تخريب وتدمير الحضارة وتاريخ المنطقة وتفكيك الدول وإنهاكها بالحروب والاقتتال الداخلي ، وإلا لماذا لا يذهب هذا التنظيم ( داعش) ومن يلف لفهم، مقاتلة إسرائيل التي تحتل (فلسطين) وهي دولة عربية إسلامية وتهدد بتدمير( الأقصى) كل يوم وتقتل ألاف المسلمين في (غزه ) و(الضفة الغربية) ......؟
و هذه الحقيقة نفهما جيدا، ونفهم كل الدوافع وراء الأعمال البربرية التي تقوم بها داعش ليس فحسب تدمير الآثار بل إلى تدمير حضارة وتاريخ المنطقة لان كل ذلك يدرج تحت هدف إسرائيل لتمزيق المنطقة ووحدتها لتخلق كيانات هزيلة تخدم مصالحها وأمنها واستقرارها في المنطقة .
ونعود الى مسلة (شلمنصر الثالث) وما سر حقد اليهود على حضارة الأشورية ، فهذه المسلة العظيمة تقف على ارتفاع ستة اقدام ونصف وتخلد انتصارات الملك في حملاته التي خاضها في( 859-824 ق م) وهي على شكل برج معبد في الجزء العلوي منها وتنتهي بثلاث مدرجات، تصور في إحدى جهاتها إفراد إسرائيليين يقودهم الملك الإسرائيلي (جيحو) وهم يقدمون احتراماتهم وينحنون في التراب أمام الملك الأشوري (شلمنصر الثالث)، والذي كان يقدم القرابين لإلهه، وقد كان النص المسماري على المسلة يقول: (جيحو ابن اومري)، ويشير الى الهدايا المقدمة الى الإلهة من الذهب والفضة والرصاص وانصال السهام .
وضمن ما تم اكتشافه في موقع نمرود (كالح) أيضا هو (كنز النمرود) في هذه الحفريات بما مجموعه 613 قطعة من الذهب والمجوهرات النفيسة، وقد تم الحفاظ عليه من الفوضى الناتجة من احتلال العراق في 2003 حيث تم حفظه في خزنة مصرفية لمدة 12 عاما، واختفت لفترة من الزمن ثم عثر عليها مخبأة في سرداب البنك المركزي العراقي في بغداد سنة 2003، وبهذا الصدد يذكر عالم الآثار الدكتور ( دوني جورج ) وبعد احتلال الأمريكي حيث يقول:"... قامت القوات الأميركية المحتلة وبدلالة احد المتعاونين معها بالتوجه إلى موقع تخزين كنز نمرود ، في احد أقبية البنك المركزي العراقي والاستيلاء على650 قطعة ذهبية أثرية مختلفة الأحجام لا تقدر بثمن، تظهر نمط الترف الذي كان موجوداً في دولة النمرود وقامت القوات الأميركية بعرض هذه النفائس الأثرية أمام الجمهور في المتحف العراقي أواخر عام 2003 بحضور الحاكم المدني (بول بريمر) الذي اعتبر الأمر فتحاً أميركيا كبيراً, قبل أن تبدأ موجودات الكنز الذهبي بالتناقص شيئا فشيئا، حتى اختفت تماما في ظل أجواء الرعب والفوضى التي سادت العراق إبان سنوات العنف الدامية.
وقال :"ان ما يثير الاستغراب تجاهل الإعلام لحادث ظهور واختفاء كنز النمرود ومرور وسائل الإعلام مرور الكرام على حادث بهذا الحجم في الخطورة والأهمية وسط تعتيم مشدد يمنع تسريب ولو معلومة صغيرة عن مصير كنز نمرود الأسطوري".
وفي هذا الصدد فان أكثر الآثار المكتشفة من موقع ( نمرود) توجد في متاحف بريطانية، تم نقل تماثيل ضخمة الى لندن في عام ( 1847) بعد اكتشاف ما يقارب من( ستة )من التماثيل الضخمة للاسود المجنحة والثيران المجنحة والتي تعرف أيضا بـ (لاماسو) او( نركال) والتي يصل وزنها الى 30 طن قصير (27 طن)، وكان (لايارد) الاثاري المعروف ، احضر اثنان من هذه التماثيل والتي يصل وزنها الى 10 أطنان قصيرة (9.1 طن) اشتملت على (ثور مجنح) و(أسد مجنح) الى لندن بعد عدة أشهر من رحلة شاقه ، نجح في إيصالها الى المتحف الانكليزي، مما استدعى تحميلهما على عربات مدولبة، وقد تم إنزالها في العربات بنظام معقد من العجلات المتعاشقة والعتلات والتي كان يديرها اثني عشر رجلا وقد تم تحريك العربات من قبل 300 رجل، حاول (لايارد) في البداية ربط العربات بفرقة من الجاموس لسحبها، لكن الجواميس رفضت ان تتحرك، ثم تم تحميلها على طوف احتاج الى جلد 600 ماعز وخروف لجعله يطفو، وبعد الوصول الى لندن تم بناء عربة كبيرة جدا لسحبها الى المتحف وتم رفعها على درجات المتحف على زلاقات بعجلات، وبعده قام( بول اميل ) بنقل التماثيل الضخمة التي وزنها 30 طن قصير (27 طن) الى باريس من (خورسباد ) في عام 1853، و في عام 1928 قام ( ادوارد شييرا ) بنقل تمثال ضخم يزن 40 طن قصير (36 طن) من خورسباد الى شيكاغو، والجدير بالذكر بان ما تم اكتشافه من التماثيل لثور المجنح( نركال ) يقدر بحدود (150) ثور بإحجام ضخمة ومختلفة .
واغرب ما تم اكتشافه في موقع نمرود هو ما اطلق عليه اسم ( سر النمرود) حيث تم اكتشاف فيا سميا بـ (عدسة نمرود) وهي قطعة من حجر كريستالي يصل عمرها الى( 3000) سنة، والتي استخرجها (اوستن هنري لايارد ) في القصر الأشوري ، من الممكن انها كانت تستخدم للتكبير او لإشعال النار بتركيز ضوء الشمس حيث ان النحاتين الأشوريين عرفوا بنقوشهم الدقيقة ومن الممكن أنهم كانوا يستخدمون العدسة في عملهم، وقد اقترح العالم الايطالي (جيوفاني بيتيناتو) من جامعة روما ان الأشوريين كانوا يستخدمون العدسة كجزء في تليسكوب، وهذا قد يفسر المعرفة الكبيرة التي كانت لدى الأشوريين عن الفلك بكون الأشوريين القدامى اعتقد ان كوكب زحل هو اله محاط بعدد من التوابع، وعلى هذا الأساس اقترح (بيتيانو) انها رؤيتهم لحلقات كوكب زحل قد أتى عن طريق التيليسكوب،وهذه العدسة (عدسة نمرود) الآن معروضة في المتحف البريطاني .
ويذكر الدكتور (بهنام ابو صوف) أشهر الاثاريين الأشوريين بان عمليات التنقيب والبحث في موقع نمرود ( كالح) توقف في المنطقة لعقود إلى أن قام السير (ماكس مالوان ) الآثاري وزوج الكاتبة (أجاثا كريستي) بالتنقيب في المنطقة من جديد في عام 1949، وكتب كتابه المهم عنها (نمرود وأطلالها).
وقد واصل منقبون آثاريون آخرون التنقيب في المنطقة بعده وبالأخص الدكتور (بهنام ابو صوف)الذي اكتشف قطع نادرة أرخها في أكثر من كتاب له وبشكل خاص إعماله التنقيبية في السبعينيات في منطقة خورسباد، حيث تم وضع سجل توثيقي فوتوغرافي لآثار المنطقة وكنوزها الأثرية، التي يبدو أن بعضها قد دمرا لان بفعل آليات تجريف الثقيلة التي حملها لداعش لتخريب الموقع ، ويذكر بان الان نحو ( 1800 ) موقع اثري من أصل 12 ألف موقع أثري في العراق تحت سيطرة تنظيم الدولة في العراق ويعتقد أن تنظيم الدولة قام ببيع بعض تلك الآثار لتمويل عملياته العسكرية وهذا ما جعلت( إيرينا بوكوفا ) مديرة المنظمة الثقافة والفنون التابعة للأمم المتحدة (يونسكو) إن تصرح لوكالات الأنباء بان ما قام به التنظيم داعش بتدمير الآثار في نمرود يرقى الى جريمة حرب وقالت( بوكوفا ) إنها تباحثت في الأمر مع رئيسي مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية حيث قالت: "أدين بكل شدة تدمير موقع النمرود، و لا يسعنا التزام الصمت، إن التدمير المتعمد للإرث الحضاري يعتبر جريمة حرب، وأنا أناشد كل الزعماء السياسيين والدينيين في المنطقة أن يتصدوا لهذا العمل البربري الجديد" وحثت الوزارة في بيانها مجلس الأمن الدولي إلى الإسراع بعقد جلسته الطارئة وتفعيل قراراته السابقة ذات الصلة وقالت "إن اليونسكو مصممة على عمل كل ما هو ضروري لتوثيق وحماية إرث العراق الحضاري، وقيادة المعركة ضد الاتجار غير الشرعي بالآثار وهي تجارة تسهم بشكل مباشر في تمويل الإرهاب"، وقالت مديرة المنظمة( إيرينا بوكوفا ) إن "هذا الاعتداء أكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا أيضا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق"، وفق ما جاء في بيان لليونسكو نشرته وكالة (فرانس برس)، وأضافت (بوكوفا) أن "حماية الإرث الثقافي العراقي يعتبر مكونا أساسيا من أمن البلاد"، مؤكدة "إدانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود إلى آلاف السنين" .
وقد ندد الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) بقيام تنظيم الدولة الإسلامية بتدمير موقع نمرود الأثري في شمال العراق واصفا إياه بـ(جريمة حرب).
وناشد القادة السياسيين والروحيين في المنطقة "رفع الصوت عاليا للتنديد بهذه الهجمات غير المقبولة". وقال في بيان ان "التدمير المتعمد لتراثنا الثقافي المشترك يشكل جريمة حرب وهجوما على الإنسانية بأكملها".
ومن المتوقع ان يبحث( بان كي مون) ذلك مع مديرة منظمة اليونيسكو (ايرينا بوكوفا )التي استنكرت تدمير آثار نمرود. والتي اكدت له مجددا ان "التدمير المتعمد للتراث الثقافي يشكل جريمة حرب ومن الضروري رفع المسألة الى مجلس الأمن الدولي والمدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية، داعية مجمل الأسرة الدولية الى توحيد جهودها من اجل وقف هذه الكارثة"
كما وأدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( إيسيسكو ) هذا العمل البربري ضد الآثار الأشورية في وادي الرافدين حيث قالت في بيان لها جاء فيه "انطلاقًا من ميثاقها الذي يحرص على العناية بتراث وثقافة الدول الأعضاء, والتزامًا بمسؤولياتها في الوقوف إلى جانبها في دفاعها عن حقوقها وسيادتها, وسلامة أراضيها ,وحماية تراثها الثقافي والحضاري, وقيامًا بواجب المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في صيانة الشخصية الإسلامية في جوانبها التراثية والثقافية والحضارية ، في وقت الذي تسعى الايسيسكو إلى إظهار حجم الأضرار البالغة التي نتجت عن عدوان الحرب المدمرة على الشعب العراقي وتراثه المجيد. وإذا كان العالم كله قد وقف ضد قيام قوات طالبان بتدمير تماثيل بوذا في أفغانستان, فإننا ندعو اليوم إلى حماية تراث الحضارة العراقية الذي يمثل جزءًا كبيرًا من تراث الإنسانية إذا قيس بالمواقع الأثرية الأفغانية.
ونأمل من خلال مخاطبتها المجتمع الدولي أن يطلع العالم كله على قيمة التراث الحضاري والثقافي في العراق, ليعمل بشتى الطرق على حمايته من التدمير, وليحافظ عليه وينقله بصورة سليمة إلى الأجيال القادمة. وإذا كان هذا التراث العريق ملكًا للبشرية فإن من واجبها الآن العمل بشتى الطرق لحماية الإنسان العراقي وصيانة تراثه النفيس".
ومن هنا تتضح أهمية ومكانة الحضارة الأشورية في بلاد الرافدين التي كانت منبع حضارات عريقة أغنت تاريخ البشرية, بما خلفته من تراث ثقافي وعلمي ومعماري وفني تأثرت به الحضارات والثقافات في باقي مناطق العالم، فلقد أثبت جميع المؤرخين وباحثين الآثار من خلال دراساتهم والشواهد الأثرية أن حضارة وتراث الأشوريين هي أقدم وأغنى مركز للتراث الثقافي الإنساني وللحضارة الناضجة, ومنه انبثقت أسس مختلف المعارف والآداب والفنون وتأثيراتها في كل إنحاء العالم .



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخريف العربي انتكاسة في حقوق المرأة وحريتها
- داعش و جريمة التاريخ في تدمير الآثار الأشورية
- داعش تصاعد في سوريا حملتها البربرية ضد القرى الأشورية في الح ...
- مجزرة مسيحيو مصر الأقباط .. وجرائم داعش .. وسكوت واشنطن
- مفهوم الفن وفلسفة الإبداع عند الفنان التشكيلي
- الوحدات القتالية .. صحوة أشورية
- معركة كركوك وانتصار البشمركة
- كركوك لن تكون موصل ...
- عراق اليسار
- أحداث موصل وسيناريو احتلالها من قبل داعش
- إقليم كردستان واحة للسلام .... رسائل الكرد الى الأشوريين الم ...
- ويأتي عام 2015
- لكي لا تكون المرأة ضحية دون ثمن ...!
- بين صحيح البخاري وصحيح مسلم فقد المجتمع صحيحه تأويلا.. والصح ...
- جرائم ضد المرأة .. والعراق ..وما من منقذ...!
- التطرف يقوض امن المسيحيين في الشرق الاوسط وباقي الاطياف الاخ ...
- محنة النازحون العراقيون في المخيمات
- التذوق و جماليات الفن التشكيلي
- كردستان ليست قردستان .. يا .. سعدي يوسف...!
- هل سنشهد احتلال لعواصم عربية مجددا ...؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فواد الكنجي - اثار نمرود (كالح) أعظم موقع اثري لحضارة الأشورية يدمره داعش