أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فالح الحمراني - ستالين وقضية تقسم فلسطين كخبرة تاريخية















المزيد.....

ستالين وقضية تقسم فلسطين كخبرة تاريخية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 14:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وضع تصويت الاتحاد السوفياتي على قرار تقسيم فلسطين في الامم المتحدة وتجاهلهه حينذاك الموقف العربي وحقوق شعب فلسطين بل واراء الاحزاب الشيوعية وخاصة موقف سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان (فهد) قوى اليسار العربي / الشيوعية في موقف محرج ودفع ببعض الاحزاب الى اتخاذ مواقف متعارضة مع الرأي العام الرافض للتقسيم. والحديث لا يدور عن صحة الموقف تاريخيا، وانما عن المواقف السيادية وصياغة المواقف الحرة التي تستجيب حقا وفعلا لمصالح الشعوب بعيدا عن الضغوط والمصالح الاجنبية. وفهم الواقع الاجتماعي ومستويات الوعي في مرحلة تاريخية محددة. ولذلك فان العودة الى هذه الموضوعة قد تفيد في استقراءات الحاضر، وتوضيح الرؤية للافاق. ان فهم نظام المجتمعات العربية وتوازن القوى فيها وتحديد القوى المتفاعلة (المتصارعة) هو المنطلق الرئيسي لضع اليسار العربي برامجه للمستقبل. وقضية الموقف من تصويت الاتحاد السوفياتي الذي كان يحكمة جوزيف ستالين بمنهجه من قضية تقسيم فلسطين يعد درسا حكيما بهذا الاتجاه.
انني اطرح الموضوع للمناقشة ولكني ارفض استعمال كلمات الشتم والكلمات البذيئة التي لجأ البعض غير المتمدن في تعليقه على مقالتي السابقة، وافضل ان يكون الحوار متمدنا في "الحوار المتمدن" في موقعنا الموقر كي نصل للحقيقة والرؤية الاكثر موضوعية وتناسبا مع المرحلة التاريخية. وعموما لننتقل للموضوع:

أثار تصويت الاتحاد السوفييتي لصالح قرار تقسيم فلسطين في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1947 في منظمة الامم المتحدة، الذي مهد لإقامة اسرائيل، ردود فعل غاضبة في العالم العربي، بما في ذلك وسط بعض الاحزاب الشيوعية واليسارية التي كانت تؤيد الاتحاد السوفييتي في كل خطوة وموقف يتخذه. ولم يكتف الاتحاد السوفييتي، وبأمر من ستالين، بذلك بل كان أول دولة أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بينما قامت الولايات المتحدة التي مولت إقامة الدولة العبرية، بالخطوة نفسها، لكن بعد شهر من إعلانها. وتفاجأ الرأي العام العالمي، خاصة العربي، على مختلف المستويات والاتجاهات بدعم موسكو/ الشيوعية للحركة الصهيونية، فالشيوعية السوفييتية اعتبرت الصهونية حركة رجعية ولاحقت تنظيماتها، وزجت منتسبيها في السجون، ورفضت دائما تكتل اليهود اليساريين في نقابات واحزاب خاصة بهم. والقيادات الشيوعية ذات الاصول العبرية (اليهودية) تجاهلت انتماءها الديني والقومي، وتبنت الفكر العلماني/الشيوعي، مثلهم مثل اي شيوعي في العالم . علاوة على ذلك فإن ستالين (المنظر للمسألة القومية) تجاهل حينذاك الموقف العربي من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولته، التي تقف المشروعية الدولية والتاريخية إلى جانبها، وراهن على طرف واحد، هو الحركة الصهيونية، ولولا موقف ستالين ذاك ربما اتخذت التطورات في الشرق منحى آخر. إن دول المعسكر السوفييتي الخمس ضمنت الغالبية العظمى لدعاة التقسم في الامم المتحدة وحسمت الموقف لصالح الحركة الصهيونية. ورغم ان قرار التقسيم كان جائرا وينتهك القانون الدولي وحق الشعب الفلسطيني والعربي عموما، إلا أنه حينها ربما كان الخيار الأكثر واقعية بالنسبة للعرب، انطلاقا من موازين القوى التي تشكلت حينها بفعل نشاط وقوة تاثير الحركة الصهيونية واستغلالها لتداعيات الحرب العالمية الثانية، ورغبة الغرب التخلص من الجالية اليهودية، لكونها عامل زعزعة الاستقرار في دوله. بيد ان العرب الحقيقيين كانوا مغيبين، وتحدثت باسمهم 5 انظمة، فهل كان لها الحق بذلك؟ إنها كانت دولا كسيحة وأنظمة غير قائمة اساسا ولم تفكر بحكمة ومن منظور سياسي بعيد الافق، وربما لم تكن معنية بحق شعب فلسطين بقدر ما كانت تريد الظهور بمظهر قومي، مزيف في حقيقته. لذلك فان وقوف الاتحاد السوفييتي الى صف القوى الداعية الى تقسيم فلسطين، من وجهة نظر الحاضر، يبدو هو الخيار الممكن، لا سيما ان ممثل الاتحاد السوفييتي في الامم المتحدة حينذاك ووزير خارجيته، حتى ظهور مؤشرات انهياره، اندريه غروميكو، قال في خطبته امام الجمعية العمومية «إن التقسيم يصب في صالح العرب». ولكن السؤال الأكثر اهمية يدور عن سبب تبني ستالين ذلك القرار، الذي تناقض ومنطلقات حزبه الايديولوجية، لا بل وتصوراته الشخصية التي طرحها في كتيبه الشهير «الماركسية والمسألة القومية»، الذي يعد من أفضل ما كتبه، والتي تقول الألسن المناهضة له، بانه مرّ من خلال قلم وتصحيحات زعيم الحركة البلشفية فلاديمير لينين، الذي زاره ستالين في مقره في فيينا عام 1912/1913 حينذاك، لكي يساهم في تحرير كتابه «الماركسية والمسألة القومية»، وأصبح «إنجيل الاحزاب الشيوعية العربية في تحديد مفهوم القومية». وبرهن ستالين في فصل كامل على عدم وجود أساس للطموحات القومية لليهود، وأوصاهم بالاندماج في محيطهم والتكيف معه، وانكر فيه على العمال اليهود الاشتراكيين الديمقراطيين (البوند) خلق اتحاد خاص باليهود وأضاف: «باختصار ان الأمة اليهودية ستزول من الوجود، وعليه لا يوجد من يطلب لأجله الاستقلال الذاتي الوطني. إن اليهود يذوبون في الأمم الاخرى». وعارض ستالين بشدة استقلال اليهود في إطار روسيا. فلماذا أيد ستالين مخطط الصهيونية العالمية في إقامة اسرائيل في فلسطين ودعمها معنويا وساعدها بالسلاح والقوى البشرية، وسمح بتصدير الكوادر العلمية السوفييتية لها، وأي وضع فكر فيه إزاء الشرق الاوسط، وما سبب تغيير الاتحاد السوفييتي جذريا سياسته في المنطقة؟
الرد على السؤال يوجب التنويه بأن منطلقات ستالين، الذي خرج منتصرا في الحرب العالمية الثانية، ازاء القضية الفلسطينية لم تستند إلى أسس ايديولوجية او أخلاقية، لانه في تلك المرحلة بات يتحرك كزعيم لروسيا ويعمل على استعادة ارثها الامبراطوري، وهمش الايديولوجية الماركسية، وثمة مؤشرات على أنه بات يوظف الحركة الشيوعية العالمية (الكومنترن) لخدمة الأهداف والأغراض الجيو/سياسية للدولة الروسية (الامبراطوية الجديدة) وقام بعمليات تطهير طالت افضل ممثلي الحركات الوطنية والشيوعية في دول اوروبا الشرقية، ناهيك عن الاتحاد السوفييتي نفسه، لذلك فإن موقف ستالين من قضية تقسيم فلسطين لم يكن موقفا عقائديا، وانما هو موقف جيو/ سياسي بحت. وما يلفت النظر أن عددا من الاحزاب الشيوعية واليسارية العربية، راحت تدافع عن موقف ستالين، وكأنه موقف نظري من منطلق ماركسي، ونتج هذا عن تبعية بعض القيادات الشيوعية العربية، وإيمانها تلقائيا بصحة كل ما كان يقرره الاتحاد السوفييتي، من دون ان تدرك ان متطلبات الاتحاد السوفييتي كدولة لا تتلاقى احيانا مع الفكر الماركسي، وتجاهلت طبيعة المجتمعات العربية وتطلعاتها وتقاليدها ومستويات تطورها.
ومن دون ريب أن جهود قوى عالمية عديدة تظافرت، بتأثير الصهيونية العالمية، لإقامة اسرائيل، ولكن اسرائيل لم تكن تظهر من دون ستالين، وإن قراره حدد ليس فقط مصائر الشرق الاوسط الحالي، وإنما أثر على التاريخ السياسي للاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية. حينما أبدت انكلترا رغبتها في انهاء الانتداب على فلسطين، أبدى ستالين، وبعد فترة من اللامبالاة بما يجري في المنطقة، اهتماما مفاجئا بفلسطين، فروسيا لم تظهر قبل ذلك الاهتمام بالتطورات العاصفة في فلسطين. وعلى العموم فإن العلاقة بين الحركة الصهيونية وزعماء موسكو تغيرت بعد هجوم هتلر على الاتحاد السوفييتي في يونيو عام 1941 حيث استغلته الحركة الصهيونية بالحديث عن ظهورعدو مشترك، وان ضرورة دحر هتلر أهم من الخلافات العقائدية. وكثف الزعماء الصهاينة علاقاتهم بالدبلوماسية السوفييتية، خاصة من خلال سفير موسكو في لندن حينذاك ايفان مايسكي، الذي لعب دورا نشيطا في التقريب بين الحركة الصهيونية والنظام السوفييتي. راحت الحركة الصهيونية تؤكد لستالين ان الدولة المقبلة ستتبنى نمطا اشتراكيا وستكون محايدة ولن تقف الى جانب المعسكر المعادي للاتحاد السوفييتي، وتقيم معه علاقات اقتصادية وثيقة. ولكن ليس هنا بيت القصيد، وجرى كثير من الكلام عن أن ستالين كان يراهن على ضم اسرائيل للمعسكر السوفييتي. ولكن من المستبعد ان تكون لديه مثل هذه الخطط. فنهج ولاء اسرائيل لامريكا بين للغاية لأنها اقيمت بأموال المنظمات الصهيونية الامريكية التي سددت فواتير الاسلحة من اوروبا الشرقية.ن الحكومة السوفييتية ظلت لفترة طويلة عاجزة عن صياغة موقف واضح لها ازاء التطورات في فلسطين، ولم تحدد الطرف الذي ستدعمه. بالطبع ان موسكو ارادت ان تدعم الطرف الذي سينتهج خطا مواليا للسوفييت، بيد ان المهمة الاولى كانت ارغام إنكلترا على الخروج من فلسطين. إن هذا الموقف هو الذي دفع القيادة السوفييتية إلى الوقوف إلى جانب مشروع إقامة الدولة اليهودية، لان المستوطنين اليهود كانوا يناهضون انكلترا وشنوا الحرب ضد الانكليز. وراح الاتحاد السوفييتي يدعم أي مقاومة للانكليز، بمن في ذلك المستوطنون اليهود في فلسطين والكرد والشيعة في العراق والمعارضة السياسية في مصر ولبنان وسوريا.إن موسكو رأت أن إقامة اسرائيل ستستجيب في تلك الحقبة وفي المستقبل المنظور لمصالح الاتحاد السوفييتي الخارجية، وإن ستالين بدعمه اسرائيل يكون قد دق الإسفين في علاقات الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، وفي العلاقات بين واشنطن والبلدان العـــــربيـــة. وثمـــة شـــواهد على أن ستالين توقع أن العرب بالنتيـــجة سيتوجهون نحو الاتحاد السوفييتي ويخيب املهم بانكلترا وامريكا، بسبب دعمهما لاسرائيل. ان تنبؤ ستالين على صعيد السياسية تحقق الى حد ما فقد تقلص نفوذ بريطانيا وامريكا في الكثير من الدول العربية والاسلامية.
٭-;---;-- كاتب عراقي مقيم في موسكو



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل المعارض الروسي نيمتسوف؟
- اخطاء السيد عبد الباري عطوان الفظة في كتابه: الدولة الاسلامي ...
- هجوم داعش على العراق وتداعياته المستقبلية
- مواصفات مطلوبة برئيس وزراء العراق الجديد
- تكتلات سياسية ام تخندق طائفي
- العرب وروسيا والأزمة الاوكرانية
- خواطر على هامش ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي
- ليتحالف اليسار العربي مع بوتين
- روسيا في البحث عن الذات وعلاقاتهاالاوربية
- الازمة الاوكرانية في سياق النظام الدولي الجديد
- اوكرانيا :من الثورة البرتقالية الى سيناريوهات الربيع العربي
- انتاج الديكتاتوية او لماذا ارفض التمديد لفترة حكم القيادات ا ...
- روسيا تعود للشرق الاوسط باوراق جديدة
- ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث
- مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي
- عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي
- حول زيارة مسعود البرزاني لموسكو
- انياب الاسلاميين
- لماذا لم تشهد الساحة الحمراء اليوم الاحتفال بثورة اكتوبر !
- روسيا لاقامة علاقات بالاخوان المسلمين


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فالح الحمراني - ستالين وقضية تقسم فلسطين كخبرة تاريخية