أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-داعش وليدة الهزائم














المزيد.....

بدون مؤاخذة-داعش وليدة الهزائم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4743 - 2015 / 3 / 9 - 10:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-داعش وليدة الهزائم
للخروج من هزائمنا المتلاحقة علينا نحن العرب الاعتراف بتلك الهزائم، والبحث عن أسبابها، والعمل على معالجتها، بدلا من "الانتصارات" الزّائفة التي يبثّها الاعلام الرّسمي والحزبي المعارض أيضا، فهذه "الانتصارات الوهميّة" لا تقودنا إلا لهزائم أكبر وأشدّ إيلاما، وإذا كان أعداء الأمّة استطاعوا تمزيقها، وانفردوا بكل إقليم على حدة، وهاجموه عسكريّا من خارج حدوده، أو نصّبوا عليه حاكما "ملهما" ليمنع مواكبة شعبه للحياة المعاصرة، فإنّ طبيعة المرحلة أملت أن يتم تدمير الوطن العربي وقتل شعوبه من داخله، ساعد في ذلك أنّ الأحزاب المعارضة التي كانت ترفع الشعارات الثّورية، وتعد الشّعوب بمستقبل زاهر، لم تتساوق مع طموحات شعوبها، بل كانت بعيدة عن شعوبها، ولم تكن هي الأخرى أكثر من فقاعات اعلاميّة تتلاشى عند المحك، من هنا جرى حرف ما يسمّى بالرّبيع العربيّ عن مساره، واستبداله بخريف يرتدي ثيابا من الدّماء التي يحرم سفكها، ومن هنا برزت ظواهر دينيّة من المتأسلمين الجدد الذين ركبوا الموجة وأخرجوا الثقافة الدّينية عن الدّين الصحيح، واستغلّت العواطف الدّينيّة للشعوب التي أرهقها الجهل والتّخلف في مختلف مجالات الحياة.
ولعل ظهور جماعات "الدّواعش" يشكّل نموذجا للإيغال في هزائمنا المعاصرة، ويضعنا في مواجهة مع شعوب العالم، ليسهل لحكوماتها الطامعة في عالمنا العربيّ تجنيدها لمحاربتنا.
وإذا ما وضعنا أعمال "الدّواعش" تحت المجهر، وقمنا بتقييمها من خلال أعمالها، سنجد أنّها قد رفعت راية الجهاد للنّهوض بالأمّة - حسب زعمها-، ووجدنا من يهلّل "للصّحوة الاسلامية" الجديدة! والمراقب "لجهاد الدّواعش" سيجد أنّ هؤلاء"المجاهدين" لم يوجّهوا أسلحتهم ضدّ أعداء الأمّة، بل ينفّذون مآرب وأطماع الأعداء في المنطقة، ووجّهوا أسلحتهم إلى شعوب عربيّة غالبيّتها العظمى من المسلمين، ودمّروا بلدانا عربيّة، واستهدفوا الجيوش العربيّة الوطنيّة، كما يجري في سوريّا وليبيا وسيناء المصريّة وغيرها. ولم يكتفوا بتدمير أقطار عربيّة، وقتل مئات الآلاف من شعوبها، واستنزاف جيوشها، والعمل على تقسيمها وتجزأتها من جديد، بل أوغلوا في تشويه ثقافة الأمّة، وتدمير حضارتها الانسانيّة، ويعملون لإعادتها إلى العصور البدائيّة، فدواعش العراق وسوريّا ومصر استهدفوا الأقليّات الدّينيّة والعرقيّة من مواطني هذه البلدان الأصليّين، ودمّروا دور عبادتهم وأمعنوا فيهم قتلا وتشريدا، مع أنّ غالبيّة ضحاياهم من المسلمين، وتحديدا من أتباع المذهب السّنيّ، أي أنّ حربهم ليست حربا دينيّة "لنصرة الاسلام" كما يزعمون، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا ويقومون بهدم ومحو حضارة الشّعوب، والحضارة الانسانيّة في البلدان التي ابتليت بهم، وما تدمير مكتبة الموصل التّاريخيّة في العراق، وما تحويه من كتب ومخطوطات قيّمة جرى حرقها وإتلافها، وتدمير وتحطيم متحف نينوى، وتدمير مدينة النّمرود التّاريخية والتي يزيد عمرها على ثلاثة آلاف وثلاثماية عام، وتدمير مدينة "الحضر" التّاريخية، وهدم المقامات والأضرحة الدّينيّة الاسلاميّة والكنائس التّاريخيّة، إلا شواهد على وحشيّة وهمجيّة هؤلاء الدّواعش، وإذا ما أضفنا إليها عمليّات قطع الرؤوس، وحرق أناس وهم أحياء، واسترقاق نساء بعض الأقليّات الدينيّة والعرقيّة، سنجد أنفسنا أمام فاجعة حقيقيّة.
والدّواعش الذين يستندون في جرائمهم على بعض "الفتاوي" التي صدرت من أناس في مراحل تاريخيّة سابقة، ولم يشغلوا أنفسهم بالتفكير أنّها صدرت من بشر يخطئون ويصيبون، فألبسوها ثياب القداسة مع ما تحمله من جهل وفهم خاطئ للدّين.
لكن يجب أن لا يغيب عن العقل السّويّ التساؤل عمّن موّل ودرّب وسلّح هؤلاء "الدّواعش"، وهم أنظمة عربيّة قامت بذلك لتحقيق أجندات أجنبية، دون أن تدرك أنّها نفسها تقع في دائرة الخطر القادم إليها لا محالة.
ومع الاعلان عن التحالف الدّولي العربيّ لمحاربة الدّواعش، إلا أنّ هذا التّحالف خجول جدّا في حربه هذه، لأنّ الهدف هو إطالة حروب الدّواعش حتّى تصل إلى أهدافها بتقسيم بلدان عربيّة إلى دويلات طائفيّة وعرقيّة متناحرة، لتأمين اسرائيل التي يخطط لها أن تكون صاحبة اليد الطولى في المنطقة. لذا فإنّ التحالف يحارب الدّواعش بيده اليسرى الضّعيفة، ويدعمها بيده اليمنى القويّة، فقد نقل مراسلون صحفيون يغطون هجوم الجيش العراقي المضاد على محافظة صلاح الدّين ومنطقة الأنبار مشاهداتهم لآلاف اللسيّارات المحمّلة بالأسلحة لا تحمل لوحات وأرقاما من بلدان مجاورة إلى المناطق التي يسيطر عليها الدّواعش.
ومن اللافت أيضا أنّ "الدّواعش" يقومون بتصدير البترول من حقول البترول العراقية التي سيطروا عليها، وهم يصدّرونها عبر الأراضي التّركية، علما أن تركيّا عضو في حلف "النّاتو" المشارك في الحرب على "الدّواعش"، فمن يشتري هذا البترول؟ وكيف يمكن تفسير ذلك يا ذوي العقول؟
9-3-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد جميل السلحوت في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- شياطين الأرض
- العشق المسموح لمدينة الرّوح
- بدون مؤاخذة- الطريق إلى جهنّم
- مرايا الأقلام في مدينة السّلام آخر اصدارات اليوم السابع
- أين الرحمة في الذّبح وقطع الرؤوس؟
- ما أصعب فراق الأخ!
- بدون مؤاخذة- لا بواكي للعرب والمسلمين
- برد وفاء ابريوش الدّافئ
- رواية أهل الجبل في اليوم السّابع
- ضحك ولعب ...دموع وحرب لسما حسن
- بدون مؤاخذة-المسلم القدوة ومسلمو الدّواعش
- بدون مؤاخذة- الدّواعش إلى أين؟
- بدون مؤاخذة: جريمة غاية في البشاعة
- بدون مؤاخذة- تشويه الاسلام والمسلمين
- بدون مؤاخذة- القتل باسم الله
- رواية مديح لنساء العائلة في اليوم السّابع
- توازن الرعب والانتخابات الاسرائيلية
- محمود شقير ومديح لنساء العائلة
- الحصاد رواية للأطفال


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-داعش وليدة الهزائم