أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لحسن أمقران - في عيدك الأممي …عفوا أيّتها المرأة














المزيد.....

في عيدك الأممي …عفوا أيّتها المرأة


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 20:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بحلول الثامن من مارس من كل سنة، يتربّع موضوع المرأة على عرش النقاشات العمومية فيغزو الفضاءات الاعلامية والجمعوية، وهو أمر أضحى يهدد هذا الملف أكثر من أي وقت مضى، ذلك أن المناسبة اصبحت فرصة لبعض الأطراف للمزايدات السياسية والصراعات الأيديولوجية مما قد يفرغ حقوق المرأة من محتواه الحقوقي إلى تدافعات قد تؤخر إحقاق الإنصاف.
ان الحديث المناسباتي عن المرأة في الثامن مارس وتجاهلها الفعلي عبر السنة اهانة لشخص المرأة وقمة للتهميش والتمييز، جميل أن نستحضر المرأة في هذا التاريخ لنقف على ما تحقق وما لم يتحقق للمرأة، لقراءة ونقد سلوكنا تجاه المرأة، لكن الأجمل ألا ننساها أو نتناساها في غيره من الأيام، فالمرأة في الواقع ليست في حاجة الى يوم عالمي فقط، بل هي في حاجة الى انصاف عالمي طول السنة، انصاف ينتصر لها أمام حواجز الثقافات التي يتقاسمها التسلط الذكوري والتأويل المحافظ للنصوص الدينية، ثم أمام ترسبات التاريخ المتحجرة وأمام "بضعنة" وتشييء العولمة المتوحشة.
ان المرأة مدعوة إلى تجاوز خطاب المظلومية من جهة، ثم تجاوز العقلية التوسلية التي تنتظر من الآخر أن يغير وضعها الاعتباري من جهة ثانية، إن المرأة هي المدعوة بالأساس الى قيادة معركة التحرر واثبات الذات، وما على الرجل الا أن يشجعها ويكف عن عرقلة طموحها ونجاحاتها تحت أي ذريعة كيفما كانت، صحيح أن حدة الحجر والدونية قد تراجعت مقارنة بما سلف من الأزمان نظرا لظروف موضوعية شتى، الا أن ذلك لا يعني أن أوضاع المرأة بألف خير، فشتان بين المرأة هنا في العالم النامي والمرأة هناك في الدول المتقدمة، وشتان بين المرأة في القرى والمرأة في الحواضر.
ان الخطابات الرنانة حول المناصفة والقضاء على كل اشكال التمييز والتي تقر بها النصوص القانونية على اختلافها في غياب بنية تحتية حقيقية، يخفي في ثناياه واقعا مريرا ملؤه عنجهية العقلية الذكورية وتسلطها، فمن التأويل غير الموضوعي لفكرة "القوامة" التي يفسرها بعض أقطاب الفكر الديني بشكل مغرض موغل في التعصب الذكوري، إلى جعل المرأة مجرد ديكور أو صورة يريد أن يؤثث بها المكان لتمويه العامة أن هناك إنصاف ومقاربة للنوع، إلى تصور أكثر تطرفا يعتبر المرأة "بضاعة" فاتنة توظّف في الاشهار عند الطرف الآخر، كلها أوضاع تجعل المرأة مفعولا به ومادة مستهلكة وهي العاجزة عن فرض تصور أكثر إنصافا ينتصر لحق الذات في رسم كينونة لها بدل استهلاك تصورات الآخر دعما أو نقدا.
من جانب آخر، ان من يطلع على منطوق النصوص من معاهدات أممية واتفاقيات دولية في المستوى الاول، ثم التشريعات القطرية من دساتير ونصوص قانونية ومذكرات في المستوى الثاني، سيحسب أن المرأة قد تحقق لها الانصاف بشكل شمولي في عالمنا. لكن من لا يستطيع أحد انكاره أن الممارسة أقل بكثير من الشعارات التي ترفعها هذه الوثائق التي لا تعدو أن تكون مجرد أسمال رثة نوظفها لنواري عورة واقع المرأة المر والذي يجب إعادة التفكير فيه بشكل أكثر جدية .
مرة أخرى، وعدوة إلى المغرب، مؤسف أن نقر أن الحركة النسائية حركة نخبوية، ومن المفروض على الحركات النسائية التي تنشط بالحواضر الكبرى أن تكف عن المتاجرة بآلام المرأة، فإشراك المرأة القروية مسألة لا يستقيم بدونها النضال ولايدرك الواقع الحقيقي لمعاناة المرأة، فالمرأة في الارياف تعاني أكثر من نظيرتها في المدينة، فكل الظواهر الخطيرة الماسة بحقوق المرأة والحاطة من كرامتها مما نسمع عنه في الإعلام جزء يسير ويسير جدا مما يقع في المغرب العميق، حيث يظل من "العيب" و"الفضيحة" أن تكشف المرأة عن "أسرار" بيتها. والحال هذه، يجب الأخذ بيدها والتركيز على آلامها وآمالها في رسم خطوات النضال، يجب ان تخاطب المرأة القروية بمستواها الثقافي المتواضع وبما تفهم، أن يتم التقرب منها أكثر ونيل ثقتها لتبوح بأمور قد لا تتصورها مناضلات القاعات المكيفة. وسيبقى إكساب المرأة في الهامش ثقافة الحق والواجب ثم المرافعة القانونية التحدي الأكبر أمام العمل الحقوقي بصيغة المؤنث
لن أدع الفرصة تمر دون أن أشد على يد المرأة المغربية بحرارة، رمز الصمود والكرامة، رمز التحدي والأصالة، تلك المرأة القروية في أعالي الأطلس وتخوم الصحراء التي أنصفها الماضي أكثر من الحاضر، تلك التي يصورها لنا الاعلام اليوم في صورة بدوية لا تتقن غير الانجاب والأعمال المنزلية الشاقة، متناسيا أن من نسائنا رائدات في شتى المجالات.
لقد آن الأوان أن تتحمل المرأة مسؤوليتها وتنتفض من أجل كرامتها، فتكدّ وتجدّ وترسم مستقبلها بكل ثباث، ولنا من نماذج يحتفظ التاريخ لهن بوشمهن لذاكرته خير مثال، كلهن نساء نجحن في شق طريقهن الى الذاكرة الجماعية وولوج التاريخ من بابه الواسع.
لنسائل أنفسنا لحظة: هل فعلا نريد إنصاف المرأة؟ سأزعم وأقول وبكل حسرة أننا بعيدون كل البعد عن الانصاف المنشود والواجب للمرأة، في ظل التمييز، في ظل العنف الزوجي، في ظل التحرش، في ظل الاغتصاب، في ظل التضييق، في ظل الحصار، في ظل التزويج القسري، تلك المناهج التي نتبناها تجاه المرأة في البيت، في الشارع، في العمل، في مؤسسات التربية وفي وسائل اعلامنا.
في الأخير، أهنئ كل نساء العالم بعيدهن الأممي، وأخص المرأة المغربية على ثباتها وتضحياتها خصوصا في سهل وجبل المغرب العميق، وكل عام وأنتن بحقوقكن متمتعات.



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من -خلّصنا- من المستعمر الغاشم؟؟
- تاباعمرانت: البرج العالي الذي يرميه الصغار بالحجارة
- النسب الشريف...عودة على بدء
- قانون -ألقاب التمييز- و-الأسماء الأمازيغية- أو عندما تغيّب ا ...
- الأمازيغ والكورد... معا من أجل التحرر
- حزب الميزان وتخليد السنة الأمازيغية
- الأماكنية المغربية أو الهوية الأمازيغية التي لا تبلى
- إلى رئيس الحكومة المغربية...سنة أمازيغية سعيدة
- إلى مجنون الأمازيغ
- الأمازيغية أسمى من الحياة الشخصية للأفراد ...
- رسالة الى عميد الإيركام
- نعم، نحن الأمازيغ في حاجة إلى السلاح
- إلى من يسيء إلى نساء ورجال التعليم...
- شذرات من المشروع الأمازيغي
- بين الأغلبية والمعارضة...تتيه الأمازيغية
- اللًّهُمًّ إِنًّا نًسْألك الأمن كله في وطننا...
- الأمازيغية بعد 13 سنة من تأسيس المعهد الملكي: الواقع المر وا ...
- إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...
- منع الأستاذ من التحصيل العلمي، خرق للقانون باسم المصلحة
- تدريس اللغة الأمازيغية.. فشل أم إفشال؟


المزيد.....




- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لحسن أمقران - في عيدك الأممي …عفوا أيّتها المرأة