أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مليكة مزان - أحمد عصيد وفن البقاء في حضن الضحية














المزيد.....

أحمد عصيد وفن البقاء في حضن الضحية


مليكة مزان

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 12:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


(رسالة مليكة مزان إلى أحمد عصيد وهديتها لنساء المغرب بمناسبة 8 مارس)


نص الرسالة :


أمس عرفكَ بيتي مناضلاً حقوقياً كنت أفاخر به الشعب والقضية.

اليوم وقد اكتشفت أنك فقدت تماماً أخلاق ذاك المناضل لتعتنق الماكيافيلية التي هي "فن البقاء في حضن الضحية" لم تعد سوى ذكرى موجعة لن تساهم سوى في تأجيل تقدم نساء هذا البلد في اتجاه كل كرامة وحرية.

عزيزي..

تقول إحصائيات جراحي أن عنفك في حق نساء هذا الوطن قد تزايد، وبشكل يجعل إمكانيات حمايتنا منك ضئيلة، فعقليتك التي لا تستطيع (في غياب قانون تجريم العنف ضد المرأة) إلا أن تبقى ذكورية همجية، هذه العقلية صارت تبدو معها جميع أشكال عنفك مقبولة وطبيعية.

ففي الوقت الذي ما تزال فيه منشغلا بأكاذيبك التي لم تعد تسلينا، لا شيء يبدو قادراً على إيقاف عنفك ضدّ نساء هذا البلد، عنف كان قد تجاوز طوري ( كحالة معزولة) ليصبح ذهنية لك سائدة.

أمام هكذا ذهنية لك ذكورية لا تخجل من التطبيع مع كل عنف، تطبيع يساعدها عليه ذاك الغياب الفظيع لديك لكل عقل وضمير وذوق، أقول، أمام هكذا ذهنية لا أستطيع، عزيزي، إلا أن أحملك مسؤولية كتابات ها أنت تراها تتناسل لمحاسبة مناضل مثلك أخلف موعده مع التاريخ ومع الطموحات المشروعة لنساء هذا البلد.

وقبلها لا أستطيع إلا أن أرفض بشدة أن تجعل من مرجعيتك العلمانية التحررية إطاراً عاماً للتعامل مع جسد كل امرأة ساقها قدرها إليك، لأن الجسد لا يمكن أن يكون تابعاً لأي تيار، خاصة إذا كان هذا التيار يسعى إلى "تنميط الجسد"، لأن التنميط يتعارض مع ضرورة حماية الجسد من كل استغلال حتى ولو كان يتم باسم الحق في التمتع بكل الحريات الفردية.

عزيزي..

إن مشكلتك هي مشكلة الرجل الشهواني الذي يعجز عن التعايش مع كل جسد يحترم نفسه، ومشكلتك أيضاً أنك لا تفهم الحب إلا في إطار من الوصاية والهيمنة. فما يدعو إليه نزوعك الشهواني هو الحب وهو عين الحرية والكرامة، وما تريده المتمردات من النساء فينا عليك وعلى مفاهيمك الخاطئة هو فقط بقاؤهن وفيات لقيودهن وعبوديتهن، أو هو فقط هوسهن المرَضي بالطعن في مصداقية مناضل من وزنك، "ذاك الوزن".

عزيزي..

لم يغضبني سلوك منك بقدر ما أغضبني كونك توظف دائماً الأهداف النبيلة لكل علمانية لتحقيق مآربك الشهوانية ليس إلا، توظيفاَ أفرغ علمانيتك من مصداقيتها وصلاحياتها، مما بدت معه خطاباً يعمل على أدلجة الجسد بشكل معاد لحقه في كل تقدير وكرامة.

مشكلتك، عزيزي، أنك داعية استبداد بديل باسم الحق في المتعة، داعية ينسى أننا في عصر نساء ينادين بإسقاط أي نوع من أنواع الاستبداد الصريحة والخفية، داعية ينسى بأن الكثير من الحريات التي ينادي بها (وهو في موقع المثقف العلماني) ليست حريات تساهم في التغيير الحقيقي، بقدر ما هي (في كثير منها) حريات نكوصية تشمل تراجعات كبيرة عن مكتسبات الجسد في نضاله الطويل المرير من أجل الكرامة.

بل داعية ليس له أن يمثل الحب ولا النبل، وعندما أسمعه يلقي مزيداً من قصائده أو محاضراته أو أراه يدعو النساء إلى مواصلة تمردهن على كل أشكال العنف الممارسة في حقهن أشعر بمدى قدرته على مزيد من النفاق والخداع.

عزيزي..

بسبب سلوكاتك العنيفة المتوالية ها أنت تدفعني دفعاً إلى إنهاء حكاية مناضل غريب الأطوار، مناضل يستنكر كل سلوك وحشي يرتكبه رجل غيره، ولكن يصعب عليه أن يستنكر نفس السلوك حين يصدر منه، لا هدف له من تناقضاته الصارخة تلك سوى تكريس مزيد من العبث والقبح والظلم.

ـــــــــــــــــ

إشارة : سترد هذه الرسالة ضمن روايتي السيرية " بكل جوعي إليك " ...



#مليكة_مزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أحمد عصيد إلى مليكة مزان ( الرسالة 1 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 19 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 18 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 17 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 16 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 15 )
- صدور الترجمة الكوردية لرواية مليكة مزان : إلى ضمة من عطركِ
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 14 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 13 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 12 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 11 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 10)
- إلى صديقي العلماني ...
- إلى أحمد عصيد : عجباً كيف تكون همجياً حتى وأنت عاشق ثائر ؟! ...
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 7 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 6 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 5 )
- إلى أحمد عصيد ( الرسالة 4 )
- من رسائل مليكة مزان المفتوحة إلى أحمد عصيد ( 3 )
- إلى المثقف العلماني أ. ع .. مرة أخرى ؟ ربما ... لمَ لا ؟ بل ...


المزيد.....




- إطلاق أول مسابقة لـ-ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مليكة مزان - أحمد عصيد وفن البقاء في حضن الضحية