أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الحب حتى الموت 1984:تأملات في الحياة والموت














المزيد.....

الحب حتى الموت 1984:تأملات في الحياة والموت


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


الحب حتى الموت 1984:تأملات في الحياة والموت
القصة هي عن اسئلة تتعلق بحقيقة الوجود على هذه الدنيا...هي قصة عن اشكالية وجودية فلسفية أكثر منها عن حبكة
سيمون اربعيني يموت مع بداية الفيلم على اثر صداع حاد وطبيب العائلة يؤكد موته فعليا،ولكنه يعود الى الحياة فجأة ومن دون سابق انذار وطبيعة عودته المفاجئة من الموت سوف تظل غير مفهومة حتى نهاية الفيلم.
إذا كان موضوع الفيلم هو عن الموت والحياة والحقيقة الملموسة في الحياة،ففيلم الن رينيه هذا مغلق إلى ابعد الحدود
ذاتي،منغلق على اربع شخصيات مركزية إثنان منها(سيمون واليزابيث) وكلاهما ملحد لايؤمن بالحقائق الدينية وتفسيراتها حول الموت،واثنان منها (جوديث وجيروم) مؤمنان الى درجة التدين بل ويعملان في المجال الديني.
الفيلم متقشف جدا في الحوار وهذا يجعل من المتفرج يتأمل في المضمون الذي يطرجه رينيه فقط وحسب،فنحن اذا نظرنا الى القصة نظرة موضوعية بعيدا عن الموضوع التأملي نجدها تغرق في ميلودراما لايمكن التغاضي عنها ابدأ.
اليزابيث صديقة سيمون وعشيقته ترفض موضوع موته بشدة،ونحن قلنا ان سيمون يعود الى الحياة من دون سابق انذار ومبدأيا،نستطيع القول ان هذه صحوة موت ليس الا،وعلى كل حال فليس علينا أن نأول أو ان نضع خطوطا عريضة تجعلنا نقول أن سبب هذه الصحوة الطويلة هي الرغبة الدفينة النابعة من داخل اليزابيث.
هل علينا أن نبحث عن تفسير علمي لصحوة سيمون من الموت..؟
ضمن المنحى التأملي للقصة وهو اهم شيء في الفيلم بالأضافة الى اخضاع الموضوع برمته إلى شيء من الاشكالية والتساؤل،فالبحث عن اسباب هي بالأساس طرحت لغايات التساؤل والتأمل يبدو شيئا غاية في السخافة...
يقاطع رينيه فيلمه هذا دائما بمشهد ليلي أسود طويل يرافقه على مايبدو نزول الثلج...
هل هناك مادة في عالم الموت تشبه المادة التي نعيش عليها على هذا الكون..؟
على العموم فالتكوين لهذا العالم غير حقيقي على الاطلاق....رينيه يقول بوضوح أن العالم الذي نعيش فيه هو عالم غير حقيقي...عالم مشكوك الصحة ليس بوجوده بل(بمعنى وجوده)....
سيمون رجل ميت ولكن انتقاله لم يحدث بعد.
.يقول سيمون:هم يريدون فحصي بسبب اعادة انبعاثي
الدكتور مصر:أنت مت فعليا....يتحدث عن نموذج مشابه ولكن سيمون بصحة جيدة
المشهد الانتقالي:الفراغ المظلم الذي تنتقل من خلاله الروح الى العالم الآخر
المشهد الانتقالي مشهد اساسي،وكأن فيلم رينيه هذا عبارة عن تركيز على فقرات معينة وليس حبكة برمتها،وان كانت الحبكة هي التي صاغت هذه القصة فهي بالتأكيد ليست ذات دور يشار اليه بالمضمون الفردي التأملي الذي سيضيف لاحقا أشياء اخرى مختلفة عن موضوع الانبعاث ولكنها متعلقة به،بل في غاية الارتباط به.
دعوة من صديق...يقول سيمون:إذا لن نذهب
لماذا الانبعاث من الموت يقود الى نفس الحياة القديمة...ومن ثم ينقطع المشهد بالمشهد الانتقالي المذكور
وكأن رينيه لايقدم مختصرات بل رؤوس اقلام فقط...
العنوان هنا على سبيل المثال:لماذا يؤدي الانبعاث الى نفس الحياة القديمة....!
الاسئلة لازالت تطرح والموضوع هو جدلي فيحق لنا ان نتساءل على سبيل المثال:
هل الثلج في المشهد الانتقالي....عبارة عن ارواح؟
سيمون مهتم بالعصور القديمة...بالماضي...خاصة بالاشخاص الميتيين في تلك العصور
إذا سيمون مجهول طبيعة الوجود ويصح ان نقول عنه انه شحص من الماضي الآن،شخص ملحد مهتم بالماضي البشري،بينما اليزابيث من خلال عملها بالنبات تعمل من ال مستقبل الانسان....سيمون يدرس الاصل كما تقول جوديث
تقول اليزابيث:أنا لا اعتقد بأني كنت احبك...قبل...قبل موتك؟
المقاطعات لذلك الفراغ المظلم لازالت مستمرة...هي ليست نقاط ثلج...شيء أشبه بريش ابيض وكأنها ارواح تحوم في فراغ أسود.
جوديث وجيروم هما من رجال الدين وهنا يتداخل الموضوع مع الانجيل والانبعاث...ومن ثم الانتحار
سيمون بدا ميقنا اكثر واكثر بأنه رجل ميت وان وجوده هو انبعاث جسدي مؤقت
التأمل هو شاعري اكثر من اعتماده على حقيقة أو تقسير علمي..عن اللحظات الملموسة في الحياة
تقول اليزابيث:على الانسان ان يقتل نفسه بعد ان يحصل على على هذا المقدار من السعادة....
لاحقا سيتحدث سيمون عن تلك الموسيقى التي سمعها بين الأموات...عن تلك الشذرات التي لازالت عالقة في ذهنه ومخيلته على خلفية تجربة الموت،وفي خضم كل ذلك تحدث مواجهة لهذه الحقائق بين الدين والألحاد.
سيمون لايؤمن بأي شيء...أنا لست مهتما بالأنجيل..أنا مهتم بالموت...موتي أنا
وعندما يخوض مطولا متأملا في هذه التجربة يحاول جيروم اقناعه أن كل هذه الذكريات عبارة عن مجرد أحلام
سيمون يموت ويزول وجوده النصفي المؤقت وعده اليزابيث بأنها لن تتركه بل ستذهب معه...
نلاحظ أن رينيه سوف يعطي بعض الشرعية على موضوع انهاء الحياة(الانتحار) وكأنه يؤيد اليزابيث في تصرفها اللاحق هذا،بينما لم يكن تأكيد اليزابيث على تحقيق وعدها سوى لخدمة هذه الاشكالية،بينما كان هذا التأكيد بالنسبة للقصة أو للحبكة لايبد أكثر من مجرد ميلودراما،على أن الاشكالية حاصلة بالرغم من كل شيء،لأن انتحار اليزابيث سيجد له مبررا عند عند جوديث والتبرير سوف يكون ديني.
نحن نستطيع أن نجزم بشيئين هما:أن (الحب حتى الموت1984) على شاعريته وتأملاته هو فيلم من الدرجة الثانية على الأقل بالنسبة لأفلام رينيه السابقة،كما أننا نجزم أيضا أن الحب حتى الموت هو شيء له علاقة بتجربة شخصية مر بها المخرج نحن شخصيا لانعرف عنها اي شيء.
بلال سمير الصدّر
15/11/2014



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمي الأمريكي 1980 الن رينيه:الأنسان في انبوبة اختبار
- العناية الالهية 1977 الن رينيه:اللغة الأخلاقية
- ستافينسكي 1975(ألن رينيه):فيلم سينمائي من دون اشكالية سردية ...
- أحبك أحبك 1968(الن رينيه):الذاكرة الانتقائية
- الحرب النتهت 1966 الن رينيه: اسبانيا لم تعد سوى حلم للسياح ا ...
- مورييل 1963(ألن رينيه):الذاكرة المعذبة
- العام الماضي في مارينباد 1961 الن رينيه:لحظة التكوين
- هيروشيما يا حبي 1959 الن رينيه:ذكريات الظل والحجر
- ليل وضباب 1955:عن الن رينيه واستباحة الذاكرة
- السر الغامض للرغبة(الجاذبية الخفية للرغبة) 1978(لويس بونويل) ...
- شبح الحرية 1974(لويس بونويل):تحولات ومشكلات العصر
- الجاذبية الخفية للبرجوازية 1972(لويس بونويل):مسرحية من الدرج ...
- تريستانا 1970 لويس بونويل:غراميات مضحكة
- Scopophilia:Peeping Tom1960
- حسناء النهار 1967(لويس بونويل):عن عاهرة من نوع آخر
- مفكرة الخادمة 1963(لويس بونويل):قصة عن فساد كامن ولكنه بدأ ي ...
- الملاك المبيد 1962 (لويس بونويل):مسار غامض
- فيرديانا 1961(لويس بونويل):عن التفكير الديني ومعطيات الحياة ...
- علاقة غريبة (El-Starngr Affeir) لويس بونويل 1952(بونويل والح ...
- نماذج من المرحلة المكسيكية الأقل أهمية(لويس بونويل):كازينو ا ...


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الحب حتى الموت 1984:تأملات في الحياة والموت