أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - الاسد والارنب وقيادة البلاد وسراب الوعود وضبابية التصريحات














المزيد.....

الاسد والارنب وقيادة البلاد وسراب الوعود وضبابية التصريحات


كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاسد والارنب وقيادة البلاد وسراب الوعود وضبابية التصريحات
تُشكّل قضايا الكذب مجالاً خصباً لإثارة وتأمّل إحدى الإشكالات الطريفة والمعقّدة، التي تتّصل اتّصالاً وثيقاً بالكائن البشريّ والحياة اليوميّة، وترتبط ارتباطاً عميقاً بالتواصل الإنسانيّ وتجليّاته المختلفة. وقد أضحى موضوع الكذب، في العقود الأخيرة، محوراً علميّاً وإشكالاً فكريّاً، يحتلّ موقعاً متميّزاً في الدراسات الإنسانيّة والأبحاث الأكاديميّة المعاصرة، سواء على صعيد تنوّع المقاربات الوصفيّة والتحليليّة، التي تُلامسه، أو على صعيد تعدّد الحقول المعرفيّة، التي تُعنى به.
وفي هذا الصدد، يُمكن إيجاز المقاييس المعتمدة في التّمييز بين الكذب وباقي أنواع المخادعة في مقياسين هامّين: أوّلهما، يتمثّل في قصد الكاذب، الذي يتعمّد تضليل المتلقّي، إذ قد يقول الكاذب الحقيقة فعلاً عن غير قصدٍ، كما قد تصدر عن الإنسان الصادق معلوماتٌ خاطئةٌ دون قصدٍ أو تعمّدٍ؛ وثانيهما، يتجلّى في عدم المعرفة المسبقة بالمستهدف، حيث يكون الهدف المقصود من التّضليل غير معلومٍ، ممّا يجعل على سبيل المثال من المحتال أو الدّجال كاذباً على عكس السّاحر أو المُمثّل.
وإذا كان الكذب يعتمد على التقنيتين الشّائعتين المتمثّلتين في الكتمان والتزييف,فيمكن طرح ثلاث تقنيّاتٍ أخرى، ندرجها في ما يلي: أوّلاً، قول الصّدق بطريقةٍ مضلّلة، إذ يعمد الكاذب إلى التكلّم عن شيءٍ صادقٍ، بشكلٍ يعني، ويفيد عكس ما يُريد قوله؛ ثانياً، قول نصف الحقيقة على أنّها الحقيقة كاملة، حيث لا يكتمل الصّدق بمعلوماتٍ ناقصةٍ ومجزّأةٍ؛ ثالثاً، المراوغة الاستدلاليّة الخاطئة، التي تتمّ عن طريق تقديم معلوماتٍ عاديّةٍ، مع التكتّم المقصود والسّريّة المبالغ فيها. وعلى هذا الأساس، تُستبعد مجموعةٌ من الأشكال التعبيريّة عن دائرة الكذب، من قبيل الانخداع، حينما لا يُدرك الإنسان أنّه يخدع نفسه، ولا يعرف دافعه الخاصّ لتضليل نفسه، والوعد المخلوف إنْ لم يحصل العلم به، والعجز عن التذكّر، والاعتقاد بأنّ الخاطئ صحيحٌ، والتّعبير الخاطئ غير المقترن بالقصد المتعمّد للتضليل.
وقد جنحت بعض المقاربات المعتمدة، في جملةٍ من الأبحاث الأكاديميّة والعلميّة نحو إيجاز الدوافع إلى الكذب، فذهبت إلى أنّ الدافع قد يكون اجتناب العقاب، أو توفير الحماية، أو بلوغ المنفعة، أو كتمان السّر، أو كسب الإعجاب، أو تجاوز وضعيّةٍ حرجةٍ، أو ممارسة السّلطة على الآخرين، عبر مراقبة المعلومات، التي يتوفّر عليها الهدف ؛ غير أنّ هذه المقاربات استثنت من هذا النطاق أكاذيب التأدّب lies of politeness ، إذ اعتبرت أنّها ليست كذباً، نتيجة إعمال القواعد الآدابيّة في بعض الوضعيّات التّخاطبيّة الخاصّة، من قبيل رفع الحرج عن أحد المتخاطبين أو الاحتفاظ بمفاجآتٍ ما مثل مفاجأة حفلة عيد الميلاد أو غيرها.
إجمالاً، يُمكن القول بأنّ الكذب يُعتبر فعلاً لفظيّاً يستلزم تحفيزاً لا مشروعاً للمعرفة، والمعلومات في إطار التفاعل والتواصل بين أفراد المجتمع؛ إنّه ليس فعلاً كلاميّاً بالمعنى التقليديّ، ما دام أنّه لا يستجيب للشّروط المناسبة المألوفة، فليست هناك أيّة شروطٍ نسقيّة يجب أن تتوفّر من أجل الكذب بشكلٍ ملائمٍ.
وعلى العكس من ذلك تماماً، يُشكّل فعل الكذب خرقاً جليّاً لنقطتين أساسيتين: أولاهما، خرق الشّروط التداوليّة النوعيّة، التي تعتمد أثناء الإثبات المناسب والملائم؛ وثانيهما، خرق المعايير الأخلاقيّة العامّة للصدق، التي هي أساس كلّ التفاعلات الإنسانيّة؛ غير أنّه في بعض الحالات يسمح بالكذب من الناحية الأخلاقيّة، خصوصاً في بعض الوضعيّات التواصليّة، التي يمثل فيها التكلّم بصدقٍ خرقاً لمعايير وقيم أخرى، من قبيل التأدّب والتحفّظ والتكتّم المشروع وغيرها، مثل الكذب على العدو أثناء الاستنطاق. وبهذا المعنى، لا يكون الكذب مشروعاً، إذا كان يُسيء لمصالح المتلقّي أو يضرّ بمصالح الآخرين؛ وبنفس المعنى الشّامل للشرعيّة الاجتماعيّة والسياسيّة، تنتفي مشروعيّة الكاذب – سواء كان شخصاً أو مؤسّسة – كلّما أكّد هيمنته عبر التعسّف وإساءة استعمال السّلطة مثلاً، من خلال مراقبة وسائط التواصل والخطاب العموميّ، وبالتالي الولوج العموميّ للمعرفة والمعلومات. ويتّضح، ها هنا، بأنّ مختلف هذه الوضعيّات يحتاج إلى تناولٍ دقيقٍ ومعالجةٍ تداوليّةٍ خاصّةٍ، وفقاً لطبيعة السياقات المؤطّرة لها، وهو الأمر الذي سنتوقّف عند بعض تفاصيله، بعد أنْ نبرز أهمّية صياغة البنيات اللغويّة في الإنجازات الكاذبة، باعتبارها بنياتٍ أساسيّةً، تتضمّن مجمل المؤشّرات السياقيّة، والإحالات المرجعيّة التواصليّة.



#كرار_حيدر_الموسوي (هاشتاغ)       Karrar_Haider_Al_Mosawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ممكن ان يترشح حمار (او حساوي او مطي او احصيني او زمال) لل ...
- إعانة الظالم
- مالذي لم يفعله نوري المالكي وزمرته طيلة فترة حكمه وللان!؟
- المالكي خرق الدستور وسد الطريق للاصلاح لبقاءه وزمرته ولالهاء ...
- ملاحظات حول سير الانتخابات
- ماهي الحيلة والتبريرات والشبهات والجهات الساندة وحملة السهام ...
- رسالة مفتوحة الى من لا يعرف شيء عن اي شيء ولسان حاله بوخه اب ...
- الخدمة الجهادية-!؟%--$--*ايه طبعا هذا النضال والجهاد الصدق


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - الاسد والارنب وقيادة البلاد وسراب الوعود وضبابية التصريحات