أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الهادي قادم - ما تبقى من رسائلي















المزيد.....

ما تبقى من رسائلي


الهادي قادم

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 00:36
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ماتبقى من رسائلي
لكل البلاد ملوك وهذه ملكة قلبي
إليك حبي أولا يا من باتت في كياني دوما حلما وتجسدت في ذاتي حقيقة حقا
إليك شوقي ثانيا يا أيتها الفزورة العاصية على الفهم
إليك قلبي في كل آن وقبل أن يفنى الأحساس مني وأفقد التوازن وأصير إلى العدم
وإليك روحي يا عصفورتي يا رقيقة الحال
كيف أمكنك تحدي النسور الكاسرة ولبضع وعشرون خريفا مضت من قرون سنوات ميلادك يا طويلة العمر؟
آه.. لقد أنساني رتابة الحياة وصراع جسدي النحيل مع موظف الزمن الخشيم ذكرياتي
فعلا أنت عصفورة ناعمة تحدت وما زالة تتحدى النسور وتلك فلتة
بل آية فاتت علينا , أنت يا حبيبة ليت نظري لا يفارقك أبدا, فانيا كنت ام حيا
وأنت خفيفة تسيرين كنسمة مبرأة من الغبار, كحلم يتهادى حثيثا بدون أشباح
خصرك الضامر و صدرك الريل العامر الجميل يسبق الجسم طموحا متحديا عراقيل اليوم ناظرا للغد
أقسم,انني منذ قرأت عيونك ورأيت قوامك يا غالية من ذلك الزمن السحيق
أصبحت أعشق الخصر الضامر وصدير الريل العامر ويصيبني الإبتعاد عنك بالغثيان
أما وجهك يا حياتي واحة تسرح فيها الغزلان ويمرح الاطفال في حدائق رموشك سعداء
عيونك,درويش غض الأهاب ساحر النظرة ملفوف القوام
تكثرين الأبتسام وتقللين الكلام وتدخرين حماسك للمناقشات الجادة..
أو تذكرين حبيبتي يوما وأنت وأنا نسير الهوينا فوق منحنيات النيل بلونه الاسمر الافريقي الأصيل
داخل إطار حوش المؤسسة العملاقة التي تجمعنا فيه؟
قلت لي فيما قلت وأنت تشيرين برمشك الطويل نحو الأفق البعيد,
أريد لبلدي أن يتلملم ويتوحد شماله ,جنوبه ,شرقه وغربه..
فتساءلت بدوري ببلاهة وطيبة إنسان عالمنا المسكين .!
أتقصدين من القاهرة الى كيب تاون ومن جيبوتي الى داكار؟
وأنساب تعليقك بكل بساطة ورمقة حنية .. ولم لا!!
ولكني مع ذلك أحن إلى الجنوب وأحن بعودته..
نظرت إليك نظرة حنونة حملتها اطنان من المودة والحنين إلى لثغة من طرف شفتيك
وإلا فمن أين لي بحبتي (يوسفندي) وجبل الصبر يتململ مرة تلو الأخرى وموسم الصيف أمسى في بلدي طويلا طويلا!
حيث تكونين حبيبتي يمتلئ المكان حيوية وتشرئب الوجوه إليك وتختفي الكراهية من كل المكان
ومن آياتك إن لك حبلا سريا يصل بينك ومن تعرفين
ذلك الرباط الخفي خصوصيا مفعما بالحب والتعاطف والطيبة
حبيبتي أنت قصيدة في التمرد على الزيف وصوفية وطفولية في الصدق
حدثتينني لحظتها والحلم يمتزج بالإغواء في عيونك:
اليس النضال واجب وطني ؟
حفرت تراب المنطقة التي تجاورني ابحث عن جنيه حديد نطة هاربا من جيبي لئلا احرقه بسجارة ولم أجده
لقد تأخر وقت الحصاد وتكاسل بزوغ فجر الحرية والرفاهة في وطني
فوجب ان نشد الساعد والقلم للزمن الآتي فمن يدري بالمستقبل وإرهاصاته الحبلى بالمفاجئات
من يدري متى تأتي ساعة الولادة.. فقلت لك :
بلى النضال واجب وطني كما تقوليين
فقلتي مبتسمى بأنتصار: طيب إذن سأحمل البندقية بيدي من أجل رفاه بلدي والدفاع عنه
تخيلتها بسوالف قاسية ,فضحكت..تخيلتها باللبس الميري في الأهراش , تخيلت المحاولة مرة أخرى
فأنتابني شعور غريب , اجتاحني أمل,فلم أملك إلا أن أقول لك ألا يكفيك دور النضال المدني لإذكاء روح الاقدام والقتال لدي الرجال؟
قلتي ببرود: وهل أنا اقل جسارة من الرجال؟
قلت:لا لم تكن أقل جسارة منهم حاشى
قلتي: وما الذي يمنع؟ سأكون عسكرية ومدنية في آن واحد.
قلت: لك ما تشائين فالأمر كله بيدك حبيبتي
قلتي بمرح وهتاف ثوري: سأكون مع المناضلين الأحرار في خندق واحد ولسوف أفرح كثيرا اذا رفرفت روحي مع ارواح الشهداء..
قلت: نحن والقاعدين سنحسدك
قلتي: أولم تكن معي ؟
قلت: ومن يحرس لنا حروف الكلمة عندما يأتي زمن تخليد ذكرى الشهداء؟
قلتي: آه..حقا, أبق أنت هنا من أجل الكلمة والتوريق.
..آه..ملاكي, كنت تتهادي بجانبي مثل النسيم تتسربلي في الجلباب ترقصين العجكو, الصقرية والمردوم...
أتذكري عندما قدمت لك رفيقي دريج التوم,لأول مرة ؟
أحتار وقف استعار لك حديثا مسجوعا منمقا لا أدري من أين جاء به:
((منظر صباح, ريحة دعاش قبل الرشاش,تمر البنادر والغلاء, زهرة قرنفل , عود صندل
لو الزول سأل عن الأصل ورثة جمال من الجدود متسلسل, سيدة بلد سودانية روعة جد))
تلك هي أنت يا رائعتي المتمردة على أزمن الخنوع وأنظمة التحريم
وأنت الناعمة كما الحرير بل أشد نعومة قاسية كحد الموسى
إذا قدر لي أن أموت يا مولاتي,فسوف اختارها مصلوبا بضفائر شعرك الليلي اللون
على صاري الصبر الجميل متلذذا بالفناء فيك وليت قدري
فلا أبالي ولن أرفض الموت شهيدا
مازال السؤال الأبدي يتردد صداه في ثنايا مخيخي دون ملل
كيف أمكنك أن تتحدي النسور الجارحة؟
عصفورة أقوى من النسور, تلك معادلة بل معجزة جادت بها إبداعات هندسة الكون.
على باب الخروج المسفلت المتجه بشريط النيل جنوبا, ودعتك بنظراتي الولهى
ولأنك كنت تخشين العيون فكنت ترغبين من غير أن تتواري عن عيوني
الهوينا سرتي ابتعدتي عني ورويدا رويدا بعدتي كدائرة ضوء صغرت عند خط الأفق حتى اضحيتي بحجم نجمة
الضيف بعد غروب الشمس
كتب علي لحظتها أن أرى كل انواع الألم والخوف من نتائج الوداع الرابط حلقي الجاف بوجع مرير
حقا رأيت ما لم أراه من قبل
حبيبتي,عصفورة جارحة تتحدى النسور تلك فلتة
أما آن للنسور الجارحة هذه أن تهبط من عليائها من قمم غاباتها الاسمنتية وتنبذ حب السيطرة والهيمنة
على الغلابة المستضعفين
أما آن الأون للذئب الحقود أن يرعى مع الحمل الوديع
سحقا لطواغيت الشتات,فالأجدى أن تعيدوا حساباتكم حتى يطمئن قلب حبيبتي ويعم السلام
هل تسمعون ايها النسور؟
لأن حبيبتي هي السلام مجسدا في إمرأة سودانية
فطيفها بيننا موجود وسط بنات وأبناء بلادي الأقوياء بتعددهم الهارموني برسمته البديعة على لوحة الوطن الحبيب
تمسك حبيبتي بالدفة تقود سفينة النجاة نحو الاتجاه الصحيح
وإن هطل الخير والسلام, فلن يفرق الصبايا في أبوحمد الى سلارا ومن مورني الى طوكر
والجن سوف يرحل الى الأبد بلا عودة وستنبت (سنابل الكلمة)بحرية وسلام الإنسان.
ما بين عيون حبيبتي يوجد المعبر الى شاطئ حياة أفضل لشعبي
حبيبتي هي فعلا جسر يصل بين الماض التليد ,الحاضر الوليد وبريق عينيها نجمة تقرأة فيها غوامض المستقبل
حبيبتي عصفورة وديعة رقيقة تحدت وتمردت على عتاولة النسور.
المتصوفة المتحررة من قيود الظلام والذل ومغبشات العقول
لقد أسقطت مجسمات دكتاتوريات الكهنوت والخراب
وقفت بكل ثقافتها ولغاتها وعاداتها وتقاليدها تهدهد أطفالها الصغار.
كم أنت رقيقة وقوية حبيبتي!
في الوداع إليك حبي وأخر حروف رسالتي أنا افتقدك كثيرا
أنا أختنق بخيوط الألم منذ ذهابك
وغارق في بحر الفراغ ببعادك عني وعن وطني
ومستمسك بقشة كالغريق في عرض البحر
وهأنذا أغرق..أغرق..أغرق
وأمنية المحكوم عليه جورا وصية وأمر يطاع..يطاع
فهل وصلك صرختي؟
وهل من استجابة حبيبتي, السلام؟
فالتمنحينا ولو حفنة سلام وأمان
أمنحينا



#الهادي_قادم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الهادي قادم - ما تبقى من رسائلي