أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - حقوق العراقيات في اليوم العالمي للمرأة، ما زالت في مهب الريح!















المزيد.....

حقوق العراقيات في اليوم العالمي للمرأة، ما زالت في مهب الريح!


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 19:05
المحور: حقوق الانسان
    


بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

كانت معاناة المرأة العراقية مركبة معقدة، إذ تحمّلت أشكال الاستغلال والضيم والظلم من قوى الظلام والتخلف. فلقد ارتكبت تلك القوى الظلامية مراراً وتكراراً أبشع الفظائع بحق المرأة طوال عقود خلت من مسيرة الدولة العراقية؛ ولم تكتفِ تلك القوى المرضية بكل الجرائم التي اُرْتُكِبت بحق النساء، بل واصلتُهُ بوساطة شتى ذرائعِ خطابٍ تضليليّ معادٍ للقيم والمبادئ التي تفرض الإنصاف والعدل والمساواة في الوجود الإنساني..
غير أنّنا إذ نوثق لذاك التاريخ المعتم من واقعنا الاجتماعي المشوّه، لا ننحّي النظر بعمق المشكلات المعقدة الجارية اليوم بحق المرأة العراقية. فهي تبقى الضحية الأولى في ظروف انعدام الاستقرار والأمن وأجواء الاحتراب وعسكرة المجتمع بإطلاق يد الميليشيات وعنفها الوحشي.
إنّ المشكلة الرئيسة التي تجابهها النسوة تكمن في شيوع ثقافة العنف، المستندة إلى ثقافة ذكورية متوحشة. تلك الثقافة التي لا تعتد بغير القوة العنفية المسلحة وزمجرة الأسلحة النارية منها والبيضاء وانتشارها في ميادين الحياة العامة. وتحت وقْع ضغوط المشاهد المتوترة المتشنجة، تتوتر مجمل العلاقات المجتمعية.
فالعنف السائد في الشوارع والساحات والميادين هو ذاته العنف الذي يحتل البيوت ومباني المؤسسات العامة والخاصة. وبهذا تنتشر اليوم معاناة المرأة.. ونحن نلخص جانباً مما يجابهها بالآتي:
أولاً في الشأن الشخصي الخاص:
1. اضطراب العلاقات الأسرية وتراجع قيمها.. بما يعود إلى ممارسات جماعات ما قبل الدولة الحديثة من عشائرية قبلية وطائفية ونظيراتهما.
2. تنحي موقع المرأة تجاه أخيها الرجل ووقوعها تحت سلطته الفوقية الرأسية التي تضعها بحال استغلال دائم.
3. استمرار المعاناة من العمل المنزلي وطابعه الاستغلالي الفاحش.
4. المعاناة النفسية الخاصة والاضطرار للانغلاق على الذات في ظروف ظواهر مثلما ظاهرة العيب والعار والمحظورات.
5. المعاناة من ضيق الإمكانات المادية والروحية والمعرفية بسبب واقع تجهيل المرأة وعشعشة أفكار التخلف وقيمها.
6. التعرض للعنف المنزلي ولجرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي في إطار العلاقات العائلية خلف جدران المنازل.
7. تفاقم مشكلات الأطفال والطفولة في إطار تراجع إمكانات حمايتهم من طرف المرأة الحاضنة.


ثانياً في الشأن المجتمعي العام:
1. تراجع انتسابها للمدرسة والجامعة في ظل تنحي مكانها ومكانتها ومن ثمّ حرمانها من التعليم حتى بمرحلته الأولية وبنسب هي أكثر من ضعف ما طاول أخوتها من الذكور.
2. تراجع الرعاية الصحية: البدنية والنفسية؛ وشيوع ممارسات عبثية عشوائية بقصد معالجة بعض الأمراض، من قبيل اللجوء للشعوذة والدجل والسحر، الأمر الذي كاد ينقرض في وقت سابق من تاريخ الدولة العراقية.
3. تراجع نسبة النساء العاملات في الشأن العام وتضخم ظاهرة البطالة لديهن بما يعادل أكثر من ضعف حجمها لدى الرجال. وتزايد نسبة التمييز في التوظيف وفي الأجور بالاستناد إلى مبدأ الجندر.
4. تعرض النساء للعنف المجتمعي والنظر إليهن كونهن وعاء لتلبية شهوات الرجل، الجنسية بالخصوص، ما فاقم مشكلات العلاقات الاجتماعية ووضعها في حافة تناقضات مرضية خطيرة.
5. تعرضهن لجرائم الاختطاف والاغتصاب ومن ثمّ الابتزاز للخضوع لمآرب ورغبات دونية أخلاقياً فضلا عن كونها أغراض وممارسات لا إنسانية قيمياً.
6. الاسترقاق والاستعباد وإعادة فتح سوق النخاسة والاتجار بالنساء سواء بطريقة سرية وفي الخفاء أم بصورة علنية جهاراً نهاراً كما فعلت ميليشيات الدواعش؛ وبجميع الأحوال جرى ويجري تبرير ذلك باستعادة ممارسات وطقوس دينية قديمة. وقد تم إحياء مصطلحات سبايا وإماء وجواري وأشكال عقود نكاح من زمن العبودية!
7. عادت ظواهر اجتماعية ماضوية همجية بشعة من قبيل ختان النساء، والقتل غسلاً للعار؛ الأمر الذي تتساهل السلطات في ارتكابهما حتى أن حجم الظاهرتين بات يشمل عشرات آلاف النسوة...

وفي إطار أشمل وعلى وفق ما يجري اليوم في البلاد من انفلات أمني وانهيار مؤسسات الدولة ببعض المحافظات واستباحتها من قوى الإرهاب والميليشيات الطائفية فقد بات حجم النزوح في البلاد ما يعادل حوالي خمس الشعب العراقي، فضلا عن عدم الاستقرار في المدن والقرى المستباحة. وقد خلق هذا فرصاً أوسع لاستغلال المرأة العراقية، حيث نرصد الآتي:
1. تزايد أعداد النازحات والمهجّرات قسرياً بكل ما يستتبع هذا من نتائج وظروف عنفية وواقع خدمي متدني حدّاً يتعارض وآدمية المرأة.
2. تزايد أعداد النسوة الأرامل بسبب الحروب المتعاقبة وتفاقم ما تعانيه الأرامل بكل ميادين العيش في الظروف السائدة اليوم؛ مع تحملهن عبء اليتامى بشكل مضاعف.
3. الإهمال الرسمي الحكومي والتشريعي سواء في تطبيق القوانين المدنية المرعية أم في تشريع ما ينبغي لمعالجة الظواهر المستجدة. مع بروز ظاهرة إباحة التعامل مع الأعراف والتقاليد التي يجري إحياء بعضها بفلسفة ذكورية مرضية مستبدة.
4. إباحة أشكال التزويج إكراها وقسراً الأمر الذي طاول تزويج (القاصرات) الصبايا ومن بعمر الطفولة ممن لا يدركن معنى الزواج.. هذا فضلا عن استحداث أشكال زواج خارج المحاكم المدنية من قبيل زواج العرفي والمتعة والمسيار والمصياف وغيرها من أشكال علاقات تستغل المرأة بمسمى زواج يتنكر لحقوقها.
5. تراجع تطبيق الكوتا بطرق ملتوية من قبيل اشتراط الخضوع للأوامر الفوقية والصمت والسلبية واختيار شخصيات على المزاج. فضلا عن ذلك فإنّ نسبة الكوتا السابقة أصلا غير فاعلة في التأثير بخاصة بما يتعلق بالدفاع عن حقوق المرأة مجتمعيا.
6. تعاني المرأة العراقية من مشكلات ترتبط بالنزاعات المسلحة كما تعاني من المشكلات التي تفاقمت عراقيا قبل أخيها الرجل من مثل ظواهر الفقر والبطالة والأزمات الاقتصادية الاجتماعية الأخرى.


وبالمجمل فإنّنا نرى أنّ الحلول لا تجري بتعديلات فوقية أو حكومية غير مرتجاة بظروف تحكّم التيارات الظلامية الطائفية ولكنها منتظرة عبر نضالات القوى الوطنية الديموقراطية، قوى المجتمع المدني ومنظماته وحركاته وتياراته الحية التي تؤمن بمنطق العصر وقيم أنسنة وجودنا وهذا يبدأ من البيت حيث ثقافة المشاركة في الأعمال المنزلية وإنهاء ضيم تحميل المرأة عبء العمل الروتيني المقيت ويتجه أبعد باتجاه الشراكات الحياتية في التعليم والعمل وفي معالجة قضايا الحياة بطريقة موضوعية ناضجة ناجعة. وفي تغيير فلسفة الحكم من حكم يتشبه بنظم الإسلام السياسي ونزعته الطائفية إلى حكم مدني يعيش العصر ومنطق الحداثة والتقدم الإنساني. مع إطلاق الحريات وحماية الحقوق ومبادئ المساواة التامة وتشريع القوانين الضامنة مع التشديد في تطبيقها بما يكفل تعديل المسيرة التي باتت تحيا أزمنة الكهوف والعبيد.
ونحن هنا ننحني لنضالات النسوة اللواتي يقدن مسيرة كفاح بصلابة ووعي وهن يتحدّين التعقيدات والمخاطر الجمة. ونشد على أياديهن وهنّ يتعمقن في التصدي للجهل والتخلف وللمشكلات السائدة ويتمسكن بمهام حمل رايات السلم الأهلي ونشر قيم الإخاء والتسامح والمساواة...

تيسير عبدالجبار الآلوسي - المرصد السومري لحقوق الإنسان



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متحف نينوى: جريمة التخريب والدلالة
- حول هجرة العقول العلمية خارج الوطن
- كرنفال الصحافة العراقية بدورته الثالثة ينعقد مجددا يومي 5-6 ...
- نداء من أجل المشاركة بوقفة التضامن مع النازحات والنازحين ببغ ...
- كلمة افتتاح احتفالية اليوم العراقي للمسرح في لاهاي
- الإحصاء والشفافية بين الحق والأداء وفرص اتخاذ القرار الأنجع
- من بوابة المسرح سنطلق مسيرة بناء الدولة المدنية ومؤسساتها في ...
- بِئْسَ ما تَخطُّهُ أقلامٌ حبرُها دماءُ الفقراء
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر مناهضة جرائم الإبادة والتطهير العرقي ...
- مخاطر جديدة تهدد بانهيار سد الموصل متسببة بكوارث مفتوحة بلا ...
- العيش في الماضي تغريب عن الواقع وانكفاء مرضي خطير النتائج
- في الشأن العام، علاقاتنا بالآخر ومواقفنا تجاهه لا يصح أن تحك ...
- بطاقة تحية للجيش العراقي تتطلع لبناء وطني يتسم بالنقاء والكف ...
- في يوم المثقف العراقي كلمة تحية للاحتفالية المنعقدة في مدينة ...
- في اليوم العالمي للغة العربية، تجديد النداء من أجل انتباهة ا ...
- في اليوم العالمي للمهاجرين تطلعات من أجل الأمن والأمان والتن ...
- من أجل القضاء على العنف وإنهاء معاناة المرأة العراقية التي ب ...
- ليبيا: شعب السلام يتطلع لبناء دولته المدنية وعقبته الكأداء ه ...
- أين موقعنا في دليل التنمية البشرية الأممي؟
- العراق بين قرار حازم واتجاه نحو مفاجآت غير محسوبة


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تيسير عبدالجبار الآلوسي - حقوق العراقيات في اليوم العالمي للمرأة، ما زالت في مهب الريح!