أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - قاتل الشماء يتربص بالسيسي















المزيد.....

قاتل الشماء يتربص بالسيسي


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



دخلْت المستشفى فترة من الزمن انقطعت خلالها عن الأخبار، وظلت تشغلني قضية اغتيال المناضلة المصرية شيماء الصباغ في وضح النهار لتستعصي على التحقيقات الشرطية والقضائية. وفي الأثناء وجه اتهام لزعيم حزبها بالجريمة سعيا لتضييع آثار الجريمة على غرار ما حدث في الاغتيالات الكبرى ، مثل اغتيال الرئيس الأميركي جون كندي ، واغتيال مارتن لوثر كينغ واغتيال رفيق الحريري. تصفحت الصحف بعد الخروج من المستشفى لألاحظ في حيرة الإغفال التام لموضوع الجريمة من قبل صحافة مصر؛ إلى أن طالعت هذا الصباح (7/3/2015)ما كتبه في الأهرام عبد الغفار شكر، القائد الوطني ونائب رئيس المجلس المصري لحقوق الإنسان . فقد حظر النائب العام على الصحافة الخوض في الموضوع لضمان نزاهة التحقيق. يجادل الأستاذ شكر في قرار النائب العام بحجة ان كتمان مجريات التحقيق قد يثير البلبلة ويشيع الإشاعات. آية ذلك ما دار في اجتماع المجلس القومى لحقوق الإنسان يوم 4 فبراير 2015 "عندما بدأ يناقش الوضع العام فى المجتمع من زاوية حقوق الإنسان حيث دارت مناقشات مهمة بدأت بالحديث عن قضية شيماء الصباغ وانها تشبه الى حد كبير قصة خالد سعيد التى كانت احد الأسباب المهمة فى قيام ثورة 25 يناير(!!) وان مثل هذه الأحداث تؤدى الى اثارة المواطنين وتوفر ارضا خصبة للمتربصين. وانتهت المناقشات الى اتفاق أعضاء المجلس على ادانة حادث مقتل شيماء الصباغ وان هناك عودة لسياسة وزارة الداخلية لما قبل ثورة 25 يناير، وهناك ادلة وشواهد تشير الى ذلك منها مقتل مسجون بقسم روض الفرج بسبب التعذيب، ومقتل سائق بامبابة على يد ضابط. وقيام امين شرطة بقتل مواطن لأنه استفزه، فضلا عن احتجاز 180 قاصرا بمعسكرات الامن المركزى وان هذه الوقائع تعدت مسألة الحوادث الفردية الى كونها تعبيرا عن سياسة عامة تنتهجها الأجهزة الأمنية".
إذن توجد ارضية للمتربصين بمصر تداري عليها عناصر قيادية في الأمن الوطني المصري.
وفي نفس اليوم نشرت صحيفة الوطن مقالة كتبها الدكتور عمار علي حسن حول التباسات السياسات المصرية بما يعيد للأذهان ذلك " الثقب الأسود الذى ابتلع نظام «مبارك» ولا يوجد ما يمنع من أن يبتلع حكم «السيسى»، إن لم ينتبه"!!
تحذيرات خطيرة تعيد للأذهان تجربة اكثر من قطر منها الانقلاب الدموي في العراق في آذار 1963 الذي شاركت فيه المخابرات الأميركية وابتدأ باغتيال عبد الكريم قاسم ، الذي انصف الفلاحين والشرائح الشعبية وكسب تأييدها، لكنه في نفس الوقت خاصم الشيوعيين والقوى الديمقراطية ؛ صمت حيال الاغتيالات المتكررة لعناصرهم في الشوارع والبيوت وشجع المتربصين بحكمه ليباغتوه وهو على وثير الوهم برضى الخصوم الحقيقيين عن نظام حكمه. نظام السيسي ، وإن لم يناصب العداء المكشوف سياسات التحالف الأميركي – الإسرائيلي بالمنطقة، إنما ينفذ خطوات تثير غضب التحالف، إذ تعطل مخططاته في المنطقة .ومن عقيدة المحافظين الجدد ، الذين يديرون السياسة الدولية للولايات المتحدة أن النظام الحريص على التطور المستقل يتحدى أميركا ويعاديها.
يدعي التحالف المعادي، وهو يزعم انه إنما يكافح الإرهاب ، ان الإرهاب شبح يصعب تعقبه؛ وهو بادعائه يبرر تنظيم شبكات من القتلة المأجورين والمدربين بحيث لا يتركون بصماتهم على مسرح الجريمة. باتت مخططات التآمر الامبريالي – الصهيوني أشد مكرا ودهاء وأوغل التحالف المتآمر في التدخل بالشئون الداخلية للبلدان الأخرى ، وأفرط في التوحش. تتراوح مؤامراته بين استئجار مجرمين محترفين إلى تشكيل فرق موت متجولة في البلدان المستهدفة تحت قناع مهمات مدنية وإنسانية. وقد فضح الكاتب الأميركي بوب وودوارد، الوثيق الصلة بالاستخبارات الأميركية المركزية بعضا من أساليب الوكالة في كتابه حول جرائم السي آي إيه الصادر عام 1987، منها استئجار المجرم جون روسيلي لاغتيال كاسترو في بداية ستينات القرن الماضي. يكشف هذا النهج لغز تحركات البلطجية لضرب تحركات الجماهير في الحقبة التي تلت ثورة 25 يناير في مصر.
أورد الكتاب "منذ صدمة الثورة الإيرانية وتيرنر يحاول زيادة شبكة العملاء المأجورين في الحكومات الأجنبية والمخابرات الأجنبية ، بما في ذلك الدول الحليفة والصديقة . كانت مصر مثالا لذلك. عملية أمنية في مصر لتقديم الحماية للسادات وأجهزة إنذار من مؤامرات اغتيال او انقلاب . كما وفرت الوكالة أجهزة إليكترونية وعناصر بشرية في الحكومة المصرية ومجتمعها وقائدها. كان السادات يدخن الأفيون وتنتابه الهواجس..." (الصفحة 31 من الكتاب بالطبعة الإنجليزية).ولفت انتباه المؤلف إشادة عملاء السي آي إيه بقدرة الموساد على " اختراقات بشرية استخبارية جيدة. فقد رأى تيرنر، مدير عمليات الوكالة في الخارج، في المنطقة اعتمادا كبيرا على العنصر البشري ؛ ولهذا ميزته في مراقبة أربع وعشرين ساعة وتحذير مبكر " ( 135) . وذكر المؤلف أن المخابرات الإسرائيلية في الأقطار العربية لم يتفوق عليها سوى دائرة المخابرات الوطنية. لكن الموساد لم تسلس في التعامل مع السي آي إيه . وجد كيسي ، مدير الوكالة آنذاك، مشقة في التعامل معها، رغم أن إسرائيل تلقت من واشنطون معلومات رصدتها وبثتها الأقمار الصناعية التجسسية.
إلى أن قال، "باتت السي آي إيه بحاجة إلى مزيد من القنوات المعتمدة للمعلومات عن مصر . ولم تكن هناك حدود في مجال جمع المعلومات ، خاصة في منطقة مضطربة مثل الشرق الأوسط ، وخاصة في مصر. أراد المزيد من العناصر البشرية ومن الأجهزة الإليكترونية ، حتى في أعلى مستويات الجهاز الحكومي" . وبعد اغتيال السادات ورد في توجيه أصدره كيسي’ يجب وضع أناس في الشارع كي يروا إن كان هناك من يريد إطلاق النار على مبارك‘ "(169).... "اعترى الوكالة ابتهاج وانتعاش إذ قدر لها الحصول [ في مصر] على مصادر وثيقة الصلة فعملت فهارس عن تقلبات وأهواء العشرات من الوزراء ووكلاء الوزارات وطموحاتهم وسياساتهم" (312).
تم اختراق اجهزة الحكم في مصر بمختلف اختصاصاتها ؛ ربما استعصت على محاولاتها بعض العناصر؛ وربما اعتبرت فعاليات محددة مناطق مضمونة لأنها تخضع لسيطرة العناصر وثيقة الصلة. ولكن من السذاجة الظن أن اميركا فككت شبكات تجسسها وحملت عصاها ورحلت. وسذاجة أسوا وأفدح ضررا الظن بأن عملاء الاستخبارات يخرجون بإرادتهم مثلما يدخلون بيت الطاعة. فالخلايا النائمة تنتظر التكليف بمهمات في ظروف مواتية.
شُرع في الترتيبات الأمنية إثر نجاح الثورة الإيرانية ، وتمت الترتيبات الأمنية على عجل ، وما إن شنت حرب الأرض المحروقة على الشعبين اللبناني والفلسطيني عام 1982 ، حتى وجدت الأنظمة العربية كافة نفسها محصنة من الغضب الشعبي ، ولديها الجسارة كي تخذل ضحايا العدوان وتصمت طوال ثمانية وسبعين يوما على ضرب عاصمة عربية بأدوات الموت والدمار، ثم تواصل الصمت حيال انفضاح أمر مجزرة صبرا وشاتيلا في تلك الأثناء. يقول وودوورد أن الموساد والسي آي إيه والاستخبارات البريطانية على علم بكذب تبريرات العدوان لأن المعتدي على السفير الإسرائيلي، وهو ما اتخذ مسوغا للحرب، كان من جماعة أبو نضال المتمردة على منظمة التحرير الفلسطينية. وخلال الحرب "طورت السي آي إيه علاقات وثيقة مع شارون والموساد، ونجحت في إقامة صلات بين خصوم المقاومة الفلسطينية وبين الإسرائيليين، وجعلت من بشير الجميل مشتركا بين السي آي إيه والموساد" (217)
وجاء زمن سيطرة المحافظين الجدد، أصحاب مشروع القرن الأميركي وهيمنة القطب الأوحد. لم يعد التجسس كافيا ؛ فاقتضى الأمر اختراق استقلال كل قطر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا . شرعوا تنظيم عمليات عسكرية سرية ينفذها عناصر مدربة لا تترك لها بصمات على مسرح الجريمة . باتت الممارسة تعم العالم . فقد صدر أكثر من تصريح لضباط أميركيين مسئولين تضمن معلومات عن القيادة المشتركة للعمليات الخاصة JSOE)) ، منها أن المعلومات المتسربة تقدر أن حوالي 85 بالمائة من الوحدات المكلفة بالعمليات الخاصة فيما وراء البحار ينحصر نشاطها في عشرين بلدا من منطقة الشرق الأوسط الكبير تشمل مصر والأردن والعراق والكويت ولبنان وعمان والبحرين وسوريا والعربية السعودية وقطر وباكستان وقرغيزيا؛ أما الباقون فيتوزعون ضمن مجموعات صغيرة في أنحاء الكرة الأرضية من أميركا الجنوبية حتى جنوب شرقي آسيا . قيادة العمليات الخاصة تنفذ المهمات السرية المتخصصة، منها الاغتيالات والمراقبة بعيدة المدى والتحليلات الاستخبارية والتدريبات الأجنبية. إنها تقوم بدور فرق رئيسة لتنفيذ اغتيالات خاصة. هذه الفرق تتبع المنظمة الأُم التي تحمل الاسم الكودي (سوكوم) ، وهي نخبة عسكرية جديدة أنشاها البنتاغون، منظمة سرية ضمن المؤسسة العسكرية ذات قوة محلية وتمتد أذرعها خارج الولايات المتحدة الأميركية.
هذه الأنشطة والأصابع التي احترفت تحريكها من وراء ستار لم يمسسها سوء ولم توقف أنشطتها بعد ثورة يناير الوطنية الديمقراطية في مصر. ينبغي رؤية هذه الأصابع خلف عمليات العنف المفرط ابتداء من الغاز المسيل للدموع، والضرب المبرح بالعصى التى أصبحت حمراء من دم المصابين. وإذا كان حقا أن تلك الأصابع تطلق زناد "الرصاص الحي فى القلب والصدر والدماغ" كما كتب أحد المعلقين المصريين بحق فمن الغرابة أن لا يتطرق أي ممن ناقشوا الجرائم الغامضة أثناء الاصصدامات بين المتظاهرين والعناصر الأمنية إلى احتمال مشاركة عملاء المخابرات الأجنبية في اقتراف الجرائم وتوتير الأجواء داخل المجتمع المصري،ليبقى "العنصر الثالث" مجللا بالغموض.
هل من مبرر لتبرئة تلك المنظومات من اقتراف جرائم القتل الخفية ؟ وهل يستغرب عاقل كمون عناصر من هؤلاء العملاء داخل صفوف الهيئات الأمنية ، وبالذات المفرزة التي انطلقت منها القذيفة التي اودت بحياة المناضلة شيماء الصباغ ؟ ولدى الحديث عن بقايا نظام مبارك هل يستبعد ان يتورطوا كلهم او بعضهم في شباك العمالة للاستخبارات الأجنبية؟ اليس تخريب الاقتصاد الوطني ونشر الفساد بعض إنتاج صنائع الاستخبارات الأجنبية؟
واخيرا ألا يعقل أن يكمن عنصر او اكثر بالقرب من الرئيس السيسي كي يضع حدا لنهج يعتبره التحالف المعادي تحديا عدائيا ينبغي استئصاله قبل أن تستفحل عدواه داخل منطقة تعتبر المجال الحيوي للهيمنة الكونية؟!



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد ازمة اليسار/ المعرفة قوة
- بصدد ازمة اليسار حوار مع الباحث حذيفة مطر صلاح
- بصدد ازمة اليسار
- جدل الإرهاب والعنصرية والحرب
- خالد الذكر فؤاد نصار في ذكراه المئوية
- حرب على عدة محاور يخوضها نتنياهو
- العاهة بنيوية في تركيبة النظام الرأسمالي
- الشعب الأسود وشعب فلسطين يصليان جحيم العنصرية
- لامصلحة لإسرائيل في الاتفاق مع العرب
- في ذكرى أكتوبر-3
- في ذكرى اكتوبر - المآثر التاريخية لثورة اكتوبر الاشتراكية ال ...
- في ذكرى أكتوبر - الهيمنة المطلقة لدولة الاحتكارات
- ثنائية القوي - الضعيف في صراعات المنطقة
- التنوير المجهض - امتهان الديمقراطية
- التنوير المجهض-3
- التنوير المجهض - تحديث زائف
- التنوير المجهض
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي 4من4 -ابن تيمية
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي 3من4 شهادتان
- طرد العقلانية من الفقه الإسلامي


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - قاتل الشماء يتربص بالسيسي