أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد قنديل - استيقظوا واتحدوا أو موتوا 1















المزيد.....

استيقظوا واتحدوا أو موتوا 1


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




(1)

واجهوا الجيل الرابع من الحروب بالوعي والاتحاد أو تقبلوا ما سيحدث ..كلنا بالطبع يعرف الشكل التقليدي الشهير للحرب أو الجيل الأول وهو الذي تجري وقائعه بين الجيوش النظامية المعدة لذلك ، وفي الأغلب تدور رحاها في جبهات حدودية ، وقد قرأنا عن أمثلة لها في القرون الثلاثة الأخيرة وكان أغلبها بين دول أوروبية تتنازع حول امتلاك المستعمرات لاستنزاف ثرواتها ، ولعل أشهر هذه الحروب قاطبة بسبب اتساع الرقعة وتعدد الأسلحة وعنفها ما حدث في الحربين العالميتين الأولى والثانية، ومن الحروب النظامية أيضا الحرب الهندية الباكستانية و حرب أكتوبر1973وغيرها ، وهناك شكل تقليدي آخر( الجيل الثاني ) أقل انتشارا وهو المسمى " حرب العصابات " وتكون بين جيش نظامي وجماعة من المحاربين الذين يختارون مواقعهم في الغابات والأحراش ؛ ولهم قيادات تضع خطط المواجهة غير المحكومة بصدام مباشر ولكن عبر التسلل إلي معسكرات الجيوش النظامية المتمترسة في مواقعها ومحاولة الهجوم عليها وإلحاق أكبر الأضرار بها بتدمير مخازنها ومنع وصولها لآبار المياه وقطع الطرق الموصلة للإمداد والتموين ثم الهروب والاختباء في الكهوف أو فوق الأشجار؛ ومن أشهر تلك الحروب حرب فيتنام التي واجه فيها الجيش الأمريكي قوات العصابات الفيتنامية التي استدرجته إلى أحراش فيتنام حيث سقط في مستنقع لم يستطع الخلاص منه إلا بالانسحاب الكامل ، وقد اكتسب تشي جيفارا صيته المدوي من قيادته لجماعات في حرب عصابات تستهدف العمل على تحقيق الاستقلال وإسقاط الدكتاتوريات الحاكمة في عدد من دول أمريكا اللاتينية إبان الستينيات ، أما أكبر المنظرين والقادة لحرب العصابات فهو الزعيم الصيني ماوتسي تونج، الذي اعتمد على حرب العصابات إلى حد بعيد في الثورة الصينية وإقامة جمهورية الصين الشيوعية عام 1949

وهناك ما سُمي " الحرب الباردة " وهي في ظني بدايات الجيل الثالث من الحروب التي دارت رحاها بين الدول الكبرى وسرعان ما بدأت بعد أن وضعت الحرب الثانية أوزارها واستمرت عقدين على الأقل بين دول شرقية ودول غربية تتنازع الهيمنة على العالم ، فقد انتهت الحرب الثانية بانكسار ألمانيا زعيمة المحور على ثلوج روسيا زعيمة السوفييت وانتصر الحلفاء بعد أن ألقي الأمريكيون قنابلهم النووية على هيروشيما ونجازاكي . وهكذا ظهرت قوة الدب الروسي في مواجهة الثور الأمريكي ، وبدلا من تحقيق الهيمنة وقيادة العالم عبر بوابة الحروب المادية والنار والتدمير الذي هدم الكثير من معالم أوروبا وقتل وشرد عشرات الملايين انتقلت المنافسة إلى عنف بارد يتمثل في سباقات متعددة للاستحواذ واستخدام الجاسوسية على أعلى مستوياتها والاستعانة بالثقافة للتغلغل إلى الشعوب والسيطرة على وعيها وتوجهاتها عبر الفنون والآداب والمراكز الثقافية مع اختطاف العلماء والتحريض على التفوق في غزو الفضاء والتنافس في تحقيق النجاحات العلمية والاكتشافات الحديثة التي تضمن تجميع أكبر عدد من الدول المؤيدة والتابعة ومن ثم التمكين للدولة الكبرى ، وفرض كلمتها على أكبر جزء من العالم . لكن تآكل القدرات السوفييتية تدريجيا منذ السبعينات حتى اكتمل الانهيار مع نهاية الثمانينيات ما أدى إلى انتهاء الحرب الباردة التي حققت الغرض منها وهو انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالقيادة العالمية . وقد لحقت الحرب السوفييتية الأفغانية التي أعتبرها شكلا من أشكال حرب العصابات بالحرب الباردة ، وتعاونت الحربان في القضاء على الكتلة الشرقية وتفكيكها وتسهيل مهمة أمريكا في قيادة العالم.
وما لبثت الدولة العظمى أن تلقت ضربات قاسية في عدد من المؤسسات الكبيرة في داخل الولايات المتحدة والتي كان أبرزها وأخطرها بلا شك تفجير برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك في الحادي عشر من سبتمبر 2001وهي عودة مجددة لحرب العصابات وتدشين لانطلاق حروب الإرهاب والتهديد الدولي الذي يتجلى مؤخرا في تنظيم " داعش " الهمجي.
أما الجيل الرابع من الحروب فيقوم على أسلوب " الهدم من الداخل " وهو ما تطبقه " داعش " وغيرها من الجماعات ، وهي تعد نوعا من حرب العصابات المدعومة بوسائل الاتصال الحديثة مع تنفيذ عمليات متلاحقة من الإرهاب والترويع بالاستعانة بالشائعات والحرب النفسية والعمل على زعزعة الاستقرار ومن ثم يسهل تقسيم الدولة المستهدفة إلى مناطق يجري التهامها الواحدة بعد الأخرى ، وهذا ما تحاول " داعش " تنفيذه في العالم العربي بتوجيهات صهيوأمريكية ، ولا يتعين أن نصدق الحشد الأمريكي المزيف لضرب داعش.



أساليب حروب الجيل الرابع
1 – أحد أهم الأساليب هو الإرهاب وهو يختلف عن الإرهاب الذي شهدته المنطقة في عقود سابقة إذ إنه يبدأ بالتمويل غير المباشر لإنشاء قاعدة إرهابية غير وطنية أو متعددة الجنسيات داخل الدولة بحجج دينية أو عرقية أو مطالب تاريخية .
2 – تنظيم التظاهرات التي ترفع كذبا رايات السلمية للمطالبة بحقوق مشروعة تتعاطف معها الجماهير وبعض وسائل الإعلام و المنظمات الحقوقية ثم يتم في أثناء المظاهرة الاعتداء على المنشآت العامة والخاصة وقتل وإصابة بعض الأشخاص ثم إلصاق التهمة بالجيش و لتأجيج العداوة بين الشعب والشرطة والجيش بما يعزز الكراهية .
3 – إعادة تدوير المشكلات الموجودة بالفعل وإثارتها لإعادة الكرة وعمل مظاهرة جديدة
4 - ومن الأساليب المهمة لحروب الجيل الرابع الحرب النفسية المتطورة من خلال وسائل الإعلام لإشاعة التلاعب النفسي، واستخدام محطات فضائية تنشر الأكاذيب وتقوم بتزوير وثائق ومستندات وصور وتسريبات صوتية منسوبة لشخصيات قيادية رفيعة وبثها عن طريق الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي بغرض إشاعة البلبلة والانقسام .
5 - تضخيم التحديات و التهديدات التي تواجه الدولة المستهدفة وزرع عدم الثقة في نفوس المواطنين لإقناعهم بعدم قدرتهم على مواجهة هذه التحديات و التهديدات وخلق حالة من التوتر و الشك في القيادات التي تبدو عاجزة إزاء ما يثار.
نواصل بقية المقال في العدد القادم



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليمان فياض .. الحكّاء الفريد
- أنا والحكيم والسقف
- تقدموا للجنائية الدولية بهذا الفيلم
- الحكمة تقتضي تحريرهم
- صعود كتابة المرأة المشهد والأسباب
- فرانداعشتاين
- مستقبل النفط العربي مهدد
- لماذا تحكم علي مفكر بالإعدام ؟
- كشف حساب 2014
- صديقي الضخم بحجم عصفور
- يجتهدون لتمزيق الوطن
- من يشتري الأحزاب المصرية؟
- مقاييس التعاسة في مصر والعالم
- رحلة ممتعة إلى أيرلندا
- في حضرة شيخ الأدباء
- رحيل مبروك .. رحيل عصفور الكناريا
- رسالة ريحانة إلى بنات الشرق
- سُهي والكلاب
- الثقافة المصرية بحاجة إلى منقذ
- للزعيم غنى الشعراء ( 1 )


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد قنديل - استيقظوا واتحدوا أو موتوا 1