أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - أعطاب -أمريكا-في مرآة بوكوفسكي














المزيد.....

أعطاب -أمريكا-في مرآة بوكوفسكي


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


أعطاب "أمريكا" في مرآة بوكوفسكي

"عندما تتوقف النساء عن حمل
المرايا معهن
أينما ذهبن
ربما حينها
يمكنهن أن يحدثنني
عن
التحرر "
بوكوفسكي
بوكوفسكي شاعر متوتر وقلق،يثيرني كثيرا هذيانه المارق ونزقه،بائس وحزين،أمطر "الحضارة الأمريكية" برصاص إبداعه اللاذع،وتعامل مع الشعر كطريقة عيش.
بوكوفسكي تأتيه القصيدة كعاشقة تفتح ذراعيها لعاشق لا يكتفي،تأتيه القصيدة ولا يأتيها محملة بالأسى واليتم،لتصبح الكلمات في شعره متوهجة حارقة.
هو هكذا،شاعر يحب ويكره في آن،يعيش عشقه بعنف باذخ،يكتب في المساحات الضيقة،والزوايا المعتمة،ليحول يتمه العاري إلى نص يحتفي بالمهمش والهامش.
الشعر بالنسبة لبوكوفسكي ليس طريقة في الكتابة والبوح،انه فن في العيش،تمرد على مجتمع الوفرة،وعلى دين الاستهلاك الجديد،في سوق تأكل أخضر سباياها ويابسهم.وتنشر اليباس في الأرض.
يكتب بوكوفسكي عن العفونة،والرداءة،والضحالة،والخواء الانساني،والسقوط،واليأس،والخسران،والرتابة،والتيه،والقلق،والتسكع،والمجون.......،لم يكن القلق والتمزق نمط حياة بوكوفسكي،كان أيضا نمطا في الكتابة،قصة قصيرة ،أو رواية ،أو شعرا،كتابة تنتصر لبؤسها العاري.فبوكوفسكي،عاش هامشه في الكتابة كما في الحياة،مارس احتجاجه بالاثنين،وفي الاثنين،في واقع تنكر لبوكوفسكي الكاتب،كما تنكر المجتمع لبوكوفسكي الانسان.
يكتب تشارلز بوكوفسكي في قصيدة"الحب كلب من جهنم"
"أرجل جد متعبة
روح لولبية
أياد تنثر السكر فوق الفراولة
عيون مثل أصداف سروال قصير
أفضل النبيذ الأحمر
أنا صلب مرمري وقت الزلزال
أنام أثناء مراسيم الدفن
أتقيأ أثناء الاستعراضات
وأنا دائما الضحية في لعبة الشطرنج
في لعبة المغفل والحياة
أشم رائحة البول في الكنائس
لم أعد أعرف القراءة
لم أعد أعرف النوم"
ولعل هذا المقطع الشعري ليعكس بعضا من المزاج الحاد والشقي لشاعر خبر العزلة والصمت والتيه،فكان طائرا يغرد خارج السرب،حتى وهو يتحدث عن الحب،كما في رواية"نساء"،
"كنت سعيدا أنني لا أحب،وأنني لست سعيدا من العالم.أحب أن أكون على خلاف مع كل شيء،الناس الذين يحبون يصبحون عصبيين،يفقدون حس الادراك لديهم،يفقدون مرحهم،يصبحون غاضبين،مملين،بصبحون قتلة."
أيقلب بوكوفسكي المعنى؟أم يعطي معنى آخر للحب؟
أليس الحب في حقيقته لا شيء،ان لم يكن نشيدا ضاجا بالقلق،سفرا جريحا نحو الآخر المختلف والمغاير،اندفاعا مثقلا بالهوس والتيه؟
لايقول بوكوفسكي ما قاله عن الحب جهلا بهذا المارد الذي يغرد داخل الروح،لأنه لم يغرف من حوضه الناري،أو لم يتنفس ريحه التي تعبث بالحواس،يكفي أنه تعرض لصدمة نفسية عميقة حين غيب الموت حبه الأول،جين بيكر كوني،حيث نعاها في قصائد وقصص كثيرة.
قصته مع الكتابة،تبدأ من قطعة انشاء في سن العاشرة،عن زيارةا لرئيس الأمريكي للمدينة التي كان يسكنها آنذاك،لم يسعفه سوى خياله الابداعي في وصف ماحدث ،بعد أن حال أبوه دون أن يكون شاهدا مباشرا،هكذا صيغ قدر كاتب عانى من عنف الأب ،ومن العزلة الطويلة،والمنفى الداخلي،وقساوة الاغتراب.
بوكوفسكي ،كاتب أمريكي من أم المانية، (1920-1994)،قضى أعوامه الطويلة في التيه،النوم على كراسي الحدائق،التسكع في الطرقات،الريح أنيسه،وسلواه الوحدة والخمر،ومسكنه جسد مليء بالتقرحات،وروح محتجة،شره في معاقرة الخمرة،ومضاجعة النساء، في مفاصل مهمة من حياته،كان دائما يختار الكتابة والفقر،على العمل والجنون.
يكتب بوكوفسكي القصة والرواية والشعر غارفا من قاموس اليتم،كتيمة أساسية،يستعير عالم الحضيض الذي شرب منه وارتوى،يكتب ليبحث عن عالم للاختباء من خرائط مثقلة بالدسائس والنفاق،يكتب بحقد عذب وفاتن وجميل،ليعطي للكتابة ملحها.كان سكيرا بارعا في تسكعه وعربدته،وعزلته،صالحته الخمرة مع نفسه،مثلما صالحته الكتابة مع ذاته،فكان ثملا في الحياة،وثملا في الكتابة.
كان زواجه عابرا من الشاعرة باربارا فراي،ليعود الى الشعر والسكر والتسكع،توفي عن سن الثالثة والسبعين،بعد أن أنهى رواية "اللب"،من أعماله الشعرية /
-الاحتراق في الماء،الغرق في اللهيب
-الحب كلب من الجحيم
-سيقان،أرداف وما خلفها
-حرب طوال الوقت
-الليلة الأخيرة للأرض.
.....................................................



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية الى صفرو
- لايليق بالقصيدة أن تكون مسكنا للقتلة
- سيرة غياب
- زغاريد لتيه
- حركة 20 فبراير بين المتخيل الروائي والمقترب النقدي
- قصص قصيرة جدا
- الحلم


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - أعطاب -أمريكا-في مرآة بوكوفسكي