أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب عبد السلام - محمد في عيادة سيجموند فرويد













المزيد.....

محمد في عيادة سيجموند فرويد


الطيب عبد السلام
باحث و إعلامي

(Altaib Abdsalam)


الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 19:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر الطبيب سيغموند فرويد هو مؤسس علم التحليل النفسي و قد قام بمجموعة من البحوث و التجارب على مرضاه النفسيين و خصوصا المصابين منهم بالهيستريا و وصل الى حقيقة ان هذه الهيستريا و الامراض النفسية ليست عضوية بل هي نتاج للتصادم الداخلي و الضغوط الخارجية بين الرغبة النابعة اساسا من الشعور اللا واعي الغرائزي و المعبر عنها بكلمة الليبيدو وبين الواقع الماثل و الواقع الامثولي الامثل.
يرجع فرويد كل مظاهر السلوك الانساني الى منطقة اللبيديو او العقل اللاواعي لدى الانسأن.
و نظرية سيغموند فرويد تقول بأن لدى الانسان ثلاثة مستويات هي الهو و هي التي تمثل الجانب الغرائزي في الادمي غير المكترث بالامكانيات او المعطيات فهو الغريزة المتجردة المحضة غير المتمظهرة في اي تصنيف اجتماعي او حضاري، و الانا و هي التمظهر الاجتماعي و الواعي للهو فهي الرغبة و الشعور بها و الانا العليا التي تمثل القيم اليوتوبية
و المثلى و الاخلاقية للكائن الادمي او ما يسمى بالضمير!!
يقول فرويد ان كل الامراض النفسية و الاندفاعات العاطفية مردها الى ذلك الصراع بين الهو و الانا و الانا العليا!! الغريزة و الرغبة و القيمة الاخلاقية!!!
هذا هو بأختصار ما تحدث عنه سيغموند فرويد و الذي نسعى لتطبيق نظريته هذه على التجربة الاسلامية بهدف اجراء عملية تحليل نفسي للقيم الوجودية الموجودة في الاسلام.
"قبل وقت طويل و قبل ان اقراء او اعرف عن سيغموند فرويد وضعت يدي على الجرح بنفسي و انا اراقب متأملاً حركات الناس و سكناتهم،اندفاعاتهم و كبواتهم،كان يدور بخاطري الهام غريب بأن ثمة شئ لم يقل مخبوء تحت تلك الحركات و السكنات!! شئ يفوح منهم و بقوة من دون ان يتفوهوا به!! شئ يلح عليهم الحاحاً عظيماً!!لكنهم لا يملكون شجاعة بثه او قوله.
مثلما نرى العربة تسير لكن من دون ان نفهم على وجه المشاهدة المفصل الذي يحركها الا بعد كشف هيكلها و رؤيتها من الداخل!! هذا هو الانسان لا نعرف مفصل حركته الا بأزاحة غطاء الانا و رؤيته من الداخل!!كشف منبع مشاعره و رغائبه!!كده و تعبه!!دافعه للحياة و كدحه فيها!!عذاباته و اشراقاته!!طمأنيته و همه!! سروره و المه!!
هناك حيث تقبع الغريزة الغول!!في احراش اللاوعي المتشابكة!!هناك حيث تبث صرخاتها
و تضرب بيديها على صدرها!!تطلق نداءتها المستعرة!!هناك يا صديقي حيث تكمن الذات الواعية غائبة عن الوعي بخمر عودتها لمنبعها!!هناك حيث تسبح الانا العليا كسمكة صغيرة في نهر الغريزة!!من هناك تخرج انت و اخرج انا في مغامرات الوجود الشائكة!!.
و كما هو معروف تاريخيا و اجتماعيا ان العرب كانوا من اكثر الشعوب و لعا بالجنس
و انشغالا به و غرقاً في فنونه!! نسبة للعوامل الجغرافية المتمثلة في صحراء قاحلة شديدة الحرارة و شديدة البرودة في أن، اضافة الى الحالة الحضارية السائدة لديهم!!فقد كانت حياتهم غاية في البساطة و فقيرة التكوين!! مما جعل هموممهم ونشاطاتهم الانسانية محصورة في اطر معينة يعتبر الجنس عاملاً حاسما فيها!!بل و قد كانت طقوسهم التعبدية نفسها قائمة على الجنس بصورة قوية و ليس ادل على ذلك طقس الطواف حول الكعبة نفسها!! وشكل المكان الموضوع فيه الحجر الاسود.
و ارتباط تواريخهم بحركة القمر المرتبط اساسا بالعادة الشهرية لدى السيدات!! و ابتداعهم للعشرات من انواع الزيجات و النكاحات التي تفننوا فيها ايما تفنن من تبادل للنساء و زواجات المبادلة و الاماء و السرايا و زواج المسيار و المتعة و غير ذلك كثير.
جملة القول بأن العرب كانوا يعيشون في حالة من الهوس الجنسي عظيمة!! وهم في ذلك معذورون لأن متطلباتهم الحضارية و الجغرافية لم تكن بتلك الدرجة من التعقيد التي تجعلهم يؤسسون فكرا حضاريا او منشغلا وجوديا سوى النساء و الغلمان و البذخ الجنسي.
من هنا نفهم ان اي محاولة للتأثير على العرب و قياداتهم و بسط كاريزما معينة عليهم تقتضي و بقوة اصطحاب الهم الجنسي معها و تقديم عروض اكثر سخاء لهم.
باسقاط مبدائي لنظرية التحليل النفسي سنجد ان الامور هنا اكثر جلاء و وضوحا لا تحمل تلك التعقيدات المؤدية للاشكاليات النفسية الناتجة عن الكبت!!لأن المجتمع في بدائيته تلك كان اميل للاعتراف برغائبة و تصالحا معها و افصاحاً عنها!!لذلك كانت حياتهم في هدوئها ذاك
و تصالحها اميل للاعتماد على اقتصاد التجارة و اميل للتعبير الوجداني المبكر عن رغباتهم الجنسية و الوجودية!! لأن الجنس هو غاية الهرم الوجودي في نفس الانسان!!و انما نضاله ذاك و كدحه المستميت انما لبلوغ تلك الغاية وفقاً للشروط الشكلية الجمالية التي افترضها
و الشروط العقلية الجوهرية التي اختطها!! فلا يصح عنده بلوغ الجنس من دون بلوغ ما افترض له و ما رسمه حوله!!
مما سبق نفدنا الى امرين مهمين هما :
1/ وجود البيئة الخصبة للتأثير عليها بالوازع الغرائزي الجنسي و قيادته بها.
2/ عدم الحوجة الماسة لاخفاء الوازع الغرائزي "اللبيدو" اللابد في احراش اللاوعي.
ان ظهور محمد في بيئة مثل تلك حتم عليه بصورة اساسية ان تكون ثقافته نابعة منها و متأثرة اساسا بها!! وليس من الغريب القول بأن محمد نفسه عاش حياة جنسية مليئة بالحرمان و عدم التكافوء!! تجلى ذلك في سلوكه الطقوسي المرتبط اساسا بالجنس و هو الزواج!! فنراه في عمر الخامسة و العشرين تزوج قد بأمراة تكبره بعشرين عاماً!! ثم نراه بعدها يتزوج بفتاة بينه و بينها خمسون عاماً!! الناظر بعين الحياد لحياة محمد الجنسية المتناقضة يشعر بحيرة كبرى و لا موضوعية بحت في سلوكه الغرائزي!! هي اشبه بالفوضى الجنسية منها الى السلوك الواعي المنطقي.
أن النقطة الاساسية في ظني التي اعتمد عليها الاسلام في انتشاره و قوته هو امساكه بثيمة مهمة للانسان و تملكه لها بقوة!! و هي ثيمة الجنس!! الجنس الذي لايتم الوصول اليه الا بمباركة رجل الدين و وفقا لما استنه الدين و اشترطته تقاليد ثقافته المتحولة الى عبادات!!
فمن امسك زهرة المرأة فقد امسك عقل الرجل!! ومن امسك عقل الرجل امسك عقل المرأة.
بهذه المعادلة البسيطة تمكن الدين من الامساك بأهم شئ في الحياة و احتكره لنفسه!! و استطاع بحنكة نادرة ان يكتف عقل المجتمع و يسجنه في توابيهه و مسلماته!! ويحركه كيفما شاء
و اينما شاء!!لأنه ادرك مبكرا ان الفكرة الغريزية الجوهرية في الوجود هي التي تتحكم فيه و في تصرفاته و في انفعالاته و أن سجن تلك الغريزة او حقنها بالمسلمات الطوطمية المفترضة اكثر جدوى للسيطرة على ما يخرج من تلك الذات من انوات و توجيهها لصالحه.
و ان فعل التواصل الجنساني لا يتم الا بأمره و تصوراته و اي عملية خروج عن تصوراته تلك انما هي حالة من التمرد و الرفض لوصايته و عقاب ذلك يتم بالاهانة الجماعية للذات المخالفة على ملاء من الناس!!لئيلا يفكر احد في مخالفة الفكرة الوصائية للدين على السلوك الجنسي.
أن فكرة العقاب القاسية و الرهيبة هذه ليست نظير الفعل نفسه!!بل هي نظير الرفض للوصاية الدينية على السلوك الانساني.
في ختام هذه المحاولة الفلسفية سنتحدث عن التأثير الفعلي لنظرية سيغموند فرويد على الاحداث التاريخية التي جرت ابان البعثة النبوية و اجراء مقاربات دقيقة بينها و الواقع.
كما ذكرنا انفا فأن محمد نفسه عاش حياة جنسية تعيسة و غير عادلة، وان العرب هم كانوا الاكثر حساسية و تأثرا تجاه كل ما يتعلق بالجنس.
استفاد محمد من هذه النقطة باتجاهين هما : اولاً سيطرته على المفتاح الاجتماعي للجنس
و وضعه و ادخاله الى صندوق الدين!! و ثانياً: بناء مستعمرات جنسية خيالية نظير الايمان به و القتال عنه و الجهاد في سبيله!! بهذه الحيلة الذكية و القوية تمكن محمد و ببراعة من توجيه السلوك الغرائزي لصالحه و لصالح مشروعه الهاشمي.
فاستفاد من المحرك الاساسي للحياة في صعيدها الغرائزي و مصادرته ثم تحويل ذلك الى نقطة الانا المعبرة عن تلك الغريزة من خلال تحويل نشاطها المدني لكسب الجنس الى سلوك قتالي صدامي!!ثم بناء مثل جنسانية عليا على صعيد الانا العليا او اليوتوبية تحرك الهو باستماتة ناحيتها!!مرورا بعتبة الانا المهدرة و بسرعة لصالح انا عليا تحمل مثلا ماورائية جنسانية.
و لم يدخر محمد جهداً عقليا في بناء مستعمراته الجنسية المتخيلة!!فهو كان خصب الخيال متقد الذهن متمتعا بكل خصال الكاريزما و السيطرة.
فوجه شبقهم الجنسي من الارض الى السماء فاصبح القتال في مستوى الغريزة اعنف
و اشرس!! وأنك لترى بام عينيك كيف يكون القتال شرسا عند الحيوانات عندما تكون القضية قضية جنس!! ان سجن العقل العربي بين افخاز النساء حيلة قوية و لكنها كارثية فيما بعد!!
فمحمد سجن عقول اتباعه في قضية الجنس كقضية مطلبية عبر تحريمه لها و مصادرته لها
و من ثم اعادة انتاجها في قيم اجتماعية خاصة به و قيم غيبية متعلقة شرطا به.
فاصبحت المعادلة كما يلي :
تصديق بالله و رسوله-----------(جهاد/عمليات ارهابية)----------------جنس ابدي.
و من يقراء احاديث الترغيب و الترهيب بلا شك فأنه سيصاب بالذهول لحجم الحديث عن الجنس المرضي و الكمي الذي سيحظى به المؤمنون بذلك الدين و المقاتلين في سبيله.
اخيرا فأنني اظن بأن نظرية سيغموند فرويد قد جاءت كتأطير و تفسير متأخر للكثير من الاحداث التاريخية الهامة و المزلزلة التي جرت في السابق!! و يخطئ الكثيرون حينما يلغون فكرة تأثر السابق باللاحق!! فهاهو الدين نفسه يقدم اشروحات و تنظيرات للكثير من الامور السابقة و من ثم يمرر نظرته و سيطرته عليها و بالتالي تأثيره عليها كقيمة معرفية موجودة.
بمعنى ان تأثير اللاحق على السابق يتجلى في تمرير اللمسة المعرفية عليه و وضع البصمة فوقه!! فكم من قضايا جنائية قديمة لا زالت تنظر فيها الكثير من المحاكم الاوروبية!! و كم من قضايا فلسفية كبرى قديمة لا زال البحث فيها جارياً حتى اليوم!! بل كم نقيم في حياتنا من محاكمات للتاريخ و اعادة قرأة له و نقب فيه!! اليس ذلك كله من قبيل التأثير اللحظي على الامر الماضوي!!
لن نقول بأن محمد تأثر بسيغموند فرويد و لكننا نقول بأن سيغموند فرويد قدم لنا تفسيرا
و تحليلا منطقيا لما قام به محمد عبر استفادته من طاقة الغريزة " اللبيدو" و توظيفه لها في مشروعه النبوي و القيادي.



#الطيب_عبد_السلام (هاشتاغ)       Altaib_Abdsalam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نتخيل الله رجلا
- بين سوبر محمد و سوبر مان.


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب عبد السلام - محمد في عيادة سيجموند فرويد