أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد المسعودي - جسر الأئمة واساطير السياسة














المزيد.....

جسر الأئمة واساطير السياسة


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 11:01
المحور: حقوق الانسان
    


من هو المسؤول عن وجود كم هائل من الضحايا والابرياء الذين تزهق ارواحها بشكل يومي في عراق مابعد الدكتاتورية ؟

من المؤكد ان حادثة جسر الائمة المؤلم قد نبه اساطير السياسة الى حقيقة حاضرة بشكل جلي امام كل عراقي لديه البصيرة والحس الانساني ، هذه الحقيقة تقول ان الانسان العراقي يقوده الموت بشكل عبثي وفي غاية القسوة والابادة اليومية والمستمرة من قبل قوى الارهاب والظلام التي تعشعش في عراقنا " الجديد ، الذي لايقبل ان يشكل جدته وحداثته بسهولة ومن غير ضحايا وابرياء " هذه الحقيقة تقول ان الانسان العراقي غير معني احد ما بشأنه إلا في حالة الموت والتلاشي الوجودي والانساني .

فالعراقي لايسبح في النهر مرتين كما يقول هرقليطس ، يموت بشكل يومي ليس بطريقة المجتمعات التي تعيش الاستقرار والهدوء ، ومن ثم يشكل الموت لديها من وجهة نظر فلسفية الاستمرارية في الحياة والهرم والتلاشي الطبيعي ، ولكن الذي يحدث عندنا ان الموت يسجل درجاته بشكل قلق ومرعب ومظلم وقاتم الى حد بعيد ، من خلال الخوف اليومي الذي يعيشه المواطن "اللا سيد " العراقي على روحه ووجوده وومتلكاته وو..الخ من مفردات الانا الفرديه والمجتمعيه .

فالموت الذي لحق بأكثر من الف عراقي من الطبقات المسحوقه والفقيره والمعدمه جعل الحكومه تنتبه الى الانسان العراقي ، ومن ثم تؤسس الاساطير حول ذلك الفقير والمعدم ، الذي يموت يوميا ، ومن ثم يدعم من خلاله مسميات كثيره نحن في اشد الحاجة والضرورة اليها من مثل الوحدة الوطنية ، التلاحم الاجتماعي ، الانصهار في بوتقة الوطن وحب العراق وو..الخ كل ذلك يجري من خلال ذلك العراقي المسكين ، في حين ان هناك الكثير من الموتى العراقيين الذين سرقتهم ريح القسوة قبل ذلك الحادث الاليم من مثل ضحايا كراج النهضه ، ضحايا حسينية المسيب ، ضحايا مدينة الحله ، وو غيرها كثير لم يعطى لها اهمية تذكر ولم يشحذ الاعلام العراقي اي طاقة اعلامية هائلة من اجلها ، حيث هناك دائما ذلك الموت الفضائحي هو من يثير الحساسية والشعور ، وخصوصا اذا كان مرتبطا بظروف او مناسبات اجتماعية ذات وقع او تأثير جماهيري كبير ، ذلك الموت مرتبط بمادية "الاثر او الشئ "الانسان هو من يهز الكراسي والعروش والمصالح اكثر من ذلك الموت اليومي والوجودي المتعلق بمستوى المعيشة المتردي والنقص الهائل في مستوى الخدمات والعيش تحت مستوى ادنى من خط الفقر او العيش ضمن بيئة في غاية التلوث والعنف ، كل ذلك يشكل موتا معنويا بشكل يومي يؤثر على نفسية الانسان العراقي ويعطيه بعدا مستقبليا غير مرتبط بالتفاؤل او رسم صورة عن القادم الجديد بشكل ايجابي يختلف عن الماضي الاشد قتامة ومأساوية ، بحيث تصبح الازمنة التي يعيش اي العراقي كلها تشظيا وانزواءا في لحظة العدم واللاجدوى ، هذه الازمنة كلها مرتبطة بالحاضر من حيث زمن الحاضر الذي يمضي ، ومن ثم يشكل ذاكرة غير مؤنسنه او سعيدة ومن حيث الحاضر الذي لايمكن القبض عليه بشكل هادئ ومستقر ، ومن ثم حاضر المستقبل، ألآتي ، المجهول الذي يحمل بدوره تراتبية الخوف وعدم وجود فضاءات متعددة من الحلم والتفاؤل والتغيير ..الخ

الاهتمام بالموتى الاحياء اجدر بالحكومة المنتخبة وبالسلطة الموجودة في العراق من اجل ان لا تضيع ازمنة العراقي اكثر مما ضاع منها ومن اجل ان لا تتأسس الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي وضمان عدم بقاء الجماعات البشرية المختلفه فيما بينها في حالة عداء ونفور مستمرين ، على حساب الموتى ، ولكن بشكل مادي حقيقي هذه المرة ، اي على حساب الفقراء الضحايا ، الذين هم دائما وقودا للدكتاتورية والفوضى والثورات والحروب ، الاشد قسوة على الانسان .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذات العراقية من تأصيل العذاب الى تأبيد الاغتراب-نحو إعادة ...
- ميشيل فوكو والنزعة الانسانية
- نحو تأصيل جديد لثقافة الحرية
- الانسان العراقي بين الدكتاتورية والارهاب
- دولة الاستبداد - دولة الحرية
- قبول الاخر
- الدولة الديمقراطية


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وليد المسعودي - جسر الأئمة واساطير السياسة