أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - قُل: داعش، ولا تقل: ISIS














المزيد.....

قُل: داعش، ولا تقل: ISIS


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 11:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أختصمُ أمام الله الذي يكره الكذبَ ويُحرّمه، وأمام محكمة التاريخ الذي لا يغفر أن يُشوّه أو يًزوّر، وأمام محكمة الجمال الذي يشيحُ بوجهه عن القبح والرِّخَص والدمامة، وأمام محكمة "ماعت" ربّة العدل في ميثولوچيا حضارتنا المصرية الخالدة التي تكره الخطيئة والظلم، أختصمُ كلَّ من يُطلق على مسوخِ آخر الزمان اسم ISIS. اسمهم "الأوحد" هو (داعش)، ذلك الاسم المُهين الذي اختاروه لأنفسهم يوم مولدهم السِّفاح من رحم التكفير والتطرف والعنصرية والبُغض والحقد واسترخاص الدم. هو جُماع الكلمات الأربع الكذوب: “دولة+إسلامية+عراق+شام". فلا هم دولة، ولا هم إسلام، ولا هم العراق، ولا هم الشام. ولا هم بشر، ولا حتى كائنات حية، لأن للكائنات الحية منظومة راقية تتعايش عبرها وتحبُّ وتتكاثر، لا تصلُ إليها مسوخُ داعش التي لا تعرف سوى الكراهة والبغضاء. وأما ISIS فهي (إيزيس)، ربّة الجمال والفضيلة في ميثولوچيا المصريين، ولا شيء آخر.
فإن أطلق صحفيٌّ غربيٌّ هذه الحروف الأربعة: ISIS على: داعش، اختصارًا للكلمات الأربع Islamic State in Iraq and Syria، فعذره هو أنه غير مصري، ربما لم يقرأ في علوم المصريات Egyptology، ولا يعرف من هي إيزيس وما قيمتها لدى مصر ولدى العالم المتحضر ولدى التاريخ. وهو عذرٌ غير مقبول على كل حال، لأن الصحفيَّ لابد أن يكون مثقفًا. ولكن ما عذر المصريّ الذي يقبل أن تُسمي داعش الإرهابية باسم جدّته ربة الفضيلة والجمال؟! لا عذر هناك ولا منطق!
كتبتُ كثيرًا حول هذا الأمر ونبّهتُ من خطورته على التاريخ وعلى الباحثين والدارسين. فإن كتب باحثٌ كلمة ISIS في محرك البحث جوجل، على سبيل المثال، لن يجد تمثالا لامرأة حسناء ممشوقة القوام تحمل بيدها مفتاح الحياة الفرعوني، وتتوّج رأسها بريشة "ماعت" ربة العدل، كما كان يجد قبل شهور، بل سيجد صورًا لذكور (لا رجال) غلاظ ملثمين؛ في يسراهم رؤوسٌ منحورة وفي يمناهم الآثمة سكاكينُ يقطر منها الدمُ، وتحت أقدامهم جماجمُ وأشلاءُ آدمية وبحيراتٌ من الدماء والدموع والويل. فأيُّ عبثٍ بالتاريخ وأيُّ استهانةٍ بحضارة أمّة كتبت السطرَ الأول في كتاب التاريخ الإنساني!
بتاريخ 28 أغسطس 2014، كتبت هنا بجريدة "الوطن"، مقالا عنوانه: “إلا إيزيس يا داعش!"، نبهتُ فيه من خطورة اعتماد حروف ISIS لتسمية تنظيم "داعش" الدموي المجرم. واستجابت دار الإفتاء المصرية لمناشدتنا وأطلقت عليهم اسم "خوارج القاعدة"، وشكرتُها على المبادرة في مقال بموقع 24AE عنوانه: “شكرًا على الكلام يا دار الإفتاء" بتاريخ 14 سبتمبر 2014.
لهذا فإن أي كاتب، أو مدوّن، أو صحفي، أو إعلامي يستخدم كلمة ISIS للتعبير عن تنظيم داعش، يُعدّ مُزوِّرًا للتاريخ مُشوّهًا لجبين مصر. علينا تنبيهه بخطورة ما يفعل. لأننا، نحن المصريين، الأجدرُ بالحفاظ على إرثنا الخالد الذي تعمل داعش الآن على سرقته منّا، حتى يُطمَس، تمامًا كما طمست بالأمس حضارةَ الأشوريين في العراق. داعش فانيةٌ هالكةٌ عمرها قصيرٌ بإذن الله. لأن ثقافتهم قائمةٌ على الدم والعويل والإرهاب والإفناء. ولسوف تفنى داعش، كما تحاول أن تُفني. بينما حضارتُنا المصرية القديمة خالدةٌ باقية؛ لأنها قائمةٌ على الحق والخير والجمال والعدل واحترام الإنسان الذي كرّمه اللهُ وجعله سيد المخلوقات ليعمِّرَ الأرضَ؛ لا ليُفنيها.
أدعوكم لأن تحاربوا معي هذا التوجّه لطمس حضارة المصريين. ولنُطلق معًا من هنا حملةً ترفض اسم ISIS لتسمية أولئك المغول الجدد. فاسمُهم هو ما اختاروه لأنفسهم وما يليق بهم، هم برابرةُ هذا الزمان الدواعش، ولا شيء أكثر.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قال السلفُ القديم
- العالمُ يفقدُ ذاكرتَه
- العالم في مواجهة داعش
- دواعشُ بلا سكين
- الذهبُ على قارعة الطريق
- آن للشيطان أن يستريح
- المرأةُ الأخطر
- حبيبي الذي جاء من سفر
- الأقباط الغزاة
- ما أدخل داعش حدّ الحرابة؟!
- عزيزي المتطرف، أنت مالك؟!
- بجماليون بين البغدادي ومورتون
- قلمي أمام سوطك
- ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل
- إن كنتَ إنسانًا، اندهشْ
- لحيةُ الشيخ
- في انتظار رد الأزهر الشريف
- دواءٌ اسمُه القراءة
- في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 | الجمهورُ هو البطل
- هل نتحدث إلى الله؟


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - قُل: داعش، ولا تقل: ISIS