أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - -;-الأدب النسائي في المجتمع الأمازيغي القديم














المزيد.....

-;-الأدب النسائي في المجتمع الأمازيغي القديم


سعيد بلغربي

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 19:57
المحور: الادب والفن
    


المرأة الأمازيغية ودورها الأدبي المظلم

من الأمور الغريبة التي انتبهنا إليها في هذا الجانب، والتي تستدعي حقا تفحصا جديا في البحث عن حيثياتها الخفية، وهي النزعة «الذكورية» الواضحة المعالم للأدب الأمازيغي القديم، فكلها نصوص ذات تحيز شديد لأدباء رجال. نتساءل: كيف يمكن تبرير هذه الهيمنة «الذكورية الأدبية»؟ التي نلمس تأثيراتها السلبية حتى من خلال مضامين هذه النصوص الأدبية والتاريخية المتحاملة على المرأة، التي تقزم دورها الحقيقي وتصفها بالقذارة وترميها بالعهر والسحر والكيد والشر (تامزا).. ونستشف هذا بكثير من الوضوح في كتابات أبوليوس الأدبية.
لا يذكر تاريخ الأدب القديم تأنيثا بتاتا، لكننا نعثر بالمقابل على دور المرأة الكاهنة أو الآلهة المعبودة ذات «النظام الخطي الأمومي» التي ارتبطت حسب الميثولوجيا المبكرة بالخصوبة والأرض، والكتابات التأريخية لشمال أفريقيا نفسها تشير باحتشام بالغ إلى انشغالاتها السياسية ومكانتها الاجتماعية داخل الأسرة الأمازيغية.. وهذا ما يعلق عليه المؤرخ اليوناني ديودور الصقلي (القرن 01 ق.م) بقوله: «إنه وُجد ذات يوم في الأجزاء الغربية من ليبيا على أطراف المعمورة شعب تحكمه النساء، وكان هذا الشعب يتبع سبيلا في الحياة يختلف عما يسود حياتنا من سبل»( خشيم: 120). وفي حديثه عن المرأة المغاربية المبدعة يشير جوليان (1891 ـ 1991) موضحا: «أن البربر شأنهم شأن الأمم البدائية كانوا يعتبرون الفن ظاهرة اعتيادية للحياة لا متعة للنخبة.. والمرأة فنانة أكثر من الرجل في غالب الأحيان، فهي التي تزخرف آنية الخزف أو تنسج الزرابي». ويبدو أن الضمير التاريخي لشمال أفريقيا يحفظ لها مكانتها المرموقة داخل المجتمع الأمازيغي.
فالمرأة النوميدية غالبا ما لا تشير إليها المصادر الإغريقية والرومانية إلاّ من الناحية المورفولوجية (عيساوي: 116)، مصادر على الرغم من أهميتها التاريخية فإنها تظل ثانوية (كوصف طرق تضفير وتسريح الشعر، طبيعة اللباس والحلي والوشم، وطقوس الزواج..) إضافة إلى تلميحات تناولت بإيجاز دورها في تدبير أزمات الحروب، وفي هذا الصدد أسهب هيرودوت في الحديث عن المحاربات الأمازيغيات الأمازونيات، اللواتي جاسرن وتمردن على الأعراف الذكورية، حسب الأسطورة التي تصفهن بالشراسة في التصدي والمقاومة، نساء عرفن في غرب ليبيا (تامازغا) المنطقة التي وصفها المؤرخ ديودورس (ق الرابع قبل الميلاد) بأنها «بلد الشعوب المتحضّرة، ومنها جاءت الآلهة».
وصف تاريخي موجز نستطيع أن نستشف منه «الدهاء الفكري والثقافي» الذي تمتعت به المرأة الأمازيغية، وما رافقها من تحضر وتطور تبلورت رواسبه عبر العصور والحضارات.
بلا شك عاشت المرأة الأمازيغية عصوراً مظلمة، وأمام غياب مادة تاريخية تثبت التطور التاريخي لدور المرأة الإبداعي والفكري عبر العصور؛ فإنه من الصعوبة بمكان التكهن بما أنتجته من إبداعات أدبية وفنية.
ولكنه لا يمكن إنكار دور المرأة في بناء الفكر الأمازيغي منذ القديم، ومن المؤكد جدا أنه كان ثمة شاعرات كثيرات وممثلات وراقصات مسرح ومبدعات في كل المجالات الجميلة. كما أن هناك أشعارا وحكايات شعبية وتربوية من مميزاتها الأساسية أن المرأة هي التي ترويها للأطفال، وهي خاصية ماتزال حية؛ قد يكون لها جذور تاريخية لها علاقة بدور المرأة القديمة في طريقة غناء الحكايات وإنشادها أمام الحضور، لتثبيت المبادئ وغرس القيم ونقل المعارف للأجيال المتعاقبة، كما أنها أبانت عبر العصور الغابرة عن دروها الأساسي في الحفاظ على هذا التراث وحرصها دوما على تثبيت قواعده وغرس منظومة القيم التي يحتويها الموروث الثقافي لتكون بهذا حامية الهوية من الانقضاض والتشويه والمسخ.
هذا الاهتمام الزائد بالإبداع يمكن تفسيره وتأكيده حاليا بالدور الريادي والمكانة التي تبوأتها المرأة الأمازيغية في المجتمع الطوارقي، المتميزة بحماستها الإبداعية وبحسها الأدبي ونضجها الفكري الذي يفوق بكثير الرجل الطوارقي المبدع.

الأدب الأمازيغي والمجد المفقود

لعل من الجلي الذي لا يحتاج إلى تبيان أن يسلّط المهتمون الأضواءَ على نزر قليل من أدباء ونخبة من المثقفين الذين يعدّون اليوم على رؤوس الأصابع، مقابل إهمال طال العديد من الرموز الأدبية القديمة، فمن الواضح أن الانتاجات الثقافية للشعوب تتأرجح بين مد وجزر وازدهار وضعف، إلاّ أنها لا تموت حتى لو بفناء المجتمعات المنتجة لها، وأمام فقدان الذاكرة الأمازيغية لمراجع قديمة وشواهد أدبية حية؛ ضاع بسببها العديد من الرموز والأسماء الأدبية، التي بلا شك ساهمت في وضع لبنات قوية للثقافة والإبداع الأمازيغيين.
كيف نفسر اليوم امتلاك المجتمع للعديد من الآثار الشعبية من ألغاز وأمثال وآحاجي وحكايات كلاسيكية متداولة بشكل واسع في كل ربوع شمال أفريقيا؛ يؤكد الباحثون تجاوزا أنها من إنتاجات جماعية، إلاّ أنها في الأصل إنتاجات فردية لأدباء أمازيغيين مجهولين عاشوا في مراحل متقدمة ومختلفة من تاريخ المنطقة، وتؤكد هذا؛ البناية السردية لصيغة النصوص نفسها، وما تحويه من عوالم أسطورية وعجائبية وسحرية وتيمات ومتون أخرى كانت تتصل بذلك العالم المعقد من الخرافات والاعتقادات والتنبؤات الهادفة أساسا إلى إدراك حاجاتهم الروحية، وهي نصوص تحيلنا إلى أنها ألّفت في عصور متقاربة من أزمنة أبوليوس أو أفرنطوس أو ماريوس فيكتورين (القرن 04 م) وغيرهم من المبدعين الذين عرفنا جانبا من كتاباتهم.

كاتب مغربي

سعيد بلغربي



#سعيد_بلغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -;-إشكالية التجنيس في الأدب الأمازيغي القديم
- الأدب الأمازيغي القديم… شذرات في الأصل والبدايات
- -;-الأدب الأمازيغي والحركات الفكرية في شمال أفريقيا ...
- واقع النخبة الأدبية في المجتمع الأمازيغي القديم
- الحياة الأدبية في المجتمع الأمازيغي القديم… الموهبة في خدمة ...
- الأدب والحروب في المجتمع الأمازيغي القديم
- قراءة في كتاب:وراء باب الفناء، الحياة اليومية للنساء الريفيا ...
- شعر الشعب يريد إسقاط الأصنام
- الكتاب الرقمي الأمازيغي في الإنترنيت
- الطفل الأمازيغي و الإنترنيت
- صورة البلد وقصص أخرى
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي/ مدخل إلى دراسة نظرية وتحليلية ...
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي/ مدخل إلى دراسة نظرية وتحليلية ...
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي/ مدخل إلى دراسة نظرية وتحليلية ...
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي/ مدخل إلى دراسة نظرية وتحليلية ...
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي/ مدخل إلى دراسة نظرية وتحليلية ...
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي/ مدخل إلى دراسة نظرية وتحليلية ...
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي: مدخل إلى دراسة نظرية وتحليلية ...
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي: مدخل إلى دراسة نظرية وتحليلية ...
- الإعلام الإلكتروني الأمازيغي / مقارنة وضيفية بين الإعلام الإ ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد بلغربي - -;-الأدب النسائي في المجتمع الأمازيغي القديم