أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغفار محمد سعيد - سلطة امراء الحرب أو ... الطريق نحو تحطيم مشروع الدولة فى السودان















المزيد.....

سلطة امراء الحرب أو ... الطريق نحو تحطيم مشروع الدولة فى السودان


عبدالغفار محمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 19:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اولا من هم امراء الحرب؟
بغض النظر عن الشعارات التى يطلقونها ويتخفون خلفها هم عناصر انتهازية يعتمد وجودها على ظروف غياب او ضعف السلطة التنفيذية وهذه العناصر تتمتع بالثراء الفاحش نتاج السلب ، الابتزاز و النهب و فرض الضرائب و الاتاوات، وعن طريق دعم السلطة لها وهى تحرص على تطويل امد الحرب حتى يستمر المناخ الملائم لوجودها فهى تسعى لتحقيق مصالح نفعية شخصية او فئوية او قبلية .
خلاصة تجارب الدول التى ظهر بها امراء حرب:

نستطيع استخلاص الاتى من تجارب امراء الحرب فى افغانستان ، الصومال ،العراق وسوريا:
1 - المتاجرة بالمواقف و مداهنة الاجنبى او الحاكم المستبد لقاء مكاسب ومغانم مادية
2 – السيطرة على مختلف المواقع وطرق المواصلات وحراسة قوافل القوات الحكومية و الاجنبية لقاء رواتب شهرية
3 – المتاجرة بالاسلحة و الذخائر و المخدرات و المساعدات الإنسانية التى تقدم للاجئين
4 – ابنزاز المواطنين وفرض الضرائب و الاتاوات
5 - تشكيل محاكم وفتح سجون وفرض التعليمات على المواطنين
6 – التعسف باستخدام القوة ضد الابرياء واذلال علية وكبار القوم
7 – تشكيل المليشيات و اجبار الشباب و الاطفال على التطوع و القتال كمرتزقة
8 – اقامة حواجز وتقييد حركة المواطنين و التضييق عليهم
9 – التعاون مع العدو و الإساءة للثورة و قياداتها و زرع الشكوك ، العدوات ، الدسائس و الفتن فى الحاضنه الشعبيه للثورة.
10 – الاستيلاء على الطبيعية المحلية كالنفط و المعادن و الاثار و المتاجرة بها
11 – توفير الغطاء و الحماية لعصابات التهريب و المهربين الذين ينشطون فى زمن الحروب
12 – التضيق على الثوار وتحديد تحركاتهم و فعالياتهم فى القواطع و المدن و القرى التى يسيطر عليها امراء الحرب
13 – كل تجارب امراء الحرب فى هذه الدول كانت تتخفى حول الشعار الغامض " الاسلام هو الحل" حيث تم ارهاب وقمع ونهب المجتمعات و المناطق اعتمادا على الشعارات الدينية وقمع المواطنين باسم الاسلام


امراء الحرب فى السودان ، النشاة و النفوذ:
من اجل ظهور امراء حرب لابد من ضعف وجود الدولة او تلاشيها فى المناطق التى تشهد نشأتهم الامر الذى يؤدى الى حالة فلتان امنى و فوضى ، ويكون ذلك اما نتيجة لضعف السلطة وضعف اجهزة القمع ، وغالبا ما ارتبطت ظاهرة امراء الحرب بضعف جيوش الدول وسلطات الحكومات نتاج وجود ظلم ماحق ادى لنشؤ ثورة مسلحة ضد السلطات الظالمة فى الدول الضعيفة من حيث بنيتها ومؤسساتها المدنية ، حيث يسود الولاء الطائفى او القبلى او الدينى ، حيث تستقل العصابات المسلحة هذا المناخ وتدعى الانضمام للثورة وتشرع فى السلب و النهب ولا تتورع عن خيانة الثورة و التعاون مع النظام فى حالة تقديمه لها الرشاوى الكبيرة ، ولقد اثبتت التجارب فى افغانستان و العراق و سوريا ان امراء الحرب يعملون وفق مصالحهم الشخصية والتى تتعارض مع مبادئ وقيم الثورة.

غالبا ما تكون هذه العناصر من شيوخ القبائل و العشائر او من زعماء المليشيات او اشخاص يتمتعون بطموح اجرامى يبحثون عن الجاه و السلطة و المال .
اثبتت الكثير من تجارب الثورات ان قسم من امراء الحرب رجال مخابرات او انشأتهم ودعمتهم المخابرات او يتعاونون مع السلطات المركزية والتى تعتمد عليهم فى مهمة التسلل و التامر على الثورة من الداخل، كما اثبتت التجارب المختلفه للثورات عموما ان امراء الحرب يفتقدون الى المبادئ و القيم وهم ركيزة اساسية للثورة المضاده.
من العوامل المهمة التى تساعد على نشأت وانتشار ظاهرة امراء الحرب بالاضافة الى العوامل الاخرى التى سبق ذكرها البنية الاقتصادية و الاجتماعية الهشة المتخلفة للدولة ، سيطرة الرأسمالية الطفيلية على البلاد ونهبها لموارد الدولة واعتمادها على فرض الضرائب و الجبايات ، انتشار الظلم و القهر وفشل السلطة فى توفير الخدمات و الحماية والامان للناس.
تختلف ظاهرة نشأت امراء الحرب فى السودان عن الكثير من التجارب الاخرى فى الدول التى ظهر بها امراء حرب من حيث انهم فى السودان صنيعة مباشرة ومبرمجه لسلطه الاسلامويين الحاكمه و التى تلاعبت بالنسيج الاجتماعى فى دارفور وجنوب كردفان و استعدت بعض القبائل على الاخرى وسلحتها و دعمتها ماليا واطلقت يدها فى النهب و القتل و حرق القرى وترويع المواطنين ، كانت هذه السياسة التى انتهجاها الاسلامويين هى امتداد لسياستهم التى حولوا فيها الحرب الاهلية فى جنوب السودان قبل الانفصال الى حرب جهادية استخدمت فيها القبائل المسلمة .
بل ان سلطة الاسلامويين فعلت الاخطر من كل ذلك فى دارفور عندما استغلت القبائل التى سلحتها ودعمتها فى طرد قبائل اخرى من قراها ( وحواكيرها) عن طريق (سياسة الارض المحروقة) حيث انشاءت السلطة الاسلاموية مليشيا الجنجويد التى عملت حرقا ، قتلا ، اغتصابا ونهبا فى القرى الامر الذى حدى بالمواطنين الى التزوح الى معسكرات ، ومن ثم استقدمت السلطة بعض القبائل العربية الموالية لها من دول الجوار الافريقى و احلتهم فى قرى المواطنين الذين نزحوا ( احلال وابدال على الطريقة النازية ).
فى هذا المناخ الفاشى نشأ امراء الحرب السودانيين ، بالضبط تحت عباءت السلطة وباشراف اجهزتها الامنية من اجل تنفيذ مخططات لمصلحة السلطة ، ليس هذا فحسب بل عملت السلطة اخيرا على دمج احدى اهم المليشيات القبلية التى انشأتها ( مليشيا الجنجويد) بقيادة ( امير الحرب حميتى ) فى جهاز الامن السودانى بعد ان اطلقت عليها اسما جديدا وهو (قوات الدعم السريع) ، ليس هذا فحسب بل تجرأت السلطة الفاشية على دستور 2005 بالتغيير و التعديل مانحة قوات الامن صلاحيات واسعة (بعد دمج مليشيا الجنجويد فيها ) كانت تلك الصلاحيات حسب دستور 2005 من اختصاص القوات المسلحة .
بغض النظر عن الشعارات التى قد يطلقها اى من امراء الحرب او بغض النظر عن اعلان اختلاف اى منهم فى مرحلة من المراحل مع السلطة الفاشية الحاكمة التى انشاته او محاوله اى منهم التحالف مع قوى الجبهة الثورية ، فان الظروف التى صنعت و انتجت و اخرجت مليشيا الجنجويد وقياداتها هى نفسها التى انتجت كشيب ومليشيته هى نفس الظروف التى ظهر فيها زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال ومليشيته، ولن يتحول اى من امراء الحرب هكذا بين ليلة وضحاها الى قائدا ثوريا وطنيا بمعزل عن الظروف التاريخية ، المنظومة القيمية و الشروط التى قامت عليها قوته وسطوته ونفوذه.
على القوى الثورية توخى الحذر الشديد فى التعامل مع امراء الحرب فان التجارب تؤكد انهم هم السلاح الاساسى و الذى تخطط السلطة الفاشية لا ستخدامه فى حال شعورها بالخطر على وجودها من اجل القضاء على وتفتيت وتمزيق مشروع الدولة ومن ثم الاحتماء بالاراضى التى تسيطر عليها المليشات الموالية لها خوفا من المحاسبة فى المحاكم المحلية و الدولية فى حال حدوث تغيير جزرى فى السودان، لذلك فان امراء الحرب رصيد لظروف نشأتهم ومصالح استمراريتهم رصيد لمصالحهم و مطامعهم الشخصية ، رصيد اكيد للثورة المضاده .
تقع جل مهام دحر امراء الحرب والقضاء على المناخ و الظروف التى انتجتهم على قوى الريف فى الجبهة الثورية بالتعاون مع قوى الحضر من احزاب ، قوى مجتمع مدنى ، قوى شبابيه ، منظمات المرأة فى الاجماع الوطنى المتحالفة معها وفق نداء السودان، حيث ينبغى لقوى الجبهة الثورية الاهتمام بالعمل السياسى المؤسسى فى جوانبه التنظيمية و البرامجية ويجب عليها تقوية ازرعها السياسية عبر تطوير العمل السياسى المدنى المعتمد على الولاء للبرنامج و الاهداف و العمل على تجنيد قيادات شعبيه مؤثرة و قريبة من المواطنين ، وحين تتعاون قيادات الجبهة الثورية و قيادات الاجماع الوطنى وفق الابعاد السياسية ، العسكرية ، الاقتصادية ، الاعلامية و القانونية وتسد الطريق امام ظهور امراء الحرب وتمنع استغلال الانتهازيين و النفعيين للثورة السودانية من اجل مصالحهم الشخصية ، عندها تجفف منابع قيام ونشوء المزيد من امراء الحرب وتقضى على الظروف التاريخية التى انتجت امراء الحرب الحاليين.



#عبدالغفار_محمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسدس (غوبلز) و اتحاد الكتاب السودانيين .. أو اخر تجليات (الو ...
- الحبر
- حول منهج وادوات العمل التضامنى
- جدل الريشة و الالوان
- الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف ...
- الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف ...
- الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف ...
- الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف ...
- الاحزاب السياسية السودانية : بين قصور الخيال السياسى و الضعف ...
- شعر / نيزك المطلق ...أو الفعل
- قصائد ...... الهايكو السودانى
- احتمال اخر
- رسالة ودية الى السيد الرئيس ، لماذا لاتستقيل ياسيادة الرئيس؟


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالغفار محمد سعيد - سلطة امراء الحرب أو ... الطريق نحو تحطيم مشروع الدولة فى السودان