أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - إزالة الفقر: السودان نموذجاً (5-8) نحو حلول للفقر في السودان















المزيد.....

إزالة الفقر: السودان نموذجاً (5-8) نحو حلول للفقر في السودان


عمرو محمد عباس محجوب

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 15:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترتيب المقالات صحيح ولكن الترقيم فيه خطأ، يعتبر رقم 5-8 هو رقم 6-8 والعكس صحيح
من رصدنا للتجارب العالمية نرى إنها جميعاً تصدت للفقر والعطالة بانحيازات إجتماعية وإقتصادية واضحة. لن يفيدنا الانتقال من مؤشر البنك الدولي (كان السودان يشغل الرقم 83 عام 2007 و94 عام 2008) إلي مؤشر الجوع العالمي او من صياغة برامج المنظمات الدولية التي لاتنفذ. نرى أن الفقر صناعة محلية وحلها محلي، هكذا فعلت كافة الدول واستطاعت ان تتقدم وتنمو. لا نصنع جديداً ولن نعيد انتاج العجلة.

أعظم مشروع تنموي في تأريخنا، مشروع الجزيرة، كان مشروعاً تعاونياً ضخماً، اطرافه الحكومة، الشركة والمزارعين. استطاع هذا المشروع أن يمول 70% من موارد السودان من العملة الحرة لأكثر من خمس عقود. هذا المشروع كان استراتيجية ضخمة اختلط فيها الانتاج، التنمية والحد من الفقر. رمت ال 2% التي خصصت للخدمات الاجتماعية بثمارها على القادمين من الارياف المهملة البعيدة، ضمنت لهم العمل الموسمي واسكنتهم في الكامبوهات (منازل من مواد محلية)، ورغم أنهم كانوا اقل حيلة ودخلاً من المزارعين، إلا أن الخدمات الاجتماعية استطاعت ان تسد الثغرات، واستطاع أبنائهم ان يصعدوا من خلال "الدولة المسئولة" و "دولة الرعاية الاجتماعية" وينفذوا للمستقبل.

السياسات الداعمة للفقراء

كانت الكلمة المفتاحية لدي د. صديق أمبدة في تعليقه على تقرير محركات التحول في التنمية، قضايا التنمية والمداخل للحد من الفقر، "الحاجة لسياسات داعمة للفقراء" لتحقيق أي نجاح في النمو ومعدلات التنمية البشرية. فماذا عَنَي بتعبير السياسات الداعمة للفقراء؟ عندما نتحدث عن السياسات فنحن نعني الفلسفة، التوجهات والمباديء العامة وراء قرارات الدولة، والتي تترجم في سياساتها النقدية والمالية. يُعَنَى النشاط الاقتصادي بالاستفادة من الموارد الطبيعية للدولة لمصلحة مواطنيها، هولاء المواطنين هم اهل حضر وريف واغنياء وفقراء وهكذا، والتنمية الاقتصادية تعنى بزيادة الانتاج والتوزيع العادل. السياسات هي التي تحدد العلاقة بين النشاط والتنمية.

يعتبر الإنفاق الحكومي، حجمه وكيفية توزيعه، من الادوات الفاعلة في التأثير على الحد من الفقر. وتدعو كل منظمات المجتمع المدني واحزابها لخفض الانفاق الحكومي وخصوصاً الانفاق المتعلق بالسلع الاستهلاكية والكمالية والحد من الاسراف والتبذير في القطاعات الحكومية. توجة الدول وانحيازاتها يحددها الانفاق على إشباع الحاجات العامة (الصحة، التعليم، المياه، السكن وغيرها)، او تحويل الانفاق من انشطة لاخرى، التركيز على قطاعات انتاجية بعينها (مثل الزراعة والصناعات الصغيرة)، السياسات التميزية (مثل قطاع التعليم، ولايات بعينها وهكذا). إن قراءة الميزانية العامة لدولة ما توضح بشكل محدد توجهات الدولة وانحيازاتها وهي احد أسس السياسات الداعمة للفقراء (د.كامل مطر: ماهي السياسة المالية وما المقصود بها، up.edu.ps/ocw/.week_2.pp).

الطريق السوداني لازالة الفقر والعطالة

هناك اتفاق بين كافة قطاعات المجتمع المدني السوداني (عدا تيار الدولة الدينية) على استعادة مجانية الصحة، والزامية ومجانية التعليم الأساسي. هذا طريق غير مباشر تظهر نتائجه على المدى القصير في الصحة والمدى المتوسط في التعليم. إننا نقترح ان ترتبط بزيادة الانفاق الحكومى على التعليم والصحة إلى 15% خلال عشر سنوات حسب امكانيات الدولة.

آلية التعليم والصحة المجانيين هامة في الحد من الفقر. عندما حدث الاتفاق العالمي لرفع مساهمة الدول للانفاق في التعليم ل 15% من الانفاق الحكومي حسب إعلان داكار، وأن لايقل الانفاق الكلي على الصحة عن 34 دولار للفرد سنويا حسب اللجنة المعنية بالاقتصاد الكلي والصحة، في تقريرها المعنون الاقتصاد الكلي والصحة: الاستثمار في الصحة من أجل التنمية الإقتصادية، عام 2001 (http://www.who.int/macrohealth/infocentre/advocacy/en/index.html. والاتفاق على أن التغطية الشاملة بالخدمات الصحية والحماية من المخاطر المالية لا تتحقق اذا قل الانفاق عن 5% من الناتج الاجمالي المحلي (منظمة الصحة العالمية: بحوث التغطية الصحية الشاملة، 2013، http://www.who.int/whr/2013/report/ar.

هذا هو بيت القصيد فهذا الانفاق الذي حسبتة المنظمات الدولية المختصة، يعني أن الافراد والاسر لاتضطر لتحمله لكي تتعالج او يذهب ابنائها للمدارس. بمعني آخر يمكن اضافة هذا المبلغ إلى الدخل السنوي للفرد الفقير باعتباره عائداً مباشراً لشراء سلع يحتاج اليها وتوفرها له الدولة. إذا لم تتوفر هذه الخدمات فما يحدث ببساطة أن لا يذهب الاطفال للمدارس.

اما في المجال الصحي هناك بيِّنات وفيرة على وجود ارتباط كمِّي وثيق بين معايير الوضع الإقتصادي، مثل الدخل والثروة، وبين المحصلة الصحية. "ولكن الثابت أن الأُسَر ذات الدخل المتواضع، تضطر لدفع جزء كبير من دخلها للخدمات الصحية، مما يدفع بها إلى الفقر. فتضطر للاقتراض أو بيع الأصول أو العزوف عن تلقِّي الخدمات الصحية اللازمة والتعايش مع المرض. وكنتيجة للرابطة الديناميكية المتبادلة بين اعتلال الصحة والفقر، فان العديد من الأُسَر لن يمكنها الفكاك من براثن الفقر واعتلال الصحة إذا ما وقعت فريسة لهما". لقد تدهور الوضع الصحي بالانسحاب الكامل للدولة من الخدمات الصحية ووقع العبء على السكان، فقد بلغ ما يدفعه الأفراد من جيوبهم عند تلقي العلاج 65% من تكلفة العلاج كمتوسط عام، وتزداد إلى 80% واكثر في الاقاليم المهمشة في السودان.

قضايا التعليم لا تنفصل عن الأزمة السياسية للوطن وحلولها مرتبطة بالحل الشامل، تنطلق في مجملها من النظر إلي التعليم كرافعة للتقدم والتنمية وإزاله التشوهات المناطقية والجهوية. إن أهمية التعليم ليس ترفاً ومجرد حق ولكنه بوابه الدخول لسودان المستقبل أذا شئنا أن نبني الوطن. إن الدول التي وضعت نفسها في مسار التقدم وضعت نصب عينها تطوير التعليم (كوريا، الهند، البرازيل……الخ ). إن المدخل لأي إصلاح في التعليم يبدأ من التزام الدوله بمسئولياتها الإجتماعية ورفع مساهمة الدوله لتبلغ 15% من الميزانية السنوية للدوله.

إن هذا التحول إلي التعليم من اجل التنمية، هو تحول كامل للتعليم وللمسئولية الإجتماعية ويقودنا إلي التخلص من الخصخصة الشائهة التي حدثت في مجال التعليم، والتي قادها الطفيليون وحولوا التعليم إلي مجال لتراكم الثروة، غسيل الأدمغة ونشر الفكر الإقصائي. إن من أول واجبات إصلاح التعليم هو فصل التمويل عن العملية التعليمية، تحديد المناهج الموضوعة بواسطة وزارة التربية والتحكم في التسعيرة وغيرها.

الخدمات الصحية: مدخلنا إلي الخدمات الصحية، أن نعود إلي دوله الرفاه الإجتماعي في خطي أفضلها، اعدلها وأكثرها كفاءة وهو النظام الصحي الوطني في تطبيقاتها الحالية والمبنية على الرعاية الصحية الأولية، اللامركزية الحقيقية ورفع قدرات العاملين. نظام مجاني يعتمد على الضرائب في التمويل ويخصص له 15% من ميزانية الدوله السنوية. المشاكل والتحديات التي تواجه الصحة ليست وقفاً علينا، والحلول لا تحتاج لإعادة اختراع العجله، لكن لقيادة تجيء نتاج الاختيار العادل، الشفاف، إعادة الحياة للتقاليد، المصداقية والنزاهة. يحتاج العاملين الصحيين إلي الرعاية والعناية. المدخل الرئيسي يبدأ بإعادة النظر بإصلاح التعليم الطبي والصحي، إنهاء الفصل القسري بين إنتاج الكليات الصحية والخدمة والتي أدت لكثير من الإختلالات الهيكلية، الوظيفية والكفاءة.



#عمرو_محمد_عباس_محجوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (6-8) حلول الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (4-8) العدالة الإجتماعية
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (3-8) مدخل لسياسات ازالة الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (2-8) المشهد الإقتصادي – الإجتم ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (1-8) مداخل أولية
- الدولتيه: المصلحة الدائمة ام المباديء الدائمة
- اليمن: درب الآلام والاحلام
- الاصلاح الديني: تجارب دول الرؤية (4-4)
- الاصلاح الديني: الحركات الصوفية (3-4)
- الاصلاح الديني: تيارات الاصلاح (2-4)
- الاصلاح الديني: المصطلح والمفاهيم (1-4)
- الرؤية الاستراتيحية (7-7) أليات التوصل لرؤية
- الرؤية الاستراتيحية (6-7) الكفاءات الأساسية
- الرؤية الاستراتيحية (5-7) تجارب محاربة الفقر
- الرؤية الاستراتيحية (4-7) تجارب وضع الدستور
- الرؤية الاستراتيحية (3-7) تجارب عربية ودولية
- نداء تونس: ابدعي في التوافق
- الرؤية الاستراتيحية (2-7) ما قبل الرؤية
- الرؤية الاستراتيحية (1-7): مفاهيم منهجية
- اليمن وداعاً........اليمن أهلاً


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - إزالة الفقر: السودان نموذجاً (5-8) نحو حلول للفقر في السودان