أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محبوب - ليس بالإمكان أحسن مما كان














المزيد.....

ليس بالإمكان أحسن مما كان


محمد محبوب

الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 07:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرجت مظاهرات في مدينتي العزيزه الديوانيه بعد صلاة الجمعه مؤيده للحكومه ولمسودة الدستور بعد
إن تناقلت الألسن أخبار عن رفض قوى وطنيه وعشائريه لهذه المسوده , هذه المظاهره التي قادها محافظ الديوانيه ودعا أليها كل من المجلس الأعلى وحزب الدعوه جاءت كما يقول المحافظ لدحض مثل هذه الأخبار المغرضه وحسنا فعلوا.

وفي هذا الإطار فإن الموقف من مسودة الدستور لدى الكثير من العراقيين وبينهم أحزاب وكتل سياسيه مازال يشوبه الغموض , الجميع له تحفظاته على هذه المسوده , ولكن هناك فرق كبير بين التحفظ والرفض , ليس كل المتحفظين سيرفضون هذه المسوده , ولاتوجد مشكله إذا ماذهب الناس وصوتوا لا للدستور , وإنما تعد هذه المشاركه بحد ذاتها نصرا كبيرا للديمقراطيه في العراق.

كما إن لمسودة الدستور تجلياتها الرائعه التي فاقت ماجادت به قريحة فقهاء الدستور في الأمم المتحضره , فإن له سقطاته التي تتعفف عنها دساتير أكثر الأمم تخلفا , ولكن ليس بالإمكان أحسن مما كان , البلد يمر بمرحلة من التشظي والإستقطاب الطائفي حتى بات الجار يقتل جاره على خلفية طائفيه , والجمعيه الوطنيه لا تمثل التركيبه الديموغرافيه للمجتمع العراقي بصورة حقيقيه , بل تمثل الذين شاركوا في الإنتخابات فقط , وتظل مشكلة السنه العرب الذين رفضوا المشاركه في الإنتخابات عصيه على الحل لاسيما في ظل الخطاب الديني المذهبي لحكومة الجعفري ولكتلة الإتلاف العراقي الموحد الذي شجع على أستيلاد خطاب عربي سني طائفي متشدد.

وتبدأ التحفظات على الدستور من الكرد الذين أضطروا للتنازل عن بعض مطالبهم في الثروه وتقرير المصير وغيرها , ولن تتوقف عن تحفظات الأسلاميين الشيعه الذين أصيبوا في مقتل بسبب تضائل آمالهم في إنشاء جمهورية إسلامية في العراق أو تأجيل إقامة فدراليه إسلاميه في الوسط والجنوب بعيدا عن علمانية الأكراد وإزعاجات السنه , ولكنهم رضوا بما ظفروا بهذه المرحله فما لايدرك كله لايترك جُله.

الليبراليون والعلمانيون وأتباع الديانات الأخرى لهم مآخذهم على هذه المسوده التي يجدون إنها خضعت لإملاءات أحزاب الأسلام السياسي وهددت بالصميم حقوق الإنسان والمرأه بل مجمل العمليه الديمقراطيه في العراق , ولكنهم يأملون في حصول توازن سياسي في تشكيلة مجلس النواب العام القادم ويراهنون على خفوت نبرة الخطاب الطائفي المهيمن حاليا على الشارع العراقي وبما يمكنهم من تعديل هذه المسوده المثيره للجدل.

القوى السنيه العربيه بمختلف تياراتها العلمانيه والإسلاميه يبدو إنها حسمت أمرها وقررت مقاطعة الإستفتاء على الدستور , كما هو واضح من تصريحات نخبهم السياسيه والدينيه لإنهم يعرفون إن أسقاط الدستور عبر الإستفتاء عليه أمر صعب المنال , ولهذا فهم يركزون حاليا على الإستعداد للإنتخابات القادمه ويراهنون كما غيرهم على مجلس النواب القادم , آملين أن يكون لهم في هذا المجلس كتلة قويه وحلفاء أقوياء , الأمر الذي يمنحهم صوتا أقوى في المطالبه بتعديل الدستور.

ووسط هذه الضبابيه والعتمه يمضي أياد علاوي الشيعي العلماني والبعثي السابق الذي يبدوا أنه يجيد لعبة التوازنات المحليه والإقليميه والدوليه بصورة جيده , عقد إتفاقا مع الواجهات السنيه العربيه وضمن ولاءهم بشروط من بينها ألغاء قانون إجتثاث البعث وتعديل الدستور , ووطد تحالفه مع الكرد على قاعدة مشتركه وهي بناء دوله ديمقراطيه علمانيه بعيدا عن تشابكات الأديان والمذاهب , وهو قاعده وجدتها أحزاب وتيارات وشخصيات مستقله أرضية مناسبه لإقامة تحالف طويل عريض يجمع القوى الوطنيه الليبراليه كافه.

وعلى جبهة كتلة الإتلاف العراقي الموحد مازال الموقف غامضا , وإذا ما أستمرت حالة الجمود هذه , يخشى أن لاتحصل على المقاعد التي تمكنها من تحقيق هيمنه نسبيه على مجلس النواب القادم , ومازال موقف الدكتور أحمد الجلبي غامضا هو الآخر , الأخير هو الذي يقف وراء تشكيل كتلة الإتلاف العراقي الموحد حيث أستطاع بحنكته السياسيه أن يجمع الفرقاء في فريق واحد , وهو الذي تنازل عن حقه في رئاسة الحكومه أمام أصرار الجعفري على الفوز بهذا الكرسي , تنازل حتى لاينفرط عقد هذه الكتله
رغم إنه كان يحضى بتأييد أكثرية أعضاء الكتله وكان الفوز حليفه في حالة إجراء الإقتراع السري المباشر.

ليس مهما أن يمضي الدستور أو يسقط , الأكثر أهميه أن تتواصل العمليه السياسيه وفق جداولها الزمنيه التي تم أقرارها في قانون إدارة الدوله المؤقت , نستطيع أن نقول إنها توقيتات مقدسه وذلك لإن العراق يقف على فوهة بركان متفجر , لن يلجمه سوى الإلتزام بهذه التوقيتات , أذهبوا الى الإستفتاء وصوتوا بنعم أو لا , وفي كلتا الحالتين سوف تجري إنتخابات نهاية العام وسوف يتصدى مجلس النواب المنتخب القادم للدستور بما يلزم من تعديلات.

ليس مهما أن نصوت بنعم أو لا للدستور , المهم أن نشارك في العمليه السياسيه ونلتزم بتوقيتاتها , هذا هو السبيل الوحيد للخروج من المحنه التي يمر بها الشعب العراقي اليوم.

نعم ليس بالإمكان أحسن مما كان



#محمد_محبوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويحدثونك عن إجتثاث البعث
- بعد فاجعة جسر الأئمه .. مراحعات لابد منها
- الأقوياء الثلاث المدججين بالسلاح
- الشيعه والدوله هل يرتكب شيعة العراق الخطأ القاتل الثالث
- جمهورية شيعستان الإسلاميه


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محبوب - ليس بالإمكان أحسن مما كان