أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد صلاح الدين - منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية














المزيد.....

منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 11:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كل الأديان السماوية الحقة، في جانبها العقدي الإيماني، أو في جانبها التشريعي|، أو التوجيهي والتوصوي، هي موجهة نحو بوصلة المفارقة بين الحق والباطل، وهي موجهة نحو هدف الحرية والعدل والمساواة والكرامة وعزة الإنسان، لا سيما المؤمن منه.
وحتى النظم الوضعية، وفي عموم الاجتهادات الإنسانية، في موضوع المناهج والتطبيقات المختلفة، في غير مجال من مجالات الحياة، سواء على صعيد الرؤية أو في التنفيذ للنشاط الإنساني المقصود والمتعين، نراها في المناحي النظرية وبغض النظر عن انحرافات وزيغ التطبيق، وما تعلق منها بالمباشرية التلقائية؛ ارتباطا بعقلانية وأخلاقية الأهداف، أم على توسطاتها أو نسبيتها، أو قلة درجتها في النجاح والفشل، نراها من جديد في التنظير العلائقي؛ سواء الداخلي بين الدولة ومجتمعها، أو بين المجتمع نفسه فيما بين أفراده وأفراده وجماعاته وجماعاته، أو على مستوى العلاقة بين الدولة والدولة، وما بين الشعوب والشعوب وأمم الإنسانية المختلفة والمتنوعة قائمة على أفكار العدل والحرية والكرامة..
حتى أيضا في نظم الاستبداد المعلن والواضح المكشوف، أو المتخفية والمتوارية باستبدادها، رغم ذلك نجدها في محاكمها وقضائها، ومعلن سياساتها وتنظير إعلامها الموجه، تتحدث عن الإنسانية وعن الحريات والمساواة الإنسانية.
إنها دعوة أو ادعاء لا ينفكان عن الإنسان، وسائر أشكاله الحياتية والتنظيمية؛ صدقا أو كذبا؛ مسارا حقيقيا أو خداعا ونفاقا.
انه شعوره الأساس بالفطرة والخليقة، وحاجته الملحة باستمرار على وج الخصوص. وهي غطاء سيره - ولو نظريا أو جزئيا - في سياق التطبيق والتنفيذ، حتى أن الإنسان خاصة في المجتمعات الغربية، يحاول التلطف والترحم صادقا أو كاذبا مع الحيوانات، مع أن منظوماته الفكرية والمنهجية الرسمية في غلبة السائد منها، لا تقيم لمفاهيم الحرية والعدالة والإنسانية وحتى البيئة وما فيها أي وزن يذكر في سياق المضامين، وان حرصت على الأشكال وحضوراتها التبريرية والتغطوية بهذا الخصوص؛ لأنه لا مفر لها عن حضور هذه المفاهيم والمبادئ الإنسانية الموجودة أساسا في التوجهات والتوجيهات العقائدية، والتشريعات الدينية السماوية منذ الخليقة الأساسية الأولى الناشرة للجنس البشري على سطح الكرة الأرضية.
وإنني لأسمح لنفسي بالقول والظن العلمي في مجال العلوم والدراسات الإنسانية عموما والاجتماعية خصوصا، أن الأيديولوجيات والأفكار والمناهج الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية وحتى النازية والفاشية (تعتبر جميعها ضمن النسق الفكري الغربي الواحد في الحالة المعاصرة)، لم تستطع أن تتخلى كلية عن موروثات الأديان ومذاهبها وجوهرها الكامن بمفهومي الحق والباطل، وارتباطاتهما بالنواحي الإنسانية في صعيد الحريات والكرامة الإنسانية، وضرورات العدل وتطبيقاته المختلفة. كل ذلك لحاجة هذه النظم لدفع قواعدها وفاعليها وعامليها، ومجمل حراكها نحو الحافزية والأمل، والتطلع وبالتالي الاستمرار والقدرة على التضحيات والعطاء، ولو كان في مكمن الهدف وغايته الرسمية النخبوية ظلم وظلمات، وإهدار لحقوق وحيوات البشر وثرواتهم.
أفلا يكون بعد كل هذا حافز الإيمان الحقيقي المبني على تصور الدين والمعتقد الحقيقي المكون من منظومة القيم والثوابت الأخلاقية، التي تعتبر في عرف وفهم الإنسانية ذات أبعاد عالمية وكونية في مواجهة أي ظلم أو استبداد أو استعباد أو احتلال وغيرها، سواء كان أطراف المواجهة دولا أو مجتمعات أو جماعات أو حتى أفرادا في مواجهة أفراد.
هي مواجهة إيمانية وقناعة مبدئية بواجب رد العدوان، أو الموت والاستشهاد دونه. وكل ذلك دائما وباستمرار ما دامت الحياة تمثلات حق باختلاف المكان والزمان في مواجهة تمثلات باطل تتمايز أشكاله، وان كان المكمن في شعور اثر الظلم والعدوان والطغيان واحدا مع اختلاف درجته وحدته عبر الزمان.
وقد ورد في القران الكريم قوله تعالى في سورة الحجرات آية رقم 9 ( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت أحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فان فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين).
في هذه الآية الكريمة فان الضابط والفاصل الحقيقي، في فصل التعامل والحكم بين الأفراد لهم أو عليهم، وكذلك والجماعات والطوائف والمذاهب والدول والأمم؛ هو إن كانت على حق أو على باطل في العدوان أو عدمه، حتى ولو كان الصراع بين مؤمنين أنفسهم؛ فالضابط والمعيار في الانتصار أو في رد البغي هو الحق. ويجب كمبدأ أن تكون له الغلبة، على الرغم أن التصارع هو بين فئتين مؤمنتين.
وبهذا فان مسالة الإيمان والكفر والإلحاد هي مسالة خاصة بين الخالق والمخلوق، ولا علاقة لأحد من البشر لا لرجل دين ولا لولي أو فقيه أو كاهن أو قسيس بها، وعليه فان تكفير الآخرين مسالة تدخل في علاقة الخالق والإنسان، وفيها تعد على حق يختص به الله سبحانه وتعالى فقط.
وكل ما يهم العلائق الإنسانية في مسألتي الحق والباطل، هو أن لا يلحق ضرر أو ظلم أو عدوان نتيجة كفر أو الحاد في سياقات التطبيق والتنفيذ كممارسة وسلوك، كما هي حال تجليات الأحادية المادية الغربية في العولمة الاستهلاكية واستباحة الأمم وثرواتها وكان شيئا لم يحدث؛ لان الإنسان شيء من الأشياء بحسبها في غياب المرجعية العليا والمتجاوزة لعالم الحياة الدنيا، أو حتى في غياب المرجعية الأخلاقية الإنسانية في سياق الإنسانية المشتركة.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين
- تعقيل المستوطن الصهيوني
- الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل
- من الوضعية الى الواقعية
- الغيبوبة الاجتماعية السياسية
- في معنى الحالة الوظيفية في الحالة الفلسطينية بعد أوسلو
- طمأنة الشعب اليهودي الإسرائيلي على مستقبله في فلسطين
- لمن التاريخ في المنطقة العربية؟
- هل بقي قدرة على تحمل ازدواجية الاحتلال والسلطة الواقعة تحت ا ...
- حق العودة على هدى معركة حجارة السجيل
- هل سنشهد مستقبلا اجتياح المقاومة للمغتصبات الصهيونية؟
- البراغماتية والقيمية في التحليل السياسي
- منطق الازمة المالية في الضفة الغربية
- لماذا الازمة المالية في السلطة الفلسطينية؟
- هل نحن في فراغ من المشروع الحضاري الاسلامي؟
- من انتفاضة الاقصى الى انتفاضة الاسرى
- نكبة.... ام قابلية للانتكاب؟!
- القضية 101/2007: سابقة القضاء الفلسطيني في التعويض عن الاعتق ...
- هل حقا المصالحة والوحدة الوطنية ممكنة بين السلطة وحماس؟
- الحرب على غزة اولا


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد صلاح الدين - منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية