أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - البدراني الموصلي - عن معرض الفنان محمد ناصر الزبيدي في البصرة















المزيد.....

عن معرض الفنان محمد ناصر الزبيدي في البصرة


البدراني الموصلي

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 10:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


معرض الفنان محمد ناصر الزبيدي في البصرة
ليس هذا خبرا عن معرض فني اقيم لفنان شاب في البصرة او طويريج او مقاديشو ولا نيويورك , ولا تحليلا نقديا لما ضمه ذلك المعرض , فأنا وكما يعرفني بعض القراء الاعزاء صريح بقصوري عن فهم الكثير مما اراه واعيشه يوميا ,خاصة ما يحدث في هذا الوطن الممزق الاوصال , فكيف يكون لي ان افهم ما ينتجه انسان , رساما كان او نحاتا او موسيقيا موهوبا يعاني من انسانيته . ويعرفني الفنانون من اصدقائي بأنني لا املك من الادوات ما يؤهلني للنقد وخاصة في الفنون التشكيلية التي ارى فيها سموا وعلوا يكاد يبلغ حد النبوة احيانا .وانا لست نبيا او وكيل نبي لافسر ما اراه ,او ما يوحى الي فهذه المقالة هي رد فعل بسيط لاستفزاز تعرضت له نتيجة وحشية البيئة غير الطبيعية التي خيم طقسها فوق رؤوسنا جميعا دون ان نعلم كيف ؟؟؟ ولماذا ؟؟؟ , وكل ما نعرفه عن تلك البيئة هو ال (متى !!!! ) وجميعنا نعرف هذه ال ( متى ) ..........منذ 2003 ولحد هذه اللحظة . وربما لا يوافقني بعض القراء الاعزاء على تحديدي للتاريخ منذ 2003 , فيرى ان الدمار حل بنا قبل ذلك بوقت طويل , ساوافقه الرأي ايضا .
دعوة كريمة وصلتني من الاخ الفنان محمد ناصر الزبيدي لحضور حفل افتتاح معرضه الشخصي السادس للمنحوتات الخشبية في البصرة , والذي ساهم بأقامته مشكورا قصر الثقافة والفنون في البصرة , والذي يديره , شخصية مثقفة الجذور والفروع هو الاستاذ عبد الحق المظفر الذي تستطيع بلمحات انتباه قصيرة ان تستشف ما في اعماقه من حب دافق للبصرة ومبدعيها المطمورين تحت ركام الفوضى العارمة التي يعيشها بلدنا العزيزعامة , ومدينة البصرة خاصة .ورغم صعوبة السفر ووعثاء الطريق فقد ازمعت ان اكون بين الحاضرين , لاسباب كثيرة منها شوقي لرؤية عائلتي الكبيرة من الادباء والشعراء والفنانين الذين تربطني واياهم علاقات ود ومحبة وذكريات نضال طويل من اجل غد افضل !!!! (لم يصل ذلك الغد المنشود لحد هذه اللحظة ) وكذلك توقي ان اتابع امتدادات الفنان الراحل الاستاذ ناصر الزبيدي , الذي قدم للبصرة ما لم تقدمه لها حكومات ووزارات ثقافة وفنون , فهو مؤسس ( كاليري 75 ) الذي احتضن عددا كبيرا من رواد الفنون التشكيلية في البصرة , ومنحهم رئة وردية تنفسوا من خلالها , وتعرفت البصرة عليهم , بل العراق كله , وربما بعض دول العالم المتحضر ايضا .وأذا كنا نعرف ان القصة الروسية قد خرجت من ( معطف غوغول ) , فأن علينا ان نعرف ايضا ان بعضا من الفنون التشكيلية في البصرة قد خرجت من كاليري ناصر الزبيدي ( كاليري 75 ) رغم قصر عمره بسبب الظروف السياسية العبثية التي تحكمت به ( الكاليري ) حينذاك , حيث كان من رواده الاساسيين محمد راضي عبد الله وسلمان البصري , وابا ذر السعودي ومنقذ الشريدة وموريس حداد وعامر الحديثي ,وآخرون كثيرون , وكانوا النخبة المثقفة التي رآى فيها النظام حينها انها تميل الى اليسار اكثر من ميلها اليه رغم ادعائه اليسارية بل الاشتراكية ايضا , فارتآى الراحل الكبير ناصر الزبيدي ان يجنب هؤلاء الذين جمعتهم الانسانية والحلم بالغد الافضل !!!! , مخاطر البربرية التي كشرت عن انيابها منذ شباط الاسود 1963 .
افتتح المعرض صباح السبت 14 / شباط / 2015 بحفل موسيقي بهيج قدمته فرقة (اشراق ) الموسيقية المتكونة من مجموعة متميزة من طلبة كلية الفنون الجميلة وبقيادة الفنان الشاب علي نجم المشاري , وحضره كم رائع ومبهر من قمم البصرة وعمالقتها الذين ما يزالون يغالبون الدمار الذي يكتنف حياتهم كتحصيل حاصل من الدمار الذي يكتنف العراق كله . محمد خضير (القامة القصصية التي تطاول نجيب محفوظ ولعلها ستتجاوز ماركيز عالميا لو كان الافق امامها رحبا وليس كهفا اعيدت اليه ادوات النياندرتال الفكرية ) , احسان السامرائي ( الذي يغمر البصرة واهلها منذ زمن طويل بما يستحقونه من حب وتقدير ) ,(محمد صالح عبد الرضا ,كان وما يزال رغم ما يعانيه من جور الزمان والمرض ذاكرة للطيبة والوفاء النقي ) , ( طالب عبدالعزيز, الذي ستبقى قناطره اليومية جسور محبة بين الشرفاء في الوطن ) ,(نجم المشاري , الهيكل الانساني البسيط الذي ترى كل ابناء الريف على قسمات وجهه وتسمع في آهات عوده انين القصب ) , (علي الزبيدي , الرسام المبدع الذي لن ترى من جدران بيته فجوة مهما صغرت الا وهي مشغولة بجزء من الانسانية ) , كاظم الحجاج ( الشاعر الرقيق الذي اقنع حتى حجارة الطريق ان كفه غير المتوضئة اكثر عفة من الاف العمائم واللحى التي غافلت الزمن فتسيدت ) , واساتذة الفنون الجميلة في البصرة وطلبتها , واستمرالمعرض لثلاثة ايام وسيل العمالقة الزائرين يهدر دون انقطاع .
رموز الديانات
هو الشعار الذي اختاره الفنان لمعرضه , والذي اصرت انامل المبدع النحات محمد الزبيدي ان تجسده امامنا اشكالا شاخصة تملؤ الفضاءات , لنرى بأعيينا كم هو غني وطننا فقد احتضن اجمل ما فوق الارض من قيم ومبادئ سامية , وحاول الفنان بتمرده ان يعلن لنا انه يريدنا ان نشاركه انتفاضته التي تضطرم في اعماقه من اجل ان يسود الجمال والحب والعدل على حياتنا بدلا من القبح والكراهية والفوضى وان لا نترك ارثنا الثمين مطمورا تحت ركام افكارنا المضطربة داخل عقولنا المنهكة هي الاخرى .
من يختار هذا الشعار لمعرضه الأنساني الخشبي التشكيل , ( رموز الديانات ) لا بد ان يكون عقله وقلبه وجميع احاسيسه بل حتى غرائزه وفطرته , لا بد ان تكون كل ملكاته واسعة , سعة العراق وما فيه من ديانات متعددة هي نتاج التاريخ الباهر الذي تدرج على ارضه , حبوا مثل اي وليد , ومشيا مثل اي طفل حديث الفطام ثم سيرا على قدمين واثقتين راسختين على ارض معطاء ثرة العطاء , ثم انطلاقا على العجلة التي اخترعها ابناؤه واهدوها للعالم ,وانطلق بها العالم نحو الاتجاهات الاربع , بينما اصابنا نحن النكوص والتقهقر , نحن نخترع الحياة ونهديها للاخرين الذين يتلذذون ان يعيشوها بفرح وسعادة , ان ما نملك من ارث يفوق كل أرث انتجته حضارات الارض الاخرى واقصد بالأرث ليس ما تركه لنا اشور بانيبال صاحب اقدم مكتبة في التاريخ او نبوخذنصر , مشيد الجنائن المعلقة بدافع الحب لأمراة تزوجها , او حمورابي القانوني ومسلته التي نظمت المجتمعات منذ اكثر من خمسة الاف سنة وليس ارثنا القصور والاسوارالتي مازالت تحيط مملكة نينوى حسب , بل الأرث هو الانسان , الذي لن تستطيع معاول الدواعش باصنافهم المختلفة ان تحطمه , كما حطمت آثار نينوى في متحفها لتطمس حضاراتنا المتعاقبة .ولكن هيهات .
حاولت ان أنظر الى المنحوتات , متظاهرا انني افهم تفاصيلها , لانني لست بعيدا عن المعاناة والالم , ولكنني وجدت نفسي صفرا على الشمال – كما يقول المثل - , فالتجأت الى الفنان نفسه ليحولني الى اي رقم ليس على الشمال فزادني ارتباكا فقد حدثني عن المدارس الفنية المختلفة التي استقى منها ايحاءاتها لاعماله , مرورا بالواقعية والرمزية والسريالية , واوصلني الى الحداثوية حيث يطمح ان يتجاوزها معتبرا اياها مرحلة بدأت بالانحسار . كان عجبي كبيرا ان فنانا يتخرج في قسم الاخراج المسرحي يصبح نحاتا , وينحت وهو مايزال في عنفوانه مدرسة خاصة به , يريد لها ان تنفتح على العالم وان ينفتح العالم عليها . اسعفتني ذاكرتي ان الفنان قد ترعرع بين يدي مبدع كبير , كان له مع الخشب وتشكيلاته تاريخ طويل , وانتبهت الى انني وفي كل مرة التقي بمحمد الزبيدي , كنت اراه مشغولا بمشروع كبير لعله لم ينجزه لحد الان وهو نحت الوجوه البشرية بمختلف تضاريسها وتعابيرها , الحزن والفرح , اليأس والامل , الخضوع والانتفاض , وكل ما يعتلج في داخل الانسان , تحول على يديه الى اقنعة خشبية ترتبط بقوة بالمسرح . لقد اغنت دراسته الاكاديمية للاخراج المسرحي تجربته في تجسيد الانسان فجعل منه ممثلا تكفي تقاسيم وجهه ان تشف عما في اعماقه , فكانت الاقنعة .
رأيت تمرد محمد الزبيدي وانتفاضته العارمة في احد اروع اعماله , وهو كرسي بسيط لم يضع عليه احدا ما , لكن الكرسي نفسه جالس فوق شئ ما , ماهو هذا الشئ ؟؟؟, انه عشرات الجماجم والهياكل العظمية والعظام البشرية بأنواعها . لقد التفت الجميع الى روعة العمل واتفق الجميع على اعتباره ايقونة المعرض ,مع روعة الاعمال الاخرى . واظن ان الجميع اتفقوا ايضا على ان هذا الكرسي يمثل السلطة والطريق الى السلطة . والغريب الغريب حقا انني سمعت تعليقات بعض الجالسين – في الواقع - على هذا الكرسي فوصفوه بأنه عمل رائع وانه يمثل الحقيقة .عجبي لهؤلاء وأي نفاق ينافقون .وقد تذكرت حينها لوحة زيتية للفنان ديلاكروا – اذا لم تخني الذاكرة – واسمها الجشع , وهي تصور شكلا هرميا تكدست من قاعدته الى قرب قمته جماجم وهياكل بشرية لا حصر لها ومن بينها تبرز مجموعة من الأكف والأذرع الحية وهي تتنافس بقسوة للوصول الى القمة التي استقر فوقها دولار ذهبي براق . لوحة ديلاكروا اسمها الجشع , وكرسي محمد الزبيدي لم نستطع ان نعطيه اسما دقيقا يعبر عنه تماما .
نعود الى قولي بأن هذه المقالة هي نتاج استفزاز صارخ صدمني منذ الدقائق الاولى لي في المعرض , فقد بهرني العنوان ( رموز الديانات ) وهو عنوان لجدارية كان الفنان يعمل بل يكدح لينجزها ويضمنها العراق كله ويذكر المتلقي بالديانات التي اخضوضرت على ارضه , فبعضها نما وترعرع واستطال كثيرا , وبعضها تعرض لما تعرض له من تأثيرات الطقس وتوالي الفصول , فاعتراه الضمور والانكماش , لكنه لم يمت , وبقيت جذوره راسخة فيه حتى يومنا هذا .
الجدارية تبتدئ بالاسلام الذي جسده الفنان بخطوط قرآنية رائعة , تعبر عنه خير تعبير , تليه المسيحية التي يمثل صليبها الحب للجميع والتضحية من اجل الجميع بحمل خطاياهم والسير بها في طريق الالام بدلا عنهم , يحمل على ظهره الصليب الذي يستنفذ دمه من قدميه , ويحمل فوق رأسه طوقا من الاشواك التي تستنفذ دمه من هامته , ثم , فجعت بثقب كوني اسود , كان يجب ان تحتله الديانة الابراهيمية الثالثة وهي اليهودية , وان كان بعضنا لا يكن لها الحب والاهتمام , فقد كان سيجد فيها سببا يدعو للتباهي والزهو بالتاريخ حيث انتصر البابليون على اليهودية مرتين وساقوهم الى بابل عبيدا وسبايا , وظلت اليهودية كديانة سماوية على ارض الرافدين وامتزجت بمائه وطينه وصارت شيئا منه حتى الخمسينيات من القرن العشرين وساهم ابناؤها بأخلاص وحرص نادرين في بناء العراق الحديث , ثم تأتي الديانة الصابئية التي لا يجد التاريخ لها منبعا سوى الارض ما بين النهرين وعبر عنها الفنان برموزها البيضاء النقية , ثم يأتي ثقب اسود اخر , كان يجب ان تحتله الديانة البهائية , وان كان البعض لا يسميها ديانة مكتملة الاركان ولكن مازال منها طائفة تعيش بيننا بكل ود ومحبة ,وقد عرفت بعضهم وهم على خلق عظيم , بعدها تأتي الآيزيدية , ومعابدها في سنجار وزمار كانت دالة بوضوح عليها , وانني اصارحكم القول وبشدة , بأن الأيزيدية ولولا ما حل بها من بربرية داعش , وانتفاض العالم الحر من اقصاه الى ادناه لنصرتهم , لكان موقعها في جدارية الفنان ثقبا اسودا ايضا . واخيرا ارتبكت ذاكرتي لرؤية ثقب اسود آخر كان يجب ان تحتله الديانة الزرادشتية !! ياللهول !! هل للزرادشتية موقع قدم على ارض الرافدين وانحسرت كما قد يبدو كطائفة او جماعة بشرية , نعم لقد كانت على ارض الرافدين ,لقد خبت نارها , لكن رمادها لم يكن هامدا تماما فقد كان تحته جمر ينتظر هبة ريح قوية لتؤجج ضرامه مرة اخرى , وقد جاءت هبة الريح تلك في 2003 , واشتعلت النار الخامدة بالطقوس الطائفية التي ينفخ فيها قادة العراق الجديد . لا تغضوا ابصاركم , ان الكثير مما يمارس اليوم من طقوس غريبة وخارجة عن المنطق والفكر السليم هي طقوس زرادشتية بامتياز.
هالني ان اعرف ان تلك الثقوب السوداء في جدارية الفنان كانت بأمر من احد موظفي قصر الثقافة , وتذكرت انني قرأت ذات يوم – وربما على هذا الموقع – مقالة كانت بعنوان ( جاموسة تقتحم قاعة عتبة بن غزوان في البصرة ) وكان محتوى المقالة يعبر بصدق عن جاموسة استلمت ادارة قاعة عتبة بن غزوان وانقضت على كل جمال وحب وتفاؤل كان يرتجى منها ان ينطلق فنانوا البصرة ومبدعوها ليجسدوها معارض فنية ومسرحيات هادفة وامسيات موسيقية تربطهم بالقرن الحادي والعشرين , لا ان تتحول القاعة الى حسينية يندب فيها المنافقون انسانيتهم المندثرة تحت حطام اربعة عشر قرنا . اختصر انفعالاتي بالقول بأن جاموسة قاعة عتبة بن غزوان قد وجدت لها ثورا في قصر الثقافة والفنون في البصرة . فهنيئا لهما .
والشيء بالشيء يذكر , فقد اخبرني احد الاصدقاء المغتربين منذ اكثر من ثلاثين عاما , انه , وقبل بضعة سنوات , قرر ان يعود الى الوطن نهائيا حاملا معه خبرته التي اكتسبها في بلاد الكفر والكافرين , وابناءه الذين جدوا واجتهدوا وحازوا على درجات علمية راقية من جامعات رصينة لا يستطيع اي كان ان ينالها , وانه صار يراجع بعض دوائر الدولة لترتيب امور عودته , وكان من بينها دائرة الهجرة والمهجرين التي اتخذت من بهو الادارة المحلية في البصرة مكتبا لها , وقال انه قبل دخوله البهو صار يسترجع تاريخ تلك البناية الجميلة , وكيف وقف على مسرحها عمالقة اعلام , مثل نزار قباني ومحمود درويش ومحمد الفيتوري وصلاح عبد الصبور وغيرهم ايام مهرجان المربد في دوراته الاولى , وكم عرضت عليه من مسرحيات برشت ويوسف العاني , وعزفت عليه سيمفونيات بتهوفن وموزارت والمقاطع الرائعة من جايكوفسكي وخاجودريان , وكم وكم وكم , حتى قال انني لم احتمل الصدمة ان ارى جدران القاعة مغطاة بالقماش الاسود من مدخلها الى مسرحها الذي ستروه بلافتة تندب فاطمة الزهراء وضلعها المكسور وتلعن المتآمرين عليها الذين منعوا عنها ارثها ( ارض فدك ) التي تركها لها ابوها الرسول الكريم . لقد قال صديقي انني احسست ان العراق كله قد توفي وانتقل الى رحمة الله , وليس بهو الادارة المحلية في البصرة حسب . فقررت ان اعود ادراجي الى حيث كل شيء حي , الارض والانسان والحياة نفسها .
وفي عودة سريعة الى معرض الفنان محمد الزبيدي , لا بد ان اذكر بأن قصر الثقافة والفنون وبعد بضعة ايام من معرض الزبيدي , قد افتتح دار الشاعر بدر شاكر السياب في جيكور ( ابو الخصيب ) بعد ترميمه , وقال عنه الكثيرون انه ( الترميم ) ضاعف من قناعاتنا في ان الثقافة العراقية تعاني نفس ما يعانيه الشحاذون من بؤس ومهانة . لم اتمكن من البقاء في البصرة لرؤية شباك وفيقة ومنزل الاقنان والجدران الطينية وبويب وغابات النخيل ساعة السحر حيث من هناك خرجت انشودة المطر وروائع السياب الاخرى . وكانت منحوتات الزبيدي معروضة ايضا هناك ليوم واحد فقط , وقيل لي انها قد خففت الى درجة ما من الشعور بالبؤس والاحباط .
لاننسى ان مايكل انجلو , بعد ان اكمل تمثال النبي موسى , ضربه بالمطرقة التي استعملها في نحته قائلا له عبارته الشهيرة ( انطق يا موسى ) مما ترك ثلمة في ركبة التمثال , فقد كان انجلو يدرك انه كان يحول الحجر الميت الى حياة ما زالت تنطق لحد اللحظة , ولا ننسى ان السيد المسيح كان قد احيى بعض الموتى واخرجهم من قبورهم , وكان ذلك اهم معجزاته الربانية , وقد حان الوقت لنقول بأن جذع الشجرة الذي يقطع وينبطح على الارض ميتا سيبقى ميتا لولا انامل المبدعين من الفنانين الذين يمنحون ذلك الخشب الميت حياة اخرى . لقد احيى الفنان محمد ناصر الزبيدي الكثير من الاموات واعاد اليهم الحياة بهدوء وبساطة انسانية متميزة دون ان يدعي انه يجترح المعجزات .
هل كنت مبالغا عندما قلت بأن بعض الفنانين قد يبلغون حد النبوة احيانا ؟؟؟؟؟



#البدراني_الموصلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا فطاحل الطب النفسي انقذوني ... تنقذوا شعبا طيب الأعراق *
- جولة سياحية مجانية في اساطير الاولين - ج 2 -
- جولة سياحية مجانية في اساطير الاولين - ج 1 -
- ثلاث وقائع من التاريخ متشابهة المقدمات متناقضة النتائج
- سايكس - بيكو جديدة ام بايدن - داعش جديدة جدا Brand new ج 2
- سايكس - بيكو جديدة ام بايدن - داعش جديدة جدا Brand new - ج 1
- لا تربط الجرباء حول صحيحة
- نداء هام جدا الى من لايهمه الامر ولن يهمه ابدا
- مات الملك ...... عاش الملك ( العبادي والمالكي )
- فيان دخيل والشيطان اتقى واشرف من كل المتأسلمين والمتأسلمات
- اقتراح سخيف الى اخي وعديلي وزميلي نوري المالكي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - البدراني الموصلي - عن معرض الفنان محمد ناصر الزبيدي في البصرة