أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام رفيدي - اليسار الفلسطيني:انعدام التمايز واختلاط الخطاب















المزيد.....

اليسار الفلسطيني:انعدام التمايز واختلاط الخطاب


وسام رفيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 00:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


[1]
 
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي، كان الاتجاه الغالب لدى فصائل اليسار، العربي تحديداً، وبعض الفصائل الفلسطينية، إدارة الظهر للفكر الماركسي كهوية فكرية لتلك الفصائل، وإلحاق ذلك بتعمية الهوية الطبقية لتلك الفصائل، حتى باتت ( أي الفصائل) فاقدة للهوية، فاختلط الليبرالي باليساري، اختلاطاً ظهر أحياناً في استخدام المصطلحات الفضفاضة، وأحياناً الليبرالية بامتياز، من فصائل عُرفت تاريخياً بمصطلحها الماركسي الطبقي بامتياز.
لذلك، كان من أحد نتائج الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، أن تأكد أن عملية التحول الفكري والطبقي سابقة الذكر لم تنقذ اليسار من تراجعه، تراجع وصل لدى البعض حد الانمحاء عن الساحة تماماً. ولما كانت المقالة لا تتناول أسباب التراجع، لكن حسبها أن تشير أن المراجعة الفكرية والطبقية تمت ولا زالت في زمن تشهد فيه الساحة الدولية، السياسية والأكاديمية، تحويم (شبح ماركس)، تحويماً يمكن تلمسه في ظاهرتين: تنامي اليسار الاشتراكي في أمريكا اللاتينية المستند للخطاب الماركسي المتجدد من ناحية، وانتعاش مكانة التحليل الماركسي على كافة تنويعاته ومدارسه في الدراسات الاجتماعية والاقتصادية في كبريات الجامعات في العالم، حتى بات من المفروغ منه أنه لا يمكن تجاوز هذا التحليل ومنظومة مفاهيمه حتى لمن لم يعلن نفسه ماركسياً، هذا من الناحية الثانية. ومع هذا الانتعاش السياسي والأكاديمي، يلاحظ ترسخ ظاهرة التعددية في الفكر الماركسي وانفتاحه على اجتهادات عديدية داخله، فالتجربة السياسية المباشرة لقوى اليسار، وغياب  (المرجعية الفكرية ذات الطابع الديني) في الاتحاد السوفيتي أطلق العنان لتنامي هذه الظاهرة.
ومع ذلك ظل اليسار الفلسطيني بعيداً عن تلك العملية. وهو بذلك يسلك طرقاً عديدة: إما يتعامل مع فكره المثبت ببرنامجه بخجل من اقترف ذنب تثبيت الفكر في البرنامج فيخجل منه أمام الجماهير، وإما أضحت المرجعية الفكرية محض نصٍ لا ينعكس في اشتقاق البرامج، وإما أخيراً وجد نفسه، وقد شطب مصطلحه الماركسي اليساري من خطابه، يلجأ لترسانة المصطلح الليبرالي، فيظهر الخلط في الهوية التي أشرنا إليها سابقاً. وفي جميع الحالات، قٌبر التثقيف الفكري لدى قاعدة اليسار، ولم تعد تملك إلا اجترار صيغ عامة وممجوجة من ترسانة الليبرالية الجديدة دون أن تدري أنها إنما بذلك تهجر موقعها اليساري.
وكنتيجة لكل ذلك كان من اللافت أن بعض مفاصل البرامج الانتخابية لبعض المصنفين على قوى اليسار( نقول البعض حتى لا نخلط الحابل بالنابل)، لا تكاد تميز بينها وبين برامج المنظمات غير حكومية. والمسألة هنا لا تعود لهيمنة اليساريين السابقين على رأس المنظمات غير الحكومية النشطة، فهذا تبسيط لا يحتمله التحليل، بل لما سبق ذكره: انعدام الهوية الفكرية والطبقية لليسار...والنتيجة المنطقية لهذه الحالة، الاندراج في نسق ثقافي مهيمن على الخطاب غير الحكومي، نعني ثقافة الليبرالية الجديدة. إن أحد وجوه الإشكالية هنا لا تكمن في هذا الخلط فحسب، بل بالخلط بين الخطابين، ذلك الموجه للرأي العام الخارجي ووذاك الموجه لجماهير الشعب.
وحتى على مستوى الخطاب اليومي، الشارعي والصحافي، بلغ الخلط درجة وضعت فيه الجبهتين الشعبية والديموقراطية، وهما لا تزالان تثبتان الماركسية في برنامجيهما، جنباً لجنب (في ذات الخندق) مع كتلتي سلام فياض ومصطفى البرغوثي، والأول، منهجياً، ليبرالي أمريكي بامتياز، فيما الثاني يعلن وسطيته( لا يسار لا يمين) في توجه التفافي على حقيقة ليبراليته الصريحة، وهو ( طبعاً كحركة لا كشخص) يصلح نموذجاً لتحليل توجه الرأسمال العالمي في خلق شرائح ليبرالية من الفئات الوسطى على النطاق العالمي، تحمل مشروع وثقافة الليبرالية الجديدة، وهو على أية حال توجه نشطت المراكز الرأسمالية برعايته وتغذيته منذ عقود ولا زالت، يشمل قارات العالم لا فلسطين فحسب.
إن انعدام تمايز اليسار كان ( بتقديري) مقتله التاريخي، يتناغم معه ما يمكن وصفه، ولو بعبارة غير نظرية، بجبن اليسار على المستوى الفكري، وتحديداً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، جبن لم يظهر فقط في خجله من هويته، بل طال، حتى دوره التنويري في مواجهة الأصولية المتنامية والثقافة الدينية. ولولا حفنة من الكتابات الجريئة ( تتزايد باستمرار) والتي تنقد هذه الثقافة، لغاب اليسار نهائياً عن المعركة الثقافية الأهم بين الفكر العلمي والثقافة الدينية.
واستتباعاً، فإن تحديد تخوم قوى اليسار من جديد باتت مسألة ملحة. لا يدعي كاتب المقال أن من شأنه القيان بهذا الدور فتلك مسئولية قوى اليسار إن رغبت حقاً باستعادة مكانتها التاريخية كقوى ممثلة لمشروع وطني كفاحي، ومشروع طبقي ثوري، تستند لمرجعية فكرية ماركسية. حسب هذا المقال الإشارة إلى المنطلقات التالية الواجبة لهذا التحديد:
اليسار يستند لفكر ثوري بالضرورة هو الفكر الماركسي حصراً، على تنوع وتعدد مدارسه واتجاهاته، فكر يجمع بين  التمترس خلف رسالته الطبقية الصريحة ( سلطة الكادحين والاشتراكية والعداء للرأسمالية)، وبين انفتاحه وتجدده على آليات وأدوات عمل واشتقاقات نظرية جديدة تخضع للتجربة الملموسة ولا تُقدَّس.
اليسار صاحب موقف جذري من المشروع الصهيوني الإقتلاعي في فلسطين، وبقدر ما يناضل لتحقيق برنامج الإجماع الوطني المرحلي، بقدر ما لا يدير ظهره لحق الشعب في وطنه فلسطين وممارسة سيادته عليها، ضمن منظور دولة ديموقراطية اشتراكية موحدة في فلسطين.
اليسار يلعب دوراً تنويرياً صريحاً في مواجهة الثقافة السائدة، وفي الجوهر منها ثقافة العشائرية والإقصاء والترهيب الديني، وفي المقابل لا ينطلق في ذلك النقد، وإن تقاطع، من منطلقات الليبرالية الجديدة التي تدير الظهر للخطاب الديني الجهادي تحت الشعارات الزائفة لعقلانيتها وحداثيتها.
اليسار وإن نشط، ويجب أن ينشط، داخل أية حركة الاجتماعية، وهي رهان أسقتطه الانتخابات الأخيرة، غير أن رهانه الأول تنظيمه اليساري المبني على أسس لينينية، أسس اختبرتها عقود من النضال اليساري العالمي الدامي في وجه محاولات تصفية تنظيمات اليسار. تنظيم يتقن الجمع بين تداخل المهام الوطنية والديموقراطية، وبالاستناد لها، وليس على أشكال مقدسة، يعيد بناء التنظيم باستمرار.



#وسام_رفيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الدولة الدينية والدولة المدنية....اضحى الربيع خريفاً!
- الخطاب الفكري للمنظمات غير الحكومية (إيصال النساء لمواقع الق ...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام رفيدي - اليسار الفلسطيني:انعدام التمايز واختلاط الخطاب