أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - صدق من قال: الكونغرس الأمريكي أرض إسرائيلية














المزيد.....

صدق من قال: الكونغرس الأمريكي أرض إسرائيلية


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك أن يوم الثلاثاء 3/3/2015 قد حفر عميقاً في التاريخ الأمريكي ، وقبل ذلك وأهم منه فإنه قد حفر في الوجدان الأمريكي، وإلى الأبد، وذلك عندما أتى رئيس دولة أجنبية (نتنياهو) إلى الولايات المتحدة لكي يغير نظامها السياسي، ولو ليوم واحد فقط، من نظام رئاسي يتقاسم فيه الرئيس السلطة مع نواب الشعب، إلى دولة ذات نظام جمهوري كالنظام السياسي في إسرائيل، أو نظام الملكية الدستورية في بريطانيا وهولندا، حيث لا يملك رأس الدولة أية صلاحيات سوى حضور المناسبات الرسمية واستقبال السفراء. ففي الاستقبال الحار الذي لقيه نتنياهو في الكونغرس الأمريكي - ومع أنني لا أذكر عدد مرات التصفيق الحاد والقيام وقوفاً احتراماً وتأييداً له، لكنني واثق من أنه ليس من رئيس إسرائيلي قد لقي مثله أو سيلاقيه داخل مبنى الكنيست في القدس - في هذا الاستقبال ما فيه من تجاهل لرئيس أكبر دولة في العالم، والذي أظن أنه أثناء إلقاء نتنياهو خطابه، كان الرئيس أوباما – كأي مواطن أمريكي غلبان قليل الحيلة – جالساً مع السيدة الأولى وابنتيه وكلبه أمام شاشة CNN يشاهد نتنياهو يصول ويجول أمام نواب الشعب الأمريكي. أما نص خطاب نتنياهو، فكان يوحي بأنه هوالرئيس الفعلي للولايات المتحدة، فبعد أن أرضى الرئيس أوباما ببعض المديح على مواقفه المؤيدة لإسرائيل، أكد كثيراً ومراراً على شكره الكونغرس لدعمه إسرائيل، خاصة ما يتعلق بالقبة الحديدية (التي حمت الشعب الإسرائيلي من آلاف الصواريخ التي أطلقتها حماس عليهم!)، ثم شخَّص الوضع القائم في المفاضات 5+1 مع إيران بدقة متناهية، واستدعى الذاكرة التاريخية للشعب الأمريكي حول ما أسماها (عمليات إرهابية) ضد مواطنين أمريكيين نسبها إلى إيران وحزب الله، كما كان لا بد أن يذكّر بالهولوكوست الذي عانى منه اليهود، واقترح حلاً لإشكالية المفاوضات تلك، وهو أن ( لا حل، هو أفضل من حل يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي)، موضحاً أن امتلاكها هذا السلاح سيهدد أي مكان في العالم بما فيه أراضي الولايات المتحدة نفسها، كما لمح إلى إمكان الذهاب منفرداً إلى حل ربما لن يرضي بعض الحمائم في الإدارة الأمريكية. غير أن ما يلفت الانتباه في خطاب نتنياهو أنه دافع بنفاق واضح عن سيادة الدول العربية التي اخترقتها إيران، بأكثر مما دافع عنها رؤساء تلك الدول، ومفهوم وواضح أن ذلك ليس حباً في الشعوب العربية، بل تلبية لمصلحة إسرائيل، لكنها ملاحظة يجب التوقف عندها طويلاً لتوضيح صورة الوضع الهش والمتردي للنظام السياسي العربي المحيط بإسرائيل.
أما تأييد الكونغرس، والذي بدا على أعضائه الحماس الزائد عن الحد أمام رئيس وزراء دولة أجنبية – مهما كانت صداقتها متينة مع الولايات المتحدة -، فينبغي أن يُقرأ في سياقه، فهذا التأييد وهذه المحبة يتماشيان مع المثل القائل (عض قلبي ولا تعض رغيفي)، فالرغيف الذي يأكل منه حتى الأثرياء في أمريكا، معجون ومخبوز في الفرن اليهودي الصهيوني من خلال امتلاك اليهود مراكز المال والإعلام والقضاء، وبالتالي السياسة، فهل نتصور أن مرشحاً للكونغرس يفوز بمقعده إن لم يرض عنه اللوبي الصهيوني، إلا من رحم ربك؟.
أما التساؤل عن نجاح نتنياهو في زيارته هذه، فمما لا شك فيه أنه كان نجاحاً أكثر من باهر، حيث أن الدعوات التي أطلقها منافسوه في الحملة الانتخابية القادمة، والتي كانت تعترض على هذه الزيارة، قد خفتت، كما أن الاستقبال الغير العادي الذي لقيه في الكونغرس، وتراجع بعض أعضائه عن مقاطعة الجلسة التي حضرها نتنياهو، تؤكد جميعها بشكل قاطع نجاح نتنياهو في مسعاه لتقزيم دور الرئيس أوباما وإدارته، واستلام زمام المبادرة فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران، ولم لا، فهو الرئيس الأجنبي الوحيد الذي وقف مخاطباً الكونغرس الأمريكي ثلاث مرات، وبذلك نستطيع أن نتنبأ بفوز نتنياهو في الانتخابات القادمة، علاوة على أنه لا توجد قاعدة شعبية، حتى ولو واهية، لليسار الإسرائيلي.
أما الحكم الحقيقي على نجاح أو فشل هذه الزيارة التاريخية، فيبقى معتمداً على نجاح أو فشل إيران في محادثاتها مع دول 5+1، وخاصة فيما يتعلق برفع العقوبات الاقتصادية عنها، وتجاهلها ضرورة السماح للمفتشين بزيارة مواقعها النووية.
ختاماً: تبدو إسرائيل هي الصانع الوحيد للأحداث، ليس في الشرق الأوسط، بل على مستوى العالم أجمع، وكل زيارة إلى الكونغرس والعرب بخير.

3،3،2015



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاري صاحب الكيف: علاقة آثمة مع الخليفة البغدادي
- عنجهية فرنسية فارغة
- لا أحد يستطيع معاندة الحكومة،،، يا بُني
- جاري صاحب الكيف تاجر كراسٍ
- الحمار الفلسطيني، وجزرة الدولة الوهمية
- سائق القطار
- اللاشيء
- جاري صاحب الكيف تاجر سيارات مستعملة
- جاري صاحب الكيف يتاجر بالمسؤولين العرب
- جاري صاحب الكيف، طائفي ماكر
- جاري صاحب الكيف يكشف سر داعش
- -روديو أنغولا-
- جاري صاحب الكيف ينضم إلى مشاة البحرية
- أبو السبع
- حبل إسرائيلي، وعشماوي عربي
- هزيمة ساحقة، أم انتصار مبين
- أخطاء شائعة واجبة التصحيح
- قادم من زمن السقوط
- قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت
- أشراف، ومرتزقة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - صدق من قال: الكونغرس الأمريكي أرض إسرائيلية