أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد حسين عبدالعزيز - فتش عن القشة : قراءة فى ذهنية الإنتحار














المزيد.....

فتش عن القشة : قراءة فى ذهنية الإنتحار


محمد حسين عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 14:03
المحور: حقوق الانسان
    


من أقصى ألمدينة رجل

أعترف أن فعل الإنتحار أستوقفنى كثيرا وأثار بداخلى كم لا يُستهان به من التساؤلات ، عن ذهنية المٌنتحر ، عن الدوافع ، الكوامن ، أو بالأحرى بواطن الاحداث ، التى تتراتب وتتراكم حتى تجعل الشخص يٌقرر أن يٌنهى حياته.

لأ أريد أن أكون مٌكررا كالببغاء ، أو مٌكتراً كالجمال فى إستخدام الفقر ، الجهل، المرض ، شماعه تشرخت من كثرة ما حملناها ، فلقد أخذت العهد على نفسى ، ألا أتعاطى مع الأحداث كما يتعاطى الآخرون.

إن كانت تلك هى الأسباب ، ففيم كان إنتحار بوب مارلى مثلا ، وفيم كان إنتحار سيمون دى بوفوار ، أو فيرجينيا وولف ، فيم كان إنتحار داليدا ، يا سادة قرار إنهاء الحياة أعمق من أن يؤطر بأسباب ، خصوصا إنه الكتله الأعظم من مرتكبى الفعل ، يصنفون على أنهم أيقونات للحياة بإمتياز، وبالتالى فإن الدافع لا بد أن يكون مغايرا لما إلفناه من تفاسير.

فى برنامج بريد الإسلام ، المذاع صباحا فى السابعة على إذاعة القرآن الكريم ، تم تقديم سؤال عن هذه القضية بالذات ، وكانت الإجابة بحق مُفزعة لى ، لا من حيث طرح السؤال ولكن من حيث تناول الأصول والكوامن ، خصوصا من رجل يتحدث بلسان مؤسسة دينية قُحة عٌرف عنها ، وشٌهد لها ، انها ربيبة حدثنا،سمعنا ، أخبرنا .
وقبل أن أسرد رأى الأستاذ الدكتور فى القضية - الأنتحار- أو د أن أُعرج على التناول الدينى لقضية الإنتحار

يٌجمل الدين - أو تحديدا رجاله المٌخول لهم الإفتاء- قصة الإنتحار فى كون المُنتحر شخص ضعيف النفس ، مهزوم الروح ، خاويا ، وليس هذا من تداعيات فقر ، أو بطالة ، أو عوز ، أو حتى تدنى تعليم ومستوى معيشه ، بل لكونه منحرف دينيا، بعيد كل البعد عن الله.
وللحق نقول ، أن هذا التناول الدينى لقضية إنسانية بحته ، لا يستحق إلا أن يوصف بالفُصام أو الذهان الحاد ، سواء تأصيلا ، أو حتى لمن يظل يطرحه كحل أوحد مُفسر لتللك القضية.

" رأيى المتواضع "
أولا : أحيل القاريء العزيز لحكمة أو مقوله شهيرة جدا ومعبرة لفيلسوف عظيم للأسف لا يحضرنى إسمه ، لكنى اجدها خير منطلق لقضية الإنتحار
"لا تحكم على خياراتى لأنك لم تعرف أسبابى ، ولا تحكم على أسبابى لأنك لم تعش حياتى "

ففكرة ربط الإنتحار بقلة أو إنعدام الإيمان ، او كون الإيمان معدوم هو السبب الأوحد للإنتحار ، وإنك تحكم على المٌنتحر غيبيا بصلف وغباء بإنه مكنش مؤمن ، وإنت أصلا متعرفهووش ده بجانب تدليله على حُموريتك وقذارتك ، أيضا فكرة فاشلة وعاجزة لإنه وببساطة لو الإنتحار أساسه عدم الإيمان ، أى حد بيحب حياته ومتشبث بيها بالضرورة لازم يكون مقضى طول أيامه على حُصر الجوامع أو على مذابح الكنائس ، أو هياكل المعابد !!!!
أما لو حد هيتفلسف ويقولك أصل الإيمان أو الدين عموما بيشكل أحد دروع الردع ، أحب أقولك ببساطة بردوا ، إنه الدين فى ذاته بيكرس للحل التغييبى والهروبي فى مقولات تافهه وساذجة زي إصبر ، إحتمل ، الإبتلاء سنن الأنبياء ، الدنيا دار مفر مش مقر ، وكل الخرف ده ، فهتفرق إيه تغييب دنيووي -دينى - ، بيقضى على الحياة تدريجيا بقرار إنعزالى ، إنهزامى ، شرعى ،على أمل ممكن آه وممكن أكتر لأ ، وبين إنك تختار تنهى حياتك بنفسك .

-------------------

توقع المذيع من الدكتور نفس التابوهات المحفوظة ، والردود الجاهزة ، وكان رد الدكتور صاعقة لى وأعترف بهذا ، كما أظنه أيضا كان صفعة لمحاوره
حيث قال ، الدين هنا لا يصلح أن يكون حكما ، لان الأصل فى الاحكام هو تصور الأشياء وفقا للقاعدة الأصولية " الحكم على الشيء فرعُ من تصوره " وكوننا لم نعرف الشخص ، ولم نعرف حياته ككل ، إجتماعيا، ماديا، عمليا، علميا، أو حتى دينيا ، يجعل حكمنا الشرعى مجروحاً
وأستطرد .. وانا وقتها ، فاغرا فمى ، الحياة ليست دارا للسعادة الأبدية ، وكما يتفاوت البشر فى القدرات، يتفاوتون أيضا فى التحمل وردرد الأفعال ، فأنت تٌصاب بكارثة تجعلك تنزوي، وآخر تجعله يًمُسه الجنون، وثالث تزيده صلابة على صلابة
فلماذا لا نُزيد عليى الإختيارات خيارا آخر وهو " قرار إنهاء الحياة "
فكثير من الناس ينطبق عليه المثل " القشة التى قضمت ظهر البعير " فقبل أن تٌفتش عن السبب الدينى وتُصدره حاكما على كفر المنتحر ، عليك أولا أن تعرف عن القشة...



#محمد_حسين_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبتهالٌ أم إبتذال
- كلمة في الإلحاد
- ليه ؟
- الكذابُ الأشر
- الله أعلم
- مٌعلقٌ أنا
- الإرهاب لماذا ؟
- يوسف زيدان
- جين الدياثه
- الذات الناقدة
- من هنا وهناك
- شيخ المشخخة
- الفاحشة في فضح عائشة- 2
- الفاحشة في فضح عائشة- 1
- العنصرية في العائلة النبوية
- آلهة إلا الله
- العقيدة الطحاوية
- تجربة
- الأورجي النبوي
- الكازانوفية المٌحمدية


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...
- -العفو الدولية- تتهم السلطات الكردية بارتكاب جرائم حرب في سو ...
- فرنسا تطرد مئات المهاجرين من باريس قبل انطلاق الألعاب الأولم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد حسين عبدالعزيز - فتش عن القشة : قراءة فى ذهنية الإنتحار