أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الفياض - ضجر














المزيد.....

ضجر


كاظم الفياض

الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


كيف أعطيك صورتها
الأرض منتجع للهواء الغليظ
وما البحر شرشفها كي تنام
وما ذهب المتعبون إلى الصيد هذا المساء
وما عرفوا أين يضحك بدو حضارتها كي تعاش
وما هي إلّا مسالك غامضة دونها زاد رحلتنا .
كيف أعطيك صورتها
رجل واقف دون أنثى
وأنثى تريد لمكياجها أن يطيل المساء
وهذا المساء الطويل هو البحر
هذا المساء الطويل شراشف باردة .
كيف أعطيك صورتها هي إلّا قليلا من الصيف
بضعة أكواب ماء
صبيا يدير إلى يومه غده ، حيث كنتِ
وكنت أودّ الحديث عن اليوم
عن حدث يتمغنط
عن كلمات تهش الفصول عن الكتف الواهن .
الواهن العالم الآن .
ماذا عرفت سواه؟
سوى أنني واحد كالأصول
وعالمنا زائل
حائط مائل
أو رصيف يعضّ أنامله
الوقت ماذا عرفت سواه
سوى إنني غيمة
الربيع يمرّ بدوني
معي وحذائي قليل من الصبر
قولي ، قليل من الصيف
زعنفة للهواء الطليق معي
ومعي قلب يومي
لكنها جمل تتهشم
أعلم
أعلم
سرب حمام يطير
تعالي نعاود ما يمضغ الآن جوف المكان
تعالي نباشره مرة دون أخرى
نرى ما يرى
ونزول إذا زال
حتى يقل الزحام
ويأتي الحمام
ونذهب دون رجوع إلى لغة تتمغنط
أو حدث يتهشم .
"يا هذه مالنا عابثين ؟ بماذا نفكر
ما هي إلّا أيائل أرواحنا"
واجهات الزجاج تقطر في نبع غربتنا
إنه حرّ آب ، غيوم بلا ألفة
وجوه ملامحها ، أو مراكبها تعب شائع
أو رغيف نناط بصفرته
كي نجرّ خطانا
إلى أين
لا واحة وسط صحراء نائية تجلسين المدى فوقها
كنت أنظر ، ما هذه لغة لم أكنها
وما هذه لغة إن وعى شأنها الآخرون
بلى هو ذاك
إذن ملل أو زحام يقود خطانا
إلى جانب المستطيل الرمادي هيكل سيدة شاهق دون زيف
يردد أغنية لم أقلها
ترى هذه أنت
ماذا عرفت ، بماذا أفكر ، لا لن أصدق ما يقال عن شاطئ قدت
له سفنا أو رجلا وبكيت فوقه كالنساء لا أصدق ما يغور تحت مياه
آخر الليل تبكي امرأة لم تكن توحش البحر يوما إنها هذه ترى
أساور أم شموس قلبي على يديك أم هي ومضة وصادف أن مرت
بها عتمة كانت أنا رفرفي هذا فضاؤك واسع معارجه واسعة والنهار
وهو عينان لي شاخصتان لنا أنت معي رفرفي لا جملة موجة لا
كلمات تشدّ البحر من طرفيه كي تهب الرياح موجة لا صفير
يتعالى صياح البحر أبعد من أحلامنا تجلسين الآن أنت
هنا أم خطأ شائع يتلى بعيدا أمام الكلمات التي تدل لا يركع
الزمان ذلك إننا له
رفرفي
هيا نرفرف
رفرفي معي
رفرفي
هيا نغني جديدا لا يطلّ زمان لا يجيء من التراب من محنة
ترهلت وعلا صياحها آخر الليل غد كيف أفهمك
حرير ناعم أنت ، حرير ناعم .
هل مستطيع أنا ما ليس لي أن أراه ، ليس هذا مقال في الطبيعة
أو حتمية الخلق ، إنه أنا ، إنه مجدي يلوح على مشارف الأمنيات
إنه مجدنا معا ، ترى هل نعود من جديد نظاهر الزمان ، وثم متى
يبدأ الزمان ، أهواؤنا وجمعت في سبيل ، هي أحلامنا ما يفضح
الغيم فيها وجه إنسانه ، ما يتراءى أمام خمرة أو نساء ، ما يشيع
في نبرة هذه الحشود ، ما يعود جديدا ، ما يظلّ قديما ، ما نكون
له ، ما لم يكن أبدا .. وهكذا
هكذا لا ينتهي أي شيء ، أو تعودين لي .
حرير ناعم أنت . حرير ناعم .
كيف أعطيك صورتها
ما أسميه فجرا هو البحر فجرا
ومن لم أسمه كان النهار
وكان قبيل انغماسك في رجل
يستفيء تلكؤ أعشابه في النهوض إليك
وما رجع المتعبون من الصيد هذا الصباح فما ذهبوا
قد تهيمن ليلتنا
كيف أعطيك صورتها
والأراضي القليلة تحت معاولنا فسحة في خيال الغيوم
وما أسقطت مطرا في انشغالك
كنت كما أنت
هذا الضحى
تلك أغنيتي
إنه حرّ آب زحام تفلسف ، أو ملل
قبر أرصفة ، أونهاية مكتبة راقدة تحت أرجلنا
كيف أعطكَ صورتها .
كيف لي أن أحدق فيكِ
بحار من الغيم أنت ، وبضعة أكواب ماء
فادفع عن حلمي
عن سماء عيونك بهجتها .
دون رمل
بلا كلمات نفاجئ أدمعنا بالمساء
بل حينها ستقولين أخرج
بلى إنها الأرض
إن لم تكن دون أرصفة
لم تكن دون أشرعة
لم تكن دون رمل
بلا أمل لم تكن .. هل نفرّ إليها
كذلك كان الربيع هناك
وفي بيتنا
عند قبر
نقايضه ضجرا بضجر .

1986



#كاظم_الفياض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعمال السردية الحرة/لحظات
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - ومرثية إبراهيم
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثالثة
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية ثانية
- الأعمال الشعرية - فضاء الذئب الميت - مرثية
- الأعمال السردية الحرة/من دمشق
- الأعمال السردية الحرة/صورة العالم
- أعمالي الشعرية - رعيان الأرض الممنوعة
- الأعمال الشعرية - أجراس الفصول الثلاثة
- أعمالي الشعرية - هاك شريعة الظامي
- اعمالي الشعرية -3- الشاعر
- أعمالي الشعرية -1- الرحلة*
- عن الشعر
- حنيف مسلم
- رسالة الى النخبة المثقفة في العراق
- (كاملا) بيان من أجل أن تكون الأرض قرية آمنة مطمئنة يأتيها رز ...
- مجموعة ملوك لعراق واحد
- إلى دولة رئيس الوزراء
- خمس رسائل برقية إلى شعب العراق
- ثلاث قصائد عن القوس الزائل للكلمة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الفياض - ضجر