أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد عادل زكي - من أجل الزيت!














المزيد.....

من أجل الزيت!


محمد عادل زكي

الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 19:13
المحور: الصناعة والزراعة
    


تعود العلاقة بين الزيت والقوة العسكرية إلى السنوات الأولى من القرن العشرين؛ حينما حولت القوتان المتحاربتان، ألمانيا وبريطانيا العظمى أسطوليهما البحريين من التسيير بالفحم إلى التسيير بالنفط. ولما كانت بريطانيا تفتقر إلى الزيت، فقد وجدت نفسها معتمدة على احتياطيات النفط في الشرق الأوسط، ولهذا أصبحت حماية هذه الاحتياطيات حاسمة مع اندلاع الحرب العالمية الأولى. فظهور الدبابة والغواصة والطائرة المقاتلة الَّتي تعمل بمحرك ديزل، عمل على تعميق أهمية الزيت، وعند نهاية الحرب كان الوصول إلى النفط عاملاً رئيسياً في التخطيط الاستراتيجي للقوى المتنافسة.
واستمر الوضع على ما هو عليه بعد الحرب. وحاولت بريطانيا، الَّتي كانت حينئذ مسيطرة فعلياً على حقول الزيت في إيران، أن تمد نفوذها إلى الحقول في العراق والكويت. وكانت فرنسا أيضاً تبحث عن موطيء قدم في هذه المنطقة. وركزت اليابان على منطقة الهند الشرقي الهولندي، الَّتي كانت آنذاك منطقة منتجة للنفط. وبدأت الولايات المتحدة بحثها عن النفط على امتداد الحافة الجنوبية للخليج، وكانت هذه القوى كلها، إضافة إلى ألمانيا والاتحاد السوفياتي، تعرف أن الوصول إلى الزيت سيكون حاسماً في الحرب القادمة، ولهذا كرس الجميع، عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، قوات أساسية للحصول عليه. ولقد قدمت اليابان نموذجاً واضحاً للإقدام على الحرب من أجل النفط؛ فلم تكن اليابان مؤمّنة من تلك الجهة، وكان شبح فقد أو نقصه النفط دائما ما كان يلوح أمام أعين القادة في طوكيو، ولذلك كان القرار هو الاستيلاء على الحقول المنتجة في منطقة الهند الشرقي الهولندي، فأقدمت اليابان على ذلك العدوان على حقول النفط وهي تعلم يقيناً أن أمراً كهذا لا شك سيثير غضب الولايات المتحدة، فكان القرار الثاني هو توجيه ضربة عسكرية استباقية إلى الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر في هاواي. ومن ثم صارت الولايات المتحدة أحد الأعضاء الرئيسيين في دائرة القتال العالمي. ولم يكن التقدم، المؤقت، الَّذي أحرزه الزحف الألماني في الأراضي السوفياتية عام 1941، إلا من أجل النفط، بالسيطرة على الآبار في القوقاز.
أدركت الولايات المتحدة ما بعد الحرب أن الدور الذي يلعبه الزيت هو دور حاسم، ويتعلق بالأمن القومي، ومن هنا عملت دوماً على ترسيخ وجودها في الخليج العربي ضماناً لأنسياب النفط. ولم يقتصر هذا التواجد فقط على الخليج العربي، بل امتد إلى العديد من الأجزاء على مستوى العالم؛ وتظهر اعتبارات أمن الزيت بالنسبة للولايات المتحدة في برنامج المساعدة العسكرية لآذربيجان وكازخستان؛ فوفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية فإن جزءاً مهماً من مبلغ الخمسين مليون دولاراً المخصص لآذربيجان في السنة المالية 2004 سينفق من أجل تعزيز"أمن الحدود البحرية" للبلد. وفي كازخستان تستخدم المساعدة الأمريكية لتجديد القاعدة الجوية القديمة من العهد السوفياتي في أتيروا على الساحل الشمالي لبحر قزوين، قرب حقل زيت تنجيز الغني بالزيت ومن أجل الزيت كان الزحف السوفياتي على أفغانستان وصولاً إلى المناطق الأبعد الغنية بالنفط، ومن أجل الزيت تم قذف العراق، ومن قبله أفغانستان، وإن كان السبب الأكثر أهمية، في تصوري، هو ضبط أسواق المخدرات الَّتي كادت تشهد الانفلات على صعيد الإنتاج والتوزيع العالميين. ومن المعروف مدى ارتباط بارونات المخدرات وأباطرة الدواء بتلك السوق.
ومن أجل الزيت تم قصف ليبيا. وكما ذكرنا، فإن الأمر لا يقتصر على العدوان العسكري من أجل تثبيت الأقدام وضمان الإمداد المستمر، وإنما يصل إلى المشاركة الفعالة في الانقلابات العسكرية وتأجيج الحروب الأهلية والصراعات الإثنية خلقاً لبؤر التوتر على الصعيد العالمي، وهو الأمر الَّذي يضمن عدم تولي حكومة وطنية السلطة في بلاد الزيت!
ومن أجل الزيت، كذلك، تدور حروب مريرة في نيجيريا، البلد الرئيسي المنتج للنفط في أفريقيا بعد أن نهب الجنرالات الثروة. ولم تكن دول حوض بحر قزوين أحسن حالاً؛ فلقد شهدت تلك المنطقة صراعاً دموياً سقط فيه عشرات الضحايا وبصفة خاصة في أوزبكستان في مارس 2004.
ومن أجل الزيت، أيضاً، حدثت المجازر في الشيشان، الَّتي يتم تقديم الصراع الدامي فيها عادة على أساس من كونه صداماً بين قوى معادية، إثنية ودينية، أو صراعاً على السلطة بين الحكومة المركزية في موسكو وسكان يسعون إلى الاستقلال، بيد أن ثمة بُعداً جيوبولتيكياً مهماً: فقد كانت جروزني، في ظل الحكم السوفياتى، مركزاً رئيسياً لتكرير الزيت، كما كانت نقطة ترانزيت حرجة لأنابيب النفط الَّتي تحمل طاقة بحر قزوين إلى روسيا، وأوكرانيا، وأوروبا الشرقية.





#محمد_عادل_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الاقتصاد السياسي: من العلم إلى الفن التجريبي
- من الاقتصاد السياسي إلى الاقتصاد
- مدرسة الإسكندرية للاقتصاد السياسي: المحاضرة الأولى
- ماتت شيماء
- جدول محاضرات الدورة العلمية السادسة
- مدرسة الإسكندرية للاقتصاد السياسي
- من ريكاردو إلى ماركس عبر قانون القيمة
- العصور الوسطى: تعليق على المصطلح
- محاضرات مدرسة الإسكندرية (4)
- محاضرات مدرسة الإسكندرية (1)
- محاضرات مدرسة الإسكندرية (2)
- محاضرات مدرسة الإسكندرية (3)
- الفكر الاقتصادي عند أرسطو
- محاضرة ثمن الإنتاج عند كارل ماركس
- من التخلف إلى التبعية عبر القيمة
- البخلاء للجاحظ
- الطرح المنهجي لمشكلة القيمة
- من المشاعية البدائية إلى الرأسمالية
- الجدول الاقتصادي
- نمط إنتاج خراجي؟


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- كيف استفادت روسيا من العقوبات الاقتصادية الأمريكية لصالح تطو ... / سناء عبد القادر مصطفى
- مشروع الجزيرة والرأسمالية الطفيلية الإسلامية الرثة (رطاس) / صديق عبد الهادي
- الديمغرافية التاريخية: دراسة حالة المغرب الوطاسي. / فخرالدين القاسمي
- التغذية والغذاء خلال الفترة الوطاسية: مباحث في المجتمع والفل ... / فخرالدين القاسمي
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي- الجزء ا ... / محمد مدحت مصطفى
- الاقتصاد الزراعي المصري: دراسات في التطور الاقتصادي-الجزء ال ... / محمد مدحت مصطفى
- مراجعة في بحوث نحل العسل ومنتجاته في العراق / منتصر الحسناوي
- حتمية التصنيع في مصر / إلهامي الميرغني
- تبادل حرّ أم تبادل لا متكافئ : -إتّفاق التّبادل الحرّ الشّام ... / عبدالله بنسعد
- تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الطريقة الرشيدة للتنمية ا ... / احمد موكرياني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصناعة والزراعة - محمد عادل زكي - من أجل الزيت!