أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الحامدي - يوميات بنية منتحرة ...القسم الرابع














المزيد.....

يوميات بنية منتحرة ...القسم الرابع


عادل الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 4736 - 2015 / 3 / 2 - 11:34
المحور: الادب والفن
    


يوميات بنية منتحرة ....
القسم الرابع .....
تفيق اسماء من كابوسها لتجد ان قدراغير يسير مما رأته فيه ستعيشه بعد قليل في واقعها :بعد ان تفطر وتقوم بدورتها الصغيرة امام الدار ستقعي القرفصاء قرب امها المنشغلة باجتناب صهد الطابونة وفي نفس الوقت احتراق الكسرة ....بعد ان تنتهي تطلب منها ان تحمل ما انضجته الى دكان " جميلة " لتبيعه ضمن ما تبيع على ان ترسلها مجددا ليلا لتتقاضى الثمن وتسترجع ما بقي من كسرات لم تبع وتقارب يوميا ثلث ما تصنع وهكدا تربح الام يوما وتخسر يوما ولا يتجاوز مقدار ما تربحه يوميا ال3دنانير تمدها لها اسماء وهي ترشقها بنظرة متشككة ولا تكتفي بدلك ولا بالاثبات ممثلا في عدد الكسرات التي عادت في السلة بل تقبل على عده وتعيد عده ساخطة متدمرة لا تكاد توفر شتيمة دون ان توجهها لابنتها الصغيرة " المنحوسة " كانها هي المسؤولة عن الخسارة.... الحق ان اسماء لشد ما كانت تشفق على على امها وتشعر بحرقتها لضياع تعب يومها الدي سترميه بعد ان تيبس الى معزات جارتها العجفاوات ولكنها تمتلئ كمدا وهي تصغي اليها تمطرها بوابل من السباب الدي لا تتحمله نفسيتها الغضة ..لشد ما صارت اسماء تكره تلك القعدة القرفصاء التي كانت مجبرة عليها قرب والدتها ..ولكن مادا بيدها ان تفعل ؟؟في الغرفة الاخرى شقيقها الاكبر العاطل لا يطيق دخول احد عليه في خلوته قهو دائم الهيجان وقد وصل به الهيجان مرة الى اصطدام عنيف مع والده اشتبكا خلاله بالايدي وهو مثل بقية الشبان العجزة الجبناء يصب سخطه دائما على اخته ولهدا كانت تكرهه اشد الكره وتنفر منه اشد النفور ولا يتبقى لها غير تلك القعدة الثقيلة المضجرة حدو امها دائمة الوحوحة من لسعات النار ...لخيرا اقتلعت نفسها من هناك واتجهت الى الحائط الغربي للدار الدي لم تصله الشمس بعد ..رغم علمها بالرودة المخيمة عليه فانها اختارت الدهاب والانزواء هناك لمعرفتها ان لا احد من اهل الدار او جيرانهم سيقترب منه في تلك الساعة ..جلست على الارض الباردة ومدت ساقيها الى الامام وهما مضمومتان الى بعضهما وبسطت يداها على ركبتيها في جلسة تشبه التضرع....بينما عيناها اللتان انضاف الى العشي الغريب الدي اصابهما حر الطابونة الدي لفحهما على مشاهد لامسها القريب تمتلئ نفسها حيالها قنوطا وانسحاقا ...شاهدت نفسها رفقة صويحباتها في ساحة المدرسة والبؤس المخيم عليها المتجلي في مظهرها المريع القبيح والاطفال المعفرة ملابسهم بالاغبرة والطين وقد خلق دلك البؤس حجابا صفيقا بينهم جميعا : كل واحد يعتقد نفسه الوحيد في بؤسه والبقية ينتحلون مظهر الفاقة سخرية منه ونكاية وكل واحد يغوص عميقا في لجة يأس شامل من نجدة تاتيه من غيره وتخرجه مما هو فيه ...:
ــ انتم تبيعون الطابونة وتربحون منها ووالدك تاجر فمادا ينقصك ...؟؟ابتسمت اسماء بمرارة لدى تدكرها التي وجهتها لها قبل يومين صديقتها ندى ...نربح منها ؟؟ووالدي تاجر ؟؟؟بل بائع متجول يخسر رأسماله كل مساء ويجدده بجهد جديد كل صباح وفي سبيل دلك لا مفر من الاشتباك مع زوجته فهي الوحيدة التي ستنجده ...وتدكرت اسماء والد ندى الدي لا يعرف احد نوع عمله ولا من اين ياتي بكل تلك الاموال التي يرونه ينفقها يوميا وكلما سالتها اسماء عن دلك كانت الاجابة :
ــ اش يهمك ؟؟....رغم ان لهفة شقيقها على اقتفاء اثر دلك الشاطر والد ندى وحديثه عن مداخيل طائلة تدرها تجارة التهريب دلت اسماء على مفاتيح لغز دلك الرجل والاموال التي ينفقها ولا يعرف احد مصدرها ...ولكن شقيقها كان بلا مال وانانيا بلا حدود وان يكن لديه بعض العلاقات التي لم يدر بعد كيف يوظفها للوصول الى مبتغاه ..صباحه الدي لا ينقطع في وجهها باعتبارها الكبرى بين اخوتها وشعورها بانه لا يعتبرها اكثر من خادمة كلما عن له جلب البعض من رفاقه الى البيت واوامره التي لا نهاية لها ولا رد يفرقع صداها رأسها ويلاحقها أينما دهبت ..وهاهي الان في جلستها وظهرها الى الحائط تحس باختلاجات وتشنجات وتعتورها قشعريرة اقلها بفعل البرودة التي يبست ظهرها واكثرها بفعل الصور التي شرعت تتلاحق في مخيلتها وتحول رأسها تدريجيا الى قطعة من الحجر الاصم ..عندما يصل بها الالم الى منتهاه تتوقف عن الاحساس به وتصير تلك حال رأسها .. : كتلة صماء متدلية بين كتفيها ...وجدان صديقتها هي الاخرى اعتادت ان تدع رأسها اغلب الوقت متدليا بين كتفيها ولكن ليس لفرط الم انتابها بل بدافع النشوة وعكوفا على التابلات الدي لم تكن تتوقف عن اخراجه اثناء ساعة الاستراحة ووقوفها في ساحة المدرسة واصابعها لا تكف عن العبث على سطح شاشته الكريستالية وبين الحين والخين ترفع راسها وتجيب نظرة منكرة على من حولها وسحنة متغطرسة تملا وجهها كانها لا تعرف احدا من رفاقها ورفيقاتها ...
ــ انه بالتوش ...احدري ...جربت اسماء ان تقترب منها وتلمسه فنهرتها مزدرية ..انقسم الصغار الى عالمين ....: اولاد المنعمين لا يكفوا عن تقليب هواتفهم منتظرين سيارات اولياءهم لتقلهم واولاد المحرومين يلودون بالحيطان الباردة وتلاحقهم تلك البرودة اينما حلوا ...كانت ساعة الدراسة بالنسبة لاسماء قطعة من العداب ...ولم يكن يهون عليها انتهاءه رنين الجرس فهي كانت تدرك انها ستنتقل من عداب الى عداب اشد منه وانكى ....العودة المنهكة الى المنزل ثم اللاشئ واللاجدوى اللدان ينتظرانها هناك ..
يتبع )....



#عادل_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يومبات بنية منتحرة ...
- يوميات بنية منتحرة .من وحي حالات الانتحار التي اقدم عليها ال ...
- يوميات بنية منتحرة ...قصة من وحي حالات الانتحار في صفوف الاط ...
- حتى لا يتحول الى التونسيون الى شعب دهليزى
- حقيقة ام سينما ؟؟
- التائه في سراديب الزهايمر
- فصول من حياة حرفي معاق
- كيف نقتل في اجيالنا الصاعدة روح الاختلاف ونحولها الى ببغاوات
- - احزان سعيدة - رواية حول عمل ومعاناة النساء في االارياف الت ...


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل الحامدي - يوميات بنية منتحرة ...القسم الرابع